
شبكة النبأ: منذ فترة ليست بالقليلة
اصبح مؤكدا ان زعيم تنظيم القاعدة بن لادن مع العديد من مساعديه الكبار
يتواجدون في المناطق الجبلية النائية على الحدود بين افغانستان
وباكستان حيث توفر له بعض القبائل الباكستانية الإمدادات والمساعدات
اللوجستية رغم ان هذه القبائل تدعي التعاطف فقط مع القاعدة، الامر الذي
يلزم الحكومة الباكستانية بالعمل على مطاردته في تلك المناطق.
ولكن الرئيس مشرف يرى ان الدخول في مواجهات عسكرية مع القبائل
المتمرسة في تلك المناطق من شانه ان يؤزم الوضع اكثر في باكستان ويثير
ردود افعال دموية من القبائل قد تحول بلده الى نسخة اخرى من النموذج
العراقي بكل ما فيه من تعقيدات.
حيث تتزايد اعداد مسلحين يسيرون على نهج القاعدة وطالبان، شجعتهم
الاخفاقات الامريكية في العراق ويعتقدون ان بوسعهم زعزعة استقرار
باكستان واسقاط الرئيس برويز مشرف حليف الولايات المتحدة باستخدام نفس
اساليب المسلحين العراقيين.
وبالنظر للضغط الكبير الذي تمارسه الولايات المتحدة على الرئيس مشرف
والذي لم يؤت ثماره لحد الان فان الباكستانيين قد يصحون يوما على غزو
امريكي واسع النطاق لإستهداف المناطق القبلية التي تخفي بن لادن
وزعامات القاعدة.
وعقب تناول العشاء في نادي اسلام اباد الذي يرتاده صفوة المجتمع في
العاصمة كشف ضابط مخابرات باكستاني النقاب عن الكابوس الذي يطارد اجهزة
الامن في البلاد.
وقال الضابط بصوت خفيض:نخشى ان تصبح باكستان مثل العراق بكل ما
يشهده من تفجيرات انتحارية.
وبعد اربعة اشهر وعقب شن قوات خاصة هجوما على معقل للمسلحين في مسجد
بالعاصمة ساء الوضع الامني كثيرا حتى بدا ان الكابوس اضحى واقعا.
حيث تلى ذلك ثلاث هجمات انتحارية اسفرت عن سقوط 52 قتيلا. واستهدفت
الهجمات الشرطة والجيش ومهندسين من الصين، اوثق حليف لباكستان في
المنطقة. ونجا الصينيون دون اي اذى ولكن مرافقيهم من رجال الشرطة
قتلوا.
وعلى مدار أكثر من اسبوعين من شهر يوليو تموز قتل اكثر من 180
معظمهم من الجنود ورجال الشرطة وسقط اغلب الضحايا اثر تفجيرات
انتحارية.
وزادت الاوضاع سوءا بانهيار اتفاق السلام المبرم منذ عشرة أشهر مع
مسلحين موالين لطالبان في اقليم وزيرستان الشمالي على الحدود مع
افغانستان.
وتأتي الازمة في وقت حرج في تاريخ باكستان اذ تجري الانتخابات في
يناير كانون الثاني القادم في واحدة من احرج اللحظات للرئيس برويز مشرف
منذ توليه مقاليد الحكم اثر انقلاب في عام1999.
ويضع ذلك الحكومة في مأزق فمحاولات الاسترضاء لم تجد والخسائر
الفادحة تأتي بنتائج عسكية.
وصرح مسؤول بارز لرويترز طلب عدم نشر اسمه، لا ننوي الاستسلام
سنواصل القتال.
وتابع، لا يسعنا ان نعزل مواطنينا كما يبدو انه حدث مع حكومة
الولايات المتحدة بشان العراق. لا نريد ان يصل الامر للحد الذي يقول
معه الناس .. كفى.. فقط اقروا السلام مع الملالي.. نريد سلاما.
وهذه الايام يشير مشرف لنهج طالبان والتطرف بوصفهما اكبر المخاطر
لباكستان ويريد فترة ولاية اخرى ليهزمهما ويحمى ما انجزه من احياء
للنشاط الاقتصادي وسلام دائم مع الهند المجاورة.
ويمكن لمشرف ان يقود عملية اعادة انتخابه من خلال المجالس الحالية
قبل حلها في نوفمبر تشرين الثاني ولكن في حال اجراء انتخابات حرة
ونزيهة كما تصر واشنطن فقد ينتهي به المطاف بتقاسم السلطة مع رئيس
وزراء ليس من اختياره.
وفي السر يبدي كبار المسؤولين في الادارة الباكستانية مخاوفهم من ان
تنال الازمات المتعددة من مشرف في ظل غياب دعم كاف وان ينسحب بكل
بساطة.
وقال مسؤول بارز، انه سيناريو قد يحدث اذا ما خرجت الامور عن
السيطرة في ضوء طبيعة شخصيته.
ويتعرض مشرف لضغط دائم من الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي ليبذل
جهدا اكبر للقضاء على ملاذات امنة لافراد طالبان داخل باكستان.
كما ضعف موقفه نتيجة انتقادات واسعة النطاق لمحاولته اقصاء كبير
القضاة في البلاد. واحبطه عدم مساندة ساسة في الائتلاف الحاكم له خلال
تلك الازمة. ويحبطه ايضا محاولة عقد صفقات من ساسة سابقين مثل رئيسة
الوزراء السابقة بينظير بوتو التي تتحين الفرصة للعودة من المنفى سعيا
وراء الحكم.
واضافة الى كل ذلك فان الجنرال مطالب دستوريا بترك الجيش بحلول
نهاية العام. ولكن يمكن لمشرف على الاقل الاعتماد على المساندة
الامريكية.
الملاذ الآمن للقاعدة يقلق بوش
من جهته قال الرئيس الامريكي انه قلق من نتائج توصل اليها تقرير
للمخابرات الامريكية بأن القاعدة رسخت أقدامها في ملاذ امن لها في
منطقة قبلية في باكستان بالقرب من أفغانستان.
ولكن بوش عرض المساعدة على الرئيس برويز مشرف بالقول انه يعتقد بأن
مشرف ملتزم بمحاربة متشددي القاعدة وطالبان.
وأفاد جزء من تقرير تقديرات المخابرات القومية أعلن في الاسبوع
الماضي أن هناك تهديدا داهما ومتناميا للولايات المتحدة من جانب جماعات
الامية متشددة ولا سيما تنظيم القاعدة الذي يقوده أسامة بن لادن.
وأضاف بوش، أن تقييم التقرير الخاص بأن القاعدة تكتسب قوة في
المنطقة القبلية في باكستان هو من أكثر الامور اثارة للقلق.
وأكد البيت الابيض أن الهدنة التي توصل اليها مشرف في سبتمبر مع
زعماء القبائل لم تنجح وقال بوش أنه ثبت بأن الزعماء غير راغبين أو غير
قادرين على حراسة المنطقة بأنفسهم.
وأضاف الرئيس الامريكي، ان الرئيس مشرف يعترف بأن الاتفاق لم ينجح
أو لم يطبق بصورة جيدة وهو يتخذ خطوات فعالة لتصحيح الامر.
وأشار بوش الى ان القوات الباكستانية تقاتل المتشددين وأن الولايات
المتحدة تساعدها. وأضاف، سنعمل مع شركائنا لنمنع حصول طالبان والقاعدة
على ملاذ امن في باكستان أو في أي مكان في العالم.
ومن المعتقد بأن منطقة شمال وزيرستان القريبة من حدود أفغانستان
معقل لنشاط القاعدة وطالبان ويقول المسؤولون الامريكيون أن بن لادن
وغيره من كبار القادة في تنظيم القاعدة مختبئون هناك.
وتقول وزارة الخارجية الباكستانية أن قواتها وحدها يمكنها شن أعمال
في مواجهة الارهاب على الارض الباكستانية.
باكستان ترد على منتقديها
وردّت باكستان على منتقدي قتالها ضد الارهاب من الأمريكيين وأصَرت
على ان جيشها مؤهل على أفضل وجه لتعقب أُسامة بن لادن ومتشددي القاعدة
الآخرين الذين تعتقد واشنطن انهم في ملاذ آمن في المناطق القبلية
الباكستانية بالقرب من أفغانستان. بحسب رويترز.
وانتقد وزير الخارجية الباكستاني خورشيد محمود قصوري في مقابلة مع
قناة تلفزيون (سي.ان.ان) الاخبارية الحديث عن قيام قوات أمريكية
بمهاجمة القاعدة على أرض باكستانية محذرا من ان أي اعتداء سيثير الرأي
العام في باكستان حليفة واشنطن في مكافحة الارهاب.
وقال في مقابلة من لاهور بباكستان، اننا ملتزمون بالسيطرة على
الارهاب والناس في باكستان تغضب بشدة عندما يوجه اليهم كل هذا النقد
على الرغم من كل التضحيات التي بذلتها باكستان.
واضاف، ما لا أُحبه هو النبرة التي أسمعها الآن والتي أقرأها الآن
في وسائل الاعلام الأمريكية. |