
شبكة النبأ: مابين الشد والجذب
وتقديم الاغراءات والتلويح بالقوة تستمر سياسة الهيمنة الامريكية لاجل
اعادة انتشار في الشرق الاوسط بعد التعثر الواضح في السنوات الاخيرة،
فأمريكا من جهة تتهم السعودية وعلى لسان السفير خليلزاد باعاقة العملية
السياسية الجارية في العراق وتقديم الدعم للفصائل السنية المسلحة وكذلك
غض النظر عن تسلل مئات الانتحاريين والمقاتلين السعوديين، نجدها من جهة
اخرى تعلن عن صفقة اسلحة استراتيجية بمليارات الدولارات مع السعوديين،
وهم الذين يساعدون على قتل العراقيين والجنود الامريكان في العراق.
ويظهر ان لا شئ يثير اهمية لدى الادارة الامريكية الان سوى الخطر
الايراني بحيث تستعد الادارة الامريكية لدعم استراتيجي ضخم تقدمه ايضا
الى مصر واسرائيل الغرض منه تعديل ميزان القوى مع ايران تحسبا لاية حرب
قادمة قد تندلع بسبب البرنامج النووي الايراني الذي تتهمه واشنطن بانه
برنامج لتصنيع اسلحة نووية.
ووصلت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع
الامريكي روبرت جيتس إلى مصر بتعهدات بتقديم معونة عسكرية لحلفاء
الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يقولان انها ستساعد في التصدي لتنظيم
القاعدة وحزب الله اللبناني وسوريا وايران.
ويعتزم جيتس ورايس المقرر أن يزورا السعودية أيضا حث حلفاء الولايات
المتحدة من العرب على بذل المزيد لمساعدة واشنطن في العراق ولكنهما
رفضا تلميحات الى ان المعونات التي تبلغ عشرات المليارات من الدولارات
هي في مقابل الحصول على تلك المساعدة.
وصفقة المعونة العسكرية لمصر حجمها 13 مليار دولار على مدى عشر
سنوات وهو نفس حجم المعونة خلال السنوات الست الماضية على الاقل ولكن
واشنطن تعرض على اسرائيل زيادة نسبتها نحو 25 بالمئة تبلغ 30 مليار
دولار خلال السنوات العشر المقبلة.
وقالت رايس التي تحدثت الى الصحفيين في طريقها للمنطقة وقبل مغادرة
واشنطن، هذه ليست مسألة اعطاء شيء مقابل الحصول على شيء. اننا نعمل مع
هذه الدول لمكافحة التطرف.
وتابعت، اننا جميعا شركاء في المصلحة في أن يكون العراق مستقرا
ويمكنه الدفاع عن نفسه... وأن يكون موحدا. بحسب رويترز.
ويبدي مسؤولون بادارة الرئيس الامريكي جورج بوش في أحاديثهم الخاصة
شعورا متزايدا بالاحباط من موقف السعودية ذات الغالبية السنية من
الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة لكن رايس سعت الى التهوين من شأن
تلك الانتقادات.
وأشادت رايس بالسعودية لما قدمته لتخفيف أعباء ديون بغداد ومحاولتها
تأمين حدودها مع العراق بشكل أفضل.
وتتضمن الصفقة العسكرية الامريكية أسلحة للسعودية ودول أخرى في
الخليج ولكن المسؤولين الامريكيين لم يوضحوا ما اذا كانت هذه ستكون في
أغلبها مبيعات. وعادة ما تدفع السعودية مقابل شراء أسلحة أمريكية.
وقالت رايس، هذا المسعى سيعزز قوى الاعتدال ويدعم استراتيجية أوسع
للتصدي للنفوذ السلبي للقاعدة وحزب الله وسوريا وايران.
وانتقدت ايران المعونة العسكرية متهمة الولايات المتحدة بمحاولة
اثارة الخوف وعدم الثقة في الشرق الاوسط والسعى الي زعزعة استقرار
المنطقة.
وقالت رايس، اذا كانت هناك زعزعة استقرار في المنطقة فيمكن أن يلقى
بذلك على عاتق النظام الايراني... هذا جدول أعمال ايجابي في الشرق
الاوسط.
وتقول ادارة بوش ان مهمة رايس وجيتس هدفها ارسال اشارة الي حلفاء
الولايات المتحدة بأن واشنطن تبقى ملتزمة بمساعدة المنطقة رغم مشاكلها
في العراق وتزايد قوة ايران.
ومبرزا الاهمية التي تعلقها ادارة بوش على مهمتهما قال جيتس، أن
يسافر وزيرا الخارجية والدفاع معا الى أي منطقة... فانه شيء نادر جدا
ان لم يكن غير مسبوق.
وفي منتجع شرم الشيخ بمصر ستجتمع رايس وجيتس مع وزراء خارجية مصر
والاردن والدول الاعضاء الست بمجلس التعاون الخليجي.
وسافر وزراء الخارجية العرب الى شرم الشيخ بعد اجتماع في جامعة
الدول العربية في القاهرة حيث أبدوا ترحيبا مشروطا بفكرة بوش المتمثلة
في عقد مؤتمر للسلام في الشرق الاوسط في وقت لاحق من العام الحالي.
الا أن سوريا اعترضت قائلة ان أي مؤتمر يعقد في ظل الظروف الراهنة
سيمثل خيانة للقضية الفلسطينية.
وقال الوزراء العرب ان المؤتمر يجب أن يضم كل الاطراف المعنية ويجب
أن يستهدف احياء المفاوضات بين اسرائيل وكل جيرانها ويجب أن يستند الى
محادثات السلام السابقة.
ومن شأن الشروط العربية أن تجهض أي محاولات أمريكية أو اسرائيلية
لاستبعاد سوريا من مؤتمر السلام أو التفاوض من جديد على العناصر التي
تم الاتفاق عليها من حيث المبدأ في المحادثات السورية الاسرائيلية التي
انهارت عام 2000 .
وسيسعى الوزراء العرب للحصول على مزيد من التفاصيل من رايس مثل من
سيحضر المؤتمر وما هو جدول أعماله والى أي مدى ستعمل الولايات المتحدة
من أجل احلال سلام شامل.
أسلحة أمريكية بـ30 مليار دولار
لإسرائيل و13 مليار لمصر!؟
إسرائيل اعترضت على تزويد السعودية بأسلحة متطورة في بداية الأمر،
إلا أنها أعلنت ترحيبها بالصفقة بعد تعهدات أمريكية بالحفاظ على تفوقها
العسكري.
واستبقت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، جولتها المقررة
بمنطقة الشرق الأوسط، والتي سيرافقها فيها وزير الدفاع روبرت غيتس،
بالإعلان عن تفاصيل صفقات أسلحة جديدة لعدد من دول المنطقة، قائلة إنها
ستساعد على "محاربة الإرهاب"، والحفاظ على الاستقرار خاصة بمنطقة
الخليج. بحسب الـCNN.
وقالت الوزيرة الأمريكية إن مباحثاتها وغيتس، مع المسؤولين المصريين
ستتطرق إلى مناقشة صفقات أسلحة بقيمة 13 مليار دولار، على مدى العشر
سنوات القادمة، ضمن برنامج المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر.
كما أشار البيان إلى أن المباحثات المقرر أن يجريها المسؤولان
الأمريكيان مع نظرائهما بالحكومة الإسرائيلية، ستتضمن أيضاً تقديم
أسلحة لإسرائيل بقيمة 30 مليار دولار، خلال نفس الفترة، وبموجب برنامج
المساعدات أيضاً.
وكانت إسرائيل قد أعلنت موافقتها على صفقة الأسلحة الأمريكية
المتطورة المقترحة للسعودية ودول الخليج الأخرى، فيما يُعد "تطوراً
نادراً وخروجاً عن المألوف" من جانب الدولة العبرية.
وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود اولمرت، عن تفهمه للخطة
الأمريكية، قائلاً إن بلاده تتفهم دواعي تزويد دول الخليج العربية
بأسلحة متطورة، لمواجهة التأثير الإيراني في المنطقة.
وبالمقابل، عرضت الولايات المتحدة، التي تعلم مدى حساسية إسرائيل
تجاه مبيعات الأسلحة هذه، زيادة كبيرة في المساعدات الدفاعية لتل أبيب،
وأكدت للدولة العبرية أنها ستحافظ على تفوقها العسكري على باقي الدول
في المنطقة.
وحققت الصفقة هذه نتائج مهمة وطيبة لإسرائيل: حيث سترتفع المساعدات
العسكرية لها بنسبة 25 في المائة، أي من 2.4 مليار دولار سنوياً إلى 3
مليارات دولار، ومضمونة لمدة 10 سنوات.
وكان مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش قد أكد
لـCNN السبت، أن الولايات المتحدة تعد مشروع صفقة لتزويد المملكة
العربية السعودية بأسلحة متطورة وتحديث قدراتها الحالية، لمواجهة أي
اعتداء إيراني في منطقة الخليج.
وأشار المسؤول، الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته، بسبب استمرار
المحادثات حول الصفقة مع السعودية، إلى أن قيمة الأسلحة ومتعلقاتها
المقترحة ستصل إلى 20 مليار دولار، على أن تصل مدته إلى عشر سنوات. |