الأزمة البحرينية الايرانية انتهت رسمياً.. وبدأت طائفيا

 شبكة النبأ: تحاول جميع اطراف الصراع المعنية في الشرق الاوسط والمنطقة العربية جذب الانتباه او تشتيته من خلال طرح قضايا جانبية ليس لها صلة بالوضع القلق الذي تعيشه المنطقة ككل، بل قد تاتي هذه الاطروحات بذرائع وحجج لا تخدم اي من الاطراف المتنازعة وتزيد من الاحتقان الذي تعانيه المنطقة.

والازمة البحرينية الايرانية التي جاءت على خلفية تصريح المستشار الاعلامي لخامنئي شريعتمداري انتهت رسميا مع زيارة وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الى البحرين رغم انه قال لم نأت لنعتذر، غير انها علقت شعبيا وطائفيا.

من جهة أخرى، قالت مصادر دبلوماسية في البحرين ان الأزمة العالقة بين مملكة البحرين وجمهورية ايران الإسلامية تم احتواؤها رسميا على الرغم من استمرار تداعياتها الشعبية في البلاد.

لكن المصادر أكدت تجاوز البحرين لفتنة طائفية أذكتها مقالات صحافية وتصريحات لمسؤولين في ايران من بينهم شريعتمداري المستشار الإعلامي للقائد الإيراني علي خامنئي بشأن أطماع ايرانية في البحرين.

وأكد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن احمد آل خليفة عمق العلاقة الثنائية بين البحرين وايران ووصفها بأنها حميمة وأخوية غير انه وصف إدعاءات إيرانية في شأن سيادة البحرين بأنها استفزازات مغرضة. بحسب تقرير لـ(الوطن).

وأعلن تلقيه تطمينات من القيادة الإيرانية في شأن احترام سيادة مملكة البحرين وسلامة اراضيها، لافتا الى مشاورات عقدها مع نظيره الإيراني منوشهر متكي هدفها احتواء اي فتنة يحاول البعض اثارتها في العلاقة الطيبة بين البلدين وتعزيز هذه العلاقات من خلال توظيف الإعلامي في البحرين وايران لهذا الغرض، مؤكدا ان العلاقة بين البلدين لن تمس أو يطولها المغرضون.

وأعلن الشيخ خالد ان اللجنة المشتركة بين البلدين ستعقد اجتماعاتها بعد شهر رمضان لتعزيز العلاقة الثنائية بين البحرين وايران على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية.

وأعرب وزير خارجية ايران عن ان التوتر لا يخدم مصلحة البلدين بل ينعكس بصورة سيئة على الجانبين إذ إن ما يضر البحرين سيضر إيران والعكس صحيح.

وأضاف ان ايران تعي اهمية العلاقة المشتركة التي تربطها بدول الخليج وبخاصة البحرين.

مضيفا: نحن هنا في البحرين ليس لتقديم اعتذار ولانطالب صحف البحرين ايضا بالاعتذار فليس منطقيا نحن كجهة رسمية ان نعتذر عما تكتبه الصحافة.

وعلمت «الوطن» ان وزير خارجية ايران منو شهر متكي نقل الى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ان ماورد في صحيفة كيهان وماذكره شريعتمداري لايمثل رأي القيادة الايرانية او حكومة ايران انما هو وجهة نظر شخصية لاينبغي فهمها اكثر من رأي صحافي في دولة ديموقراطية!، مطالبا بـ الفصل بين وظيفة شريعتمداري كمستشار اعلامي وبين رأيه الشخصي الذي لايعبر عن حكومة ايران ولايمثل وجهة نظر ايران الرسمية.

ودانت جمعية الوفاق الاسلامية (اكبر تجمع شيعي في البحرين) ماقاله شريعتمداري تجاه سيادة البحرين ورفضت الحديث عن استقلالية البحرين وسيادتها على اراضيها كقضية مفروغ منها وغير قابلة للمساومة.

وكذلك رفض اكبر شخصية شيعية سياسية في البحرين هو الشيخ احمد قاسم ما قاله مداري واكد ان لا مساومة على بلدنا البحرين وسيادتها واستقلالها.

وصرح عضو بارز في جمعية الوفاق عن سبب عدم مشاركتها في المظاهرة الرافضة والمنددة بالتصريحات الإيرانية تجاه سيادة البحرين، فأكد ان الجهة المنظمة للمظاهرة لم توجه الدعوات في وقت كاف ونحن اصلا نتعاون مع الشريحة التي شاركت وموقفنا الوطني واضح ولا يقبل المساومة، لكننا ايضا نعتبر ما قاله شريعتمداري وجهة نظر شخصية لا تستحق كل هذه الهالة واستعراض الوطنية لاهداف سياسية معروفة لدى الجميع.

وأكد تقدير وثقة القيادة السياسية في البحرين لمواقف ووطنية كل الشعب البحريني بجميع فئاته.

وواصلت الصحافة البحرينية وكتّاب زوايا الكتابة عن الموقف من التصريحات والمقالات الإيرانية التي وصفت بأنها اخترقت سيادة البحرين، لكن المقالات المذيلة بأسماء كتاب صنفت في البحرين بانها مبالغة وهدفها الضرب على الوتر الطائفي والوطنية، فيما اكد مصدر صحافي مستقل ان هذه الحملة من الكتابات لها ما يبررها وتؤكد ان شعب البحرين قادر على التفاعل مع قضاياه وايصال رسائل تؤكد وطنيته وحرصه على وطنه وعروبته.

ونقلت صحيفة(القبس) اعلان وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة انه حصل خلال مباحثاته في المنامة مع نظيره الإيراني منوشهر متكي على تطمينات رسمية تدحض ادعاءات إعلامية بان البحرين كانت جزءا من إيران.

وبينما كان متكي يؤكد في المنامة سيادة البحرين وحسن الجوار، وعقم أي مطامع إقليمية، كان مدير عام صحيفة كيهان وممثل المرشد فيها يؤكد 'صحة' ادعاءاته السابقة.

ورغم ما نشر عن لسانه بان ما اورده كان مجرد رأي شخصي، لكنه عاد وزعم في عدد امس ان كثيرين حتى في البحرين يشاطرونه الرأي.

وفي القاهرة دعا وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط الى ازالة كل التباس حول استقلال وسيادة البحرين وأي دولة عربية أخرى.

وأمس أعرب رئيس البرلمان العربي الانتقالي محمد جاسم الصقر عن استغرابه كلام 'كيهان'، داعيا إيران الى احترام حسن الجوار وعروبة مملكة البحرين وسيادتها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 16 تموز/2007 -1/رجب/1428