
شبكة النبأ: تحاول امريكا في الاونة
الاخيرة لملمة الاوراق المتفرقة لديها في الشرق الاوسط والخليج ساعية
بشتى السبل لأجل محاصرة ايران من عدة محاور، وتشديد الضغط الاقليمي
والدولي لحمل الجمهورية الاسلامية المتمسكة بحقها في التكنولوجيا
النووية على التخلي عن هذا الحق متهمة اياها بان لديها طموحات نووية
عسكرية من الممكن ان توجهها ضد اسرائيل واصدقاء امريكا وحلفاءها في
المنطقة.
وياخذ الموضوع اهمية متصاعدة في ظل تكثيف الزيارات الامريكية الى
باكستان التي تشهد انفضاض الاصدقاء والمؤيدين عن الحليف برويز مشرف،
اضافة الى الزيارات المكوكية لدول الخليج، واجراء مناورات عسكرية مع
اسرائيل قد يكون الغرض منها التهيأ للعمل العسكري المزمع ضد ايران.
فضلا عن وجود ثلاث حاملات طائرات امريكية في المنطقة.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن نقاشا داخل الادارة الامريكية بشأن
كيفية التعامل مع البرنامج النووي الايراني اتسع بين المؤيدين للتوصل
لحل دبلوماسي مع الذين يحثون على خيار الهجمات العسكرية.
وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين كبار بالادارة الامريكية واشخاص على
دراية بهذه المناقشات تحدثوا كلهم شريطة عدم نشر اسمائهم ان النقاش وضع
كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية في مواجهة متشددين في مكتب
ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي.
وحسبما قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن بعضا من نحو ثمانية
آلاف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم يمكن ان يعمل في ايران بحلول
نهاية العام ليزداد بذلك خطر احتمال ان تقوم بصنع قنابل.
وقالت الصحيفة ان هذا الاحتمال كان محور النقاش بشأن ما اذا كان
يتعين على الرئيس جورج بوش تحذير القيادة الايرانية من ان واشنطن لن
تسمح لها بتجاوز بعض من العدد الذي لم يتم تحديده بعد مع الانطباع بأن
شن هجوم عسكري هو احد الخيارات.
واعلنت رايس عن استراتيجية امريكية جديدة قبل عام بالتعاون مع
اوروبا وروسيا والصين للضغط على ايران لوقف تخصيب اليورانيوم. ونصبت
ايران اكثر من الف جهاز طرد مركزي منذ ذلك الوقت.
وقالت الصحيفة ان رايس رغم ذلك اصبحت اكثر اقتناعا بأن الخيار
الدبلوماسي هو الخيار الوحيد وان شن هجوم عسكري سيسفر عن كارثة.
ومازال المحافظون داخل الادارة الامريكية يقدمون حججا مثل تلك التي
طرحها في الآونة الاخيرة السفير الامريكي السابق في الامم المتحدة جون
بولتون الذي قال، ان تغيير النظام او استخدام القوة هما الخياران
الوحيدان المتاحان لمنع ايران من الحصول على قدرة على انتاج الاسلحة
النووية .
تغييرات مهمة تحسبا لمواجهة ايران
أثناء عمله السابق كمدير لوكالة المخابرات المركزية الامريكية توقع
جون نجروبونتي أن يواجه الرئيس الباكستاني برويز مشرف والولايات
المتحدة فترة تحد بسبب الانتخابات في باكستان المزمع أن تجرى هذا
العام. بحسب رويترز.
لكن حتى نجروبونتي الذي يشغل الان منصب وكيل وزراة الخارجية
الامريكية وقد وصل الى اسلام أباد ربما لم تخطر على باله الفوضى التي
وقع فيها مشرف حليف الولايات المتحدة من جراء محاولته الاطاحة بافتخار
تشودري رئيس المحكمة العليا الباكستانية في مارس اذار الماضي.
وهدف زيارة نجروبونتي المفاجئة هو اظهار أهمية علاقات واشنطن مع
باكستان المسلحة نوويا في وقت انفض فيه الاصدقاء عن الجنرال مشرف.
كما يزور اسلام أيضا الاميرال وليام فالون قائد القيادة المركزية
الامريكية وريتشارد بوتشر مساعد وزيرة الخارجية الامريكية.
وأشعل الاهتمام الدبلوماسي من جديد توقعات بأن واشنطن ستسدي نصيحة
حكيمة للجنرال تشير الى أن أفضل ما يمكن الحصول عليه هو تقاسم السلطة.
ورغم النفي المتكرر من المسؤولين الامريكيين فان الباكستانيين
مقتنعون بالنفوذ الذي تتمتع به واشنطن على قادتهم.
وكتب نجم سيتي وهو محلل سياسي مرموق في مقاله بصحيفة فرايدي تايمز
الاسبوعية الولايات المتحدة لا تتحدث عن عودة فورية الى ديمقراطية
كاملة. انها تتحدث عن الانتقال الى قدر أكبر من الديمقراطية.
والشائعة الرئيسية التي نفاها مسؤولون أمريكيون هي أن واشنطن تحاول
التوسط للتوصل الى اتفاق يسمح مشرف بموجبه بعودة بي نظير بوتو رئيسة
الوزراء السابقة من منفاها الاختياري.
وبوتو بوصفها السياسية الاكثر شعبية بعد الرئيس حسبما تشير
استطلاعات الرأي وزعيمة حزب يعد من أكثر الاحزاب تقدمية قد تساعد مشرف
على المضي قدما في سياسة الاعتدال المستنير التي يتبعها.
وهناك أيضا اعتقاد متزايد نفاه أيضا مسؤولون أمريكيون بأن الولايات
المتحدة قد تحاول اقناع مشرف بالتخلي عن دوره المزدوج كقائد للجيش
ورئيس للدولة ان عاجلا أو اجلا.
ويقول محللون ان دافع مشرف في التخلص من تشودري كان في الواقع بسبب
مخاوف من أن يسمح رئيس المحكمة العليا بتحديات دستورية لخطة مشرف
لترشيح نفسه لفترة رئاسة أخرى بالزي العسكري من خلال مجلسي البرلمان
الحالي قبل حله.
وفي يناير كانون الثاني الماضي تحدث نجروبونتي عن الخطر العالمي
الذي يشكله اعادة تنظيم القاعدة لتجميع صفوفه في باكستان والحاجة الى
القضاء على الملاذات التي توفرها المناطق القبلية الباكستانية لطالبان.
ووصف باكستان بأنها مصدر رئيسي للتطرف الاسلامي.
ورغم الحاجة للتعاون مع الجيش الباكستاني لمحاربة القاعدة وطالبان
اعترف صناع السياسة في واشنطن لبعض الوقت بأن تشجيع الديمقراطية هو
أفضل وسيلة للحد من المد الاسلامي.
وعزفت كيت ستار المتحدثة باسم مجلس الامن القومي الامريكي على هذا
الوتر بقوة في واشنطن ايضا.
وقالت، حرية الصحافة وحرية الاجتماع والقضاء المستقل والانتخابات
الحرة والنزيهة ضرورية من أجل هذا التطور ويجب ألا تنتهك.
وتابعت، شددنا وما زلنا نشدد على هذه النقاط مع كل من نتحدث معهم في
باكستان على كل مستويات الحكم. |