الملثمون..

سعد البغدادي

  يصادفك كثيرا منظر الملثمين في شوارع بغداد  وعبر شاشات التلفزة التي تنقل لنا خطابات زعماء هذه المجاميع وهم يهددون بقتل احد المختطفين او غيرها من خطاباتهم. واضح ان اللثام استخدمه الارهابيون  للتموهيه عن شخصياتهم الحقيقية مما يعطيهم مجالا اوسع للقتل والتدمير  من دون تميزهم. كيف دخل اللثام الى حضارتنا الاسلامية ومن ثم متى انتقل الى عراقنا الجريح.

 الملثمون في التاريخ:

لابد لنا اولا من التعريف بالملثمين. الملثمون هم الذين عرفوا في التاريخ باسمهم الاخر الاشهر (المرابطون)  وهناك اختلاف في سبب تسميتهم بالملثمين واقربها الى المنطق: انهم كانوا يتلثمون دفعا لهجير الصحراء صيفا, وزمهريرها شتاء.

 وقيل ان سبب اللثام, ان طائفة من لمتونة خرجوا مغيرين على عدوهم فخالفهم العدو الى بيوتهم, ولم يكن فيها الا المشايخ والصبيان والنساء فلما تحقق المشايخ انه العدو امروا النساء ان يلبسن ثياب الرجال ويتلثمن, ويضيقنه حتى لا يعرفن ويلبسن السلاح ففعلن ذلك وتقدم المشايخ والصبيان امامهن, واستدار النساء بالبيوت, فلما اشرف العدو رأى جمعا عظيما فظنه رجالا.

كان ذلك في عام 448  للهجرة, ومن ذلك الحين اصبح اللثام لايفارق رجالهم وصبيانهم وعرفوا في التاريخ بالملثمين والمرابطين. والذين اسسو دولة كبيرة جدا. وسمح لهم اللثام او رسخ فيهم  الرغبة في القتل الجماعي والغدر عبر تاريخ تلك الدولة التي ابتدت او انتهت وهي تأكل ابنائها بسبب ذلك اللثام.

 ومنه انتقل اللثام الى الحركة المتطرفة التي اتخذت من الاسلام لبوسا في كل مكان رأيناهم في الجزائر كيف يقتلون ابناء جلدتهم وهم ملثمين رايناهم في فلسطين  حماس كيف يقتلون وينهبون ويتوعدون. 

 وفي العراق ابتدءت حركة الملثمين مع تاسيس ميليشيا فدائيو صدام الاجرامية تلك المنظمة التي عاثت في العراق فسادا ابتدءت حملتها الملثمة في قتل النساء العراقيات  وفصل رؤوسهن عن اجسادهن في بغداد عام 1999 وعام 2000.

 ظهروا بشكل مفاجئ على اثر دعوة  المقبور عدي صدام الى تشكيل هذه الزمر الارهابية  ومنحهم اللثام الاسود والزي الاسود نزلوا في شوارع بغداد وهم ملثمين وكما قلت كان بداية القتل مع النساء العراقيات بتهمة الدعارة.

 شاهدنا هم على شاشات التلفزيون الذي كان يبث مشاهد من تدريباتهم المرعبة رجال ملثمين يأكلون الارنب.

 ويتدربون بشكل وحشي قتل الحيوانات واكلها كان احد التدريبات التي يستمر النظام ببثها لهذه الميليشات الارهابية. وبعد سقوط انظام المقبور التحقت هذه المجاميع الى صفوف اعداء الشعب وانتشرت في الجسد العراقي وتوزعت حسب  الخارطة العراقية للدم والارهاب. انتشر القتل والدمار  وبدأت تطل علينا الوجوه الملثمة في التلفزة العراقية والعربية وهي تقتل ابناء الشعب العراقي وتدمر البنى التحتية وتحرق وتسرق وتنهب وتخطف النساء   ممارسات تاريخية للافكار المتطرفة  والمنحرفة.

  شكل التاريخ الملثم جزء مهما من تاريخنا الاسلامي والعربي باعتباره حركة منحرفة  وخطيرة يجب التصدي لها بقوة ,الحركات التي وقفت ضد الاحتلال هي حركات شعبية وجهادية ويفتخر اعضاءها بالتصدي للاحتلال ,حركة فتح كان تقاوم الاحتلال الاسرائيلي من دون لثام كنا نشاهد الفتحاوي بكامل هيئته  ويواجه الموت بشجاعة ,حزب الله يقاوم الاحتلال الاسرائيلي لم نشاهدم ملثمين , لكننا شاهدنا حماس والقاعدة في العراق ملثمين شاهدنا  قتلة الشعب العراقي وهم ملثمين.

اللثام يمنحهم فرصة للقتل والتمثيل ,يمنحهم  امتدادا لتاريخهم الاسود في القتل والاجرام ,اللثام تاريخ للقتل غير المبرر والتدمير الوحشي فاين ما شاهدت ملثمين اعرف ان  القتل وسيلتهم والذبح طريقتهم.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 22 تموز/2007 -7/رجب/1428