مسلمون في امريكا يواجهون صداما للحضارات

 شبكة النبأ: تفرض التقاليد والعادات الغربية نفسها على مسلمي الغرب وخصوصا في امريكا حيث الحرية بلا حدود دينية او اخلاقية، وتقع العديد من المشاكل المتعلقة بطبيعة الاعمال التي يمارسها المسلمين بسبب الاعتقادات الدينية التي يجب التقيد بها طلبا للرزق الحلال.

ويعتبر محمد جامع وهو سائق سيارة أجرة في مينيسوتا بأمريكا ان التحريم الذي يفرضه الاسلام على شرب الخمر قاعدة حياة صارمة غير قابلة للاستثناءات. ويقول، يستوي من يحمل الخمر او من يشربها او يبيعها. وهذا الاعتقاد يمكن أن يؤثر على رزقه.

وكانت اللجنة التي تدير مطارات منيابوليس بدأت في مايو ايار فرض سياسة جديدة تسمح لها بإلغاء رخص السائقين الذين يرفضون نقل الركاب الذين يحملون الخمور وهو الامر الذي حدث مع 4854 راكبا كانوا يحاولون ايقاف سيارة أجرة عند مطار منيابوليس الدولي خلال السنوات الخمس الماضية.

وقال المتحدث باسم المطار باتريك هوجان فيما يتعلق بسياسة ايقاف رخصة القيادة لمدة 30 يوما لدى وقوع أول مخالفة والغاء الرخصة لمدة عامين بعد ثاني مخالفة "العقوبات التصاعدية يبدو انها جعلت السائقين ينصاعون.

وعلى الرغم من أن هوجان قال إن هذا الاجراء جرى تطبيقه دون حدوث واقعة مخالفة لكنه اثار الغضب بين بعض سائقي سيارات الاجرة الذين يعملون في منطقة المطار وعددهم 900 سائق ثلاثة ارباعهم صوماليون ومعظمهم مسلمون.

وقال عمر جمال المدير التنفيذي لمركز الدفاع عن العدالة الصومالي في منطقة سان بول المجاورة، بعضهم منزعجون حقا بسبب ذلك. يعتقدون انهم يجبرون على شيء ضد معتقداتهم.. شيء ضد دينهم.

ومع ذلك لا تدعم مجموعة جمال الموقف الذي اتخذه السائقون.

وقال، لانفهم لماذا يفعلون ذلك. وقال إن هذا الموضوع هو في الواقع "عملية تأقلم في منطقة جديدة ومع ثقافة جديدة.

وقال أحمد رحاب المدير التنفيذي لمكتب مجلس العلاقات الامريكية الاسلامية في شيكاجو ان السائقين يستندون الى تفسير "صارم وجامد" لاحكام الشريعة الاسلامية.

لكن ستيفن كوبر المفوض السابق لادارة حقوق الانسان في مينيسوتا قال ان التحول من السياسة السابقة حيث كان السائقون الذين يرفضون التوصيل يرجعون الى الخلف غير مبرر.

وقال كوبر، خمس او ست مرات في الشهر .. يحصل الشخص على سيارة الاجرة الثانية او الثالثة بدلا من الاولى... يبدو هذا امرا ثانويا.

وصدام الحضارات الذي يشمل مسلمين هي نادرة نسبيا في الولايات المتحدة حيث يشكل المسلمون جزءا صغيرا من سكان البلاد البالغ عددهم 301 مليون نسمة.

وقدرت دراسة حديثة أصدرها مركز بيو للابحاث انه يوجد حوالي 1.4 مليون امريكي مسلم في سن الثامنة عشرة وما فوقها رغم ان هذا الرقم مثار خلاف. كما خلص التقرير نفسه الى ان المسلمين "مندمجون بشكل كبير وسعداء بحياتهم."

وشهدت منطقة سان بول في منيابوليس ..التي يوجد بها تجمع صومالي كبير وطائفة مسلمة تتألف من حوالي 150 الف شخص من بين مجموع السكان الذين يقدر عددهم بنحو 3.5 مليون نسمة.. نصيبها.

وفي الاونة الاخيرة رفض بائعون مسلمون في متاجر تارجت كورب حمل منتجات من لحوم الخنزير.

وقالت متحدثة باسم تارجت التي تدير أكثر من 1500 متجر في 47 ولاية ان الشركة لديها سياسة فيما يتعلق بإحتواء مثل هذه المعتقدات الدينية وانه لا يوجد مؤشر على ان مسألة حمل لحوم الخنزير مثيرة للقلق في أنحاء البلاد.

والديمقراطي كيث اليسون وهو أول نائب امريكي مسلم في الكونجرس من مينيسوتا لكنه لم يتحدث علانية عن مثل هذه الامور منذ ذهابه الى واشنطن العام الماضي.

وقال عبيدي اسماعيل سمطر ويعمل استاذا بجامعة مينيسوتا ان الصوماليين وغيرهم من المهاجرين المسلمين ربما لم يروا الخمر قط من قبل.

وقال، عندما كنت أعيش في شرق افريقيا في مجتمع مسلم سمعت عن الخمر فقط لكنني لم أشاهد قط كيف يبدو حتى جئت الى الولايات المتحدة.

واضاف ان حسم كيفية التعامل مع الاشخاص الذين يشربون الخمر هو قرار شخصي يتعين على كل مهاجر مسلم ان يتخذه بنفسه.

وتفاوض الطيب عثمان وهو سائق سيارة أجرة مسلم من السودان بشأن قواعده الخاصة لتوصيل الركاب الذين يحملون الخمر. سيقوم بعمله لكن في اطار ضوابط خاصة.

قال عثمان، ليضعه (الخمر) في صندوق السيارة او يحمله في يديه... لا ضرورة لان ألمسه بنفسي.

شكاوى المسلمين بشأن الحقوق المدنية زادت 25 في المئة

وقالت جمعية اسلامية أمريكية بارزة ان عدد شكاوى الحقوق المدنية من جانب المسلمين في الولايات المتحدة قفز بنسبة 25 في المئة خلال عام 2006 ويعود ذلك اساسا الى حدوث زيادة كبيرة في المشكلات المتعلقة بالهجرة والاقامة. بحسب رويترز.

وقال مجلس العلاقات الامريكية الاسلامية في تقريره السنوي عن الحقوق المدنية انه بحث 2467 شكوى خلال عام 2006 مقابل 1972 خلال عام 2005.

وقال التقرير ان الشكاوى من التمييز ضد وكالات اتحادية من بينها وزارة الامن الداخلي ووزارة العدل زادت بأكثر من المثلين وبلغت 890 شكوى مقابل نحو 300 عام 2005 ومثلت أكثر من 36 في المئة من اجمالي شكاوى الحقوق المدنية.

وقال مجلس العلاقات الامريكية الاسلامية في تقريره المؤلف من 40 صفحة بعنوان (حالة الحقوق المدنية للمسلمين في الولايات المتحدة)، هذه أول مرة منذ عام 2004 التي تختص فيها الوكالات الحكومية بأعلى نسبة من الشكاوى.

وأضاف، هذه الزيادة تعود أساسا الى عدد القضايا المتعلقة بقضايا الهجرة الرئيسية مثل تأخير منح (حقوق) الاقامة والجنسية.

وقال المجلس الذي مقره واشنطن ان جرائم الكراهية بما في ذلك الهجمات ضد الاشخاص والمساجد زادت بنسبة 9.2 في المئة ووصلت الى 167 في عام 2006 مقارنة بنحو 153 قبل ذلك بعام.

ولكن نسبة جرائم الكراهية الى اجمالي الشكاوى تراجعت وهو ما حدث أيضا بالنسبة لعمليات تمييز أخرى من بينها التمييز على أساس العرق أو الدين والمضايقات اللفظية.

وأظهرت استطلاعات مستقلة تصاعد شعور المسلمين الامريكيين بالضيق من سياسات الحكومة الامريكية منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول التي قتلت نحو ثلاثة الاف شخص ودفعت الرئيس جورج بوش لشن حرب عالمية على الارهاب.

وقال تقرير أصدره مركز حقوق الانسان والعدالة العالمية بكلية القانون في جامعة نيويورك في ابريل نيسان ان جهود مكافحة الارهاب التي بذلتها الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر أدت الى "تقنين" التمييز من خلال اضافة مراجعات أمنية أشد الى اجراءات الهجرة والاقامة.

وأظهر استطلاع أجراه مركز بيو للابحاث في أنحاء الولايات المتحدة ان 53 في المئة من المسلمين في الولايات المتحدة يعتقدون ان حياتهم أصبحت أكثر صعوبة منذ هجمات سبتمبر 2001 بسبب التمييز أو عمليات المراقبة الحكومية.

وتتفاوت التقديرات بشأن عدد المسلمين في الولايات المتحدة بشدة ويصل عددهم الى أكثر من سبعة ملايين نسمة لان مكتب الاحصاء الامريكي لا يسأل عن الديانة في عمليات الاحصاء السكاني.

وبدأ مجلس العلاقات الامريكية الاسلامية رصد الشكاوى من التمييز عام 1995. ورصد المجلس في أول تقرير له بشأن الحقوق المدنية 80 حالة من التمييز ضد المسلمين في عامي 1995 و 1996.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 18 حزيران/2007 -30/جمادي الأول/1428