بريطانيا ضحية طوفان فصلها عن اوربا

 شبكة النبأ: تشير الدراسات الجيولوجية مؤخرا الى حدوث تغيرات كارثية هائلة قديمة جعلت وجه اوربا يبدو كما هو عليه الان.

وأظهرت دراسة جديدة تقدم قرائن على كيفية تشكل انجلترا أن طوفانا هائلا وقع قبل مئات الالاف من السنين فصل بريطانيا عن باقي أوروبا وأحالها الى جزيرة.

وباستخدام موجات صوتية (سونار) عالية الوضوح رسم الباحثون خريطة لأرضية القنال الانجليزي وكشفوا صورا لواد ضخم عرضه عشرات الكيلومترات ويصل عمقه الى 50 مترا منحوتا في طبقة من الصخور الطباشيرية.

وقال الباحثون ان تلك الصور مماثلة لمنطقة في ولاية واشنطن الامريكية حيث أحدث طوفان ضخم قبل 15 ألف سنة تشكيلات أرضية مميزة مشيرين الى ان نفس الشيء حدث في بريطانيا. بحسب رويترز.

وأوضح الباحثون ان الدراسة تقدم أفضل دليل حتى الان في النقاش الساعي لتفسير كيف تشكل القنال الانجليزي وفصل بريطانيا عن باقي اوروبا.

وقال سانجيف جوبتا الباحث في كلية لندن الامبراطورية، انها تظهر لنا ولأول مرة وجود هذا الوادي الضخم وسط القنال الانجليزي... بمقدور المرء ان يتعرف على سلسلة كاملة من التكوينات الارضية التي تشير الى تآكل نتيجة طوفان كارثي.

ورجح جوبتا ان الطوفان وقع على الارجح بين 450 ألف الى 200 ألف سنة مضت حين غذى نهرا الراين والتايمز بحيرة ضخمة في المنطقة المعروفة الان بجنوب بحر الشمال وربما استمر بضعة أشهر.

وقالت الدراسة التي نشرت في دورية نيتشر ان الانهار الجليدية سدت البحيرة من الشمال وان سلسلة من الجبال الطباشيرية التي تمتد من دوفر الى فرنسا حالت دون تدفق الماء الى الجنوب.

وأضاف الباحثون ان الطوفان نحت فجوة ضخمة ملأها الماء حين ارتفعت مستويات البحر مما فصل بريطانيا عن فرنسا.

وكتب فيليب جلبارد عالم الجغرافيا بجامعة كامبريدج قائلا في مراجعة للدراسة "في حالة التيقن من ان فجوة مضيق دوفر اتسعت بشكل هائل -الى ان بلغت تقريبا وضعها الحالي- (فانها) ستكون الحدث الوحيد الذي قرر مصير بريطانيا نهائيا أثناء فترات ارتفاع مستوى سطح البحر لتصبح جزيرة. وأثر هذا الانفصال أيضا في النماذج الاولى الخاصة بكيفية اقامة البشر في بريطانيا.

لندن تهبط قليلا كل عام!  

وقام العلماء بقياس جديد للتغيرات في مستوى الأرض والبحر في العاصمة البريطانية لندن ومصب نهر التايمز الذي يخترقها، ووجدت الدراسة أن المدينة تنخفص بمعدل 2 ملليمترا كل عام. بحسب الـبي بي سي.

وقد استندت الدراسة على قياس المد، ومتابعة الأقمار الصناعية، وتأثير الجاذبية. وترتفع المياه قرب لندن عبر البحر بمنسوب ملليمتر كل عام أو أكثر، وهو ما يضاف إلى انخفاض التربة بما يجعل الفارق أكثر وضوحا.

وتبدو أهمية تلك الدراسة في ضرورة التخطيط للسدود التي تحمي العاصمة من الفيضان، خاصة أن المنطقة المتأثرة يعيش بها 1.3 مليون نسمة، وتبلغ قيمة العقارات بها أكثر من 80 مليار جنيه إسترليني.

ومن المتوقع أن يزداد عدد سكان المنطقة القريبة من مصب التايمز وقيمة العقارات بها بشكل كبير بشرق لندن مع تشييد العديد من المنشآت استعدادا لأولمبياد 2012 وما بعدها.

انخفاض الأرض

وقد أكدت المتابعة الأخيرة الدراسات الجيولوجية السابقة التي أشارت إلى أن القشرة الأرضية مازالت تتأثر بفقد الغطاء الجليدي الثقيل الذي كان يغطي أغلب بريطانيا قبل أكثر من عشرة آلاف سنة خلال العصر الجليدي الأخير - حيث أن جنوب شرق بريطانيا، وخاصة لندن، مازال ينخفض ببطء.

أتاح تحليل الأقمار الصناعية متابعة حركة الأرض

ويقول د. ريتشارد بينجلي من معهد الهندسة المسحية بجامعة نوتنجهام "ندرك ككل ما يحدث في بريطانيا، فقد سبق وعرفنا أن شمالها يرتفع بينما جنوبها ينخفض"، غير أن البحث الجديد جعل الصورة أكثر وضوحا حول مصب التايمز شرقي لندن.

وتابع قائلا،عبر الاستعانة بتكنيك الاستشعار عن بعد باستخدام صور الأقمار الصناعية الرادارية InSAR أمكننا تحليل البيانات من محطات استقبال البيانات GPS لنحو مليون نقطة عبر المنطقة حتى تكونت لدينا صورة أكثر وضوحا بكثير، وأمكننا ملاحظة مناطق التغيير وكيفيته - وهي تتركز بالقرب من مصب النهر، ولكن بالطبع هذا هو المكان الذي ستتركز فيه مصدات الفيضان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 22 تموز/2007 -7/رجب/1428