القوات الامريكية في العراق وخطر الصلاحيات المطلقة 

 شبكة النبأ: رغم خطورة الاستراتيجية التي تبنتها القوات الامريكية منذ مدة في التحالف مع العشائر السنّية في عموم العراق فانها لا زالت تحظى باولوية قصوى في عمل القادة الامريكان، مع العلم ان هذه الاجراءات سلاح ذو حدين، فلا الامريكان ولا غيرهم يضمن عدم انقلاب هذه العشائر بعد تسليحها امريكيا للقتال ضد الحكومة العراقية او قوات التحالف، اضافة الى امكانية تسرب الاسلحة والاموال الامريكية الى فصائل القاعدة والبعثيين ليتم استعمالها فيما بعد ضد المدنيين وخصوصا الشيعة، وهو ما شكت منه بالفعل العديد من العشائر مؤخرا ووصفته بدور تآمري مشبوه للقوات الامريكية وبعض العشائر السنية وخاصة في مناطق محيط العاصمة بغداد.

واللافت في الامر ان القوات الامريكية اخذت تلعب مؤخرا دور الدبلوماسية، والاستخبارات، بالاضافة الى المهمات العسكرية، الامر الذي حدا برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لإبداء انزعاجه علنا من خلال تصريح احد مستشاريه بان هناك خلاف حاد بين المالكي وقائد القوات الامريكية الجنرال بتريوس.

وذكرت صحيفة "لوس انجلس تايمز" الامريكية أن الضباط العسكريين الامريكيين فى العراق يقومون بكل الأدوار فى غياب وزارة الخارجية الامريكية وجهاز المخابرات الامريكية ( سى. أى. إيه). 

وقالت الصحيفة إن ضباطا امريكان كبار عقدوا اجتماعات مع شيوخ عشائر سنية في محافظة ديالى، بغية التوصل الى اتفاق معهم لمقاتلة عناصر القاعدة والجماعات المسلحة المتحالفة معها. بحسب اصوات العراق. وأوضحت الصحيفة ان القادة العسكريين الامريكان عرضوا المال والسلاح على رجال العشائر.

وتشير الصحيفة الى ان الاستراتيجية التي تبنتها الولايات المتحدة منذ مدة في التحالف مع رجال العشائر في عموم العراق تؤتي نتائج جيدة وتحظى باولوية قصوى في عمل القادة الامريكان في العراق.

وقالت ان "الاسترتيجية المعمول بها في التعامل مع رجال العشائر تقتضي الجلوس حتى مع الذين قدموا الدعم الى تنظيم القاعدة وقتلوا جنودا امريكان". ونقلت الصحيفة عن احد الضباط ان "المعلومات الاستخبارية امر غاية في الاهمية في المناطق المضطربة في العراق، كمحافظة ديالى، لكن اين الـ (سي اي ايه) ؟ .. واين الخارجية الامريكية؟ او اي احد اخر؟ لا احد منهم هنا... نحن فقط... لهذا فنحن نقوم بكل هذه الادوار".

وفي تقرير اخر،  ابرزت "لوس انجلس تايمز" التحذيرات التي اطلقها وزير الخارجية العراقي في ان سحب القوات الامريكية المتعجل من العراق سيقسّم البلاد ويؤدي الى حرب اهلية لن تكون بلدان المنطقة في مناى عنها، وتشديده  ان واجب الولايات المتحدة هو الحؤول دون حدوث سيناريو كهذا.

وبخصوص ما يشاع عن الاعداد لتكتل يحجب الثقة عن رئيس الوزراء نورى المالكي  نقلت الصحيفة قول زيباري ان "هناك تكهنات حول مدى استقرار الحكومة، لكنها تكهنات مبالغ فيها".

الأمريكيون يتوددون لسكان شمال بغداد

ويحاول الجيش الامريكي عبر اقامة دوريات مشتركة مع جنود عراقيين استمالة سكان مناطق شمال بغداد من العرب السنة الذين يبدون حذرا حيال ذلك نتيجة المخاطر التي قد يتعرضون لها. بحسب فرانس برس.

ويقول جندي عراقي رافضا الكشف عن اسمه «اذا غادر المحتل، سيكون الجميع افضل حالا» بينما كان يدخن لفافة تبغ مع رفاقه داخل قاعدة امريكية قرب الحويجة (غرب كركوك) في حين كانت عربات الهمفي تهدر والجنود يستعدون لليلة اخرى يقضونها خارجا.

توجهت الدورية تلك الليلة الى الحويجة احدى مناطق العرب السنة في محافظة التاميم، وكبرى مدنها كركوك، حيث يشن مسلحون هجمات كل ليلة تقريبا ضد الجيشين الامريكي والعراقي.

ويقول اللفتنانت مات فرناندز،من الصعب اكتساب ثقة الناس اذا امسكت بقنبلة يدوية ورميتها على حشد منهم لكن في الليل نستطيع على الاقل ان نرد على مصدر اطلاق النار.

ويجوب افراد الدورية المدينة بعد بدء فترة حظر التجول ليس بغرض خوض المعارك وانما في محاولة لكسب ثقة السكان عبر زيارات يقومون بها من منزل الى آخر، يطرقون الباب عليهم «برقة» وفقا للاصطلاح العسكري.

وكان عناصر الجيش العراقي في طليعة المفرزة تلك الليلة ومهمتم اخذ معلومات اولية من اصحاب المنازل وسؤالهم عن الاوضاع الامنية كما يطلبون تفهم ما يقومون به بالاضافة الى الاستفسار عن مستوى الخدمات المحلية.

ويسرع الجنود خطاهم في الشوارع التي تتناثر فيها بقايا الحطام، يمسكون بقوة ببنادقهم الهجومية ويحدقون في السماء المتربة الخالية من النجوم، اذ غالبا ما يقذفهم المسلحون بقنابل يدوية من فوق السطوح المظلمة.

يجثم الجنود على الارض بعد ان تجمعوا حول المنزل الاول فيما فوهات الرشاشات السوداء مصوبة الى كل الاتجاهات.

واندفع الجميع الى الداخل حالما فتح لهم مزلاج الباب، ووقف ثلاثة رجال بشكل متواز واضعين اياديهم خلف ظهورهم، وحيوا ضيوف الليل باحراج بدا واضحا على محياهم.

وانتشر قسم من الجنود الامريكيين حول فناء المنزل، وتوجه الباقي الى الغرف للتفتيش عن الاسلحة، واثناء ذهابهم وايابهم كانوا يدوسون نعالا بلاستيكية تركت خارج الباب الامامي.

في هذه الاثناء، اخذ الجنود العراقيون اوراق الهوية الخاصة بالرجال، ودونوا ارقام هواتفهم، ثم سألوا رب المنزل احمد عبد الله وهو سائق سيارة اجرة عن اوضاعه.

سأله جندي وهو يقرا في قصاصة ورق، كيف هو الوضع الامني- فاجاب جيد والحمد لله، ثم سأله كيف هي الكهرباء- وكان الرد متذبذبة. ولدى سؤاله عن المياه، اجاب السائق، تاتي يوما وتنقطع آخر، فالحال جيدة.

يبتسم الجندي الذي كان يقرا الاسئلة وكانه ممثل يؤدي دور ضابط شرطة في مسرح للهواة، فجميع المتواجدين في الفناء كانوا ادوا ادوارهم في مشهد مماثل في وقت سابق.

ويقول عبد الله، انهم ياتون الى هنا للمرة الثالثة، بينما كان الجنود الامريكيون يتخطونه ليفتشوا السيارة المتوقفة في المرآب. ويضيف، ليست هناك مشكلة انهم لا يكسرون شيئا ولا يعتقلون احدا.

وقبل ان يغادروا، اعطاه الجنود ورقة تتضمن ارقام هواتف الطوارئ لمقرات قوى الامن المحلية واصطفوا عند البوابة لمراقبة الشارع وخرجوا يسيرون جنب الحائط الى الباب المجاور.

والمنزل الثاني يخص ابراهيم علي، عسكري سابق، وآخر مرة زاره فصيل الجنود وجدوا ثمانية مشتبه بهم قرب المكان. اما هذه الليلة، فكان هناك رجل مسن وابنه الشاب.

وبادر احد الامريكيين بالسؤال، هل لديه ابناء آخرون- فرد المترجم بالنفي ثم عاد وسأل عما اذا كان لديه اشقاء وكان الجواب سلبيا ايضا.

لكن الجندي العراقي بادر الى طرح الاسئلة ذاتها حول الوضع الامني والمياه والتيار الكهربائي.

وعند الوصول الى منزل آخر رفض صاحبه التقاط صور له قائلا بلطف،لا يمكنك ذلك، واضاف، اذا ظهرت صورتي في الانترنت ورآها المسحلون سيأتون في اليوم التالي ويقتلونني. والرجل مستهدف اصلا كونه عسكريا في جهاز حماية المنشآت النفطية في المنطقة.

وظهرت زوجته في بهو المدخل، وبدا التعب واضحا عليهما. وسألهما الجندي العراقي،كيف هو الوضع الامني- فأجابته،بغاية السوء.

وفي آخر منزل، التقى الجنود سائق سيارة اجرة قال «اتوجه الى كركوك مرة كل اربعة ايام» بسبب غلاء اسعار وقود السيارات.

واضاف، لا يفعل مجلس المدينة شيئا فشبكات الصرف الصحي معطلة ما يدفع بالمياه الآسنة برائحتها الفظيعة الى سطح الارض (...) هذا يجلب المرض للناس.وحضه الجنود على الاتصال بارقام للطوارئ بمجلس المدينة اعطوه اياها.

لكنه اجاب، ينبغي ان افعل ذلك لا بد من التعاون لصالح بلادنا، لكن الناس خائفون، فاذا تعاونت معكم سرعان ما يلقي على بعضهم قنبلة يدوية من خلف الجدار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 17 تموز/2007 -2/رجب/1428