
شبكة النبأ: رغم تعبير الاغلبية عن
رغبتهم في التصويت لصالح سيدة او شخص من اصول افريقية لرئاسة الولايات
المتحدة الامريكية، فإن نسبة المؤيدين هبطت عندما سُئل المشاركون في
استطلاع عما اذا كانت امريكا مستعدة لقبول رئيس اسود أو امرأة في البيت
الابيض.
وتنوع ماراثون الانتخابات الرئاسية الأمريكية ما بين السياسة
و"تسريحة" الشعر للمرشحين، وفي الوقت الذي أحدث السيناتور باراك اوباما
المرشح للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للسباق إلى البيت الأبيض في 2008
مفاجأة بتقدمه منافسته هيلاري كلينتون في جمع الأموال للحملة
الانتخابية، فقد أثارت تسريحة شعر جون إدواردز سخرية الكثيرين.
هوية الرئيس الأمريكي القادم؟
جاء ذلك فيما، أظهر استطلاع للرأي أُجري في أمريكا أن الأغلبية
الساحقة من الأمريكيين تقول إنهم مستعدون للتصويت لصالح شخص أسود أو
امرأة في منصب الرئيس، وهو ما يشير إلى أن الانتخابات الرئاسية القادمة
في 2008 ربما تشهد انتخاب امرأة أو شخص أسود في البيت الأبيض لأول مرة
في تاريخ الولايات المتحدة، وهو حدث تاريخي بكل المقاييس.
لكن الاستطلاع، الذي أجرته صحيفة نيوزويك الأمريكية، أظهر أنه رغم
تعبير الأغلبية عن رغبتهم في التصويت لصالح سيدة أو شخص من أصول
إفريقية، فإن نسبة المؤيدين هبطت عندما سُئل المشاركون في الاستطلاع
عما إذا كانت أمريكا مستعدة لقبول رئيس أسود أو امرأة في البيت الأبيض.
بحسب تقرير لموقع تقرير واشنطن.
وقال 92 % من المشاركين في الاستطلاع إنه من الممكن أن يصوتوا لصالح
مرشح أسود، وهي نسبة تزيد عن نظيرتها في عام 1991 والتي بلغت 83 %.
لكن 59 % فقط من الأمريكيين هم الذين يعتقدون أن الولايات المتحدة
مستعدة بالفعل لوجود رئيس أمريكي من أصول إفريقية، وهي نسبة تزيد أيضا
عن نظيرتها في استطلاع أجرته سي بي إس عام 2000 وبلغت 37 %.
كما قال 86 % إنهم يمكن أن يصوتوا لصالح امرأة في منصب الرئيس، لكن
58 % فقط قالوا إن أمريكا مستعدة لهذا، لكنها أيضا تمثل تحسنا عن
نظيرتها في استطلاع أجرته سي بي إس عام 1996 وبلغت 40 %.
وقال 66 % بالمائة من الناخبين، بحسب الاستطلاع، إن ثمة فرصة في أن
يصوتوا للسيناتور الديمقراطي باراك أوباما، وقال 62 % إن ثمة فرصة في
أن يصوتوا لصالح هيلاري كلينتون، ولكن عند المفاضلة بينهما ارتفعت حظوظ
كلينتون، طبقا للاستطلاع، بشكل كبير (56 % لصالحها في مقابل 33 % لصالح
أوباما).
وفي حال تم اختيار أوباما أو كلينتون لمنصب الرئيس الأمريكي فإن عام
2008 سيكون العام الذي يضع فيه الأمريكيون نهاية لسلسلة استمرت طوال
218 عاما من اختيار الرؤساء الأمريكيين الذين كانوا دائما ذكورا ومن
البيض، منذ انتخاب جورج واشنطن، في منصب أول رئيس للولايات المتحدة في
عام 1789.
أوباما يتقدم على هيلاري
وفي سباق المال اعلن السناتور باراك اوباما أنه جمع 23.5 مليون
دولار على الاقل في الفصل الثاني من حملته الانتخابية واحدث مفاجأة
بتقدمه على منافسته الرئيسية السيناتور هيلاري كلينتون.
وقال اوباما في بيان له "إنها بداية حركة ستغير وجه أمريكا". وفي
الفصل الثاني ساهم نحو 154 ألف شخص في تمويل حملته بحسب اللجنة المكلفة
حملته الانتخابية. وقدم أكثر من 250 ألف شخص حتى الان مبالغ نقدية.
وجمع اوباما مبلغا اجماليا قدره 55.7 ملايين دولار.
ومضى يقول، لدينا الان مئات الاف الاميركيين المستعدين للمطالبة
بنظام صحي للجميع وباستقلالية في مجال الطاقة وبانهاء الحرب في العراق.
وتابع،انها الحركة القادرة على تغيير السياسة المعتمدة في واشنطن والتي
تمليها المصالح الخاصة وتغيير وجه بلادنا وانها البداية فقط.
ومن جهتها قالت هيلاري كلينتون إنها جمعت حوالى 27 مليون دولار خلال
الفصل الثاني حسب ما اعلنت لجنة بحملتها الانتخابية. وفي الفصل الاول
جمعت كلينتون 26 مليون دولار اي ما مجموعه 53 مليون دولار. وعلى
المرشحين للسباق الى البيت الابيض ان يكشفوا قبل السبت للجنة
الانتخابية الفدرالية حجم الاموال التي جمعوها ما بين الاول من ابريل
و30 يونيو لتمويل حملاتهم.
من يحظي بتأييد الديمقراطيين؟
لا تزال هيلاري كلينتون تتصدر التوقعات للسباق الى البيت الابيض
العام المقبل، غير انها تحتفظ بورقة هي اشبه بآلة لجمع الاموال ولحسم
نتيجة الانتخابات لصالحها، وهي زوجها بيل بحسب مراقبين ومحللين لوكالة
الأنباء الفرنسية.
وبعد ست سنوات على رحيله عن السلطة، استعاد الرئيس السابق نشاطه
سعيا منه لبت الموقف، مع حرصه على لزوم الحذر بشأن كيفية مساعدة هيلاري
لتصبح اول امرأة تتسلم الرئاسة في الولايات المتحدة وثاني فرد من عائلة
كلينتون في البيت الابيض.
وبشأن مدي انعكاس حصيلة ولايتي بيل كلينتون اللتين سادهما السلام
والازدهار بالرغم من تضمنهما العديد من الفضائح، على تطلعات هيلاري،
أوضح بروس بوتشانان الاستاذ في جامعة تكساس "ثمة توازن دقيق يجب التوصل
اليه. المشكلة تكمن في كيفية استخدام الامر بدون اثارة المسائل
السلبية".
ويرى بوتشانان أن في وسع الرئيس السابق ان يلعب دورا فاعلا جدا في
اقناع النواة الصلبة من الناشطين الديموقراطيين في الانتخابات الحزبية
الداخلية، لكن اذا ما فازت هيلاري بترشيح الحزب، فسيتحتم عندها عليه
الحد من ظهوره.
ويبقى بيل كلينتون بطلا بنظر العديد من مناصري الحزب الديموقراطي
وهو لم يفقد من جاذبيته التي فتنت اعدادا من الناخبين بما في ذلك في
الصفوف الجمهورية، غير انه سيتحتم على هيلاري ان تحذر الظهور وكأنها في
ظل زوجها.
في المقابل، قد يفضل الديموقراطيون الذين خيبت املهم مغامرات رئيسهم
الغرامية تأييد المرشح الشاب باراك اوباما. وقام فريق حملة هيلاري
الانتخابية الاسبوع الماضي باختبار الاجواء فبث على موقعها على
الانترنت شريطا قصيرا يشيد خلاله بيل بزوجته لافتا الى نشاطها في مجال
الدفاع عن حقوق الانسان وتحسين الضمان الصحي والى موقعها السابق كسيدة
اولى الذي جعل منها رمزا للولايات المتحدة.
وظهر الرئيس السابق في الشريط وكأنه سيد الحملة الحقيقي، فيما بثت
مشاهد بالاسود والابيض لهيلاري قبل بضع سنوات ذكرت بالاعلانات التي
اطلقت حملة بيل عام 1992. وقال "آمل ان تدعموا حملتها. وان فعلتم فسوف
تفتخرون بذلك الى الابد. فهي كرئيسة ستجعلكم اكثر اعتزازا كل يوم".
وقال توم بالدينو الاستاذ في جامعة ويلكس في بنسيلفانيا (شرق) ان
فريق حملة هيلاري كلينتون سيحلل تاثير الشريط على الناخبين قبل بث
اعلانات للرئيس السابق مباشرة على التلفزيون.
وسبق ان اثبت بيل نفوذه بين الديموقراطيين حين ساعد زوجته على جمع
ملايين الدولارات لتمويل حملتها، وهو سيحتفظ بدور مهم وان لم يكن رسميا
او علنيا في وضع استراتيجية هيلاري.
وفي حين سينهمك جميع المرشحين على وقع المهرجانات والتجمعات
المتسارع في الاسابيع الاخيرة من الحملة للفوز بترشيح الحزب، سيكون في
وسع هيلاري الاعتماد على زوجها لمشاركتها مشقات الحملة ونشاطاتها
الكثيفة.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان اوساط هيلاري تعول على بيل ليجوب
المهرجانات بطائرته الخاصة. غير انه سيتحتم على فريق هيلاري تخفيض
تطلعاته بعض الشيء اذ بدا واضحا منذ مطلع عهد كلينتون الاول ان الرأي
العام لا يحبذ فكرة الازدواجية هذه. وان كانت اصداء الفضائح تبددت، الا
انه لا تزال هناك مناطق من الولايات المتحدة حيث يكفي مجرد اسم كلينتون
لتحريك مخاوف الجمهوريين المتشددين.
تسريحة بمبالغ خيالية
وكانت تسريحة المرشح الديمقراطي جون إدواردز الذي حلّ ثالثاً في
الاستطلاعات عن الديمقراطيين، كانت حدثا لافتا هذا الأسبوع، حيث صرح
جوزيف تورينوفا حلاق إدوارد بأنه يتقاضي مبلغ 1250 دولاراً لتسريح
شعره. وأضاف تورينوفا الذي يعتبر حلاق مشاهير هوليود إنه حلق شعر
إدوارد 16 مرة علي الأقل مشيرا إلي أنه يتقاضي مبالغ اضافية تشمل نفقات
السفر والفندق إذا اضطر للسفر.
ومن جهته قال، إدوارد إنه مرتبك بسبب هذه النفقات وقال إنه "لم يكن
يعلم ان ذلك سيكون مكلفا" واعتبر أن حلاقة الشعر كانت نوعا من الانحراف
من قبل موظفيه. وعلي الفور قال المسؤولون عن حملة ادواردز هذا الاسبوع
انهم رتبوا لمصفف شعر جديد له سيعطيه تخفيضات على مدى 4 سنوات.
في حين اعتبرت اليزابيث إدوارد، التي وجدت الكثير من النكات علي
زوجها بسبب تسريحته أن هذه "الحملة سوف تختفي برمتها"، فيما قالت كولين
ميوري المتحدثة باسم إدوارد ساخرة "لقد أصبحت الأخبار العاجلة تتحدث عن
كلفة حلاقة جون إدوارد ولم تهتم بالقدر الكافي إلي القوانين"، واضافت
:" إنه لم يكذب بشأن أسلحه الدمار الشامل ولكنه مجرد شخص حلق بمبلغ
مرتفع".
وتقول صحيفة واشنطن بوست التي فجرت الجدل بحوارها مع مصفف شعر
إدوارد إن مسؤولو حملة إدوارد الانتخابية اضطروا للتعامل مع مقطع فيديو
علي موقع "يوتيوب" الشهير لمقاطع الفيديو يظهر فيه إدوارد في جلسة
تجميل قبل انطلاق حملته الانتخابية على وقع موسيقى الوست سايد، ويقول
أنا جميل جدا.
وتضيف الصحيفة إن إدوارد ليس أول سياسي يواجه هذه السخرية بشأن
حلاقته، فقد استغرق الأمر وقتا طويلا للرئيس بيل كلينتون للتأقلم حيث
كان حلاقة المصفف كريستوف يحلق له علي متن طائرة تابعة لسلاح الطيران
في بفريلي هليز.
كما لم تحظ تسريحة المرشحة الديمقراطية هيلاي كلينتون لدى مصففة
الشعر الفرنسية ايزابيل جويتز خلال حملة انتخابات مجلس الشيوخ مقابل 3
ألاف دولار بالاهتمام نفسه.
ويعتبر مبلغ حلاقة إدوارد سابقة في وسط المرشحين الأمريكيين، حسبما
أشارت بعض الصحف، التي رأت أنه يوازي 10 أضعاف ما ينفقه الرئيس جورج
بوش على تسريحته في صالون حلاقة للأفغانية الأصل زهيرة زاهر في مبنى
ووترجيت في واشنطن. |