مصطلحات نفسية: الطلاق

الطلاق: Divorce

شبكة النبأ: الطلاق هو انقطاع شرعي للرابطة الزوجية.

عدد حالات الطلاق في البلدان الغربية متصاعد باستمرار منذ بداية هذا القرن. وكانت حالة طلاق واحدة قد أحصيت في فرنسا، عام 1960، من اثنتي عشرة حالة زواج؛ وكانت هذه النسبة عام 1977 حالة طلاق من ثماني حالات زواج، وآلت إلى الطلاق 10% من عقود الزواج في البلدان المنخضة، وفق دراسة ب.كوب (1976)، في حين أن 20% من عقود الزواج المعقودة بين 1941 و1945 أفضت إلى الانفصال. ويوحي هذا التصاعد الخطي أن نسبة الطلاق لدى الأشخاص المتزوجين بين 1966 و1970 ستكون بنسبة 25%. ويلاحظ كوب أن حالات الطلاق تكون أكثر تواتراً بمقدار ما يكون الرجل متزوجاً في عمر فتي (40% بالنسبة للرجال المتزوجين في التاسعة عشرة، مقابل 12% للمتزوجين في الثلاثين من عمرهم). وهناك أرقام متشابهة حصلنا عليها في الولايات المتحدة الأمريكية: نسبة الطلاق 25%، و33% للمتزوجين في عمر فتي. ويمكننا أن نشرح هذه الزيادة بالتقاء ثلاث ظواهر: وضع الأسرة موضع التساؤل في شكلها التقليدي؛ تحرر النساء؛ تخفيف قسوة التشريع، فعندما يكون للزوجة فاعلية مهنية تكون نسبة الطلاق أكثر تواتراً أربع مرات مما لو كانت تنذر نفسها للأسرة حصراً. وانتهى الطلاق، المحرّم في البلدان الكاثوليكية خلال زمن طويل، إلى أن يكون مسموحاً في حالة الخطيئة الفادحة التي يرتكبها أحد الزوجين. ولم يكن ممكناً أن ينحل زواج برضى الزوجين المتبادل، في فرنسا، إلا منذ صدور قانون 11 تموز 1975.

والطلاق، دائماً على وجه التقريب، مآل سوء تفاهم يتعذر تجاوزه بين الزوجين، مصدره يمكنه أن يكون جنسياً، ثقافياً، ذا علاقة بالطبع أو عصابياً. وليس من النادر، في الواقع، أن تكون شخصية أحد الزوجين، أو كلاهما، ضعيفة التوازن أو غير ناضجة، وأن يبحث الزوج أو الزوجة، في الشريك، عن صورة أب من الأبوين ظل مثبتاً عليها. ولاحظ ك. هافتر. الذي استقصى في بال حالات أزواج مطلقين، أن أحد الزوجين أو الاثنين غير ناضجين بالفعل في 70% من الحالات.

وإذا كان الطلاق مؤلماً للزوجين، فهو مأساوي للأطفال، الذين يرون منزلهم الأسري يتحطم وأبويهم يمزق أحدهما الآخر ويتبادلان الكره بعد حب، وكونهم لا يفهمون أسبابهما، فهم تعساء وضائعون. ويشعرون في بعض الأحيان أنهم مسؤولون عما يحدث، ولاسيما إذا كانوا سبباً من أسباب الشقاق. وتتفاقم حيرتهم عندما يبحث أحد الزوجين عن أن يجعل منهم (حلفاء) له ضد الآخر ويعلق محبته إياهم بهذا الحلف، ويرى الأطفال في بعض الحالات، في سوء التفاهم بين الأبوين، مناسبة للإفلات من كل قسر وللإفادة المادية من الطرفين (هدايا، حلوى...)، إذ يتملقون الاثنين معاً، وتختلف ارتكاسات الأطفال على طلاق أبويهما تبعاً لعمرهم. إنهم يميلون، في مرحلة الكمون (من سبع سنوات إلى نحو من أربعة عشرة سنة)، إلى أن يأخذوا على عاتقهم من يبدو لهم، في الثنائي، أكثر هشاشة، وهم، في المراهقة، ينحازون انحيازاً أكثر وضوحاً، وفق معرفتهم بالوضع، مع أنهم يؤمنون استقلالهم الخاص في الوقت نفسه.

وعندما يستقر سوء التفاهم الزوجي خلال سنين، جاعلاً الجو الأسري خانقاً، فربما يستقبل الطلاق بارتياح، وفقدان أب أمر مؤلم، ولكنه لا يولد المرض بالضرورة، في حين ان سوء التفاهم الزوجي، الذي يسبق الانفصال ويستطيل ما بعد الطلاق، وبيلٌ. وكان غريغوري (1965)، دوغلاس ومعاونوه (1966 – 1968)، جيبسون (1969) وميكائيل روتر (1974) قد أكدوا هذه الواقعة بوضوح، ويلاحظ ميكائيل روتر أن نسبة الاضطرابات المعادية للمجتمع منخفضة جداً إذا كان انفصال الأطفال عن آبائهم بسبب المرض أو العطل المدرسية، في حين أن ما يقرب من نصف الأطفال يظهرون سلوكاً يعادي المجتمع إذا كان الانفصال بسبب شقاق أسري، أي (نسبة أعلى من أربع مرات من نسبة الأطفال الآخرين) (روتر، ص490) ونقول، بصورة عامة، إن عدد الفتيان الجانحين أعلى على نحو ذي دلالة لدى الصبيان المتحدرين من أسر يسود فيها سوء التفاهم عما هو لدى الصبيان الذين يسود التفاهم بين آبائهم.

وثمة، في حالات نادرة جداً، أزواج يمكنهم، إذ احتازوا الوعي أنهم لم يخلقوا ليعيشوا معاً، أن يصمموا على الانفصال، دون انفعال، ولا حقد، ولا جفوة، ولكنهم صمموا على أن يحتفظوا بصلات وجدانية تربطهم بأطفالهم. ولا يكتفون أنهم لا يطلبون من هؤلاء الأطفال أن ينحازوا لأحد منهما، ولكنهم يبذلون أيضاً جهداً للاحتفاظ بصورة الزوج السابق، بل لإضفاء قيمة عليها، بحيث يظلون دائماً متضامنين في دورهم، دور الأبوين.

متعلقات

طلاق(1)

الطلاق هو انفصال الزوجين عن بعضهما بشكل رسمي وقانوني. وقد يتم باتفاق الطرفين، أو بإرادة أحدهما، وهو موجود لدى العديد من ثقافات العالم، لكنه غير موجود لدى أتباع الكنيسة الأرثوذكسية، على سبيل المثال.

يعتبر الطلاق ظاهرة غير محببة ، لأنه قد يجلب العديد من المشكلات خاصّة على الأسرة التي فيها أطفال لم يبلغوا سن الرشد بعد.

 الطلاق في الإسلام

يعتبر الطلاق ظاهرة غير محببة

الطلاق في الإسلام عدة أنواع:

 طلاق رجعي

هو الذي يملك الزوج بعد إيقاعه على زوجته أن يعيدها إلى عصمته من غير عقد جديد ومهر جديد مادامت في عدتها، ولم يكن هذا الطلاق مسبوقا بطلاق أصلا، أو مسبوقا بطلقة واحدة أو طلقتين. ويحرم على الخاطب أن يصرح بخطبتها أو أن يعرض لها برغبته في خطبتها لأن الزوجة لم تنفصل عن زوجها وله مراجعتها في أى وقت شاء مادامت في عدتها. وأخرج الطبري بسند صحيح عن المغيرة قال : كان إبراهيم لا يرى بأس أن يهدي لها في العدة إذا كانت من شأنه - وأخرج الطبري أيضاً في قوله تعالى : {فِيمَا عَرَضتُم بِه مِن خِطبَة النِسَاء} - قال يذكرها إلي وليها يقول لا تسبقني بها . هو أن يطلق الرجل زوجته بلفظ من ألفاظ الطلاق وفي هذه الحالة يمكنه مراجعاتها طالما أنه في العدة بعد الطلقة الأولى والثانية.

 طلاق بائن بينونة صغرى

الطلاق البائن بينونة صغرى فهو أن تكون مطلقة الطلقة الثالثة فلا يملك الزوج مراجعتها حتى تنكح زوجاً غيره، وتسمى المطلقة في هذه الحالة المطلقة المبتوتة أي التي طلقت آخر ثلاث تطليقات.

الذي لا يستطيع الرجل بعده أن يعيد زوجته المطلقة إلى عصمته إلا بعقد ومهر جديدين. ومثال ذلك أن يقول الرجل لزوجته: أنت طالق، ثم يتركها من دون مراجعة إلى أن تنقضي عدتها، ففي هذه الحالة لا يستطيع مراجعتها إلا بإذنها ورضاها وبمهر وعقد جديدين. ويجوز التعريض بالخِطبة ولا يجوز التصريح بها إن كان الخاطب غير زوجها ، أما لزوجها فيجوز له التصريح أو التعريض للخطبة . فهو أن تكون مطلقة الطلقة الثالثة فلا يملك الزوج مراجعتها حتى تنكح زوجاً غيره، وتسمى المطلقة في هذه الحالة المطلقة المبتوتة أي التي طلقت آخر ثلاث تطليقات.

 طلاق بائن بينونة كبرى

الطلاق البائن بينونة كبرى، هو الطلاق الذي لا يستطيع الرجل أن يعيد زوجته إليه إلا بعد أن تتزوج بزوج آخر زواجا صحيحا"أي لا يكون ذلك الزواج مدبراً من قِبَل الزوج ليستطيع ردها من بعد أن يطلقها الزوج الآخر ويجوز التعريض بالخطبة ولا يجوز التصريح بها لئلا يحدث نزاع بين الزوجة ومطلقها.

الطلاق في المسيحية

الزواج والطلاق في العقيدة المسيحية له مفهوم مختلف يميزه عن المفاهيم الاخرى للزواج في الثقافات المختلفة فوفقًا لما ورد في إنجيل متي الاصحاح الخامس الآية رقم 21 "وقيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق وأما انا فاقول لكم إن من طلق امرأته إلا لعلّة الزنى يجعلها تزني ومن يتزوج مطلقة فإنه يزنى" فإن الطلاق في المسيحية يعتبر أمر غير مقبول

 الطلاق في أوروبا ظهوره وانتشاره:

لم يكن الطلاق في اوروبا شائعا لانه كان مخالفا لما ورد في الانجيل حتى اصطدم الامبراطور (الاسم غير متاح) بالبابا (الاسم غير متاح) حينما طلب منه السماح له بالطلاق من زوجته ليتزوج باخرى ، فلم يكن من الممكن ان يتزوج بامرأتان في نفس الوقت ، فرفض البابا فقام الامبراطور بفصل الكنيسة عن الحكم

الطلاق .. أسبابه .. وطرق الوقاية منه(2)

             يعتبر الطلاق مشكلة اجتماعية نفسية.. وهو ظاهرة عامة في جميع المجتمعات ويبدو أنه يزداد انتشاراً في مجتمعاتنا في الأزمنة الحديثة والطلاق هو " أبغض الحلال " لما يترتب عليه من آثار سلبية في تفكك الأسرة وازدياد العداوة والبغضاء والآثار السلبية على الأطفال ومن ثم الآثار الاجتماعية والنفسية العديدة بدءاً من الاضطرابات النفسية إلى السلوك المنحرف والجريمة وغير ذلك.

          ومما لا شك فيه أن تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة وتكوين الأسرة قد نال اهتمام المفكرين منذ زمن بعيد. ونجد في كل الشرائع والقوانين والأخلاق فصولاً واسعة لتنظيم هذه العلاقة وضمان وجودها واستمرارها. ويهتم الدين ورجال الفكر وعلماء الاجتماع وعلماء النفس بهذه العلاقة، كل يحاول من جانبه أن يقدم ما يخدم نجاح هذه العلاقة لأن في ذلك استمرار الحياة نفسها وسعادتها وتطورها.

          وتتعدد أسباب الطلاق ومنها الملل الزوجي وسهولة التغيير وإيجاد البديل وطغيان الحياة المادية والبحث عن اللذات وانتشار الأنانية وضعف الخلق، كل ذلك يحتاج إلى الإصلاح وضرورة التمسك بالقيم والفضائل والأسوة الحسنة.

          ومن الأسباب الأخرى "الخيانة الزوجية" وتتفق كثير من الآراء حول استحالة استمرار العلاقة الزوجية بعد حدوث الخيانة الزوجية لاسيما في حالة المرأة الخائنة. وفي حال خيانة الرجل تختلف الآراء وتكثر التبريرات التي تحاول دعم استمرار العلاقة.

          وفي بلادنا يبدو أن هذه الظاهرة نادرة مقارنة مع المجتمعات الأخرى ، ويمكن للشك والغيرة المرضية واتهام أحد الزوجين الآخر دون دليل مقنع على الخيانة الزوجية يكون سبباً في فساد العلاقة الزوجية وتوترها واضطرابها مما يتطلب العلاج لأحد الزوجين أو كليهما، ذلك أن الشك يرتبط بالإشارات الصادرة والإشارات المستقبلة من قبل الزوجين معاً، ويحدث أن ينحرف التفكير عند أحدهما بسبب غموض الإشارات الكلامية والسلوكية التي يقوم بها . كأن يتكلم قليلاً أو يبتسم في غير مناسبة ملائمة أو أنه يخفي أحداثاً أو أشياء أخرى وذلك دون قصد أو تعمد واضح مما يثير الريبة والشك والظنون في الطرف الآخر ويؤدي غلى الشك المرضي. وهنا يجري التدريب على لغة التفاهم والحوار والإشارات الصحيحة السليمة وغير ذلك من الأساليب التي تزيد من الثقة والطمأنينة بين الزوجين وتخفف من اشتعال الغيرة والشك مثل النشاطات المشتركة والجلسات الترفيهية والحوارات الصريحة إضافة للابتعاد عن مواطن الشبهات قولاً وعملاً.

          وهنا نأتي إلى سبب مهم من أسباب الطلاق وهو "عدم التوافق بين الزوجين" ويشمل ذلك التوافق الفكري وتوافق الشخصية والطباع والانسجام الروحي والعاطفي. وبالطبع فإن هذه العموميات صعبة التحديد، ويصعب أن نجد رجلاً وامرأة يتقاربان في بعض هذه الأمور، وهنا تختلف المقاييس فيما تعنيه كلمات "التوافق" وإلى أي مدى يجب أن يكون ذلك، ولابد لنا من تعديل أفكارنا وتوقعاتنا حول موضوع التوافق لأن ذلك يفيد كثيراً تقبل الأزواج لزوجاتهم وبالعكس.

          والأفكار المثالية تؤدي إلى عدم الرضا وإلى مرض العلاقة وتدهورها. وبشكل عملي نجد أنه لابد من حد أدنى من التشابه في حالة استمرار العلاقة الزوجية نجاحها. فالتشابه يولد التقارب والتعاون، والاختلاف يولد النفور والكراهية والمشاعر السلبية. ولا يعني التشابه أن يكون أحد الطرفين نسخة طبق الأصل عن الأخر. ويمكن للاختلافات بين الزوجين أن تكون مفيدة إذا كانت في إطار التكامل والاختلاف البناء الذي يضفي على العلاقة تنوعاً وإثارة وحيوية.

          وإذا كان الاختلاف كبيراً أو كان عدائياً تنافسياً فإنه يبعد الزوجين كلا منهما عن الآخر ويغذي الكره والنفور وعدم التحمل مما يؤدي إلى الطلاق.

          ونجد أن عدداً من الأشخاص تنقصه "الحساسية لرغبات الآخر ومشاعره أو تنقصه الخبرة في التعامل مع الآخرين" وذلك بسبب تكوين شخصيته وجمودها أو لأسباب تربوية وظروف قاسية وحرمانات متنوعة أو لأسباب تتعلق بالجهل وعدم الخبرة.

          وهؤلاء الأشخاص يصعب العيش معهم ومشاركتهم في الحياة الزوجية مما يجعلهم يتعرضون للطلاق، وهنا لابد من التأكيد على أن الإنسان يتغير وأن ملامح شخصيته وبعض صفاته يمكن لها أن تتعدل إذا وجدت الظروف الملائمة وإذا أعطيت الوقت اللازم والتوجيه المفيد، ويمكن للإنسان أن يتعلم كيف ينصت للطرف الآخر وأن يتفاعل معه ويتجاوب بطريقة إيجابية ومريحة.

          وهكذا فإنه يمكن قبل التفكير بالطلاق والانفصال أن يحاول كل من الزوجين تفهم الطرف الآخر وحاجاته وأساليبه وأن يسعى إلى مساعدته على التغير، وكثير من الأزواج يكبرون معاً، ولا يمكننا نتوقع أن يجد الإنسان " فارس أحلامه" بسهولة ويسر ودون جهد واجتهاد ولعل ذلك "من ضرب الخيال" أو " الحلم المستحيل " أو "الأسطورة الجميلة" التي لا تزال تداعب عقولنا وآمالنا حين نتعامل مع الحقيقة والواقع فيما يتعلق بالأزواج والزوجات. ولا يمكننا طبعاً أن نقضي على الأحلام ولكن الواقعية تتطلب نضجاً وصبراً وأخذاً وعطاءً وآلاماً وأملاً.

          وتبين الحياة اليومية أنه لابد من الاختلاف والمشكلات في العلاقة الزوجية. ولعل هذا من طبيعة الحياة والمهم هو احتواء المشكلات وعدم السماح لها بأن تتضخم وتكبر وهذا بالطبع يتطلب خبرة ومعرفة يفتقدها كثيرون، وربما يكون الزواج المبكر عاملاً سلبياً بسبب نقص الخبرة والمرونة وزيادة التفكير الخيالي وعدم النضج فيما يتعلق بالطرف الآخر وفي الحياة نفسها.

          ونجد عملياً أن "مشكلات التفاهم وصعوبته" هي من الأسباب المؤدية للطلاق. ويغذي صعوبات التفاهم هذه بعض الاتجاهات في الشخصية مثل العناد والإصرار على الرأي وأيضاً النزعة التنافسية الشديدة وحب السيطرة وأيضا الاندفاعية والتسرع في القرارات وفي ردود الفعل العصبية. حيث يغضب الإنسان وتستثار أعصابه بسرعة مما يولد شحنات كبيرة من الكراهية التي يعبر عنها بشكل مباشر من خلال الصياح والسباب والعنف أو بشكل غير مباشر من خلال السلبية "والتكشير" والصمت وعدم المشاركة وغير ذلك. كل ذلك يساهم في صعوبة التفاهم وحل المشكلات اليومية العادية مما يجعل الطرفين يبتعد كل منها عن الآخر في سلوكه وعواطفه وأفكاره.

          وفي هذه الحالات يمكن للكلمة الطيبة أن تكون دواء فعالاً يراجع الإنسان من خلالها نفسه ويعيد النظر في أساليبه. كما يمكن تعلم أساليب الحوار الناجحة وأساليب ضبط النفس التي تعدل من تكرار المشكلات وتساعد على حلها "بالطرق السلمية" بعيداً عن الطلاق.

          ويمكن " لتدخل الآخرين " وأهل الزوج أو أهل الزوجة وأمه وأمها أن يلعب دوراً في الطلاق، وهذا ما يجب التنبه إليه وتحديد الفواصل والحدود بين علاقة الزواج وامتداداتها العائلية. والتأكيد على أن يلعب الأهل دور الرعاية والدعم والتشجيع لأزواج أبنائهم وبناتهم من خلال تقديم العون والمساعدة "وأن يقولوا خيراً أو يصمتوا" إذا أرادوا خيراً فعلاً.

          وفي الأسر الحديثة التي يعمل فيها الطرفان نجد أن "اختلاط الأدوار والمسؤوليات" يلعب دوراً في الطلاق مما يتطلب الحوار المستمر وتحديد الأدوار والمسئوليات بشكل واقعي ومرن. حيث نجد أحد الطرفين يتهم الآخر بالتقصير ويعبر عن عدم الرضا ولكنه يستخدم مقاييس قديمة من ذاكرته عن الآباء والأمهات دون التنبه إلى اختلاف الظروف والأحداث. ولابد لهذه المقاييس أن تتعدل لتناسب الظروف المستجدة مما يلقي أعباءً إضافية على الطرفين بسبب حداثة المقاييس المستعملة ونقصها وعدم وضوحها.

          ومن أسباب الطلاق الأخرى " تركيبة العلاقة الخاصة بزوج معين" كأن يكون للزوج أبناء من زوجة أخرى أو أن الزوجة مطلقة سابقاً وغير ذلك، وهذه المواصفات الخاصة تجعل الزواج أكثر صعوبة بسبب المهمات الإضافية والحساسيات المرتبطة بذلك، ويتطلب العلاج تفهماً أكثر وصبراً وقوة للاستمرار في الزواج وتعديل المشكلات وحلها.

          ومن الأسباب أيضاً " تكرار الطلاق " في أسرة الزوج أو الزوجة. حيث يكرر الأبناء والبنات ما حدث لأبويهم .. وبالطبع فالطلاق ليس مرضاً وراثياً ولكن الجروح والمعاناة الناتجة عن طلاق الأبوين إضافة لبعض الصفات المكتسبة واتجاهات الشخصية المتعددة الأسباب .. كل ذلك يلعب دوراً في تكرار المأساة ثانية وثالثة، ولابد من التنبه لهذه العملية التكرارية وتفهمها ومحاولة العلاج وتعديل السلوك.

          ومن أسباب الطلاق أيضاً انتشار "عادات التلفظ بالطلاق وتسهيل الفتاوى" بأن الطلاق قد وقع في بعض الحالات، ويرتبط ذلك بجملة من العادات الاجتماعية والتي تتطلب فهما وتعديلا وضبطاً كي لا يقع ضحيتها عدد من العلاقات الزوجية والتي يمكن لها أن تستمر وتزدهر. والطلاق هنا ليس مقصوداً وكأنه حدث خطأ...

وهكذا نجد أن أسباب الطلاق متعددة وأن الأنانية والهروب من المسؤولية وضعف القدرة على التعامل مع واقعية الحياة ومع الجنس الآخر، أنها عوامل عامة تساهم في حدوث الطلاق. ولا يمكننا أن نتوقع أن ينتهي الطلاق فهو ضرورة وله مبررات عديدة في أحيان كثيرة ولا يمكن لكل العلاقات الزوجية أن تستمر إذا كانت هناك أسباب مهمة ولا يمكن تغييرها.

          وفي النهاية لابد من الإشارة إلى دور العين والسحر والشياطين وغير ذلك من المغيبات في حدوث الطلاق، حين نجد عملياً أن هناك إفراطاً في تطبيق هذه المفاهيم دون تريث أو حكمة من قبل كثير من الناس.

          ومن الأولى بحث الأسباب الواقعية والملموسة ومحاولة تعديلها لعلاج مشكلة الطلاق وأسبابه والحد منه. وأيضاً مراجعة النفس والتحلي بالصبر والأناة والمرونة لتقبل الطرف الآخر وتصحيح ما يمكن تصحيحه في العلاقة الزوجية مما يشكل حلاً واقعياً ووقاية من التفكك الأسري والاجتماعي.

( من كتاب الطب النفسي والحياة الجزء الثاني للمؤلف 1997 )

50 % من حالات الطلاق بمكة تقع قبل دخول منزل الزوجية (3)

كشفت دراسة سعودية أن 50 % من حالات الطلاق في مكة المكرمة (غرب المملكة) تقع قبل دخول منزل الزوجية, وأن هذه النسبة هي الأعلى تليها حالات الطلاق بعد أول سنتين من الزواج.

وقالت الدراسة التي أجراها فريق خبراء ومختصين لصالح لجنة التنمية الاجتماعية في مكة أن أعلى حالات الطلاق تقع بالفسخ أو الخلع بين الزوجين قبل دخولهما إلى بيت الزوجية خاصةً بين الشباب, وذلك بنسبة تزيد عن 50 % من حالات الطلاق بالمنطقة, يليها الطلاق بعد أول سنتين من الزواج.

وكشفت الدراسة التي نشرت اليوم الثلاثاء 24-7-2007 أن حالات الطلاق تصل إلى 62 % في بعض محافظات المنطقة, بسبب صعوبات اقتصادية وعدم إدراك الشباب لمسؤوليات الزواج, لاسيما مع ظهور أنواع جديدة من الزيجات كالمسيار والمصياف.

وأوضحت أن المسألة ما هي إلا نتاج لتراكمات لسنوات طويلة, مترتبة على ظاهرة المخدرات وانتشار المخالفين, والعمالة من الخادمات والسائقين وأساليب تربية وحقوق شرعية وتعامل أسري وانعدام التكافل الاجتماعي.

وقالت الدراسة إن أبرز أسباب عدم دقة إحصائيات ودراسات سابقة بالقدر المطلوب, هو الاختلافات الفقهية بين القضاة في مسألة تحديد بينونة الطلاق وما إذا كان الواقع بين الزوجين هو الأول أم الثاني.

من جهتهم, حذر خبراء ومختصون من أعضاء البرنامج من هاجس مشكلة الطلاق وبأنه أكبر وأعقد مما يعتقد, مؤكدين أن الدراسة أوضحت أن كثيراً من حالات الطلاق لا تسجل فوراً لدى المحاكم, أو لا تسجل أبداً, مما يعيق الوصول لمؤشرات دقيقة حول معدلات الظاهرة.

الطلاق: ظاهرة تتفشى في المجتمعات العربية(4)

 الطلاق مشكلة لها طابع الخصوصية، وفي الوقت نفسه يتعدى تأثيرها الفرد ليشمل المجتمع ككل، فأطراف العلاقة المتضررون من الطلاق يلحقهم الأذى النفسي والمعنوي لفترات طويلة، مما يترتب عليه خلل في التركيبة الشخصية لبعض أفراد المجتمع، فقد أضحت ظاهرة الطلاق مشكلة واضحة في مجتمعاتنا حتى وصلت نسبة الطلاق في بعض دولنا إلى 30%، فهل الطلاق سلاح يبرزه الرجل لبسط نفوذه ولإثبات رجولته؟ وهل يطلق الرجل متى أراد لمجرد الطلاق؟ وما هي دوافع الطلاق في مجتمعنا؟

من هنا كان من الضروري التصدي لهذه المشكلة ومحاولة وضعها في إطارها العملي الصحيح تمهيداً لطرح حلول تخفف نوعاً ما من نسبة الطلاق التي زادت في مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة.

زوجة أم سيارة ؟

تأسف د. آمال عبد الرحيم من كلية الآداب قسم علم الاجتماع بجامعة دمشق لانتشار ظاهرة الطلاق في المجتمع السوري حتى بين المثقفين "فنجد الرجل لأتفه الأسباب يقسم بالطلاق على زوجته وكأن الرجولة في تطليق هذه المسكينة وهدم حياتها الأسرية، فمثلاً زميل لنا أستاذ جامعي ذهب في رحلة عمل لإحدى دول أوروبا وهناك تعرف على فتاة أوروبية وتزوجها وجلبها معه لبلده ومن ثم طلق زوجته ذات الثلاثة أولاد لماذا؟ فقط لمجرد التغيير، لأنه أراد استبدال أخرى بها، وكأن المرأة أصبحت كالسيارة أو الأثاث تستبدل من فترة لأخرى، فظاهرة الطلاق أصبحت منتشرة لمجرد الطلاق ولا تنحصر في فئة معينة بل هي موجودة في كل الطبقات بل ربما هي بين المثقفين أكثر منها بين عوام الناس".

استقلالية المرأة والطلاق !

وتقول د. آمال لوحظ أنه كلما زادت استقلالية المرأة ونعني بها الاستقلال المادي زاد طلبها للطلاق؟ ولو رجعنا إلى وضع المرأة قديماً نلاحظ أن نسبة الطلاق كانت قليلة لا تعني استقراراً أو سعادة في أغلب الأحوال، ولكن المرأة كانت تفكر إذا طلبت الطلاق فإلى أين تذهب؟ ومن ينفق عليها، وكانت نظرة المجتمع لها قاسية لذلك تراجع نفسها وتروضها على حياة قد لا تكون سعيدة فيها خوفاً من مستقبل لا تبدو ملامحه واضحة، أما مع مواكبة الحضارة وتحقيق استقلاليتها أصبحت أكثر جرأة في طلب الطلاق إذا ساءت الحياة بين الطرفين، دون الحاجة إلى رجل لا تستطيع أن تحقق معه سعادتها.

الأطفال أولاً

وللأسف يوجد الآن الكثير من الرجال والنساء حالياً يلجؤون إلى الطلاق لأسباب تافهة لا معنى لتضخيمها لتصل إلى حد الطلاق، وأثبت مركز للإحصاءات القضائية أن أكبر نسبة للطلاق تكثر في السنوات الأولى وخاصة السنة الأولى من الزواج حيث يحاول كل من الزوجين إثبات ذاته ويرفض أي تنازلات، على اعتبار أن أي تنازل يترجم على أنه نوع من الضعف الذي يرفضه كلاهما في البداية، وبتتالي الحياة ومجيء الأطفال تنخفض النسبة فكلما زاد عدد الأطفال كلما انخفض عدد الطلاق فتشير الإحصاءات عند وجود طفل واحد وتكون النسبة 25 % ومع وجود طفلين تكون النسبة 17 % وهذا مؤشر على تخفيض نسبة عدد الطلاق.

مراهقة الأربعين

هل للمرحلة الثانية من عمر الزواج (مراهقة الأربعين) دور في الطلاق؟

لم تلاحظ أي دراسة تشير إلى هذه العلاقة بزيادة نسبة الطلاق، ولكن بالتأكيد يوجد بعض الأزواج ومع ارتفاع مستواهم المادي يلجؤون إما إلى الطلاق أو إلى التعدد الذي لا داعي له سوى أن المال وفير، فليجأ للزواج بأخرى لتتناسب مع مكانته ووضعه الاجتماعي، ففي سوريا مثلاُ يقبل على الزواج 45 % من المطلقين و 30 % من المطلقات، وفي مصر يقبل على الزواج 50.3 % من المطلقين مقابل 56.4 % من المطلقات وفي الخليج يقبل على الزواج الثاني 79 % من المطلقين و 29 % من المطلقات، وتكثر في مجتمعاتنا العربية ظاهرة زواج صغار السن من الفتيات من رجال كبار السن حتى لتصل أحياناً إلى 9 % في بعض الدول.

المطلقة معاناة وتنازلات

هل ما زالت المرأة الشرقية تعاني من إطلاق لقب مطلقة عليها ؟

نعم إلى حد كبير أعتقد أن المرأة العربية تخاف من كلمة مطلقة ولا يمر عليها حدث الطلاق بشكل عادي بل جرت العادات على أن تساند نساء الحي المطلقة ويقفن إلى جانبها بعد طلاقها لتخفيف هذه المصيبة التي لحقت بها، وتشعر المطلقة إلى الآن في مجتمعنا بالوحدة وبأن الجميع لم يعد يرغب بها، ومازالت تعامل بشيء من الدونية وكأنها مخلوق ناقص أو به عيب، حتى عندما يتقدم لها رجل خاطباً إياها فلا بد أن يكون أرملاً أو مطلقاً أو مرفوضاً من قبل من هي بكر، كأن يكون مريضاً أو به عاهة ما، وتعامل على أساس القبول به فقط وليس من حقها الرفض أو الاختيار فطلاقها نقطة ضعف يقلل من شأنها في المجتمع فيكون لها رد فعل عكسي تحت ظروف نفسية بيولوجية وعضوية إلى أن تقبل البديل ولو على حسابها.

آثار خطيرة

وعن آثار الطلاق الخطيرة على بنيان الأسرة والمجتمع تقول د. آمال : لا شك أن للطلاق أثاراً سيئة ومدمرة على المطلقة من النواحي النفسية والاجتماعية وبخاصة إذا كانت غير متعلمة ولا تستطيع الاعتماد على ذاتها من الناحية الاقتصادية، ولو كانت مستقلة يعطيها راحة نفسية تحسب معها بأنها ليست عالة على أهلها إلا أنها تظل متشائمة ومحبطة لا حيلة لها. أما على الأطفال: فهم أكثر تضرراً وخاصة أنهم في طور التكوين، فتنعكس على نفسياتهم، فقد يترتب على ذلك أن ينشأ الطفل وهو كاره للعلاقة الزوجية، ويذهب الأطفال في كثير من الأحيان ضحية الزواج الفاشل فينشؤون موزعين جسمياً ونفسياً وعقلياً بين الأب والأم مما يسبب لهم صدمات نفسية حادة، مثل كره الأبوين والحسد تجاه من يعيشون حياة الاستقرار وحب السيطرة والتملك والسادية، ويصبحون في العادة مجموعة من العقد النفسية.

نصائح لراغبي الزواج

ولتفادي ارتفاع نسب الطلاق، ومن أجل الاستمرار والنجاح في العلاقة الزوجية تنصح الدكتورة آمال عبد الرحيم بضرورة معرفة كيفية اختيار القرين المناسب والمقارب في الميول والصفات الشخصية والقيم والمبادئ والدين، فكلما تقاربت وجهات النظر أعطى هذا مؤشراً على نجاح العلاقة الزوجية إذ لا بد من توافقات في اختيار الطرف الآخر والتوافق في العمر بين الزوجين والتوافق في المستوى الثقافي فلا يكون أحدهما جاهلاً والآخر متعلماً ، كذلك التوافق في المستوى الاجتماعي، وبذلك نبني زواجاً ناجحاً على أسس علمية صحيحة.

الطلاق والزواج المبكر

وعن إمكانية تقليص نسب الطلاق في المجتمعات تقول د. آمال: معالجة وتقليل نسب الطلاق تكمن في تفادي أسباب الخلل بين الطرفين والتفاوت فيما بينهما، ومن خلال بحث اجتماعي قمت به عام 1999م على عينة في العاصمة السورية وريفها، أستطيع القول: إن من أهم أساب الطلاق كان الزواج المبكر ما بين 17-21 بالنسبة للشاب و 12-18 للفتاة نسبتهم 56.7 % في دمشق وريفها، أما سوء الاختيار حيث دلت الدراسات أن معظم الأفراد للعينة ونسبتهم 77 % منهم اختاروا بطريقة تقليدية أي أن الأهل هم من اختار لهم الشريك الآخر، مقابل 23 % منهم اختاروا بطريقة معاصرة، وكأن الأهل هم يزوجون وهم يطلقون، وكذلك تدخل الأهل والسكن معهم كان له دور في الطلاق. وأما العوامل النفسية كالغيرة وسوء الانسجام العاطفي (الجنسي) وقلة التعليم وكلها أسباب ساهمت في فشل بعض الزيجات، فلا بد من تضافر الأيدي من مستلزمات سكنية للشباب ومساعدتهم وانتشار الوعي والتعليم كلها تسهم في رفع سوية الفرد وجعله عضواً فعالاً في المجتمع ككل.

رأي قانوني

القاضي محمود ونوس تناول موضوع الطلاق من وجهة نظر قانونية حيث أكد أن عقد الزواج من أخطر وأهم العقود لأن له صفة الاستمرارية، والطلاق شرعه الله لحكمة فهو علاج وهو حق للرجل وهو أبغض الحلال إلى الله، وكذلك تستطيع المرأة إذا أحست باستحالة العشرة أن تطلب الطلاق، فالطلاق آخر العلاج وليس أوله، ولا بد أن تسبقه محاولات للتوفيق والإصلاح، وإذا استحكم النفور بين الزوجين ولم تصلح كل الوسائل ولم تنجح فإن الطلاق في مثل هذه الحالة الدواء المر، وللأسف المتضرر دائماً وأبداً من الطلاق هم الأطفال، فيذهبون ضحية لزواج فاشل فيتشردون في دور الرعاية يصارعون ظلمات المجهول، ثم يأتي الضرر على الزوج الذي فقد ماله مع زوجة مستهترة بددت ثروته وأهانت كرامته فليست المرأة الضحية دائماً، وقد تكون المتضررة هي الزوجة التي افترى عليها زوجها وأذاقها ويلات الحياة وخاصة إذا كانت غير متعلمة ونحن نشهد في المحاكم مآسي كثيرة. من هنا يظهر جلياً ما للطلاق من آثار سلبية على جميع أفراد الأسرة ولا يوجد في الطلاق طرف رابح فالكل خاسر فيه.

حكم شرعي

يقول د.مصطفى البغا وكيل كلية الشريعة للشؤون العلمية بدمشق: لا يتنافى الطلاق مع شرع الإسلام، ولكن في نظر الإسلام شر بلاء في هذه الحياة معاشرة من لا يوافقه ولا يفارقه، فأمر الإسلام أن يعالج الزوج إذا كانت الزوجة نابية عاصية بالحكمة والتدرج مع اللين في غير ضعف والشدة في غير عنف وأمر الإصلاح بوضع الحكم للحيلولة دون الطلاق، وهو مكروه فهو أبغض الحلال إلى الله، وقد يكون واجباً في حالة عدم تأدية الزوج للصلاة ويجوز طلبه عند وجود سبب مقنع -عضوي أو نفسي- يستوجب الطلاق وفسخ عقد الزواج، وعن الحل الناجع لمنع انتشار الطلاق يقول د. البغا:

أولاً اختيار ذات الدين بالنسبة للزوج واختيار ذي الدين والخلق بالنسبة للزوجة.

ثانياً: مراعاة شروط اختيار الشريك باختيار سليم وصحيح تتحقق فيه جملة الشروط الموضوعية والذاتية.

ثالثاً: تأهيل المرأة منذ البداية من خلال التربية والتنشئة الاجتماعية تنشئة صالحة وتعليمها لتتكيف مع الحياة الأسرية ومع العادات والتقاليد وكيفية حل مشاكلها مع الزوج بمنطق العقلانية والمناقشة بالحوار مع الشريك وليست بالتوبيخ ابتداء من الفرد وانتهاء بالمجتمع ككل، وهذا الكلام بالنسبة للجنسين.

رابعاً: لا بد من مشاركة وزارات الإعلام والتربية والتعليم والشؤون الاجتماعية لدراسة هذا الموضوع والخروج بحلول له، ولا بد من مشاركة وزارة العدل في إعادة النظر بالقوانين المرتبطة بالطلاق للحد منه قانونياً حسب الإمكان

ضحايا الطلاق(5)

ذكر د. ممدوح البحر في بحثه بأن حوالى 52% من ابناء المطلقات يعيشون مع الأمهات بينما يعيش 21% من الأبناء مع الآباء، أي ان اكثر من نصف ابناء المطلقات محرومون من آبائهم. وتبدو اهمية هذا الامر عندما نعلم ان حوالي 50% من اولاد المطلقات دون سن العاشرة وهي مرحلة تربوية حرجة في تكوين الطفل وتنشئته . 

10 نصائح لمساعدة طفلك على اجتياز محنة الطلاق :

1. كوني مخلصة في ايضاح ما حدث وتجنبي القول: والدك مسافر في عمل للخارج أو كل شيء سيكون رائعا وسنصلح الامور . ولا يخطر في اعتقادك أن طفلك ساذج ولا يعي أي شيء مما يحدث فعلا فالطفل ذكي فطن يدري ماذا يجري وماذا تحاولين اخفاءه عنه. وحتى إذا كان هدفك عدم جرح مشاعر طفلك إلا انه بحاجه لاجابات صريحه وبسيطة حتى يفهم بجلاء ومن دون تعقيد ما يحدث من دون أن تحملي زوجك السابق أو غيره مسؤولية الطلاق

2. دعي أطفالك يعون أن الطلاق لم يكن بسببهم وينبغي أن تعي أن جميع أطفال المطلقين والمطلقات يشعرون ضمنا، ولو خطا، انهم المسؤولون  عن التسبب في الطلاق. وينبغي أن تكرري على مسامعهم دوما أن الطلاق هي قضية خاصة بالكبار لادخل لهم او لسلوكهم فيها.

3. استمعي اليهم بهدوء. فالاطفال تحيرهم أسئلة كثيرة وتختلط عليهم الأمور ويشعرون بحساسية شديدة نحو أي قضية لها صلة بالطلاق. وهناك الكثير من أولياء الأمور يقاطعون أطفالهم أو حتى يحولون دون إثارتهم لأي قضية لها صلة بالطلاق وهذا هو الخطأ بعينه. ويشعر الأطفال بضرورة أن يصغي إليهم أي طرف بأناه وهدوء ودون محاولة تشتيت تركيزهم ازاء ما يرغبون معرفته.

4. دعي طفلك يعرف أنه مهما كان رد فعله ازاء الطلاق فلا مانع من ابدائه. والملفت أن الكثير من اطفال المطلقين يخفون مشاعر الحزن والأسى والغضب والحيرة لأنهم يخشون التعبير عن هذه المشاعر لأنها قد تثير والديهم ويحتاج الأطفال إلى معرفة أن جميع مشاعرهم مقبولة ومسموح بالافصاح عنها.

5. طفلك من الطبيعي أن يعترية شعور قوي بعودة والديه الى بعضهما وعودة كل شيء إلى حالته الأولى وقد يشعر الأطفال بالخجل والخزي ازاء مشاعرهم الطبيعية جدا .. فدعيهم يشعرون بهذه الاحاسيس، ولا بأس أن تقولي لطفلك وتشرحي له ان امنياته بعودتك إلى والده وزوجك السابق والمصالحه مسألة طبيعية للغاية .

6. طمئني ابنك على سلامته الشخصية لأن أغلبية الأطفال يشعرون، عندما يتم الطلاق بين والديهم، انهم سيحرمون من الطعام والمأوى والمدرسة وسيفرض عليهم التشرد ويفضل أن تبادري طفلك بكشف النقاب عن مخططاتك المستقبلية نحوه فيما يخص حياته واين سيقيم وكيف سيتابع دراسته وانك لن تتخلي عنه .

7. تحري من اطفالك عن زملاء لديهم قد انفصل والديهم بالطلاق، ولعل تلك وسيلة جيدة للتعرف على مخاوف طفلك وموقفة وافكاره حول الآباء المطلقين وسيمنحك ذلك الفرصة لإزالة كل الافكار الخاطئة العالقة في ذهنه ولعلك ستذكرينه بأن زملاءه قد مروا بالظروف ذاتها وأنهم الآن يعيشون حياة طبيعية .

8. لاتدفعي طفلك لاتخاذ موقف متحيز أو مواقف يشعر فيها بالحيره بينك وبين والده لا تقولي أي شيء لطفلك يسئ لوالده. و لاتدعي طفلك ينقل رسائل أو مؤشرات إلى طليقك. ان ما يحتاج إليه الطفل هو تغذية المحبة في نفسه تجاه والديه. و لاحظي أنه إذا اعرب أي من الوالدين عن استيائه من المشاعر التي يعبر عنها طفلهما تجاه أحد منهما فإن ذلك سيدفع الطفل إلى الانكماش على نفسه وتصبح مشاعره غير صادقة أو قد يصاب بالاكتئاب .

9. اقضي أوقاتا مع اصدقاء عائلتك واجعلي طفلك يشعر بالأمان والاطمئنان بوجود آخرين يحبونه ويحيطونه برعايته وتجنبي عزله عن الناس.

10. اقرآ معا وتحدثا عن مسائل خاصة بالطلاق وسيساعدك ذلك على إيضاح حقائق مهمة لطفلك وسيساعد ذلك طفلك عل صياغة أسئلة من دونها لن يمتلك الكلمات المناسبة للتعبير عما يجول في ذهنه.وهناك الكثير من القصص التي يمكن الاستعانة بها لإشاعة الطمأنينة إلى نفس طفلك ولجعله يشعر أنك على الرغم من انفصالك عن والده فإن المسافة لا تزال قريبة ويمكنه الالتقاء بوالده وحتى الإقامة معه في أي وقت وأي فترة شاء. وبذلك يحظى بثقتك ويشعر بالاطمئنان أنكما لا تزالان قريبين منه ولن تتخليا عنه.

الطلاق .. ومشكلة كل امرأة(6)

مئات وألوف من الزيجات السعيدة تتعكر أجواؤها في فترة من الفترات العصبية وتصل إلى حد الطلاق، ولكن لحسن الحظ سرعان ما تتلاشى الغيوم المتجهمة والمتلبدة في سماء البيت ويعود الصفاء والسلام إلى الحياة العائلية ومن جهة أخرى، هناك زيجات عديدة تنتهي بطلاق دائم، وغالبا ما يكون الطلاق بمبادرة من الزوج ضد مصلحة الزوجة، ومصلحة الأولاد في آن واحد . وكم يحز الألم في نفسي عندما أقرأ في الصحف عن هذه الحالات الزوجية التي تنتهي بالطلاق لأسباب واهية، ويأخذ فيها الرجل الأولاد ، مثل هذه الحالة تتكرر باستمرار .

وعندما حاولت التعمق في هذه الظاهرة ودارستها تبينت لي الحقائق التالية :

1 – الطلاق في بلادنا هو أخطر بكثير من الطلاق الذي يحدث في بلاد الغرب المتحضرة، حيث يحدث هناك بحرية تامة، وبسرعة، وباتفاق الطرفين، ويحفظ حقوق المرأة كاملة، المادية منها والمعنوية، ولا يترك أثراً كبيراً على العائلة والأولاد ؛ لأنه يحدث عادة في بدء عهد الزواج . أما الطلاق في بلادنا فيحدث عادة في سنوات متأخرة، وبعد إنجاب العديد من الأولاد، وبعد أن تكون المرأة قد بلغت سنا متقدمة لا تخولها الزواج مرة ثانية .

2 - الزواج بين ذوي القربى بطريقة تقليدية، هو الأكثر تعرضا للفشل وعدم النجاح، ومن ثم الطلاق .

3 – قسم كبير من المطلقين هم من المعقدين جنسيا، وتتحكم فيهم عقدة " أوديب " ( عقدة التعلق بالأم ) .

4 – غالبية المطلقين من بيئة فقيرة، أو ذات مستوى ثقافي واجتماعي متدن جدا، ونادرا ما يحدث الطلاق في أوساط المثقفين وذوي المستوى العلمي الرفيع .

5 – كان بالإمكان تفادي الطلاق في أكثر من نصف الحالات لو تأمن لهؤلاء الزواج التعساء أطباء أكفاء، أو مستشارون اجتماعيون، أو نفسيون، أو مرشدون اجتماعيون ذوو خبرة في المشاكل العائلية .

6 – الاضطرابات الجنسية ( عجز الرجل، برودة المرأة . . . إلخ )، تشكل السبب الرئيسي للطلاق في جميع المجتمعات . اعرف نساء طلقهن رجالهم بسبب عجزهم الجنسي فبقين عذارى لسنوات طويلة . كما أعرف رجالا طلقوا زوجاتهم لأنهم عجزوا عن اختراق العذرية إما بسبب الخوف والكبت والتعقيد، أو بسبب عدم التلاؤم الجنسي والسويداء الجنسية، أو بسبب الزوجة المعادية للجنس نتيجة تفاعلات نفسية غير قابلة للمعالجة، أو تربية معقدة . . . وهذا بدوره يدل على عدم نضج وكبت وتعقيد .

إن الأطفال هم الضحايا البريئة الذين يخلفهم الطلاق على قارعة طريق المجتمع بينما الأب يتباهى بالانتصار، والأم تلجأ إلى العناية الإلهية لتنصفها من زوجها الذي جنى عليها بقسوة . لذلك يجب العمل بكل ما يمكن من الوسائل الفعالة لتجنب الصراع في " معركة " الطلاق قدر الإمكان حتى لا ينعكس ذلك على الأطفال وتربيتهم، فيما بعد .

ويؤكد العديد من الباحثين الاجتماعيين أن الطلاق مشكلة اجتماعية نفسية.. وهو ظاهرة عامة في جميع المجتمعات ويبدو أنه يزداد انتشاراً في مجتمعاتنا في الأزمنة الحديثة والطلاق هو " أبغض الحلال " لما يترتب عليه من آثار سلبية في تفكك الأسرة وازدياد العداوة والبغضاء والآثار السلبية على الأطفال ومن ثم الآثار الاجتماعية والنفسية العديدة بدءاً من الاضطرابات النفسية إلى السلوك المنحرف والجريمة وغير ذلك.

ومما لا شك فيه أن تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة وتكوين الأسرة قد نال اهتمام المفكرين منذ زمن بعيد. ونجد في كل الشرائع والقوانين والأخلاق فصولاً واسعة لتنظيم هذه العلاقة وضمان وجودها واستمرارها. ويهتم الدين ورجال الفكر وعلماء الاجتماع وعلماء النفس بهذه العلاقة، كل يحاول من جانبه أن يقدم ما يخدم نجاح هذه العلاقة لأن في ذلك استمرار الحياة نفسها وسعادتها وتطورها.

وبشكل عملي نجد أنه لابد من حد أدنى من التشابه في حالة استمرار العلاقة الزوجية نجاحها. فالتشابه يولد التقارب والتعاون، والاختلاف يولد النفور والكراهية والمشاعر السلبية. ولا يعني التشابه أن يكون أحد الطرفين نسخة طبق الأصل عن الأخر. ويمكن للاختلافات بين الزوجين أن تكون مفيدة إذا كانت في إطار التكامل والاختلاف البناء الذي يضفي على العلاقة تنوعاً وإثارة وحيوية. وإذا كان الاختلاف كبيراً أو كان عدائياً تنافسياً فإنه يبعد الزوجين كلا منهما عن الآخر ويغذي الكره والنفور وعدم التحمل مما يؤدي إلى الطلاق.

ونجد أن عدداً من الأشخاص تنقصة "الحساسية لرغبات الآخر ومشاعره أو تنقصه الخبرة في التعامل مع الآخرين" وذلك بسبب تكوين شخصيته وجمودها أو لأسباب تربوية وظروف قاسية وحرمانات متنوعة أو لأسباب تتعلق بالجهل وعدم الخبرة.

وهؤلاء الأشخاص يعصب العيش معهم ومشاركتهم في الحياة الزوجية مما يجعلهم يتعرضون للطلاق، وهنا لابد من التأكيد على أن الإنسان يتغير وأن ملامح شخصيته وبعض صفاته يمكن لها أن تتعدل إذا وجدت الظروف الملائمة وإذا أعطيت الوقت اللازم والتوجيه المفيد، ويمكن للإنسان أن يتعلم كيف ينصت للطرف الآخر وأن يتفاعل معه ويتجاوب بطريقة إيجابية ومريحة.

وهكذا فإنه يمكن قبل التفكير بالطلاق والانفصال أن يحاول كل من الزوجين تفهم الطرف الآخر وحاجاته وأساليبه وأن يسعى إلى مساعدته على التغير، وكثير من الأزواج يكبرون معاً، ولا يمكننا نتوقع أن يجد الإنسان " فارس أحلامه" بسهولة ويسر ودون جهد واجتهاد ولعل ذلك "من ضرب الخيال" أو " الحلم المستحيل " أو "الأسطورة الجميلة" التي لا تزال تداعب عقولنا وآمالنا حين نتعامل مع الحقيقة والواقع فيما يتعلق بالأزواج والزوجات. ولايمكننا طبعاً أن نقضي على الأحلام ولكن الواقعية تتطلب نضجاً وصبراً وأخذاً وعطاءً وآلاماً وأملاً وتبين الحياة اليومية أنه لابد من الاختلاف والمشكلات في العلاقة الزوجية. ولعل هذا من طبيعة الحياة والمهم هو احتواء المشكلات وعدم السماح لها بأن تتضخم وتكبر وهذا بالطبع يتطلب خبرة ومعرفة يفتقدها كثيرون، وربما يكون الزواج المبكر عاملاً سلبياً بسبب نقص الخبرة والمرونة وزيادة التفكير الخيالي وعدم النضج فيما يتعلق بالطرف الآخر وفي الحياة نفسها.

ونجد عملياً أن "مشكلات التفاهم وصعوبته" هي من الأسباب المؤدية للطلاق. ويغذي صعوبات التفاهم هذه بعض الاتجاهات في الشخصية مثل العناد والإصرار على الرأي وأيضاً النزعة التنافسية الشديدة وحب السيطرة وأيضا الاندفاعية والتسرع في القرارات وفي ردود الفعل العصبية. حيث يغضب الإنسان وتستثار أعصابه بسرعة مما يولد شحنات كبيرة من الكراهية التي يعبر عنها بشكل مباشر من خلال الصياح والسباب والعنف أو بشكل غير مباشر من خلال السلبية "والتكشير" والصمت وعدم المشاركة وغير ذلك. كل ذلك يساهم في صعوبة التفاهم وحل المشكلات اليومية العادية مما يجعل الطرفين يبتعد كل منها عن الآخر في سلوكه وعواطفه وأفكاره.

وفي هذه الحالات يمكن للكلمة الطيبة أن تكون دواء فعالاً يراجع الإنسان من خلالها نفسه ويعيد النظر في أساليبه. كما يمكن تعلم اساليب الحوار الناجحة وأساليب ضبط النفس التي تعدل من تكرار المشكلات وتساعد على حلها "بالطرق السلمية" بعيداً عن الطلاق.

ويمكن " لتدخل الآخرين " وأهل الزوج أو أهل الزوجة وأمه وأمها أن يلعب دوراً في الطلاق، وهذا ما يجب التنبه إليه وتحديد الفواصل والحدود بين علاقة الزواج وامتداداتها العائلية. والتأكيد على أن يلعب الأهل دور الرعاية والدعم والتشجيع لأزواج أبنائهم وبناتهم من خلال تقديم العون والمساعدة "وأن يقولوا خيراً أو يصمتوا" إذا أرادوا خيراً فعلاً.

وفي الأسر الحديثة التي يعمل فيها الطرفان نجد أن "اختلاط الأدوار والمسؤوليات" يلعب دوراً في الطلاق مما يتطلب الحوار المستمر وتحديد الأدوار والمسئوليات بشكل واقعي ومرن. حيث نجد أحد الطرفين يتهم الآخر بالتقصير ويعبر عن عدم الرضا ولكنه يستخدم مقايسس قديمة من ذاكرته عن الآباء والأمهات دون التنبه إلى اختلاف الظروف والأحداث. ولابد لهذه المقاييس أن تتعدل لتناسب الظروف المستجدة مما يلقي أعباءً إضافية على الطرفين بسبب حداثة المقاييس المستعملة ونقصها وعدم وضوحها.

ومن أسباب الطلاق الأخرى " تركيبة العلاقة الخاصة بزوج معين" كأن يكون للزوج أبناء من زوجة أخرى أو أن الزوجة مطلقة سابقاً وغير ذلك، وهذه المواصفات الخاصة تجعل الزواج أكثر صعوبة بسبب المهمات الإضافية والحساسيات المرتبطة بذلك، ويتطلب العلاج تفهماً أكثر وصبراً وقوة للاستمرار في الزواج وتعديل المشكلات وحلها.

ومن الأسباب أيضاً " تكرار الطلاق " في أسرة الزوج أو الزوجة. حيث يكرر الأبناء والبنات ما حدث لأبويهم .. وبالطبع فالطلاق ليس مرضاً وراثياً ولكن الجروح والمعاناة الناتجة عن طلاق الأبوين إضافة لبعض الصفات المكتسبة واتجاهات الشخصية المتعددة الأسباب .. كل ذلك يلعب دوراً في تكرار المأساة ثانية وثالثة، ولابد من التنبه لهذه العملية التكرارية وتفهمها ومحاولة العلاج وتعديل السلوك.

ومن أسباب الطلاق أيضاً انتشار "عادات التلفظ بالطلاق وتسهيل الفتاوى" بأن الطلاق قد وقع في بعض الحالات، ويرتبط ذلك بجملة من العادات الاجتماعية والتي تتطلب فهما وتعديلا وضبطاً كي لا يقع ضحيتها عدد من العلاقات الزوجية والتي يمكن لها أن تستمر وتزدهر. والطلاق هنا ليس مقصوداً وكأنه حدث خطأ...

وهكذا نجد أن أسباب الطلاق متعددة وأن الأنانية والهروب من المسؤولية وضعف القدرة على التعامل مع واقعية الحياة ومع الجنس الآخر، كلها عوامل عامة تساهم في حدوث الطلاق. ولا يمكننا أن نتوقع أن ينتهي الطلاق فهو ضرورة وله مبررات عديدة في أحيان كثيرة ولا يمكن لكل العلاقات الزوجية أن تستمر إذا كانت هناك أسباب مهمة ولا يمكن تغييرها.

الطلاق في اوروبا(7)

ذكر مكتب الاتحاد الأوروبي للاحصاءات 'اوروستات' خلال شهر مايو الجاري أنه يوجد نحو مليون حالة طلاق [ أي طلاق 2.1 من بين كل ألف مواطن] من حوالي 2.2 مليون حالة زواج [أي زواج 4.8 من بينهم كل ألف مواطن في الاتحاد الأوروبي لعام 2004.

ويوجد بقبرص أعلى نسبة زواج حيث إنها 7.2 من بين كل ألف مواطن

ثم الدانمارك التي بلغت 7 وتليها مالطا حيث بلغت بها النسبة 6 ثم سلوفانيا بنحو 3.3 وبلجيكا 4.1 ثم اليونان 4.2 التي تمثل أدنى نسبة انخفاض.

أما الدول الأعضاء في الاتحاد الذين يمثلون أكبر نسبة في الطلاق هي التشيك وليتوانيا [ 3.2 لكل منهما] ثم أستونيا [3.1].

وهناك ما يقرب من 4.8 مليون طفل ولدوا في الاتحاد الأوروبي [ بأعضاءه البالغ عددهم25] في عام 2005، أي ما يمثل ميلاد 10.5 لكل ألف مواطن.

وقد سجلت إيرلندا أعلى نسبة في المواليد أي 15.2 ثم تليها فرنسا [ 12.7] وبعدها الدانمارك ولوكسمبورج، وبريطانيا [ 12 لكل بلد].

وكانت أقل نسبة في المواليد بألمانيا التي سجلت 8.6 ثم لا تفيا وتليها ليتوانيا 8.9.

ويعتبر ثلث هذه النسبة أطفال ولدوا خارج نطاق الزواج.

وتصل أعلى نسبة مواليد خارج نطاق الزواج إلى 55 بالمائة في عام 2003 بأستونيا، ثم في السويد حيث بلغت 55 بالمائة، وتليها لاتفيا بنسبة تقدر 45 بالمائة وبعدها فرنسا حيث بلغت نسبتها 45 أيضًا.

وأقل نسبة تم تسجيلها في قبرص [ 3 بالمائة] واليونان [5 بالمائة] ثم إيطاليا [15 بالمائة].

الطلاق 2004

جاء في دراسة نشرها معهد الترشيد العائلي في مدريد أن 52% من الأسبان لا يستمر زواجهم أكثر من 10 سنوات، وأن حالات الطلاق ارتفعت بنسبة 72%، وبلغ عدد المطلقين منذ عام 1982م ـ وهو العام الذي صدر فيه قانون يسمح بالطلاق ـ مليون ونصف مليون مطلق ـ وأن حالات الافتراق بين الزوجين سجلت حالة كل أربعة دقائق، وأرجعت الدراسة سبب تفشي الطلاق إلى عدم التمسك بالقيم، والتحولات الفكرية، ونزول المرأة إلى سوق العمل.

الطلاق بالجينات!(8)

هل الطلاق بالوراثة؟.. هل العوامل الوراثية مسؤولة عن طلاق الزوج والزوجة؟.. هل تنتقل عدوى الطلاق عبر الجينات الوراثية للأطفال وعبر الأجيال، تماماً مثل طول القامة ولون الشعر والعينين؟. في دراسة ميدانية قام بها عالم الجينات الأميركي «فيكتور جوكين» بجامعة «مينيسوتا» الأميركية وأجرى فيها تجاربه على 3500 زوج وزوجة حياتهم مهددة بالطلاق، توصل العالم إلى أن الرغبة الدائمة في الطلاق عند الرجل أو المرأة وراثية وأن 50% من العوامل التي تؤدي إلى الطلاق تتعلق بالكروموسومات الأمر الذي جعله يطرح السؤال: هل حالات الطلاق المتكرر يكون أصحابها ضحايا للجينات؟.

تجيب الدراسة بالقول ان أنماط السلوكيات التي تدمر حياة أي زوجين خلال عدة سنوات هي سلوكيات وراثية مثل لون الشعر والعينين والبشرة. وان الطلاق يحدث ليس بسبب طفولة تعيسة عانت من انفصال الوالدين، وانما لأن الوالدين نقلا عن طريق الوراثة الجينات المسؤولة عن الطلاق لأطفالهما، وبالتالي فإن الطلاق يصبح سهلاً وممكناً.

أمام تأكيدات عالم الجينات الأميركي «فيكتور جوكين» مكتشف جينات الطلاق، علق عالم النفس البريطاني البروفيسور «يوليم» بقوله انه إذا كان هناك دور للجينات في حدوث الطلاق فإن هذا يعني الاستسلام التام والاعتراف بعدم القدرة على مواجهة المشاكل الزوجية.

وأضاف قائلاً: انه من الضروري التعرف على جينات مشاهير الأزواج الذين يتساقطون واحداً بعد واحد في دائرة الطلاق ومحاولة التأكد عما إذا كان جميعهم انفصلوا لأسباب وراثية وان تكرار حالات الطلاق في أسر المشاهير تطلب قيام مجموعة من الأخصائيين في «إنجلترا» بإجراء ابحاث لايجاد نوع من التفاهم العائلي بين الآباء ثم بين الآباء والأبناء ليؤكدوا بدورهم أن الرجل هو المسؤول عن توريث جينات الطلاق.

المعروف أن علماء النفس يواجهون صعوبة في تفسير أسباب فشل العلاقات الزوجية لكنهم مع ذلك يمكنهم تفهم وراثة الميل للطلاق عند الأطفال الذين يلاحظون أفعال آبائهم ويرصدونها بدقة كبيرة في محاولة منهم للتقليد.. وكذلك من المؤكد أن الأبناء الذين لا يرون اهتماماً من الأبوين بالحفاظ على الأسرة يكونون غير حريصين أيضاً على الحفاظ على أسرهم في المستقبل ويقررون بغير صعوبة الطلاق دون تفكير أو ندم.

في حالة قيام الابن برصد مرات ضرب والده لوالدته وتوجيه كلمات خارجة لها على اعتبار أن ذلك هو الأساس في العقاب، فإن الابن عندما يكبر ويتزوج يفعل مثل أبيه بما يعني قيامه بضرب زوجته واهانتها بالكلمات الجارحة، ومن ثم يصبح الطلاق أمراً سهلاً وعادة اجتماعية يمكن توريثها مثلما هو الحال مع فكرة الجين الوراثي عند أي من طرفي الزواج.

ان الزوج الذي حدث طلاق بين والديه في الماضي، يجد الطلاق أمراً عادياً عندما يكبر ولن يكلفه أي معاناة، خصوصاً عندما يظن أنه غير مسؤول عن قيامه بتطليق زوجته. لكن في حقيقة الأمر أن هذا الزوج الذي أقدم على الطلاق مثلما فعل والده من قبل لا يعلم أنه يعاني من نقص ما في تكوينه الشخصي وفي علاقته بالمجتمع مما يدفعه إلى الانتقام من زوجته حتى ينتقم لنفسه من الذين ظلموه في صغره.

في اعتقاد أساتذة علم الاجتماع أن المشاكل وحدها لا يمكنها أن تؤدي إلى الطلاق وانما غياب العلاقة الحميمة بين الزوجين يمكن أن يؤدي اليه، مع الوضع في الاعتبار أن هذا لا يعد في علم النفس مرضاً يجب علاجه وانما هو نقص في قدرة الأزواج والزوجات على تهدئة أنفسهم وعلى ترويض نزاعاتهم التي تحدث من وقت لآخر وأيضاً لضعف في تربية الآباء للأبناء.

وأنا لا أوافق على الطلاق الجيني.. فالجينات قد تكون مسؤولة في بعض الحالات القليلة جداً.. ولكن القدوة والظروف وعدم نضج الزوجين، والمشاكل الاقتصادية هي السبب.. أما حكاية الطلاق الجيني.. فلا مؤاخذة.  

نساء على قارعة الطريق

الطلاق سبباً......(9)

  ليست الظاهرة خاصة ببيئة معينة أو حكراً على مجتمع دون غيره وبحكم الموروثات القديمة رواسبها لا تسري تطبيقها إلا في مجتمعات الشرق المتخلفة , وللمجتمع الكردي منها نصيب وافر ليس الطلاق ظاهرة وليدة أو طارئة، ما استجد في الأمر هو الزواج السريع والطلاق المبكر حتى تفاقمت الظاهرة بل ازدادت بشكل ملحوظ وبخاصة بين فئة عمريه متقاربة وزواج لم يدم لسنة أو أكثر بل بعضها لم يتعدى شهور العسل الأولى سرعان ما تحول العسل فيها إلى بصل والثمن ستدفعه المرأة في مختلف الأحوال لأن الرجل لا يعيبه الطلاق بينما المرأة تجد نفسها ملقاة على قارعة طريق وكأنها ارتكبت الفاحشة إذن :

 من هي المطلقة وماذا تقول عن تجربتها ؟

 هل يرعبها حقاً مصطلح المطلقة ؟

 هل تجد نفسها الضحية رقم واحد دون الرجل ؟

 كيف تحسب تداعيات الطلاق إن استحالت الحياة الزوجية ؟

 هل تصر على استمرار الحياة حتى لا تقع تحت لعنة أن تعيش حياة غير عادية وينظر لها نظرة استثنائية وتشعر نفسها الرقم الصعب في البيت والحارة والمجتمع وفي كل مكان تذهب إليه بالرغم من مستواها التعليمي وربما الاقتصادي أم الحل هو الانفصال؟

 لم لا يضطهد الرجل المطلق في مجتمعنا كاضطهاد المرأة"؟

أسباب المشكلة أين تكمن ؟

 تأتي في المرتبة الأولى الزواج المبكر وهي التجربة الأولى ومرحلة التحدي للطرفين لا يحسبون للأمر من تداعيات بالمطلق فيقع المحظور , فالشاب عليه أعباء فتح بيت ومستلزمات وواجبات وأطفال ومن ثم مفهوم الأسرة المتكامل , وفي ظل غياب كل هذا النضوج عن الرجل وكذلك عند الفتاة التي لا تفكر بما هو أبعد من الفستان الأبيض وولائم وأحلام وردية فتتسرع بالموافقة حتى وإن غابت التجربة بأنها معركة الحياة الأصعب وعلى الجميع التسلح

 معظم الشباب يجدون أنفسهم أمام واقع مزري في بيئة تعاني مشاكل نوعية متعددة تتفاعل و تفرض حصارا خانقاً على المجتمع برمته وعلى جيل الشباب الذي ما أن تتفتح عينه على واقعه حتى يجد نفسه تحت ضغط تراكمات اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية ويلعب العامل الاقتصادي مفعوله القوي تحت تأثير عادات المجتمع وتقاليده يتزوج الشاب في غرفة محاصرا بعدد أفراد أسرة على أقل تقدير تتجاوز الثمانية أشخاص حيث غياب السكن الملائم , الذي إن وجد يهيئ بقدر ما إلى نوع من الاستقرار بعيدا عن مشاحنات واقع مؤسف فيبدأ مسلسل المضحك المبكي / الكنةّ والحماية / وتتفاقم خلالها المشاكل الزوجية تبدأ بمداخلات الأهل من الطرفين بسبب ودونما سبب أحيان أخرى تتراكم الخلافات وتنتهي بتراجيدية مؤلمة للطرفين تنتهي بالانفصال المبكر.

 لا ننسى العامل الأهم وهو سؤ الاختيار أو غياب مبدأ التكافؤ الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي وعدم التكيف مع الآخر بكل ما عنده من رأي مختلف ولربما عدم التنازل من قبل الشريكين عن رؤيتهما على أي موضوع ولو كان تافها قد يفضي إلى ذاك الشرخ الكبير وانكسار الأسرة التي لم تسنح لها الفرصة بالديمومة كما هو سنة الزواج وتجنب أبغض الحلال عند الله .

 شيوع بعض المفاهيم الطارئة كشرط المتقدم للزواج أن تكون رفيقة المشوار ذات مردود مادي أي موظفة ويكتفي الرجل بذلك وإن غابت الشروط الأخرى كاختيار الفتاة على أساس دينها وخلقها وحسبها ونسبها فيتم الزواج وتكشف الستار عن شروخ ومفارقات بين الطرفين لم تكن فترة الخطبة قد أفسحت المجال للاختلافات أن تظهر مثل هكذا مفاهيم أزم الواقع وفاقم نسبة العنوسة التي تضع الفتاة أمام خيارات سريعة وصعبة فقطار العمر قد مضى ولا بأس بأي رجل وعلى إثرها يقع المحظور حيث يكتشف الطرفين سؤ الاختيار السريع والصعب

كيف تعيش المطلقة وماذا تقول عن تجربتها ؟ حياة انفصلت عن زوجها بعد سنتين, كانوا أشبه بالبصل وليس العسل كما تقول : أمضيت تلك الأيام على أمل أن نتفق ولو لمرة واحدة على أمر يجمعنا, خلافاتنا المستمرة حولت بيتنا إلى ساحة حرب, لم أكن أتنازل ولا هو ضحى قليلاً وحدث الانفصال أشعر حياتي إنها انتهت ولكن ماحدث كان أفضل ويا ليت الزواج بالأساس ما تم.

انفصلت السيدة /افين/ على إثر زواج لم يدم لأشهر قلائل والكارثة ثمرتها طفل, حاولنا التضحية بالاستمرار لاجل طفلنا ولكن كان الزوج انفصامياً ثلاثة اشهر كانت كافية لأكتشف زيف الوعود المعسولة عشتها في فترة الخطوبة, كل يوم كان زوجي يطلقني بسبب ودون سبب يحلف بالطلاق , شهادته الجامعية لم تحصن عقله كان مهزوزاً شكاكاً لم تشفع عنده صغر سني وهو يكبرني بسنوات انتهى زواجنا المهزوز بالانفصال والآن تركيزي فقط على تربية طفلي في مجتمع لا يفهم حقاً ولاباطل فكيف سيقبل بوجود امرأة مطلقة

أبغض الحلال ولكنه حلال وأرحم ؟ ترى السيدة/ مزكين/ طلاقها أرحم من الاستمرار مع رجل أخفى الحقيقة المرة عنها في عجزه عن الإنجاب وتقول : كان على علم بوضعه وورطني معه وفوق كل ذلك كان متجبراً يرمي اسقاطات فشله على جسدي النحيل كان يتلذذ بتعذيبي وضربي ويعاملني كأنني بهيمة وخادمة عنده لم أخبره أهله في البداية بان مشكلة الإنجاب سببها ابنهم , كل أخوته وأمه كانوا يتدخلون في ابسط تفاصيل علاقتنا , حينما طلبت الطلاق كنت أعي ما سيكون حالي فيه فالتجربة تكررت مع كثيرات أعرفهم وأعرف البؤس الذي يمرون فيه والآن وبعد سبع سنوات من انفصالي وبالرغم من سني الصغير إجمالا لم يتقدم بمن يليق بي إما رجل متزوج أو تعيس مر بتجربة فاشلة مثلي أو رجل أرمل /شفين/ انفصلت عن زوجها المهندس الكبير في العمر وهي الصغيرة التي لتوها تخرجت من المعهد لكنها كما تقول استعجلت الاختيار وهو اخطأ الحساب ظنّ إنني موظفة بعد شهرين فقط انفصلت في تجربة ستين يوماً أشبه بستين سنة كنت أراه وحشاً كل الصفات السيئة كانت في شخصه ربما هو حظي كان بكل ذاك السوء لأني سمعت إنه تزوج وهو سعيد جداً مع زوجته الموظفة وأنا تزوجت برجل يكبرني / 22 / عاماً ما رأيكم ؟ الجاني والمجني عليه / أطفال في مهب الضياع / الضحية الأولى هم الأطفال يجدون استمرار حياتهم أمام نقيضين إما العيش مع الأب الذي سيتزوج بحكم كونه الرجل والطلاق لا يعيبه وهنا معادلة زوجة الأب في التعامل بقسوة مع أولاد الضرة المطلقة وما لذلك من آثار نفسية على شخصية الطفل التي ستنتهي به إلى مصير مجهول , أو يجد الطفل نفسه مع الأم التي إن تزوجت ستترك أطفالها كون لم يعرف مجتمعنا إلى الآن أن يكون زوج الأم الأب البديل لأطفال طليق زوجته وهنا يجد الطفل أيضا نفسه في مهب المجهول و أمام مفترق طرق , لا الأب يحضن أولاده والأم لا حول لها , ومن سييبلع الكأس المر كله هم الأطفال الذين كيفما شاءت الظروف فلا أحد يموت جوعاً ولكن الكثيرين يكبرون غير أسوياء سيكبرون وهم يلعنون الزواج أو أية علاقة زوجية وسيحقدون على الأبوين وهم لا يعرفون من الجاني ومن المجني عليه.

بعض الحلول سألنا السيدة ليلى يوسف أخصائية اجتماعية ومرشدة نفسية حول بعض الحلول التي قد تقي مجتمعاتنا شر آثار الطلاق ,أكدت بأن نواة أي مجتمع مستقر هو وجود أسرة متماسكة, وعند الإقدام على هكذا مشروع أي فتح بيت يعني كل ذلك الخطوة الأصح وهو حسن اختيار كلا الطرفين لبعضهما البعض مع مراعاة مختلف النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفكرية , وإن وقع الزواج واستحالت الحياة , على الطرفين الجلوس والمناقشة بتروي استعدادا للانفصال بهدوء بعيداً عن أي مؤثرات خارجية ( فإما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) على أن تكون حملات التوعية قائمة توضح إن الزواج المبكر الغير قائم على دعائمه الصحيحة نتيجته حتما طلاق مبكر, ويقع على عاتقنا جميعا مسؤولية ذلك على أن تدعم العملية مختلف وسائل الإعلام لتخفف من هذا الكابوس الذي يقلق الكثيرين , وما قصص هذه السيدات إلا أمثلة تعكس حقيقة واقعنا المؤسف بالعلم لآلاف القصص الأخرى الأكثر تشويها وألماً, لا تستثني أبناء جيل عن آخر ولا معاناة امرأة عن أخرى وإن كان الرجل أيضا يجد نفسه الضحية وما علينا إلا أن نكون منصفين ونعالج القضية لإيجاد الحلول المعقولة سواء كان هو أم هي السبب لنقذ أبنائنا من الضياع في مختلف الأحوال المطلقة تجد نفسها ضمن معادلة صعبة الحل ,كونها امرأة أولاً ومن ثم كونها تحاكم لوحدها دونما الرجل بأحكام قاسية وكإنها ارتكبت الكبائر فهي موشومة دائما بعلامة المطلقة فتجد نفسها ضعيفة الشخصية وحيدة في غابة الأقوياء الفارغين فتقبل كل الحلول والبدائل لتنهي معاناتها أو هذه اللعنة التي حكم عليها فهي مضطرة للرضوخ لها, عليها فواتير يجب دفعها وليس لها حقوق , ولا ننسى بأن المعاناة مضاعفة سيما أن كانت الضحية غير متعلمة في كل الأحوال كلنا في مجتمعنا الشرق أوسطي عامة والكردي على وجه الخصوص ضحايا ثقافة تقليدية لم تتماشى مع العولمة الزاحفة بعنف والتكنولوجيا التي تخطت الحدود والحواجز بلا ضوابط وكوننا نعيش في مجتمع محكوم بسياسة تهدف إلى أن نكون على ما نحن عليه في واقع مؤسف ومتردي وتراجعي وثقافات متناقضة تحاول الالتقاء بما إن المرجعيات فيها كثير والعادات تتحكم بشكل أكثر فبحكم تلك الطبيعة سنكون أشخاصا نحمل أثقالاً وشخصيات في إطار شخصيتنا الواحدة على أمل أن نتخطاها بعقلانية وبشكل تدريجي لنقي واقعنا من مشكلات كثيرة أقل ما يقال فيها أن الطلاق أكثرها دماراً وعنفاً على الواقع برمته

الطلاق .. أسبابه .. وطرق الوقاية منه(10)

 يعتبر الطلاق مشكلة اجتماعية نفسية.. وهو ظاهرة عامة في جميع المجتمعات ويبدو أنه يزداد انتشاراً في مجتمعاتنا في الأزمنة الحديثة والطلاق هو " أبغض الحلال " لما يترتب عليه من آثار سلبية في تفكك الأسرة وازدياد العداوة والبغضاء والآثار السلبية على الأطفال ومن ثم الآثار الاجتماعية والنفسية العديدة بدءاً من الاضطرابات النفسية إلى السلوك المنحرف والجريمة وغير ذلك.

ومما لا شك فيه أن تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة وتكوين الأسرة قد نال اهتمام المفكرين منذ زمن بعيد. ونجد في كل الشرائع والقوانين والأخلاق فصولاً واسعة لتنظيم هذه العلاقة وضمان وجودها واستمرارها. ويهتم الدين ورجال الفكر وعلماء الاجتماع وعلماء النفس بهذه العلاقة، كل يحاول من جانبه أن يقدم ما يخدم نجاح هذه العلاقة لأن في ذلك استمرار الحياة نفسها وسعادتها وتطورها.

وتتعدد أسباب الطلاق ومنها الملل الزوجي وسهولة التغيير وإيجاد البديل وطغيان الحياة المادية والبحث عن اللذات وانتشار الأنانية وضعف الخلق، كل ذلك يحتاج إلى الإصلاح وضرورة التمسك بالقيم والفضائل والأسوة الحسنة.

ومن الأسباب الأخرى "الخيانة الزوجية" وتتفق كثير من الآراء حول استحالة استمرار العلاقة الزوجية بعد حدوث الخيانة الزوجية لا سيما في حالة المرأة الخائنة. وفي حال خيانة الرجل تختلف الآراء وتكثر التبريرات التي تحاول دعم استمرار العلاقة.

وفي بلادنا يبدو أن هذه الظاهرة نادرة مقارنة مع المجتمعات الأخرى ، ويمكن للشك والغيرة المرضية واتهام أحد الزوجين الآخر دون دليل مقنع على الخيانة الزوجية يكون سببأ في فساد العلاقة الزوجية وتوترها واضطرابها مما يتطلب العلاج لأحد الزوجين أو كليهما، ذلك أن الشك يرتبط بالإشارات الصادرة والإشارات المستقبلة من قبل الزوجين معاً، ويحدث أن ينحرف التفكير عند أحدهما بسبب غموض الإشارات الكلامية والسلوكية التي يقوم بها. كأن يتكلم قليلاً أو يبتسم في غير مناسبة ملائمة أو أنه يخفي أحداثاً أو أشياء أخرى وذلك دون قصد أو تعمد واضح مما يثير الريبة والشك والظنون في الطرف الآخر ويؤدي غلى الشك المرضي. وهنا يجري التدريب على لغة التفاهم والحوار والإشارات الصحيحة السليمة وغير ذلك من الأساليب التي تزيد من الثقة والطمأنينة بين الزوجين وتخفف من اشتعال الغيرة والشك مثل النشاطات المشتركة والجلسات الترفيهية والحوارات الصريحة إضافة للابتعاد عن مواطن الشبهات قولاً وعملاً.

وهنا نأتي إلى سبب مهم من أسباب الطلاق وهو "عدم التوافق بين الزوجين" ويشمل ذلك التوافق الفكري وتوافق الشخصية والطباع والانسجام الروحي والعاطفي. وبالطبع فإن هذه العموميات صعبة التحديد، ويصعب أن نجد رجلاً وامرأة يتقاربان في بعض هذه الأمور، وهنا تختلف المقاييس فيما تعنيه كلمات "التوافق" وإلى أي مدى يجب أن يكون ذلك، ولابد لنا من تعديل أفكارنا وتوقعاتنا حول موضوع التوافق لأن ذلك يفيد كثيراً تقبل الأزواج لزوجاتهم وبالعكس.

والأفكار المثالية تؤدي إلى عدم الرضا وإلى مرض العلاقة وتدهورها. وبشكل عملي نجد أنه لابد من حد أدنى من التشابه في حالة استمرار العلاقة الزوجية نجاحها. فالتشابه يولد التقارب والتعاون، والاختلاف يولد النفور والكراهية والمشاعر السلبية. ولا يعني التشابه أن يكون أحد الطرفين نسخة طبق الأصل عن الأخر. ويمكن للاختلافات بين الزوجين أن تكون مفيدة إذا كانت في إطار التكامل والاختلاف البناء الذي يضفي على العلاقة تنوعاً وإثارة وحيوية.

وإذا كان الاختلاف كبيراً أو كان عدائياً تنافسياً فإنه يبعد الزوجين كلا منهما عن الآخر ويغذي الكره والنفور وعدم التحمل مما يؤدي إلى الطلاق.

ونجد أن عدداً من الأشخاص تنقصة "الحساسية لرغبات الآخر ومشاعره أو تنقصه الخبرة في التعامل مع الآخرين" وذلك بسبب تكوين شخصيته وجمودها أو لأسباب تربوية وظروف قاسية وحرمانات متنوعة أو لأسباب تتعلق بالجهل وعدم الخبرة.

وهؤلاء الأشخاص يعصب العيش معهم ومشاركتهم في الحياة الزوجية مما يجعلهم يتعرضون للطلاق، وهنا لابد من التأكيد على أن الإنسان يتغير وأن ملامح شخصيته وبعض صفاته يمكن لها أن تتعدل إذا وجدت الظروف الملائمة وإذا أعطيت الوقت اللازم والتوجيه المفيد، ويمكن للإنسان أن يتعلم كيف ينصت للطرف الآخر وأن يتفاعل معه ويتجاوب بطريقة إيجابية ومريحة.

وهكذا فإنه يمكن قبل التفكير بالطلاق والانفصال أن يحاول كل من الزوجين تفهم الطرف الآخر وحاجاته وأساليبه وأن يسعى إلى مساعدته على التغير، وكثير من الأزواج يكبرون معاً، ولا يمكننا نتوقع أن يجد الإنسان " فارس أحلامه" بسهولة ويسر ودون جهد واجتهاد ولعل ذلك "من ضرب الخيال" أو " الحلم المستحيل " أو "الأسطورة الجميلة" التي لا تزال تداعب عقولنا وآمالنا حين نتعامل مع الحقيقة والواقع فيما يتعلق بالأزواج والزوجات. ولايمكننا طبعاً أن نقضي على الأحلام ولكن الواقعية تتطلب نضجاً وصبراً وأخذاً وعطاءً وآلاماً وأملاً.

وتبين الحياة اليومية أنه لابد من الاختلاف والمشكلات في العلاقة الزوجية. ولعل هذا من طبيعة الحياة والمهم هو احتواء المشكلات وعدم السماح لها بأن تتضخم وتكبر وهذا بالطبع يتطلب خبرة ومعرفة يفتقدها كثيرون، وربما يكون الزواج المبكر عاملاً سلبياً بسبب نقص الخبرة والمرونة وزيادة التفكير الخيالي وعدم النضج فيما يتعلق بالطرف الآخر وفي الحياة نفسها.

ونجد عملياً أن "مشكلات التفاهم وصعوبته" هي من الأسباب المؤدية للطلاق. ويغذي صعوبات التفاهم هذه بعض الاتجاهات في الشخصية مثل العناد والإصرار على الرأي وأيضاً النزعة التنافسية الشديدة وحب السيطرة وأيضا الاندفاعية والتسرع في القرارات وفي ردود الفعل العصبية. حيث يغضب الإنسان وتستثار أعصابه بسرعة مما يولد شحنات كبيرة من الكراهية التي يعبر عنها بشكل مباشر من خلال الصياح والسباب والعنف أو بشكل غير مباشر من خلال السلبية "والتكشير" والصمت وعدم المشاركة وغير ذلك. كل ذلك يساهم في صعوبة التفاهم وحل المشكلات اليومية العادية مما يجعل الطرفين يبتعد كل منها عن الآخر في سلوكه وعواطفه وأفكاره.

وفي هذه الحالات يمكن للكلمة الطيبة أن تكون دواء فعالاً يراجع الإنسان من خلالها نفسه ويعيد النظر في أساليبه. كما يمكن تعلم اساليب الحوار الناجحة وأساليب ضبط النفس التي تعدل من تكرار المشكلات وتساعد على حلها "بالطرق السلمية" بعيداً عن الطلاق.

ويمكن " لتدخل الآخرين " وأهل الزوج أو أهل الزوجة وأمه وأمها أن يلعب دوراً في الطلاق، وهذا ما يجب التنبه إليه وتحديد الفواصل والحدود بين علاقة الزواج وامتداداتها العائلية. والتأكيد على أن يلعب الأهل دور الرعاية والدعم والتشجيع لأزواج أبنائهم وبناتهم من خلال تقديم العون والمساعدة "وأن يقولوا خيراً أو يصمتوا" إذا أرادوا خيراً فعلاً.

وفي الأسر الحديثة التي يعمل فيها الطرفان نجد أن "اختلاط الأدوار والمسؤوليات" يلعب دوراً في الطلاق مما يتطلب الحوار المستمر وتحديد الأدوار والمسئوليات بشكل واقعي ومرن. حيث نجد أحد الطرفين يتهم الآخر بالتقصير ويعبر عن عدم الرضا ولكنه يستخدم مقايسس قديمة من ذاكرته عن الآباء والأمهات دون التنبه إلى اختلاف الظروف والأحداث. ولابد لهذه المقاييس أن تتعدل لتناسب الظروف المستجدة مما يلقي أعباءً إضافية على الطرفين بسبب حداثة المقاييس المستعملة ونقصها وعدم وضوحها.

ومن أسباب الطلاق الأخرى " تركيبة العلاقة الخاصة بزوج معين" كأن يكون للزوج أبناء من زوجة أخرى أو أن الزوجة مطلقة سابقاً وغير ذلك، وهذه المواصفات الخاصة تجعل الزواج أكثر صعوبة بسبب المهمات الإضافية والحساسيات المرتبطة بذلك، ويتطلب العلاج تفهماً أكثر وصبراً وقوة للاستمرار في الزواج وتعديل المشكلات وحلها.

ومن الأسباب أيضاً " تكرار الطلاق " في أسرة الزوج أو الزوجة. حيث يكرر الأبناء والبنات ما حدث لأبويهم .. وبالطبع فالطلاق ليس مرضاً وراثياً ولكن الجروح والمعاناة الناتجة عن طلاق الأبوين إضافة لبعض الصفات المكتسبة واتجاهات الشخصية المتعددة الأسباب .. كل ذلك يلعب دوراً في تكرار المأساة ثانية وثالثة، ولابد من التنبه لهذه العملية التكرارية وتفهمها ومحاولة العلاج وتعديل السلوك.

ومن أسباب الطلاق أيضاً انتشار "عادات التلفظ بالطلاق وتسهيل الفتاوى" بأن الطلاق قد وقع في بعض الحالات، ويرتبط ذلك بجملة من العادات الاجتماعية والتي تتطلب فهما وتعديلا وضبطاً كي لا يقع ضحيتها عدد من العلاقات الزوجية والتي يمكن لها أن تستمر وتزدهر. والطلاق هنا ليس مقصوداً وكأنه حدث خطأ...

وهكذا نجد أن أسباب الطلاق متعددة وأن الأنانية والهروب من المسؤولية وضعف القدرة على التعامل مع واقعية الحياة ومع الجنس الآخر، أنها عوامل عامة تساهم في حدوث الطلاق. ولا يمكننا أن نتوقع أن ينتهي الطلاق فهو ضرورة وله مبررات عديدة في أحيان كثيرة ولا يمكن لكل العلاقات الزوجية أن تستمر إذا كانت هناك أسباب مهمة ولا يمكن تغييرها.

وفي النهاية لابد من الإشارة إلى دور العين والسحر والشياطين وغير ذلك من المغيبات في حدوث الطلاق، حين نجد عملياً أن هناك إفراطاً في تطبيق هذه المفاهيم دون تريث أو حكمة من قبل كثير من الناس.

ومن الأولى بحث الأسباب الواقعية والملموسة ومحاولة تعديلها لعلاج مشكلة الطلاق وأسبابه والحد منه. وأيضاً مراجعة النفس والتحلي بالصبر والأناة والمرونة لتقبل الطرف الآخر وتصحيح ما يمكن تصحيحه في العلاقة الزوجية مما يشكل حلاً واقعياً ووقاية من التفكك الأسري والاجتماعي.

من أعلى المعدلات في العالم

187% ارتفاع الطلاق بين الكويتيين في 25 عاما(11)

معدلات الطلاق تتفاقم وتقرع أجراس الخطر تجاه ما ترتبه من مشكلات اجتماعية وانحرافات سلوكية قد ينجرف إليها الأبناء.

وكشفت احصائية حديثة لوزارة التخطيط ان معدلات الطلاق بين الأزواج الكويتيين تصاعدت بنسبة 187% خلال ربع قرن من الزمان اذ ارتفعت من 994 حالة عام 1982 الى 2860 عام 2005، فيما تزايدت حالات الطلاق بين الزوج غير الكويتي والزوجة الكويتية بنسبة 135%، اما حالات الانفصال بين الزوج الكويتي والزوجة غير الكويتية فصعدت 15%.

وهذه من أعلى المعدلات في العالم.

وأوضحت الدراسة التي أعدتها الباحثة في وزارة التخطيط عذاري البريدي ان 60% من حالات الطلاق يكون فيها الأطفال قصرا، مما يعرضهم لسوء الرعاية والحرمان من الدفء الأسري وحنان الأبوين.

وأرجعت تفاقم الطلاق الى عوامل عدة منها التساهل والترف الزائد والزواج المبكر وتدخلات الأهل بين الزوجين.

دراسة في 'التخطيط' حذرت من تداعياتها السلبية على المجتمع

الطلاق بين الكويتيين إلى 187%  

ارتفعت حالات الطلاق بين الازواج الكويتيين من 994 حالة عام 1982 الى 2860 حالة عام ،2005 بنسبة زيادة 187%.

هذه النسبة المرتفعة حذرت منها دراسة اعدتها الباحثة في قطاع التخطيط واستشراف المستقبل في وزارة التخطيط عذاري البريدي، بعنوان 'قضية الطلاق في المجتمع الكويتي.. رصد وتحليل' والتي دعت الى تفعيل الدور التربوي للمعلمين والمعلمات في مختلف المراحل الدراسية لتوضيح أهمية الحياة الزوجية وقدسيتها.

وطالبت الباحثة بالتركيز في المناهج الدراسية على الحقوق والواجبات الزوجية، وتكثيف البرامج الاعلامية وبخاصة في التلفزيون لنشر الوعي بين الاسرة وابتكار انشطة تهدف الى المحافظة على الاسرة.

وشددت على ضرورة تبني جهات رسمية في المجتمع فكرة تنظيم دورات او برامج ارشادية خاصة بالحياة الزوجية، وزيادة اعداد مكاتب اصلاح ذات البين في مختلف مناطق الكويت.

واعادت الباحثة اسباب الطلاق الى عشرة اسباب هي عدم التقبل وانعدام المودة، وضعف الحوار، وتغير السلوك، والتساهل في الطلاق، وتدخل أهل الزوجة، والعنف، والعناد، وسرعة الغضب، وعدم الطاعة.. وهنا التفاصيل:

بدأت الباحثة بتحليل القضية وقالت: تزايد الاهتمام في السنوات الاخيرة الماضية بظاهرة الطلاق في المجتمع الكويتي بمختلف مؤسساته وهيئاته الرسمية وغير الرسمية، وذلك لعدة اعتبارات: منها اتفاقهم على اعتبار ان الطلاق مشكلة اجتماعية لما يترتب عليها من آثار سلبية تشكل خطرا على الاسرة والمجتمع.

وقد اشارت الجهات المختصة بالتوثيقات الشرعية، الى ان ظاهرة الطلاق في المجتمع الكويتي من اعلى نسب الطلاق في العالم، حيث ارتفعت حالات الطلاق بين الزوج الكويتي والزوجة الكويتية من 994 حالة عام 1982 الى 2860 حالة عام ،2005 بنسبة زيادة بين العامين تبلغ حوالي 187%

مؤشرات خطر

واشارت الى ارتفاع حالات الطلاق بين الزوج الكويتي والزوجة غير الكويتية من 470 حالة عام 1982 الى 541 حالة عام 2005 بنسبة زيادة تصل الى 15%. وان كانت الحالات تذبذبت بين الزيادة والنقص عبر سنوات الدراسة.

كما ارتفعت حالات الطلاق في حالة الزوج غير الكويتي والزوجة الكويتية من 145 حالة عام 1982 الى 341 حالة عام 2005 بنسبة زيادة تبلغ اكثر من 135% بين العامين.

أسباب الخلافات

اوضحت احصائية وزارة العدل اهم عشرة اسباب للخلافات مرتبة بحسب اولويتها بالنسبة لكل من الزوج والزوجة.

واشارت الى ان الزوج والزوجة قد اتفقا على الترتيب الآتي في مقدمة الاسباب المؤدية الى الخلافات الزوجية التي يمكن ان تؤدي الى الطلاق(انعدام القبول والمودة، ضعف الحوار، تغيير في السلوك والتصرفات) وهي تعتبر اسباب نفسية شخصية لكل من الزوج والزوجة.

من جهة اخرى، فقد اختلف الزوج والزوجة في ذكر اسباب اخرى للخلافات الزوجية من وجهة نظر كل منهما حيث اشار الزوج الى (التساهل في الطلاق، تدخل اهل الزوجة، ترك المنزل، عدم الطاعة، الاهمال، العناد، رفع دعاوى النفقة) بينما ذكرت الزوجة: (الاهمال، عدم تحمل المسؤولية، عدم الانفاق، العنف، التساهل في الطلاق، تدخل اهل الزوج، سرعة الغضب) كأهم اسباب الطلاق.

وصنفت الدراسة اسباب الخلافات الزوجية وفق مجموعات نوعية حسب تصنيف وزارة العدل، حيث تأتي الاسباب الاجتماعية في المقدمة تليها الاسباب الدينية والاخلاقية، ثم المادية والقانونية وغيرها.

استقرار الزواج

وتؤكد الدراسات الاجتماعية على وجود عوامل تساعد على استقرار الزواج واستمراره كتغير شكل (الوحدة) العائلية، حيث اصبحت الاسرة النواة هي الشكل الغالب للاسرة في مختلف المجتمعات الحضرية، ومنها المجتمع الكويتي، في حين بدأت تتلاشى الاسرة الممتدة.

كما ان ارتفاع معدلات الطلاق في الفترة الراهنة من تاريخ المجتمعات الحديثة، ليس مؤشرا على استقرار الحياة الزوجية في الماضي او خلوها من المشاكل الاسرية، وانما اختلاف الظروف الاجتماعية قديما عن ظروف العصر الحاضر بما تمنحه من اجواء الحرية الشخصية في اتخاذ القرار، وانتشار التعليم والاستقلالية الاقتصادية بالنسبة للمرأة، وكذلك التسهيلات التي طرأت على قوانين الاحوال الشخصية في غالبية المجتمعات الانسانية، اضافة الى التغير الشامل في نمط الحياة المعيشية التي تؤثر بشكل واضح ومباشر في شكل الاسرة ووظائفها وعلاقات افرادها بعضهم البعض.

هذا وقد ربطت العديد من الدراسات اسباب الطلاق بمجموعة من المتغيرات الاجتماعية التي لها علاقة واضحة بمشكلة الطلاق. ومن اهم هذه المتغيرات:

1 - السن لكلا الزوجين: حيث ترتفع معدلات الطلاق بالنسبة للازواج الاصغر سنا.

2 - المستوى الاقتصادي: حيث تزداد احتمالات وقوع الطلاق بين المستويات المنخفضة جدا والمستويات المرتفعة جدا.

-3 الحالة الاجتماعية للآباء (آباء المتزوجين) كمتغير يرتبط بالطلاق: حيث تذهب بعض الدراسات النفسية والاجتماعية الى ان الازواج المنحدرين من اسر مفككة مرت بخبرة الطلاق، تكون احتمالية تعرضهم لمشكلة الطلاق اكبر من غيرهم ممن تربوا في اسر مستقرة وسعيدة.

ثانيا: الآثار والتداعيات:

جاء في اصدارات وزارة العدل ان الطلاق يمثل صدمة تؤثر سلبا في الصحة النفسية للمطلقين حيث تتغير مكانتهم الاجتماعية (متزوج او متزوجة) الى مكانة (مطلق او مطلقة) وهذا يعني ان الطلاق يقلل من المكانة الاجتماعية لكل من الرجل والمرأة حيث تتغير نظرة الناس للمطلقين ويفقدان الكثير من اصدقائهم ويعانيان من الوحدة ويتحملان تعليقات اللوم والفشل في الحياة الزوجية كذلك الشك والريبة في سلوكهم مما يجعلهم يعيشون على هامش الحياة الاجتماعية.

ونتيجة الانفصال تضطر المرأة ان تعيل نفسها وأبناءها في ظل ازمة نفسية تحاول تجاوزها، وإحساس بالوحدة وقلة في الموارد المالية، حيث كثيرا ما تضطر الى رفع دعاوى مستمرة مدى الحياة لتعديل وضع ابنائها كذلك تتحمل زيادة المسؤوليات بالانفاق على نفسها وأطفالها. كما تعاني المرأة من ازدواجية الدور المطلوب منها وصعوبة في تحديد هويتها الاجتماعية سواء في الاسرة او العمل.

كما يصارع الزوج الرجل احساسه بالفشل في النجاح بحياته وإحساسه بالوحدة وعدم الاهتمام والحرمان من اشباع جميع احتياجاته النفسية والجسدية والعاطفية التي كان يعيشها في الزواج، خاصة الدور الجنسي الذي يجعله عرضة للانحراف، كما يعاني المطلق من الاعباء المادية التي يتحملها كنفقة العدة والمتعة وبدل الايجار ونفقة الابناء وتوفير الخادمة.

تفكك أسري

وأكدت الباحثة ان الطلاق يعكس آثارا نفسية شديدة الخطورة في نفس الاطفال حيث انهم أشد الاطراف وقوعا تحت طائلة ضغوط الطلاق، إذ يتصاعد مستوى الضغوط على الطفل من دون ان تكون لديه معرفة بمعنى الطلاق، ويخلق في ذهنه تفسيرات غير وظيفية تجسد معاني الشعور بالذنب.

وترى بعض الدراسات ان حوالي 60% من حالات الطلاق يكون فيها الاطفال قصرا، ويصاب الآباء والأمهات بحالة من القلق من جراء الانعكاسات التي يخلفها الطلاق على اطفالهم فيتصرفون عادة بما يقلل من هذه الانعكاسات سواء من خلال الاعالة، او من خلال دعم حياة الاطفال في مواجهة الضغوط، حيث ان تكيف الاطفال بعد طلاق والديهم وانفصالهم يتحدد بعدة عوامل اهمها: طبيعة ونوعية العلاقة بين الاطفال ومن يكفلونهم، وكذلك نوعية العلاقة بين الوالدين الأصليين ثم التكيف النفسي للوالدين الكفيلين ومدى ثبات علاقة الاطفال بوالديهم الاصليين، وأخيرا طبيعة تقبل الاطفال لمسألة الطلاق وقدرتهم في السيطرة على المواقف المترتبة عليه، وهذه العوامل تتفاعل مع بعضها البعض بما يحدد الناتج النهائي. ويتضح منها ان تكيف الاطفال يعتمد بصورة واضحة على الآخرين خاصة الوالدين باعتبارهما يحددان السياق النفسي والاجتماعي للعلاقة التي يوجدها الاطفال، فقد تبين ان الاحداث الجانحين يأتون من أسر مفككة او متصدعة تتصف بأنها تعاني اما من الانهيار او ضعف الولاء والانتماء لها، او الافتقار الى إجماع الرأي فيها، كذلك نقص الرقابة الوالدية والتوتر في جو الاسرة والخلافات التي تشيع بين افرادها، خاصة الوالدين. وهذا ما يحدث عادة بالطلاق الذي يؤدي إلى التوتر النفسي بفقدان الأمن والانتماء ويصاحب هذا انماط غير سوية من السلوك بين الاطفال كالجنوح والانحراف والعدوانية والأنانية والغيرة والخوف.

تقليص حجم المشكلة

حددت الباحثة بعض إجراءات المعالجة لمشكلة الطلاق وطالبت بتفعيل الدور التربوي للمعلمين والمعلمات في مختلف المراحل الدراسية، خصوصا في المرحلةالثانوية، لتوضيح أهمية الحياة الزوجية وقدسيتها، وأساليب ومهارات التعامل بين الزوجين حتى يكون للمدرسة الدور المنشود المكمل لدور الأسرة التربوي التوجيهي.

والتركيز في المناهج الدراسية على الحقوق والواجبات الزوجية، مع التوضيح السليم للمفاهيم الجوهرية مثل 'القوامة'، 'الإنفاق'، 'المودة والرحمة'.. وغيرها.

فضلا عن تكثيف البرامج الإعلامية خصوصا التلفزيون لنشر الوعي بين الأسرة، وتوضيح الكثير من السلوكيات والاتجاهات والأفكار الخاطئة التي يتبعها بعض الناس في علاقاتهم مع بعضهم البعض 'داخل الأسرة الواحدة'، مع التركيز على علاقة الزوج بزوجته وأسلوب المعاملة الإيجابية الهادفة إلى استقرار الكيان الأسري، وكذلك معاملة الأبناء وتوضيح آثار النزاع بين الأبوين على شخصية أبنائهم.

وابتكار بعض الأنشطة التي تهدف إلى المحافظة على الأسرة ورعايتها مثل: فكرة البيوت السعيدة، على أن تكون منتشرة في جميع المحافظات، ويقدم لها الدعم الإعلامي اللازم، وكذلك المالي والبشري.

بالإضافة إلى إعداد وإنتاج شرائط كاسيت وشرئط فيديو وكتيبات كدليل عملي تطبيقي، توزع على الأزواج والزوجات لاسيما حديثي الزواج، ويمكن توزيعها من خلال مكتب الإنماء الاجتماعي أو من خلال جمعيات النفع العام النسائية أو الجمعيات الدينية أو المساجد وما شابهها.

وشددت على ضرورة تبني جهات رسمية مختصة في المجتمع لفكرة تنظيم دورات أو برامج إرشادية خاصة بالحياة الزوجية تقدم للمقبلين على الزواج وجعلها إلزامية الحضور قبل اتمام عقد القران ويمنح المتدربون شهادة خبرة تؤهلهم لاتمام الزواج مع توفير الدعم الكامل لهذه الدورات.

بالإضافة إلى زيادة أعداد مكاتب إصلاح ذات البين في مختلف مناطق الكويت، للعمل على دراسة أوضاع المطلقين وحالاتهم النفسية بعد وقوع الطلاق ومدى رغبتهم في الصلح والعودة للحياة الزوجية.

سيكولوجية الطلاق(12)

تعتبر ظاهرة الطلاق من الظواهر المنتشرة في المجتمعات المختلفة، فقد ارتفعت نسبة الطلاق في العالم وفي وسطنا العربي نسبياً، وتشير كثير من الإحصائيات أن نسبة الطلاق تزداد مع مرور الزمن.

وللطلاق أسباب عديدة، قد تكون لها علاقة بالمجتمعات المختلفة. فنسبة الطلاق تختلف من مجتمع إلى آخر كذلك أسبابه ونتائجه، فأسبابه لها علامة بالتغييرات الاجتماعية، ولكي نكون أكثر وضوحاً سنسرد بعضاً من الأسباب التي قد تكون مباشرة أو غير مباشرة في حدوث عملية الطلاق:

1. التغيير من ناحية النظرة الاجتماعية للطلاق واعتباره كبديل وحل، إذ أن كثيراً من الناس أصبح ينظر إلى الطلاق على أنه حل لكثير من الأزمات العائلية بين الزوج والزوجة، واعتباره بديلاً للوضع الموجود، فالمجتمعات الحديثة الغربية تنظر إلى الطلاق على أنه الملاذ من التوترات العائلية. فنرى الزوجين ينفصلا بسهولة نسبياً إذا ما واجها مشاكل لا يستطيعا أن يواجهانها.

2. الابتعاد عن الدين. لطالما اعتُبر الدين عاملاً أساسياً في عدم حدوث الطلاق إذ تحث الديانات السماوية على أن الطلاق غير مرغوب فيه. فالإسلام أبداً لم يشجع على الطلاق إلا في حالات صعبة جداً وقليلة، فأبغض الحلال عند الله الطلاق، وكذلك الديانات الأخرى المسيحية واليهودية حاولت منع الطلاق. وبما أن الناس قد ابتعدوا عن الدين وأخذوا يتعاملوا مع الحياة بصورة مادية، أصبح دور الدين في منع الطلاق يتضاءل.

3. خروج المرأة إلى العمل، مما أثر على وظيفة المرأة ونظرتها لنفسها وبأنها تستطيع أن تعيل نفسها. فقد أدى تقدم المجتمعات المحموم إلى تغيرات كثيرة منها دور المرأة في المجتمع، فقد أصبحت المرأة تخرج إلى العمل مما أثر على دورها كأم وكربة بيت وكزوجة – فأصبحت المرأة مستقلة من الناحية المادية الأمر الذي غير نظرتها لنفسها، وأصبحت تعلم أنها تستطيع أن تعيل نفسها. هذه التغيرات مجتمعة سهلت من عملية الطلاق والتفكير فيه واتخاذه بديلاً وحلاً.

4. زيادة الأنانية ومحاولة الفرد الحصول على إرضاء نفسه وعدم التضحية في سبيل الآخر.

5. الزواج هو علاقة طويلة المدى، مما يصعب على الفرد التغاضي عن المشاكل والمتاعب التي تتكرر.

إن كثرة المشاكل والتوترات في العائلة، تجعل الزوج أو الزوجة ينظر إلى الحياة الزوجية على أنها ليست لفترة معينة لها نهاية الأمر الذي يؤثر سلبياً على معنوياته، إذ أن التوترات والصراعات سوف تصحبه إلى آخر حياته، من هذا المنطلق قد يفكر الزوج أو الزوجة في الانفصال كي يرتاح.

6. النظرة إلى كثرة الأطفال تغيرت فأصبحت العائلة تكتفي بالقليل منهم، مما سهل عملية الانفصال.

إن للطلاق نتائج وعلى الأغلب تكون سلبية، إذ أنه بعد الطلاق تأتي مرحلة جديدة لم يعهدها الزوج أو الزوجة، وهي التأقلم والتعايش مع الحياة الجديدة والوضع العائلي الجديد. إذ نرى أن أغلب حالات الطلاق تكون بعد فترة طويلة من الزواج المحبط والصراعات داخل العائلة بين الزوجين، فيؤدي إلى رغبة أحد الزوجين بالانفصال من هذه الرابطة والعلاقة المتعبة نفسياً واقتصادياً ومحاولة الإفلات والتخلص من العلاقة غير السليمة بين الطرفين.

هنا يُسأل السؤال هل الطلاق أزمة أم نقطة تحول؟

إن حدث الطلاق يعتبر من الأحداث الأكثر صعوبة في الحياة، وهو حدث غير مخطط له في الحياة وبدون زمن محدد أو برنامج محدد، وليس له أي طقوس اجتماعية تدعمه أو تبرره.

حالات الطلاق تؤدي إلى صراع داخل الفرد وصراع بين الرغبات وإحساس بالبلبلة الانفعالية، ومحاولة التأقلم والتعايش مع الضغوط النفسية ونمط الحياة الجديد.

رغم هذا، هناك من يقول أن الطلاق يمكنه أن يكون نقطة تحول تبقى فيها العلاقة العائلية متواصلة ولكن ذات معنى مختلف، كما ويمكن اعتباره كفرصة للتغيير والبدء من جديد بحياة أكثر نجاحاً، وأقل توتراً وصراعاً.

هناك عدة وجهات نظر تفسر عملية الطلاق ومسارها:

* وجهة النظر القانونية التي تنظر إلى حقوق الطرفين من الناحية القانونية.

* وجهة النظر الاقتصادية والتي تنظر إلى إمكانية تعايش الزوجين مع الظروف الاقتصادية الجديدة.

* وجهة النظر الاجتماعية التي تنظر إلى مدى التأقلم مع نمط الحياة الجديد.

وجهة النظر النفسية التي تنظر إلى مدى التغلب على الضغوط النفسية.

تتميز عملية الطلاق بالمراحل التالية:

1. مرحلة ما قبل الطلاق وبعده فورياً، ومدتها تستمر من عدة شهور حتى سنة، وتتميز هذه المرحلة بضغوط نفسية عالية، ويصاحب الفرد في هذه الفترة شعور بالبلبلة النفسية والخذلان وشعور بالتنازل عن مسؤوليات سابقة.

2. المرحلة الوسطية، وهي التي تأتي بعد الطلاق والانفصال، وتستمر إلى عدة سنوات، ففي هذه المرحلة تنشأ وظائف جديدة في العائلة، وتتكون علاقة جديدة في نمط الحياة والعلاقة بين الأبوين والأولاد.

3. مرحلة الاستقرار، وفيها يبدأ الاستقرار في مبنى العائلة الجديد والتأقلم مع التغيرات الجديدة.

ما هو تأثير الطلاق على الأولاد؟

يعتبر الطلاق من الأحداث الصعبة في الحياة ويعتبر نقطة تحول تؤثر في كثير من الأحيان على حياة الأطفال وعلى نموهم النفسي والمعرفي والسلوكي.

إن معظم الأطفال لا يقبلون طلاق الوالدين، حتى وإن كان الوالدان في صراع دائم أمام أعينهم، إلا في حالات العنف الشديد فإنهم يميلون إلى انفصال الوالدين.

إن نظرة الطفل لوالده الذي اختار الطلاق تكون سلبية، فهو ينظر إليه على أنه تنازل عنه ولا يريده ويضحي به من أجل مصلحته، وأحياناً يعتبر الأولاد هذا الوالد أو الوالدة كمن يرفضهم ولا يتقبلهم. هؤلاء الأولاد يعيشون حياة نفسية مليئة بالغضب والإحباط مع عدم القدرة على فعل شيء مع الشعور بالحزن والآلام.

في دراسة هي الاولى من نوعها

الانترنت سبب رئيسي في ارتفاع نسبة الطلاق بين الشباب في المملكة!(13)

    بلغ عدد المشتركين في خدمة الانترنت في المملكة العربية السعودية 2,100,000 مشترك في عام 2004م وفق المركز السعودي للمعلومات بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية . فإذا أخذ في الاعتبار أن نسبة السكان السعوديين في المملكة يبلغ 72,9٪ طبقا لآخر تعداد للسكان أجري في المملكة عام 2004م . فان المتوقع أن عدد السعوديين المشتركين في هذه الخدمة يبلغ 1,530,900 مشترك في عام 2005م .

وتعد خدمة الشبكة العنكبوتية (الأنترنت) سلاحا ذا حدين فعلى الرغم من منافعها الكثيرة التي لا حد لها ، فهي في الوقت نفسه لها تأثير سلبي لمن أساء استخدامها. ولقد أثبت بعض الباحثين أن غالبا ما يبدأ استخدام المواقع ذات المردود السيئ بفضول برئ ثم يتطور الأمر بعد ذلك إلى حالة يصعب التغلب عليها مع عواقب وخيمة كإفساد العلاقات الزوجية التي تؤدي إلى الطلاق أو تبعات أكثر شرا من ذلك .

الأولى من نوعها

في دراسة استطلاعية هي الاولى من نوعها اجرتها الاميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود الوكيلة المساعدة للشئؤون التعليمية بوكالة كليات البنات بحثا حول :« التأثير السلبي للأنترنت على مشاكل النزاع الاسري الذي يؤدي الى الطلاق » استطلاع التأثير عبر وضع استبانة علمية لجمع البيانات التي تخص الدراسة على موقع خاص بالباحثة على شبكة الأنترنت العالمية ويمكن الاطلاع على الاستبانة على موقع : http://www.shrgiah.net/istbian/ وقد تضمنت الاستبانة بيانات مختلفة عن المستوى الثقافي والاقتصادي والمهني والمراحل التي أدت بالاستخدام السلبي للأنترنت إلى حدوث النزاع الأسري الذي أدى بدوره إلى الطلاق وكان قد تم الإعلان عن البحث وموقعه بإرسال نصف مليون رسالة على الهواتف المحمولة من قبل هيئة الاتصالات السعودية ،وعلى البريد الالكتروني، وأيضا الإعلان عنه على بعض المواقع والمنتديات للتعريف به .

اهداف الدراسة

تهدف هذه الدراسة إلى محاولة التعرف على التأثير السلبي للاستخدام الخاطئ للإنترنت على مشاكل النزاع الأسري الذي يؤدي إلى الطلاق وتأتي أهمية الدراسة من كونها تسلط الضوء على مخاطر الانجراف والاستخدام الخاطئ للإنترنت وتأثير ذلك على العلاقات الأسرية .

والمتتبع للإحصائيات يلاحظ أن معدلات الطلاق في المملكة قد زادت في السنوات الأخير حيث وصلت الى نسبة 22٪ من اجمالي عقود الزواج عام 1423ه وشكلت الرياض النسبة الاعلى في حالات الطلاق فيها ، ولذلك أصبح الطلاق بمثابة مشكلة اجتماعية يعاني منها البناء الاجتماعي باعتبار أن الطلاق يصيب الأسرة التي تعتبر البيئة والدعامة الأساسية في بناء المجتمع وأي خلل أو انهيار في تلك الدعامة يشير إلى وجود خلل وتصدع في بناء المجتمع.

ومن المتعارف عليه أن الطلاق يحدث نتيجة عوامل متعددة وهي تختلف من مجتمع إلى آخر ، فقد تكون اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية أو مشكلات سلوكية أخلاقية وترتبط معدلات الطلاق بعملية التغيير التي تحدث في المجتمع وما يترتب عليها من آثار ولقد تناول الكثير من الباحثين الاسباب المختلفة للطلاق الا انهم لم يتعرضوا إلى الآثار السلبية للاستخدام الخاطئ للأنترنت وتأثير ذلك على حدوث الطلاق . ومن هنا تأتي اهمية هذه الدراسة الجديدة في موضوعها والاولى من نوعها .

نتائج الدراسة

اقتصرت الدراسة على السكان السعوديين فقط ذكورا وإناثا سواء أكانوا المقيمين داخل المملكة أم خارجها الذين كان لاستخدامهم للمواقع الإباحية المتاحة على شبكة الأنترنت أو غرف الدردشة أو المنتديات السبب الرئيسي الذي أدى إلى الطلاق . وكان لأفراد عينة الدراسة حرية إبداء ما يرونه مناسبا حول آثار التجربة وتم جمع البيانات الخاصة بالدراسة خلال الفترة من 1/9/1426ه الى 15/11/1426ه ، ومازالت الباحثة تتلقى ردوداً حتى الآن.

وقد بلغ عدد المطلقين (الذكور) 101 أي بنسبة 65.٪ من المبحوثين بينما عدد المطلقات الإناث 54 أي بنسبة 34,8٪ كما بلغ متوسط عمر المبحوثين في العينة من الذكور المطلقين 31 سنة، بينما بلغ متوسط عمر المبحوثات في العينة من المطلقات 29 سنة ، أي ان معظمهم من الشباب، واللافت ان غالبية المبحوثين كانوا من خارج المملكة ذكورا واناثا حيث بلغت نسبتهم حوالي 82٪من المشاركين في تعبئة الاستبانة ، ومن اللافت أن معظم المبحوثين من المطلقين والمطلقات حاصلون على الثانوية العامة حيث بلغت النسبة 69,3٪ بالنسبة للذكور ، 37٪ بالنسبة للإناث تلاها الحاصلون على البكالوريوس أو الليسانس حيث بلغت نسبتهم 21,8٪ للذكور ، 35,2٪ للإناث .و بلغ متوسط الدخل الشهري للمطلقين الذكور في العينة (6000) ريال تقريبا شهريا ، بينما بلغ متوسط الدخل الشهري للنساء المطلقات في العينة (8000) ريال تقريبا ،وبلغ متوسط مدة الحياة الزوجية للذكور قبل الطلاق ثلاث سنوات تقريبا بينما بلغ متوسط الحياة الزوجية للإناث المطلقات في العينة حوالي أربع سنوات . وأوضحت نتائج الدراسة أن نسبة 42,6٪ من حالات الطلاق في العينة قد حدث ولم يمض على زواجهم سنة واحدة.

مواقع اباحية ودردشة

اشارت نتائج الدراسة المثيرة الى أن 57,4٪ من عينة الذكور (الازواج المطلقون) و63٪ من عينة الإناث (الزوجات المطلقات) كان ارتيادهم لغرف الدردشة السبب الرئيس في حدوث النزاع الأسري الذي أدى إلى الطلاق ، تلاها المواقع الإباحية بالنسبة للأزواج المطلقين حيث بلغت نسبتهم 29,7٪ في حين أن ارتياد المنتديات كانت سببا في حدوث الطلاق في 2٪ من عينة المطلقين ، 37٪ من عينة المطلقات.

أي أن ارتياد غرف الدردشة والمنتديات تمثل السبب الرئيس للطلاق لعينة المطلقات بينما غرف الدردشة والمواقع الإباحية تمثل السبب الرئيس للطلاق لعينة المطلقين .

ضعف وملل وغياب

أفاد 46,5٪ من العينة أن سبب ارتيادهم لهذه المواقع إنما يرجع إلى ضعف الوازع الديني ، في حين أفاد 20٪ من أفراد العينة أن السبب الرئيس لارتيادهم هذه المواقع يرجع إلى الملل من الحياة الزوجية . تلاها 16,1٪ من العينة كان غياب الزوج والزوجة لفترات طويلة خارج المنزل سببا لارتيادهم للمواقع المعنية بينما أفاد 9,7٪ من العينة إن الرغبة في التغيير كانت سببا لذلك ، ثم نسبة 5,2٪ ، 2,6 ٪ بسبب صعوبة التفاهم مع الطرف الآخر ، وفتور العاطفة على الترتيب.

وأظهرت النتائج ايضا أن الوقت المفضل لدخول هذه المواقع لنسبة 55,5 ٪ من العينة هي الساعات الأولى من الليل ، بينما أفاد 23,9 ٪ من أفراد العينة أن الساعات المتأخرة من الليل هو الوقت المفضل لدخولهم للمواقع التي كانت سببا في الطلاق بمتوسط ثلاث ساعات يوميا للذكور واربع للاناث وتعلق الباحثة بأن استخدام الأزواج والزوجات لهذه المواقع قلل من فرص التفاعل والنمو الاجتماعي والانفعالي والصحي بين الزوجين مما تسبب في النزاع الأسري الذي أدى للطلاق .

ودعت الدكتورة الجوهرة في نهاية دراستها الباحثين للقيام بالدراسات والأبحاث التي تتعامل مع هذه المشكلة للحد منها والقضاء عليها في بدايتها.

ارتفاع معدلات الطلاق فى عام 2006(14)

 حصل الطلاق بين 1.9 مليون من الازواج بالصين فى عام 2006, بزيادة 128 الفا من الازواج او 7 بالمئة عن العام الاسبق وذلك حسب تقرير لوزارة الشؤون المدنية. عالجت هيئات الشؤون المدنية فى عموم البلاد 1.29 مليون قضية طلاق بالعام الماضى كما ان 622 الفا من الازواج تم طلاقهم عبر المحاكم فى نفس الفترة.

ولكن ازداد عدد المتزوجين فى عام 2006 ايضا مع تسجيل 9. 45 مليون حالة زواج فى عموم الصين بزيادة 1.2 مليون على اساس سنوى.

الجدير بالذكر ان الطلاق فى الصين لا يلقى تشجيعا حسب التقاليد.

ولكن لما اصبحت النساء اكثر استقلالية من الناحية المالية وتبسيط اجراءات الطلاق بشكل كبير ارتفعت معدلات الطلاق فى السنوات العشرين الماضية.

وقد ازدادت اكثر من الضعف فى فترة 1985 -1995 , وفى عام 2006 ازدادت المعدلات باكثر من ثلاثة اضعاف.

وعلى عكس غالبية الدول الغربية التى تتبع عدد الزيجات التى تنتهى بالطلاق, فان وزارة الشؤون المدنية تقدم احصاءات عن عدد المطلقين فى كل الف شخص, وقد ارتفع هذا الرقم الى 1.46 من 1.37 فى العام الاسبق.

وحاليا يمكن للصينيين الزواج او الطلاق بسهولة اكثر اذ لا يتم اشعار اصحاب العمل او الطلب منهم بتقديم توصيات حول مناسبة خطط الزواج للعاملين.

أثر الطلاق على البنية النفسية للطفل(15)

1 ـ تحديد مفاهيم الدراسة

لقد أنجز هذا البحث، سنة 1412هـ الموافق لعام 2000م بجامعة محمد الخامس في مدينة الرباط بالمغرب، وعنوانه: (الحرمان العاطفي وعلاقته بالاضطرابات النفسية العضوية لدى أطفال الطلاق)، وتحاول هذه الدراسة الجواب على سؤال مركزي وهو: كيف يولد الحرمان مثل هذه الاضطرابات لدى الطفل في حالة فراق والديه؟

الحرمان العاطفي:

يعني هذا المفهوم في الاصطلاح النفسي، معاناة الإنسان الناتجة عن غياب الأسباب الضرورية لتلبية حاجاته ورغباته النفسية، والمقصود بالحرمان العاطفي هذه الدراسة، هو فقدان الطفل لرعاية وحماية والديه بعد الطلاق.

الاضطرابات النفسية العضوية:

هي أعراض مرضية تلحق بعض أعضاء الجسم، ويكون السبب في نشأتها ليس عضويا، بل مصدره صراعات ومشكلات نفسية، فشل المصاب في التعبير عنها لغويا، فلجأ إلى تفريغ هذه الانفعالات في شكل اضطرابات جسدية.

إن موضوع هذه الدراسة، يتناول الاضطرابات النفسية العضوية التي تصيب أطفال الطلاق، كالاضطرابات الغذائية والجلدية واضطرابات النوم إلى غيرها من الأعراض الأخرى، سواء كانت مؤقتة أو مزمنة.

2 ـ منهجية وعينة البحث:

اعتمدت في هذه الدراسة على المنهج الإكلينيكي، الذي ينبني على التحليل المعمق لشخصية الفرد، لذلك يكون عدد الحالات المدروسة محدودا، وقد وظفت تقنيات متعددة ومتنوعة، حتى أقترب ما أمكن من المقاربة الشمولية للموضوع، عبر استعمال الأدوات التالية: المقابلة النصف موجهة، الملاحظة الإكلينيكية، الاختبارات الاسقاطية سواء منها التي تشخص بنية الشخصية كالرورشاخ (Test Rorschach)، أو تلك التي تدرس طبيعة العلاقات التفاعلية التي ينسجها الفرد مع الآخرين، كاختبار تفهم الموضوع (Children Apperception Test).

أما فيما يخص عينة البحث، فتتكون من ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين سن السادسة والثالثة عشر، تمت دراسة حالاتهم خلال سنة كاملة، بالجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة بمدينة الرباط، وبالموازاة مع الدراسة التشخيصية والتحليلية لمشكلاتهم النفسية، اعتمدت برنامجا علاجيا، استخدمت من خلاله عدة وسائل علاجية كالتعبير عن المعاناة النفسية بوسائل شفوية كالحوار ورمزية كالرسم، كما أشركت أسر الحالات في المشروع العلاجي، بالإضافة إلى التعاون مع فريق متعدد الاختصاصات داخل الجمعية مكون من: مربين، أخصائيين اجتماعيين ونفسيين ومدرسين لتتبع تطور الأطفال خلال فترة الدراسة.

3 ـ حدود البحث:

تتناول هذه الدراسة، نوعا محددا من الانعكاسات السلبية للحرمان العاطفي على أطفال الطلاق وهي الاضطرابات النفسية العضوية، ولا يَدَّعي البحث بذلك أن هذه الأعراض هي رد الفعل الوحيد لكل طفل يعاني من مشكلة الفراق بين والديه، بل تتنوع ردود أفعال الأطفال حسب طبيعة شخصياتهم، وتبعا لنوعية الصراعات التي يعيشونها داخل محيطهم الأسري.

4 ـ دراسة حالة نموذجية:

التعريف بالحالة

أ. م: طفل يبلغ من العمر ثلاثة عشر سنة، ينحدر من أسرة فقيرة مكونة من أب يشتغل خادما لدى أسرة غنية، وأم ربة بيت. انفصل والدا الصبي وهو ابن سنتين، والسبب في ذلك راجع إلى إهمال أبيه لمسؤولياته العائلية بعد أن طرد من عمله لإدمانه المزمن على شرب الخمر.

بعد الطلاق، استقرت الأم برفقة ابنها في منزل والديها، واضطرت للعمل خارج البيت حتى توفر ضروريات الحياة، لكنها لم تتمكن من الاستمرار في رعاية طفلها، لذلك تركته في بيت جديه وعمره آنذاك عشر سنوات، لتتزوج برجل مسن يملك ثروة لا بأس بها.

بعد مرور سنة على زواج الأم، ظهرت على الطفل اضطرا بات جلدية (Eczéma) في عدة مناطق من جسمه، ولم يتماثل هذا العرض المرضي للشفاء، رغم خضوع الحالة للعلاج بالأدوية لفترة تجاوزت ستة أشهر، وقد لاحظ المربون المشرفون على تتبع الحالة أن فشل العلاج يعود إلى تلذذ الطفل بحك المناطق المصابة، لكننا لمسنا جميعا بعض التحسن على مستوى هذا الاضطراب خلال فترة المعالجة النفسية.

بالإضافة إلى الأعراض السابقة الذكر، كان أ. م يتميز بشراهة مرضية عند تناول الأغذية (Boulimie)، وقد علق على هذا الاضطراب بقوله: (إن كثرة الأكل تملأ بطني وتشعرني بالسعادة). بالموازاة مع هذا الاضطراب النفسي العضوي، لاحظت تشبث الطفل بممارسة بعض العادات التي تنتمي إلى المرحلة الرضيعية، كمص الأصبع (إبهام يده اليمنى) رغم أنه بلغ من العمر ثلاثة عشر سنة.

تحليل الحالة

خلال السنتين الأوليين من عمره، عانى الطفل من حرمان مادي ومعنوي، ناتج عن إهمال الأب لمسؤولياته تجاه الزوجة والابن بسبب تعاطيه الخمر، وقد أدى هذا العامل إلى اهتزاز الاستقرار العائلي بشكل تدريجي، فقد أثر أولا على التوازن النفسي للأم، ثم انتقل هذا الاضطراب من خلالها إلى الابن، وقد بين علماء النفس في هذا الإطار أن الطفل في مرحلة الرضاعة، لا يكتفي بالغذاء البيولوجي المتمثل في حليب أمه، بل يتشرب أيضا الإيماءات الرقيقة والمشاعر الدافئة التي تبدو على وجهها وهي تداعبه أثناء الرضاعة.

إن غياب هذا الغذاء النفسي، هو ما أفسد على الحالة المدروسة شهية الأكل، فالطفل يمتص الحليب من ثدي أمه ثم يتقيؤه، لعدم شعوره بالعطف والحنان المصاحبان لعملية الإرضاع البيولوجي، وحرمانه العاطفي هذا ناجم عن التوتر النفسي الذي عانت منه الأم من جراء المشكلات التي عاشتها في علاقتها بالأب.

إن شدة المشاعر السلبية التي تلقاها الطفل من أمه، جعلته لا يكتفي بتفريغ هذه الانفعالات عبر الاضطرابات الغذائية (التقيؤ) بل تجاوزها إلى تعابير نفسية عضوية أخرى وهي اضطرابات النوم، مما يدل على أنه كان يشعر بالفقدان التام للطمأنينة والسكينة النفسية، في ظل أجواء أسرية ملبدة بسحب المشكلات الزوجية.

بعد انفصال الوالدين، عانى الطفل من نوع آخر من الحرمان لمدة ثمان سنوات، وهو افتقاده لأمه بسبب غيابها عن البيت وتركيزها على كسب لقمة العيش، وهذا ما يفسر لماذا كان أ. م يتناول الأغذية بشراهة غير عادية، فحسب الدراسات النفسية المنجزة حول موضوع الاضطرابات الغذائية(5)، تبين لي أن الطفل يملأ بطنه بالأكل ليعوض الشعور المؤلم بالفراغ العاطفي الذي يعاني منه، وهذا ما يبين من جهة معنى قوله: (إن كثرة الأكل تملأ بطني وتشعرني بالسعادة)، ويوضح من جهة أخرى العلة في الاختيار اللاشعوري للاضطرابات الغذائية، كوسيلة للتعبير عن توتراته النفسية لارتباطها بالفم، وهو مصدر إشباع الحاجات البيولوجية بامتياز في مرحلة طفولته الأولى، التي ذاق فيها أقصى مظاهر الحرمان وهو رضيع.

يتجلى مما سبق أيضا السر في عدم تخلص الطفل من عادة مص الأصبع، رغم بلوغه سن الثالثة عشر، لأن تعاقب مظاهر الحرمان التي عاشها دون أن يفهمها، أدى إلى تراكم هذه التجارب المؤلمة، لتشكل حواجز نفسية منعته من تحقيق نموه النفسي بالموازاة مع نموه الجسمي، لذلك كان أكثر قربا من التعبير بلغة جسدية سطحية، وأكثر بعدا عن تفريغ انفعالاته في قالب لغوي منطوق، يساعده على فهم معاناته وبالتالي تجاوزها.

إضافة لكل هذا، فقد تعمق شعور الطفل بالحرمان العاطفي لاضطراب صلته بأمه بعد زواجها الثاني، مما انعكس عليه في شكل أعراض جلدية Egzéma. لقد أكد الخبراء في مجال العلاقة الثنائية بين الطفل وأمه، أن الرعاية النفسية الأمومية تكسب الطفل قوة نفسية تعزز مناعته الجسمية ضد الأمراض العضوية(6). لكن الطفل موضوع الدراسة ونظرا لضعف تنشئته الاجتماعية التي تلقاها، اختل توازنه النفسي فصارت مناعته الجسمية عموما والجلدية خصوصا، هشة ومعرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية العضوية.

نتائج البرنامج العلاجي

لقد ركزت في المشروع العلاجي لحالة أ.م، على ثلاثة أهداف رئيسية:

أولا: تدريب الطفل على استعمال وسائل تعبيرية سوية عن معاناته النفسية، كالتعبير الشفوي (الحوار) والتعبير الرمزي (الرسم)، حتى يتخلص تدريجيا من التعابير المرضية التي تعود عليها.

ثانيا: عملت مع الفريق المشرف على تتبع الحالة، بتنظيم زيارات تجمع الأم بطفلها في فضاء الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة، لإذابة التوتر الذي خيم على العلاقة بينهما منذ زواجها الثاني.

ثالثا، حاولنا إدماج الطفل في بيت زوج أمه، بعد إقناع هذا الأخير بالظروف النفسية التي مرت منها الحالة المدروسة، ليساهم بدوره كبديل للأب في إنجاح البرنامج العلاجي.

إن هذه المجهودات العلاجية، لم تؤد إلى شفاء الطفل من الاضطرابات النفسية العضوية التي يعاني منها، لكنها مكنت على الأقل من التخفيف من حدتها.

5 ـ توصيات البحث:

·  على المتزوجين والشباب المقبل على الزواج، الرفع من رصيد ثقافتهم الدينية والنفسية المرتبطة بشؤون الأسرة، حتى يعبدوا الله على علم في حياتهم الأسرية.

·  ينبغي للمؤسسات المهتمة بالشأن التربوي في مجتمعاتنا الإسلامية، عقد دورات تكوينية للشباب، لا تكتفي فيها ببيان الشروط الشرعية والنفسية الضرورية لنجاح مشروع بناء الأسرة المسلمة، بل تعرض بالإضافة إلى ذلك تجارب واقعية سواء الناجحة منها والفاشلة على وجه الخصوص وتطرحها للنقاش، لأن التجربة الصحيحة تتحقق بالاستفادة من التجارب الخاطئة.

·  نظيم حملات إعلامية لتوعية الشباب غير المتزوج بأهمية الإقبال على التكوين القبلي المؤهل للزواج، وتحسيس المتزوجين بضرورة التكوين المستمر لضمان استمرارية وحدة الأسرة.

·       إنشاء مراكز نفسية واجتماعية متخصصة في علاج المشكلات الأسرية.

·اجتهاد الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في نشر ثقافة نفسية أصيلة داخل المجتمع، تهدف إلى تقوية وحدة الأسرة.

·       إحداث وحدات للبحث خاصة بالأسرة في الجامعات.

خلاصة:

بينت هذه الدراسة بعض الآثار المرضية التي يخلفها الطلاق على نفسية الطفل، وهذا ما يجسد حكمة الأمر الرباني الموجه للمسلمين عموما، وللأزواج خصوصا بالتزام الوحدة والجماعة، ونهيه سبحانه عن الشتات والفرقة في قوله ـ عز وجل ـ: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُواْ) فالقرآن لم ينه عن التفكك الأسري كأحد مظاهر تصدع الأمة الإسلامية، إلا لكون ضرره أكبر من نفعه.

اسباب ضعف المجتمع العربي في الحد من ظاهرة الطلاق(16)

  من اصعب المشاكل واكثرها تاثيرا في المجتمع هي مسالة الطلاق حيث تحتوي ابعادا انسانية وتربوية مؤلمة للافراد صغارا وكبارا على حد سواء، ويلاحظ ازدياد هذه الظاهرة في المجتمعات التي تعمل بها المراة بكثافة حيث تحصل على حرية واستقلالية كبيرة لها تمكنها من التفكير باستطاعة العيش دون زواج.

ووصف استاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت الدكتور فهد الناصر الطلاق بانه ظاهرة عالمية لا تخص مجتمعا دون آخر. حسب وكالة كونا.

واوضح الناصر في محاضرة ضمن فعاليات الملتقى الثقافي الاول الذي نظمته ادارة تنمية المجتمع في وزارة الشؤون تحت شعار (الطلاق مشكلة ام حل) ان الخطورة في موضوع الطلاق تكمن في ارتفاع معدلاته.

وقال ان الخطوات الاجرائية المتبعة في المحاكم سهلة مطالبا بوضع اجراءات اكثر شدة حتى لا يستسهل الزوج طلاق زوجته مبينا ان الطلاق لدى البعض لم يعد وصمة كما كان في السابق.

وتحدث عن اسباب الطلاق ومنها تغير شكل الاسرة من (اسرة ممتدة) الى (اسرة نواة) مشيرا الى ان الاسرة الممتدة تشكل نوعا من الحماية للابناء لوجود الاب الكبير اي والد الزوج .

واضاف ان خروج المتزوجين حديثا عن الاسرة الممتدة في سكن خاص يسهم في زيادة حالات الطلاق منبها الى اهمية ان يستفيد حديثو الزواج من توجيهات الاسرة الممتدة التي يوجد بها والد الزوج ووالدته وبخاصة في السنوات الاولى من الزواج.

واشار الى ان الدراسات تشير الى ان الاختيار الزواجي الذي يتم من قبل الاسرة افضل بشكل عام من الاختيار الفردي وان الحالات التي تم بها الزواج وفق هذا النظام كانت معرضة بدرجة اقل للطلاق.

وتطرق الى مسألة خروج المراة للعمل وقال ان الابحاث تشير الى ان تزايد معدلات الطلاق في المجتمعات التي تعمل بها المراة موضحا ان عمل المراة يوجد لديها نوع من الاستقلالية المادية ويجعلها تشعر ان بامكانها ان تستقل وتعيش من دون الرجل.

وقال ان الزواج غير المتجانس يسهم في زيادة حالات الطلاق كأن يكون الزوجان من جنسية مختلفة او ان يكون الفارق العمري بينهما كبيرا واضاف ان من امثلة الزواج غير المتجانس ان يكون الفارق في المستوى التعليمي بينهما كبيرا.

وتناول الناصر زواج الاقارب وقال ان الدراسات تبين ان الاقارب اكثر استقرارا بشكل عام من زواج الاباعد.

وبالنسبة لاهمية فترة الخطوبة بين الدكتور الناصر اهمية الاستفادة من هذه الفترة موضحا انها فترة مهمة يستفيد منها الزوجان في الحصول على المعلومات الخاصة بالطرف الاخر مشيرا الى ان ثلث حالات الطلاق تحدث في السنة الاولى من الزواج مؤكدا اهمية الاستفادة من فترة الخطوبة.

وقال من الاسباب التي تبقي على استقرار الاسرة وتبعد شبح الطلاق وجود الاطفال وبخاصة في السنة الاولى من الزواج باعتباره نوعا من الحماية والاستقرار للاسرة مشيرا الى انه كلما زاد عدد الابناء زادت فرصة استمرار الزواج.

بدوره رأى الباحث الاجتماعي والديني فيصل الحردان في المحاضرة ذاتها ان الطلاق مشكلة نفسية من أبرز اسبابها عدم تقبل الزوج لزوجته وضعف الحوار بينهما وتدخل أهل الزوج او الزوجه واهمال الزوج او الزوج’.

وبين الحردان ان الطلاق له تاثير كبير على الابناء كأن يضعف من مستواهم الدراسي ويزيد من معدلات الاكتئاب والعنف لديهم.

وفي سياق متصل نقل تقرير لموقع عمّان نت عن تذبذب نسب الطلاق في بعض مدن الاردن وخصوصا في المناطق الريفية، فنسبة الطلاق هناك تبلغ ما بين ( 15% الى 18% ) في حدّها الاقصى، ولا تتجاوز (10%) في حدودها الدنيا، وتتوزع النسب بين حالات الطلاق المختلفة، فالطلاق الرجعي يبلغ ( 3% ) والطلاق البائن قبل الدخول من (10% الى 12%) فيما تبلغ نسبة الطلاق البائن قبل الدخول من (3% الى 5%)، وذلك حسب تصريح قاضي المحكمة الشرعية جمال الرحامنة.

ويتطرق التقرير الى عدداً من الاسباب المهمة في قضايا الطلاق مثل "الزواج المبكر ليس بالنسبة للفتاة فقط بل للشاب ايضاً، فعند بعض العائلات يقوموا بتزويج الشاب صغير السن فلا يستطيع تحمل العبء والمسؤولية، ايضاً القصور في فهم موضوع الزواج حيث انهم يعتبرون الزواج ليس بناء أسرة ولا شراكة بل مظاهر وإشباع رغبات فقط  فيفيقوا على واقع  هم غير مهيئين له لا نفسياً ولا جسدياً".

ويشير تقرير سعودي الى ارتفاع معدلات الطلاق بين الأزواج في السعودية خلال الـ 20 سنة الماضية من 20 فى المائة إلى 60 فى المائة، محذرا من خطر محدق يصيب المجتمع السعودي في المستقبل. 

وكشف التقرير، الذى أعدته احدى المحاكم بمدينة جدة السعودية، ان معظم حالات الطلاق شكلت المرأة عاملاً أساسيا في حدوثها بنسبة 60 فى المائة لعدم قدرتها على الوفاء بمتطلبات زوجها ما يدفع الزوج الى اللجوء للطلاق كخيار للتخلص من زوجته. 

وأوضح ان من أبرز الاسباب المؤدية الى الطلاق عدم معرفة الزوج والزوجة الحقوق والواجبات المترتبة على عقد الزواج والتعجل في التعاطي مع المشكلات التي تطرأ في بداية الحياة الزوجية. 

وأضاف التقرير ان هذه النسبة العالية من الطلاق يكون سببها عدم تأهيل  الشاب والفتاة تأهيلا مركّزا قبل الزواج حيث يفاجأ الشاب بالفتاة موجودة لديه في المنزل ولا يستطيع التعامل معها كزوجة لها حقوقها التي يجب عليه توفيرها والعكس لدى الفتاة التي لا تعرف كيفية التعامل مع زوجها تعاملا سليما وليس لديها الخبرة في كيفية ادارتها منزلها مما يؤدي الى عدم تواصل الحياة بين الزوجين. 

وأشار التقرير الى ضرورة اقامة دورات تأهيلية للشباب والفتيات قبل اقدامهما على الزواج لكي يتعرف كلا الجانبين بما عليه من حقوق زوجية، منوهاً فى هذا الصدد الى تجربة ماليزيا بتدريب الشباب والفتيات المقبلين على الزواج حيث لا يمكن عقد أي زواج في ماليزيا إلا بعد اجتيازهما دورات تأهيلية قبل الزواج. 

وطالب بتنظيم محاضرات متنوعة في التربية والحياة الزوجية وفتح  باب الحوار لمناقشة بعض المشكلات التي تعانيها الأسر في السعودية ورفع مستوى  الوعي لدى المرأة وفقا لأولويات المرحلة الراهنة والتطور الحضاري  مما ينعكس أثره إيجابا على تبصير المرأة بطبيعة المرحلة واحتياجاتها الزوجية.

......................................................

المصادر/

1- ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

 2- الدكتور حسان المالح/ حياتنا النفسية

 3- قناة العربية

 4- موقع باب

 5- مجلة الاسرة العصرية

 6- كنانة اونلاين

 7- جريدة المستقبل اللبنانية

 8- عـبـد الله باجـبـيـر/ مركز الاخبار امان

 9- لافا خالد / شبكة الصحافة غير المنحازة

 10- شبكة البحري

 11- جريدة القبس الكويتية

 12- بديع القشاعلة / موقع اخبارنا

 13- جريدة الرياض

 147- شبكة الصين

 15- رضى الحمراني/ الهيئة العالمية للاعجاز العلمي في القرآن والسنة

 16- شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 2 آب/2007 -18/رجب/1428