السودانيون يهربون الى اسرائيل طلبا للامان!؟ 

 شبكة النبأ: الحروب والمجاعات التي خلفتها الحرب المستمرة  في دارفور قد دفعت الكثير الى الهرب من ذلك الاتون المستعر، وهام الكثير ايضا في الآفاق طلبا للنجاة او طلبا للعيش الذي لم يتوفر في بلدهم ورغم كل هذه المأساة فان لا غرابة فيها كون الحرب كانت مستمرة هناك منذ زمن طويل ولكن وجه الغرابة ان يكون اللجوء الى اسرائيلّ!!.

فقد باع توني ماو تويبلس وهو لاجئ من دارفور كل ما يملك ليدفع لمهربين بدو أجرة نقله عبر الصحراء الى الحدود مع اسرائيل حيث كان يأمل ان يبدأ حياة جديدة.

وقال توني (29 عاما) وهو مقيد اليدين في نقطة شرطة مصرية في رفح.. بعت كل شيء واستدنت حتى اتمكن من تدبير المال اللازم للتسلل. بحسب تقرير لرويترز.

لكن رحلته لم تكتمل مع تكثيف الشرطة المصرية جهودها للتصدي لتزايد أعداد المهاجرين الافارقة الذين يسعون للتسلل الى اسرائيل بعدما انتشرت شائعات في احياء القاهرة الفقيرة والمزدحمة بان اسرائيل ستفتح لهم ذراعيها وستمنحهم فرص عمل.

وقال توني: العيش في اسرائيل اصبح حلم عشرات الأسر السودانية التي فرّت من دارفور لمصر.. نحن نبحث عن الامان والاستقرار.

ومضى قائلا: كنت انوي عندما اصل لاسرائيل واحصل على عمل ارسال اموال لزوجتي حتى تلحق بي مع ابنائي الثلاثة.

وتنشط بشبه جزيرة سيناء منذ فترة عصابات لتهريب البشر أو الاسلحة أو المخدرات والتبغ عبر الحدود المصرية الى اسرائيل او قطاع غزة.

وقال مصدر امني مصري ان السلطات القت القبض على 106 سودانيين في يونيو حزيران مع تزايد عدد من يحاولون عبور شبه جزيرة سيناء الى اسرائيل.. وكان الرقم في الاشهر الخمسة الماضية 74 فقط.

وقال نشط في مجال حقوق الانسان يعمل مع مهاجرين سودانيين ان أكثر من 390 وصلوا لاسرائيل في الاشهر الستة الاولى من عام 2007.

ومع ما يتردد من عن ظروف المعيشة الافضل ووسط امال الحصول على حق اللجوء يسعى العديد من المهاجرين لدخول اسرائيل ويتوقون لمغادرة مصر حيث يقول نشطاء انها يتعرضون لتفرقة عنصرية وسوء معاملة وتهميش اقتصادي.

وتقول انات بن دور رئيسة مركز حقوق اللاجئين بجامعة تل ابيب ان عددا اكبر من السودانيين يعبرون الحدود بعدما افرجت اسرائيل بشروط عن 250 مهاجرا سودانيا من السجن في الاشهر الاخيرة وسمحت لهم بالعمل في فنادق سياحية في ايلات.

وتابعت ان اسرائيل اطلقت ايضا سراح عدد قليل للعمل في مزارع جماعية.

وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت ان اسرائيل قررت مساعدة لاجئي دارفور ولكن لم تقرر شيئا بشكل نهائي.

وجاء في بيان صادر عن مكتب أولمرت: سندرس امكانية مساعدة نسبة صغيرة من لاجئي دارفور الموجودين في اسرائيل بعد ضمان وقف عمليات التسلل تماما.

ويقابل مهاجرون سودانيون يريدون التسلل لاسرائيل وسطاء عربا في مقاه يرتادونها في القاهرة، وقال مهرب بدوي ان الوسيط يحصل على بين 200 و500 دولار مقابل تدبير عملية التسلل.

وقال سليم المهرب الذي رفض ذكر بقية اسمه لرويترز، وهو يشير بيده تجاه حقول اشجار الخوخ على بعد 15 كيلومترا جنوبي مدينة رفح الحدودية المصرية.. هنا نترك السودانيين في خيمة بدوية حتى نكون بعيدين تماما اذا ضبطتهم الشرطة.

واضاف: نكون ملثمين حتى لا يتعرف احد منهم علينا.. مضيفا ان المهاجرين يعبرون الحدود في مجموعات لتوفير النفقات.

وفي سيناء يستخدم البدو شاحنات صغيرة بدون لوحات معدنية تسير في طرقات لا تعرفها الشرطة وصولا لثغرات أمنيّة على الجانبين المصري والاسرائيلي على حد قوله.

ويضيف: دورنا يقتصر فقط على تسهيل عبورهم عبر الاسلاك الشائكة الى داخل الاراضي الاسرائيلية.

ويضيف سليم انه عند الاقتراب من الحدود يغادر المهاجرون الشاحنات ويدخلون اسرائيل سيرا على الاقدام ثم ينتظرون دوريات حدودية اسرائيلية تنقلهم لمخيمات ايواء في صحراء النقب.

وقال مسؤول امني مصري بشمال سيناء ان مصر حاولت وقف عمليات التسلل عبر الحدود دون جدوى.

وأضاف: شددنا من اجراءات الامن ولكن ضبط كل المتسللين امر صعب بعض الشيء نظرا لطول الحدود بين مصر واسرائيل.

وفي الاسبوع الماضي قال مصدر امني مصري ان الشرطة اطلقت النار على مهاجرين في المنطقة الحدودية رفضوا الانصياع لاوامرها بالتوقف مما أسفر عن اصابة سوداني باصابات خطيرة.

وحاول نشطاء يعملون مع مهاجرين في القاهرة اثناءهم عن الذهاب لاسرائيل حيث يعتبر السودانيون مواطنين معادين ولا يحق لهم التقدم بطلب لجوء بل وعادة ما يتم ترحيلهم.

وقال مكتب أولمرت ان اسرائيل لم تقرر منح وضع دائم للاجئي دارفور حيث لقي ما لا يقل عن 200 الف حتفهم منذ اندلاع النزاع في عام 2003.

واتفقت مصر واسرائيل أيضا على اعادة من يطلق عليهم وصف المهاجرين لاسباب اقتصادية الى مصر.

ولكن تلك الرسالة لم تثن البعض عن محاولة عبور الحدود ويقول المسؤول الامني المصري انه سمع ان اسرائيل ترحب بالسودانيين.

وقال: لدينا معلومات بان اسرائيل اقامت مخيمات لهؤلاء المتسللين وان لديها الرغبة في استقبالهم للعمل لديها في المزارع.

وقال عبد الله جهامة رئيس مجلس مشايخ وسط سيناء: التسلل والتهريب أمر طبيعي في أي منطقة حدودية في العالم وعلينا أن نتكاتف للحد من هذه الظاهرة.

وأضاف أن على أجهزة الامن أن تستعين بحراس من القبائل البدوية التي تنتشر من رفح حتى النقب لمعاونة الشرطة في منطقة الحدود، وقال: البدو هم المؤهلون لهذه المهمة.. فلديهم معرفة كاملة بكافة الدروب والمدقات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 24 تموز/2007 -9/رجب/1428