تنامي المشاعر المناهضة للقوى الكبرى

 شبكة النبأ: تدنت السمعة الايجابية للولايات المتحدة ودول اخرى حسب كشوفات مسحيّة في انحاء العالم الى مستويات غير مسبوقة، حيث اصبحت مشاعر المناهضة في مصاف مشاكل البيئة والامراض المستعصية من حيث الاهمية.

كما تؤكد هذه الكشوفات على تراجع المشاعر المؤيدة لامريكا بين حلفاء قدامى لها حيث رأى كثيرون انها لا تضع مصالح الدول الاخرى في الحسبان.

وأظهر مسح عالمي ان صورة الولايات المتحدة تتهاوى في أنحاء كثيرة من العالم لكن صورة الصين وقوى كبرى تضررت بصورة كبيرة ايضا.

وكشف المسح الذي شمل 47 دولة ان البعض ينظر الى ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الارض المعروفة باسم الاحتباس الحراري ومشاكل بيئية أخرى على انها من المخاطر الكبرى التي تهدد العالم وتجيء قبل مخاطر أخرى مثل انتشار الاسلحة النووية ومرض نقص المناعة المكتسب (الايدز). بحسب رويترز.

ووثق مشروع بايو للسلوكيات العالمية تنامي المشاعر المناهضة للولايات المتحدة منذ بدء المشروع عام 2002 لكنه سجل تعمق هذه المشاعر والسلوكيات بشكل خاص هذا العام.

وتراجعت المشاعر المؤيدة للولايات المتحدة في 26 دولة من بين 33 دولة توفرت فيها فرصة عقد المقارنات واشتدت المشاعر المناهضة لها في الشرق الأوسط بشكل خاص.

وفي تركيا تدنت نسبة من ينظرون بشكل ايجابي الى الولايات المتحدة الى تسعة في المئة فقط وبلغت 13 في المئة في الاراضي الفلسطينية. وحققت الولايات المتحدة نتائج أفضل في لبنان حيث بلغت نسبة التأييد 47 في المئة.

كما كشف المسح أيضا تراجع المشاعر المؤيدة للولايات المتحدة بين حلفاء قدامى لها حيث رأى كثيرون انها لا تضع مصالح الدول الاخرى في الحسبان.

وكانت نظرة 30 في المئة فقط من الالمان للولايات المتحدة ايجابية بانخفاض عن 42 في

المئة قبل عامين. وبقي الرأي العام مؤيدا للولايات المتحدة وان كان بفارق ضئيل في كل من بريطانيا وكندا.

وبشكل اجمالي كانت صورة الولايات المتحدة جيدة في 25 دولة فقط من بين 47 دولة.

وتراجعت صورة الصين أيضا حيث أبدى عدد من المشاركين في المسح عن قلقهم من تصاعد نفوذها العسكري وقوتها الاقتصادية. لكن موقف غالبية الدول جاء لصالح الصين وبقوة على وجه الخصوص في اسيا وأفريقيا.

اما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد شهد تراجعا في نسبة التأييد له خاصة في اوروبا.

لكن زعماء مثل الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد والرئيس الفنزويلي هوجو شافيز الذين يتحدون النظام القائم فقد وجدوا معجبين. كما وجد اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة معجبين في مكان واحد من العالم هو الاراضي الفلسطينية حيث قال 57 في المئة انهم يثقون فيه.

وقالت مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة في مؤتمر صحفي وهي تكشف عن هذه الارقام "النظام الدولي كما عرفناه يتحلل كما تكشف هذه الارقام. انه شعور ما بالعدم".

وشمل المسح 45 الفا خلال لقاءات شخصية واتصالات هاتفية. ويتراوح هامش الخطأ ما بين 2 و4 في المئة.

وكشفت الدراسة أن الرأي العام العالمي يشعر بقلق متزايد من القوى الكبرى وقياداتها. حيث تراجعت صورة الصين ايضا،كما تقلصت الثقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن بحدة.

وقالت الدراسة المسحية التي أجراها مركز "بيو" لقياس الاتجاهات "إن عدم الثقة في أنحاء العالم تجاه القيادة الأمريكية تنعكس في رفض السياسة الخارجية لواشنطن، فهناك تأييد عالمي لسحب القوات الأمريكية من العراق، فضلا عن معارضة للعمليات التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي -الناتو- في أفغانستان".

وتابعت الدراسة قائلة "من بين 47 دولة شملتها الدراسة ،كان للأغلبية في 25 بلدا فقط رؤية إيجابية للولايات المتحدة، ولكن صورة أمريكا تراجعت إلى حد كبير في العديد من مناطق العالم".

وأضافت الدراسة، إن صورة واشنطن سيئة للغاية في أغلب الدولة الاسلامية بما في ذلك حليفات الولايات المتحدة، حيث تراجعت نسبة مؤيدي واشنطن في تركيا إلى 9 بالمئة وفي باكستان إلى 15 بالمئة.

وأشارت الدراسة إلى أن تنامي القوة الصينية الاقتصادية والعسكرية يثير قلقا كبيرا حيث تراجعت نسبة مؤيديها في اسبانيا وألمانيا وفرنسا إلى 39 و34 و47 بالمئة على التوالي.

المعارضة للحرب في العراق

وتشير معدلات مناهضة الحرب في العراق الى تصاعد مستمر حيث كانت الحصيلة بحسب الـبي بي سي: في أمريكا: 56 بالمئة، المكسيك: 73 بالمئة، فرنسا: 78 المئة، بولندا: 54 بالمئة، مصر: 84 بالمئة، الأراضي الفلسطينية: 94 بالمئة، باكستان: 76 بالمئة، اندونيسيا: 84 بالمئة.

كما تزايدت الصورة السلبية عن الصين في الهند. وفي اليابان أصبحت نسبة من يرون الصين بشكل سلبي أكثر من ضعف من يرونها بشكل إيجابي.

وتحدثت الدراسة أيضا عن تنامي الصورة السلبية لروسيا ورئيسها فلاديمير بوتن. وقالت، إن الانتقادات لروسيا وزعيمها باتت حادة مع الاعتماد المفرط على إمدادات الطاقة الروسية.

ولكن داخل روسيا باتت الثقة في بوتن قوية ووصلت إلى 84 بالمئة. في حين لا تتجاوز ثقة الأمريكيين في بوش 45 بالمئة. كما كشفت الدراسة عن تنامي القلق في مختلف أنحاء العالم من المشاكل المناخية وخاصة في أوروبا واليابان والهند.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 7 تموز/2007 -21/جماد الاخرى/1428