في ضـــرورة الــــحوار

نوفل أبو رغيف

 ولكي يتسنى لمن يعتقدون بايجابية قناعاتهم الدينية المبنيّة على اسس منطقية في الغالب، التذكير بمرونة الدين وقابليته لاستيعاب مزيد من القادم المجهول بوصفه يسمح بفتح باب الاجتهاد بوجه من يسعى لبلوغ هذه الدرجة، وبالاستناد الى من يرى أن ممارسات الفقهاء والمفكرين (اياً كانوا) وفتح باب الاجتهاد وبناء مرجعيات متعددة، كلها شواهد صريحة على حق الطرح الثقافي المتميز، ينبغي على صعيد الخطاب المبثوث والممارسات الدينية – الجهرية – والشعائر التي تمنح التراث الديني أهمية خاصة اقتفاء المواقف التاريخية للنبي العظيم و آل بيته الطاهرين في تشجيعهم الحوار مع مخالفيهم، من المسلمين وغيرهم من الملحدين واصحاب الديانات.

إن كثيرا مما يعتبره البعض مؤاخذات على ما يقدم على خشبة الحركات الدينية بتياراتها ومسمّياتها المتعددة ولاسيما في العراق بعد واقع ما يصطلح عليه بالعراق الجديد – ناجم عن استشراف مسبّق لدى البعض ممن يعوّلون على تسطيح ثقافة الشارع وضمان تبعيته لهم وعن خوف مشروع من زوال المرتبة الاجتماعية لهؤلاء بفعل ما قد يحققه مشروع الأفساح للآخر ونشر ثقافة الحوار، من خطر فادح بأزاء ما قد يتجلى من تخلخل في ثقة الأول بموازاة استقرار ربما يعود على الرغم من كونه سلبيا، الى هيمنته على الارض وقدرته على آختراق الطبقات التي لا تمتلك ما يقّوض عملية الاستجابة المباشرة لهذا السلبي المستقر نسبيا.

 ومن هنا فأن لزاما على من يعتقد بحتمية ثقافة تغييرية إن لم تكن تصحيحية أن يعضّد قناعة الجمهور، وليس النخبة، بأن ((ظاهرة محدودية الرسالات السابقة على رسالة الاسلام كشفت أنها مقدّرة على وفق طبيعة قابليات الأمم التي بعثت اليها في حدود الزمان والمكان )) و إن الرسالة الاسلامية المحمدّية مما يمكن أن تتجاوز هذا التوصيف تجاوزا مطلقا، وأن بوسعها أن تتجرد على الثوابت الزمانية – بنيويا – لتتمكن من المطاولة والبقاء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 16 تموز/2007 -1/رجب/1428