
شبكة النبأ: تبرز القاعدة اليوم كتحدي خطير للسلام
العالمي لا بد من تظافر الجهود الدولية المنسقة للقضاء عليه، والاهم من
ذلك ضرورة ان يصار الى اتخاذ قرارات دولية من شانها محاربة منابع فكر
القاعدة والتشدد الذي يكفّر جميع الطوائف والاديان ويستحل دماء
المدنيين في انحاء العالم.
وحذر تقرير حكومي أمريكي من أن تنظيم القاعدة، الذي يعمل على تعزيز
تواجد عناصر تابعة له في الولايات المتحدة، قد أصبح بإمكانه شن هجمات
جديدة داخل الأراضي الأمريكية، وأنه عمل على توفير كافة المتطلبات التي
قد يحتاج إليها لشن مثل هذه الهجمات.
وكشف مسؤولان رفيعان في الإدارة الأمريكية أمكنهما الاطلاع على هذا
التقرير السري، لشبكة CNN أن المنطقة المترامية الأطراف على الحدود بين
أفغانستان وباكستان، توفر ملاذاً آمناً لقادة تنظيم القاعدة، بما
يمكنهم من القدرة على إدارة هجمات جديدة على الولايات المتحدة. بحسب
الـCCN.
وكشف التقرير أن تنظيم القاعدة، أصبح حالياً أقوى من أي وقت مضى،
منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 ضد الولايات المتحدة، وفق
ما صرّح به مسؤولون رفيعون في الإدارة الأمريكية أطلعوا على التقرير
السري.
وقالت هذه المصادر المعنية بملفات مكافحة الإرهاب إنه رغم الحملات
العسكرية وعمليات مكافحة الإرهاب، فإن القاعدة مازالت قوة عاتية وقد
استعادت زخمها وتمرسها في أماكن تعتبر ملاذا آمنا لها في المناطق
القبلية النائية في باكستان.
مضمون التقرير التحليلي الاستخباراتي المؤلف من خمس صفحات يعتبر
سرياً وقد حُضّر لإرشاد صانعي السياسة الأمريكية، كما أن لا علاقة
لصدوره، بأي تهديد إرهابي ماثل.
وقال مسؤولان استخباراتيان إن نتائج التقرير مماثلة لتقديرات وكالات
الاستخبارات القومية والمتوقع أن تصدر في وقت متأخر من هذا الصيف.
وقال أحد المسؤولين في الإدارة الأمريكية إنه رغم "أننا منعنا وقوع
هجمات من القاعدة عبر نقل المعركة إليهم" إلا أن القاعدة مازالت في رأي
البيت الأبيض "عدو قادر على التكيف والاندماج."
ويشكل التقرير وسيلة دعم لتحذيرات أطلقها وزير الأمن القومي الداخلي
مايكل شيرتوف وغيره، بأن القاعدة مازالت تشكل تهديدا خطيرا وأن
الولايات المتحدة في وضع هش رغم التغييرات الأمنية العديدة التي
اعتمدتها منذ هجمات سبتمبر/أيلول 2001، وإن كان شيرتوف قد شدد الأربعاء
بأنه ليس هناك أي "معلومات محددة وموثقة" بوجود تهديد إرهابي ماثل ضد
البلاد.
وقال عدد من المحللين الاستخبارتيين الرفيعين أمام لجنة القوات
المسلحة بمجلس النواب الأمريكي الأربعاء، إن الشبكة المتشددة التي
يقودها أسامة بن لادن، وجدت ملازا آمنا في أجزاء من باكستان.
وقال جون كرينجين مدير المعلومات الاستخبارتية بوكالة المخابرات
المركزية الأمريكية، يبدو أنهم مستقرون في ملاذ آمن في مساحات لا تخضع
لسيطرة الحكومة في باكستان.. نحن نرصد مزيدا من التدريب ومزيدا من
المال.. ومزيدا من الاتصالات.
من جهته حذّر توماس فينجار نائب مدير المخابرات القومية لشؤون
التحليل، من أن قادة تنظيم القاعدة المختبئين في باكستان، قادرون على
إقامة علاقات مع،أعضاء لهم في أرجاء الشرق الأوسط وشمال وشرقي إفريقيا
وأوروبا.
من جهته قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي
السيناتور هاري ريد، أنه ليس متفاجئا من أن القاعدة أعادت تنظيم أمورها
"إذا أخذنا في الحسبان عناد الرئيس بوش بالتركيز على إبقاء والتمديد
لجيشنا المتورط في حرب أهلية عراقية."
وقال ريد "إنه من السخرية أن أسامة بن لادن مازال هاربا من وجه
العدالة بعد ست سنوات على هجمات 11/9 ويبدو أنه وجد ملاذا آمنا للعمل
بحرية في المناطق الحدودية الأفغانية الباكستانية."
وأضاف أن إدارة بوش ومعظم القادة الجمهوريين في الكونغرس يفضلون
وبتعنت "التمسك باستراتيجية خاطئة وخوض حرب يقول معظم القادة العسكريين
إنه لا يمكن كسبها عسكريا، بدلا من الاعتماد على مقاتلة العدو الذي
هاجمنا قبل ست سنوات."
القاعدة ليست خطرا على مستوى ما قبل
11 سبتمبر
وقال وزير الأمن الداخلي الامريكي مايكل شيرتوف،ان الخطر الذي تشكله
القاعدة للولايات المتحدة لم يعد بنفس المستوى الذي كان عليه قبل هجمات
الحادي عشر من سبتمبر منذ ستة أعوام تقريبا.
وهَوَن شيرتوف من شأن تقارير صحفية قالت ان شبكة القاعدة تشكل الان
نفس الخطر الكبير على الولايات المتحدة الذي كانت تشكله في الاشهر التي
سبقت هجمات الحادي عشر من سبتمبر في واشنطن ونيويورك.
وقال الوزير لشبكة تلفزيون (ايه.بي.سي) "لن اضعها في ذلك المستوى
أعتقد اننا حققنا تقدما هائلا في تفكيك انشطتها في الخارج وفي بناء
دفاعاتنا الخاصة لكنني أعتقد ان مستوى النوايا لدى العدو مازال مرتفعا
جدا."
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في مقابلة مع شبكة
تلفزيون فوكس نيوز انها ايضا قلقة من الخطر الذي تشكله القاعدة لكنها
أوضحت انه لا شيء يبدو "ملموسا أو وشيكا" فيما يتصل بهجمات مزمعة.
وقالت رايس "انها فترة زمنية تكثر فيها معلومات الاستخبارات وتكثر
فيها الثرثرة الأمر الذي ينبيء بانه توجد محاولة لتخطيط هجوم على
الولايات المتحدة."
وقالت صحيفة واشنطن بوست أن شبكة القاعدة أعادت بناء نفسها بشكل
ملموس ووفرت ملاذا آمنا في المناطق القبلية النائية بغرب باكستان.
واستشهدت الصحيفة بتقرير جديد للمخابرات راجعه شيرتوف ومسؤولون كبار
آخرون في اجتماع بالبيت الابيض.
وقال محللو مخابرات كبار أيضا للكونجرس ان أنشطة تدريب القاعدة
والتمويل والاتصالات زادت حيث استقرت شبكة المتشددين في قواعد جديدة في
مناطق نائية بباكستان.
لكن شيرتوف قال لقناة ان.بي.سي، ليس لدينا اي معلومات محددة بشأن
هجوم وشيك او قريب داخل البلاد نحن ننظر الى الصورة الاستراتيجية خلال
ستة اشهر وعام ونقيم الموقف.
وقال ان ما يقلقه هو أن الولايات المتحدة ربما تكون على وشك الدخول
الى فترة تتزايد فيها المخاطر وانه يستند في ذلك الى زيادة نشاط
القاعدة في باكستان وافريقيا وزيادة الرسائل العامة من شخصيات متشددة
من بينها اسامة بن لادن والرجل الثاني في التنظيم ايمن الظواهري وتاريخ
القاعدة النشيط في الهجمات الصيفية. |