المالكي: بامكان القوات الامريكية الرحيل متى تشاء

شبكة النبأ: في خضم الصراع المرير الذي يشهده الكونغرس الامريكي حول الحرب في العراق والدعوات المتزايدة لسحب القوات الامريكية خرج صوت رئيس الوزراء العراقي المالكي ليعلن ان القوات الامريكية تستطيع الرحيل متى شاءت. دون ان يشير الى كيفية حدوث مثل هذا الامر.

وقال نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي في تصريحات إن العراق سيكون مستعدا لتولي المسؤولية الامنية من القوات الامريكية "في أي وقت" يقررون فيه الانسحاب.

وتحول الرأي العام الامريكي بشدة ضد الحرب في العراق وصوت مشرعون الاسبوع الماضي لصالح إعادة القوات الامريكية الى الوطن. بحسب رويترز.

وقال المالكي في مؤتمر صحفي انه جاد تجاه تحسين مستوى الشرطة والجيش العراقيين حتى تكون القوات مستعدة بشكل أفضل عندما تقرر القوات الدولية خفض أعدادها أو الانسحاب. وتابع أن في هذا الوقت ستكون القوات العراقية مستعدة للمهمة.

واستطرد أن العراقيين يقولون بثقة كاملة انهم مستعدون بمشيئة الله لتحمل المسؤولية الامنية اذا انسحبت القوات الدولية في أي وقت تريده.

وللعراق نحو 350 ألف من قوات الجيش والشرطة و لكن القادة الامريكيين يحذرون من أن الامر يحتاج لشهور قبل أن تكون مستعدة لتولي المسؤولية الامنية في أجزاء في البلاد تقاتل فيها القوات الامريكية والعراقية حاليا المتشددين والمسلحين.

وقال الجنرال بيتر بيس رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكية يوم الجمعة ان اعياء الحرب قلص عدد كتائب الجيش العراقي القادرة على العمل بشكل مستقل عن القوات الامريكية من عشرة الى ستة.

وتحول الرأي العام الامريكي ضد الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد العراق مع تزايد عدد الضحايا الامريكيين وفشل المالكي في احراز تقدم في الاهداف الامنية والسياسية التي تهدف الى القضاء على العنف الطائفي الذي يهدد بانزلاق البلاد صوب حرب أهلية.

وصوت مجلس النواب الامريكي الذي يهيمن عليه الديمقراطيون الاسبوع الماضي لصالح اعادة القوات الامريكية للوطن بحلول ابريل نيسان بالرغم من أن هذا التصويت رمزي بشكل كبير اذ أن الرئيس الامريكي جورج بوش استخدم حق النقض (فيتو) ضد محاولات سابقة لوضع جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية من العراق.

وقلل المالكي من أهمية الشكوك الأمريكية إزاء التقدم العسكري والسياسي المسجّل في العراق، قائلا إن القوات العراقية قادرة على تحمل المسؤوليات الأمنية، وإن القوات الأمريكية تستطيع المغادرة في أي وقت تشاء. بحسب الـCNN.

موقف المالكي يسعى لحشد الدعم المعنوي وسط الضغوط المتزايدة التي تشهدها ساحة الكونغرس الأمريكي إزاء مسار الحرب في العراق والتسريع في إيجاد مخرج للقوات الأمريكية من هناك.

وردا للمالكي على ما ورد في التقرير المرحلي الأمريكي الذي نشر الخميس، قال "ما ورد في التقرير أغلبه إيجابي، لكن هذا لا ينفي انه تناول قضايا أخرى بشكل لم يكن دقيقا."

وأضاف المالكي،هذا طبيعي في قراءة وضع معقد مثل وضع العراق.. فلا نقول إن الجانب السياسي سهل ويسير لأننا دخلنا لأول مرة في تاريخ العراق بحكومة وحدة وطنية.

وشدد المالكي على أن حكومته بحاجة لمزيد من "الوقت والجهد" لتطبيق الإصلاح السياسي الذي تسعى واشنطن للمسه "خاصة وأن المسار السياسي يواجه ضغوطا أمنية واقتصادية وخدماتية بالإضافة إلى تدخلات إقليمية ودولية."

لكنه أكد وفي حال الضرورة، قدرة حكومته على تحمل المسؤولية في "حال تخفيض او انسحاب مفاجئ للقوات الدولية" من البلاد.

السنيد: خلافات حادة مع بتريوس  

في الغضون اتهم أحد مستشاري المالكي الإدارة الأمريكية بإحراج الحكومة العراقية عبر انتهاك حقوق الإنسان ومعاملة بلاده "كتجربة في مختبر أمريكي."

وانتقد العضو في المجلس الوطني العراقي (البرلمان) حسان السنيد وهو شيعي، الضغوط الأمريكية، قائلا في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس بأن الوضع يبدو "كأنه تجربة في مختبر أمريكي للحكم ما إذا نجحنا أو فشلنا."

وانتقد بعنف الجيش الأمريكي، قائلا إنه ينتهك حقوق الإنسان ويحرج الحكومة العراقية عبر اعتماده تكتيك مثل بناء جدار حول حي "الأعظمية" السني في العاصمة بغداد، وشنه عمليات دهم متواصلة على مليشيات شيعية مشتبه بها في مدينة الصدر.

وأكد أن المالكي على خلاف مع الجنرال الأمريكي في العراق ديفيد بتريوس الذي يعمل "برؤية أمريكية خالصة."

وقال السنيد، هناك خلافات بأن الاستراتيجية التي يعتمدها بتريوس ربما تنجح في مواجهة القاعدة في المراحل الأولى لكنها دون شك ستحول العراق إلى دولة مسلحة، ومجتمع مسلح ومليشيات متناحرة.

موقف السنيد يعكس إحباطا نادرا ما يظهره المسؤولون العراقيون المقربون من المالكي إزاء الأمريكيين، وسط الجهود التي يبذلها رئيس الوزراء لتخطي الانقسامات بين ائتلافه الشيعي الكردي السني وتحقيق الأهداف التي حددتها الإدارة الأمريكية.

وكانت الحكومة العراقية قد أكدت، أنها "تقدّر" الأهداف التي وضعتها الإدارة الأمريكية من أجل تحقيقها، واصفة إياها بأنها "إطار عمل استراتيجي للمرحلة المقبلة في مواجهة تنظيم القاعدة ومناصريه."

وقال المتحدث باسم حكومة نوري المالكي، علي الدباغ في بيان جاء بعد يوم من مناقشة الرئيس الأمريكي جورج بوش تقريرا مرحليا حول الأهداف الـ18 المتوقع من الحكومة العراقية تحقيقها، "الحكومة راجعت التوجه الإيجابي للتقرير التي رفعه البيت الأبيض أمام الكونغرس الأمريكي، وتجديد التزامها (الإدارة الأمريكية) بدعم المسار السياسي  وحكومة الوحدة الوطنية وضمان الشراكة في مواجهة الإرهاب وكافة التحديات التي تحيط بعملية بناء الديمقراطية في العراق.

بوش: استراتيجيتنا في العراق فعالة 

من جهته أكد الرئيس الاميركي جورج بوش ان التقرير المرحلي الاميركي حول التقدم المحرز في العراق يثبت ان استراتيجيته التي تتعرض لانتقاد شديد في الولايات المتحدة فعالة، واعدا بأنها ستؤدي الى عودة الجنود الى ديارهم.

وقال بوش خلال كلمته الاذاعية الاسبوعية بعد يومين من نشر التقرير الذي اشار الى إحراز تقدم 'غير كاف'، ان التقرير يظهر ان الظروف يمكن ان تتغير وانه يمكن احراز تقدم وان المعركة في العراق يمكن كسبها، مضيفا ان معظم الاميركيين يريدون حصول امرين: ان يروا جنودنا منتصرين وعائدين الى ديارهم. يمكننا القيام بالأمرين وسنفعل.

واشار بوش الى محافظة الانبار حيث قال ان الوضع الامني تحسن منذ انضمام العشائر المحلية لقوات التحالف لمحاربة القاعدة. وأكد ان القوات الاميركية تحاول تكرار الأمر في مناطق اخرى خاصة في محيط بغداد وديالى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 16 تموز/2007 -1/رجب/1428