
شبكة النبأ: ان الخطر الحقيقي العالمي
يتمثل الان في الفكر التكفيري المتطرف الذي يستحل دماء الابرياء من
مسلمين وغيرهم لاجل تنفيذ غايات واهداف خاصة.
لذا فانه من الواجب على المسلمين بمختلف مذاهبهم، ان يميزوا انفسهم
عن (الوهابية التكفيرية) وان يتبرأوا منها، كما ان عليهم ان يوضحوا
للعالم بان الوهابية لا تمثل الاسلام وان فقهاءها وعلماءها فئة ضالة
تحاول تسخير الدين لخدمة اغراضها الدنيوية الدنيئة، وانهم يتلفعون
بالدين والدين منهم براء، مستغلين عباءة السلطة الحاكمة في السعودية
والمقدرات النفطية الكبيرة التي تتمتع بها.
كذلك يجب التحرك على الهيئات الدولية والعالمية، لإدراج زعماء
وفقهاء التكفير في القائمة السوداء، وحرمانهم من المال وحرية الحركة
والاتصال بالعالم، ومحاصرتهم وتحديد خطرهم وتاليا للقضاء عليهم نهائيا،
وكلنا يعرف جيدا ما للفتوى (الدينية) من اثر كبير على عملية غسيل
الدماغ التي يتعرض لها بعض الشباب في مختلف دول العالم، والتي من
خلالها نجح الارهابيون التكفيريون في تجنيدهم الى صفوفهم، وتحويلهم الى
كتل ناسفة وملتهبة تدمر الانسان والحضارة وتهدد البشرية في كل مكان.
وأثارت تقارير امريكية وعراقية صدرت مؤخرا تشير الى ان هناك اعدادا
ملموسة من السعوديين يقاتلون في صفوف جماعات اسلامية متشددة في العراق
ولبنان حرجا ونقدا للذات داخل المملكة السعودية.
وقال موفق الربيعي مستشار الامن القومي العراقي، ان العراق حاكم 160
سعوديا لضلوعهم في أعمال عنف، وذكر تقرير في صحيفة أمريكية أن 45 في
المئة من الاجانب الذين يقاتلون في العراق سعوديون. بحسب رويترز.
ويقول مسؤولون لبنانيون ان هناك عشرات السعوديين ضمن متشددي جماعة
فتح الاسلام التي تقاتل الجيش اللبناني منذ شهرين في مخيم للاجئين
الفلسطينيين في شمال لبنان.
وتتصدى الصحافة العربية المملوكة لسعوديين لتلك التقارير، ونقلت عن
مسؤولين في المملكة قولهم ان الارقام المتعلقة بالسعوديين في العراق
ولبنان مبالغ فيها.
ومرة أخرى يهتم كتّاب الاعمدة بتناول موضوع الدور السعودي في التشدد
الاسلامي على مستوى العالم، وهي قضية طفت على السطح للمرة الاولى في
أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة حين تبين
أن 15 من المهاجمين التسعة عشر مواطنون سعوديون.
وكتب عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الاوسط أنه، ومنذ الحادي عشر
من سبتمبر والسؤال.. هل يعي الفرد السعودي انه صار مشكلة عالمية ..
المواطن الذي عرف في الماضي بأنه اكثر الناس مسالمة.
لماذا السعوديون.. لانهم مهيأون عقليا وسياسيا كقنابل موقوتة صالحة
كألعوبة في يد أنظمة ذات مشاريع سياسية بالغة الخطورة.
وتنحي السعودية على ايران باللائمة بخصوص اذكاء المشاعر الراديكالية
في المنطقة من خلال دعم حلفائها مثل سوريا والجماعات الشيعية العراقية
وحزب الله اللبناني وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس). بينما
الوقائع على الارض تشير الى ان الهجمات التفجيرية والانتحارية لاتستهدف
سوى المدنيين العراقيين على الغالب في الاماكن العامة ولها الدورالاكبر
في زعزعة الامن والاسقرار في العراق.
وفي المقابل انضم سعوديون الى عرب يقاتلون في صفوف القاعدة في
العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، وتشير
تقديرات الى أن عددهم يتراوح بين مئات والاف الافراد.
وقال عبد العزيز السويد في صحيفة الحياة ملقيا باللوم على ايران في
اذكاء العنف، نعم هناك سعوديون يشاركون في أعمال العنف بالعراق مع
جنسيات أخرى. فلم المبالغة في أعدادهم من حكومة المالكي في مقابل
استماتة هذه الحكومة في نفي أي دور للايرانيين في أعمال العنف
بالعراق..
والمعروف ان التقارير التي اشارت للارقام والاحصاءات بهذا الشان هي
من مصادر عسكرية امريكية بحتة.
وطلب نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي مؤخرا من رجال الدين
السعوديين بذل جهد أكبر لاثناء الشباب السعوديين عن الذهاب الى العراق
للقتال، قائلا انهم يستغلون كمفجرين انتحاريين.
وقال نيل بارتريك من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات، لا مفر أمام
السلطات السعودية من الشعور بالحرج ... ولكن فيما يتعلق بالعدد الحقيقي
من الصعب الحكم.
وأضاف، الموقف السعودي بوجه عام هو أنهم أنفقوا الكثير من الاموال
على حدودهم المباشرة مع العراق وأنهم يعتبرون أنهم لاحقوا بنشاط
الرسائل والفتاوى المتشددة التي تصدر عن رجال دين سعوديين. رغم انه لم
تتم لحد الان اية اجراءات قضائية او ملاحقات قانونية او عقوبات للشيوخ
السعوديين الذين يصدرون فتاوى متواترة تشجع الشباب على القتال في
العراق وتكفر الاغلبية الشيعية لسكانه وتستحل دمائهم. |