صراع على السلطة في غزة يفتح ابواب الحرب الأهلية

شبكةالنبأ: فيما بدا وكأنه حرب اهلية اكثر من اي وقت مضى اقتتلت قوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس وانصار رئيس الوزراء اسماعيل هنية بانحاء قطاع غزة في أكثر أيام المواجهات الداخلية دموية بين حركتي حماس وفتح منذ شهور.

ورصدت هيئة حقوقية فلسطينية طرقا جديدة في الاقتتال الداخلي الفلسطيني تعبر عن مدى شراسة الطرفين المتقاتلين.

وقالت الهيئة المستقلة لحقوق المواطن في بيان صادر عنها تلقت رويترز نسخة منه، رصدت الهيئة طرقا جديدة في الاقتتال عبرت عن مدى شراسة المتقاتلين وخطورة الجرائم التي يرتكبونها.. فقد تم اعدام أشخاص بالرصاص.. بعد اختطافهم.. وتم العثور على جثثهم وهم معصوبي العينين ومقيدي اليدين والرجلين. كما تم رمي بعض المختطفين من على أسطح الابراج السكنية.

وشهد قطاع غزة في الايام الماضية أسوأ موجة من الاقتتال الداخلي بين أنصار فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحماس التي تقود الحكومة سقط فيها عشرات القتلى وأحرقت فيها العديد من المنازل ودمرت عددا من مقرات الاجهزة الامنية.

وأضافت الهيئة في بيانها، تذكر الهيئة بأن عدد المواطنين الذين قتلوا منذ بداية العام الحالي في موجات الانفلات الامني بلغ 307 من بينهم 182 مواطنا قتلوا في عمليات الاقتتال الداخلي الواقعة على خلفيات الصراع السياسي الدائر في قطاع غزة في حين بلغ عدد من قتلوا على يد جيش الاحتلال الاسرائيلي منذ بداية العام قرابة 160 شخصا.

ودعت الهيئة في بيانها الى تدخل فوري من الهيئات الدولية وقالت، الهيئة واذ تعلن رفضها التام لكل أشكال الاقتتال الداخلي وتنادي بوقفه فورا.. ولتحذر من مخاطر خروج المجموعات المسلحة المتقاتلة عن سيطرة مؤسسات الحكم في السلطة الوطنية الفلسطينية. وترى أن مثل هذا الخروج عن السيطرة ان حصل فعلاً هو بمثابة ادخال قطاع غزة في اتون نزاع مسلح غير دولي. مما يتطلب تدخلاً فورياً من الهيئات الدولية ذات العلاقة بالنزاعات المسلحة.

وأصبح الاقتتال الداخلي في غزة بنظر الفلسطينيين امراً شديد الخطورة، فبالنسبة الى تامر عمار سائق السيارة الاجرة يعتبر الصراع الحالي حربا أهلية شاملة عندما بدأ مسلحون يقتلون منافسيهم بالقائهم من اعلى مبان ذات 15 طابقا وتشويه جثثهم.

وقال عمار البالغ من العمر 40 عاما وله ستة أبناء، اعتقد أننا في العراق ولسنا في غزة... قناصون على أسطح المنازل يقتلون الناس. جثث مشوهة وملقاة في الشوارع بطريقة مهينة جدا. المنازل تتعرض للقصف والمدنيون يقتلون. هل تعني الحرب الاهلية غير ذلك..

وادى تصاعد القتال بين حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الحاكمة وحركة فتح العلمانية التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى مقتل 20 فلسطينيا على الاقل خلال الايام الاربعة الماضية فقط.

وقالت جماعة فلسطينية بارزة في مجال حقوق الانسان ان أكثر من 600 فلسطيني قتلوا في المعارك بين الحركتين منذ أن تولت حماس السلطة في مارس اذار من عام 2006 بعد أن هزمت فتح في الانتخابات البرلمانية. وأعلن وقف اطلاق النار بشكل متكرر لكنه لم يحترم لفترة طويلة. بحسب رويترز.

وشن الجانبان هجمات تتسم بالوحشية بصورة غير معتادة في الايام الاخيرة التي تخللتها هجمات اطلاق نار من سيارات متحركة وهجمات بالقذائف الصاروخية.

وكان عضو في القوة 17 التابعة لعباس أول من يلقى من مبنى يرتفع 15 طابقا. وبعد ساعات اتهمت حماس فتح بالقاء مؤيد لحماس من فوق مبنى اخر.

وقتل مؤيدو فتح رجل دين من حماس رميا بالرصاص خارج مسجده. وفي هجوم استثنائي اخر قالت مصادر طبية ان مسلحين من حماس سحبوا ناشطا بارزا في فتح له صلة بمحمد دحلان مستشار الامن القومي لعباس خارج منزله وأطلقوا عليه النار 40 مرة.

وقال محمد أحمد حسن وهو مدرس يبلغ من العمر 35 عاما، انتهت غزة. ووصف حمى القتل الدائرة بأنها ابادة جماعية.

ولزم الكثير من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة منازلهم للاحتماء من القتال. وحاول الالاف الهرب عبر مصر المجاورة. لكن بالنسبة للاغلبية العظمى من سكان القطاع الساحلي فليس هناك مخرج.

يوم دام يفتح الباب لحرب اهلية

وقال مسؤولون من مستشفيات ان 27 شخصا على الاقل قتلوا وأصيب 70 بجراح ليرتفع عدد القتلى في القطاع الساحلي منذ يوم السبت الى 47. وتعرض منزلا عباس وهنية في غزة لاطلاق النار. بحسب رويترز.

وأصدر قادة أكبر قوة أمنية موالية لعباس الذي يحظى بدعم القوى الغربية أوامرهم لوحداتهم بالنزول الى الشوارع واحباط ما سمته حركة فتح التي يتزعمها الرئيس انقلابا دمويا من جانب حركة حماس بعد أن اقتحم مسلحون من حماس قواعد أمنية لفتح في قطاع غزة.

وبدا لاحقا ان حماس تسيطر على قاعدة كبرى لفتح في شمال غزة واشارت اعداد الضحايا الى ان لها اليد العليا. وهدد زعماء فتح بالانسحاب من حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت منذ نحو ثلاثة اشهر مع حماس اذا لم يتوقف اطلاق النار فورا.

من جهته قال الاتحاد الاوروبي ان هناك خطرا وشيكا باندلاع حرب أهلية اذا استمر الاقتتال بين فتح وحماس ودعا الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الى دعم جهود عباس الرامية لاستعادة القانون والنظام.

ودعا عباس وهنية الى ضبط النفس واجراء محادثات لكن في ظل اتهام كل طرف الطرف الاخر بالعمل مع اسرائيل لم تبد مؤشرات تذكر على استجابة المتقاتلين لتلك الدعوات.

وحث رئيس وفد مصري في غزة شهد انهيار احدث هدنة توسط فيها المدنيين على الخروج في تجمعات حاشدة تعبيرا عن التأييد لهدنة جديدة بين المتقاتلين.

وللمرة الاولى قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت ان المقترحات الخاصة بنشر قوة دولية لحفظ السلام في غزة يجب أن تدرس بجدية.

وقال، اذا سقط قطاع غزة في النهاية في يد حماس فسيكون لذلك اهمية كبرى اقليميا. لكنه اضاف ان اسرائيل لا تستطيع دخول غزة لقتال حماس ومساعدة مقاتلي فتح.

وأصدرت اللجنة المركزية للسلطة الفلسطينية بيانا قال، في ضوء استمرار المؤامرة الانقلابية على السلطة الشرعية فان اللجنة المركزية تقرر الان عدم مشاركة وزرائها في الحكومة اذا لم يتوقف اطلاق النار.

بدوره قال الاتحاد الاوروبي إن هناك خطرا بنشوب حرب أهلية اذا لم يتوقف الاقتتال بين الفصائل الفلسطينية على الفور.

وقالت بينيتا فيريرو فالدنر مفوضة الاتحاد الاوروبي للعلاقات الخارجية بعد محادثات مع وزير الاعلام الفلسطيني مصطفى البرغوثي ان الاتحاد "قلق بشدة" من التصاعد الذي شهدته أعمال العنف مؤخرا. بحسب رويترز.

واضافت، هناك حاجة فورية لوقف اطلاق النار في غزة والضفة الغربية ويجب دعم حكومة الوحدة الوطنية ... والا سنرى خطر الحرب الاهلية... اذا استمرت دائرة العنف قد يكون الخطر وشيكا جدا.

وقالت فيريرو فالدنر في تصريح صحفي انها ناقشت مع البرغوثي سبل استجابة الاتحاد بشكل أسرع لمتطلبات حكومة الوحدة لكنها قالت ان حظر المساعدة المباشرة للميزانية لا يزال ساريا.

وقطعت الدول الغربية المانحة بقيادة الولايات المتحدة المساعدات المالية المباشرة للسلطة الفلسطينية في مارس اذار 2006 بعد أن هزمت حركة حماس حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس في الانتخابات البرلمانية.

ورحب البرغوثي بدعم الاتحاد الاوروبي وقال ان ما يحدث اليوم فيما يخص القتال هو انعكاس لحالة اليأس والفقر والافتقار للامل.

ودعا لممارسة ضغوط دولية على اسرائيل لتفرج عن أكثر 800 مليون دولار من عائدات الضرائب الفلسطينية قال انها تحتجزها.

العلم يقاوم رائحة الموت

وابقت وزارة التربية والتعليم على جدول امتحانات الثانوية العامة التوجيهي بعدما اضطرت الى نقل مئات الطلاب من مدارسهم الى مدارس اكثر امنا.

ويقول محمد شقير وكيل مساعد الوزارة لوكالة فرانس برس انه تم نقل سبع لجان امتحانات من المناطق الساخنة التي تشهد اشتباكات مؤسفة في منطقة ابراج العودة (شمال مدينة غزة) ومخيم الشاطىء وحي الرمال وتل الهوى الى مناطق اكثر امانا لتوفير الاجواء الملائمة للطلاب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 14 حزيران/2007 -26/جمادي الأول/1428