اردوغان الاسلامي يثبت بوجه الريح العلمانية والجيش التركي

شبكة النبأ: عزز حزب العدالة والتنمية نصيبه من الاصوات في الانتخابات البرلمانية التركية بحصوله على 47 في المئة رغم جهود المعارضة لتصوير الحزب ذي الجذور الاسلامية والمؤيد لقطاع الاعمال على أنه حصان طروادة سيحول تركيا الى دولة دينية على النمط الايراني.

واحتفل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بالنصر الحاسم في الانتخابات البرلمانية لكنه يواجه الان تحديات بسبب الانتخابات الرئاسية المؤجلة وأعمال العنف التي ينفذها انفصاليون أكراد والمساعي المتعثرة للانضمام للاتحاد الاوروبي.

وتمثل هذه النتيجة انتصارا شخصيا لأردوغان الذي دعا الى انتخابات مبكرة بعد خسارة معركة مع المؤسسة العلمانية التي تضم جنرالات الجيش الذين لا يريدون وصول حليفه ذي الجذور الاسلامية وزير الخارجية عبد الله جول الى منصب رئيس الجمهورية. وستكون هذه أول قضية مختلف عليها يناقشها البرلمان بعد أن ينعقد الاسبوع المقبل.

وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي، سنحل هذه المسألة (الانتخابات الرئاسية) دون أن نسبب توترا. بحسب رويترز.

وانتعش أداء الاسواق المالية بسبب النتيجة التي أبقت في السلطة الحزب المفضل للمستثمرين الاجانب دون الحاجة للمشاكل التي تنبع من تشكيل ائتلاف. لكن النتيجة لا تجعل الحزب قويا بما يكفي لاستفزاز الجيش حامي حمى العلمانية في البلاد.

وسجلت الليرة التركية أعلى مستوياتها أمام الدولار منذ اكثر من عامين كما ارتفعت اسعار الاسهم والسندات وأغلقت بورصة اسطنبول على ارتفاع خمسة في المئة وهي نسبة قياسية.

ورغم أن النتائج غير الرسمية منحت حزب العدالة والتنمية 47 في المئة من الاصوات أي أعلى بأكثر من 12 نقطة عن عام 2002 لكن المكاسب القوية التي حققتها المعارضة القومية تعني أن الحزب سيحصل على 340 من بين 550 مقعدا وهو عدد يقل قليلا عن ذي قبل.

وسيبدو البرلمان مختلفا للغاية الان بعد أن حصل القوميون المتطرفون وأكثر من 20 نائبا مستقلا مؤيدا للاكراد على مقاعد للمرة الاولى منذ أعوام.

وقال ديفيد ميليباند وزير خارجية بريطانيا وهي من أقوى حلفاء تركيا في الاتحاد الاوروبي ،من المهم للغاية أن نمد يدنا من جميع أنحاء أوروبا للحكومة الجديدة في تركيا عندما تتشكل. وجود تركيا مستقرة وامنة يصب بشكل كبير في مصلحتنا.

حزب العدالة والتنمية يعزز موقعه

واحدثت الانتخابات التشريعية تغييرا كبيرا في المشهد السياسي التركي تميز بتعزيز موقع الحزب الحاكم المنبثق عن التيار الاسلامي في مواجهة العلمانيين والجيش وعودة حزب قومي ونواب اكراد الى البرلمان.

وانعكس فوز حزب العدالة والتنمية الكاسح ايجابا الاثنين على بورصة اسطنبول حيث سجل مؤشر ابرز مئة شركة كبرى رقما قياسيا تاريخيا ببلوغه 8055058 نقطة.

وحصل حزب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الحاكم منذ نحو خمس سنوات على 446% من الاصوات بعد عملية الفرز بحسب نتائج غير رسمية نشرتها وكالة الاناضول للانباء الاثنين. بحسب فرانس برس.

وهذا الاداء ملفت وقد اشار اردوغان نفسه الى انها ثاني مرة فقط في خمسين عاما ينجح حزب حاكم في تحسين نتائجه الانتخابية في انتخابات جديدة.

وبذلك سيشغل حزب العدالة والتنمية 340 مقعدا من اصل 550 في البرلمان ما يفوق النصف بفارق كبير.

وكان حصل على 34% من الاصوات في الانتخابات التشريعية السابقة عام 2002 (351 نائبا).

ومن المفارقة ان عدد نواب حزب العدالة والتنمية انخفض رغم ارتفاع نسبة الاصوات التي حصل عليها وذلك نتيجة عودة قوة ثالثة هي حزب العمل القومي الى البرلمان (142% من الاصوات 71 نائبا) الى جانب نواب اكراد ترشحوا كمستقلين وعددهم يقارب 25.

ومن المتوقع ان يشهد البرلمان نقاشات حادة بسبب مواقف حزب العمل القومي المتشددة حيال المسألة الكردية.

وحصل حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي ديموقراطي) حزب المعارضة الرئيسي المؤيد للعلمانية على 820% من الاصوات بفارق طفيف عن ادائه في انتخابات 2002 (19%) ما يخوله شغل 112 مقعدا في البرلمان.

حزب العدالة ينتقد الجيش والعلمانيين

 ووجه حزب العدالة والتنمية انتقادا مستترا إلى المؤسسة العلمانية القوية التي تضم جنرالات الجيش وكبار القضاة قائلا إنهم يجب أن يتركوا السياسة لرجال السياسة. 

وقال محمد على شاهين نائب رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون بعد اجتماع الحكومة، في انتخابات 22 يوليو أظهر شعبنا ان السياسة يجب ان تدار دفتها من قبل السياسيين فقط. بحسب رويترز.

وقال شاهين دون أن يتطرق الى تفاصيل، في تركيا يقوم رجال السياسة بإدارة دفة السياسة. وشعبنا دائما ما يكون لديه رد فعل على كل نوع من الاتجاهات التي يمكن أن تفسر بأنها تدخل في السياسة.

والبرلمان الجديد المتوقع ان يجتمع في الاسبوع المقبل يتعين ان ينتخب بسرعة خلفا للرئيس أحمد نجدت سيزر وهو منتقد علماني للحكومة. وانتهت فترة رئاسته في مايو ايار ولكن الأزمة أجبرته على البقاء كرئيس مؤقت.

ويتوقع بعض المعلقين أن يتحدى حزب العدالة والتنمية الجيش ويعيد ترشيح جول بينما يقول آخرون إنه سيسعى الى مرشح وسط من بين صفوفه البرلمانية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 31 تموز/2007 -16/رجب/1428