ألا منْ مُحسن ٍ

الطبيب نوري الوائلي

يتيم ٌ فاقدُ الأبوين صِغرا ً** لقد فقدَ الحنانَ عُلا ًوجذرا

 

يتيما ًعاشَ منْ وارى بدهر ٍ ** ظِلالَ الوالدين وناخ ذ ُعرا

 

فأم ّ كالضلوع تحيط ُ قلبا ً ** تـُحاميه , كجنح ٍ ضم ّ طيرا

 

يظمُّ صدرها طفلا ً بعطف ٍ ** كأنّ الكونَ قد ملكتْ ودهرا

 

اذا جاءتْ إليه كأنَّ شمسا ً ** علت أفقَ الظلام زُها ً وظهرا

 

فيحبو جاريا للأم ِّ لوعا ً ** كنبع ٍ بات للضمأن ِ مجرى

 

حنانُ غرائز ٍ في قلب أم ٍّ ** لطفل ٍ مِنْ حشاها صار بحرا

 

ففاقدُ امِّه ألما ً تلضّى ** وجالَ الدهر محزونا ًوعُسرا

 

فلم يُدركْ جميل الأم إلا ** بفقد حنانها موتا ًوهجرا

 

وبعد الأمِّ يأتي في المعالي ** أبو الأطفال ِ صنديدا ً ووفرا

 

أبو الأطفال رحمته عليهم ** فيبقى للصغار مدى ً ووكرا

 

إذا جاءَ الديارَ بعُتم  ِليل ٍ ** فضاء َ الدارَ أفراحا ًوسحرا

 

وحقِك لن يّنالَ الطفلُ ودّا ً** كودّ الوالدين وطال صدرا

 

فهذا عالمٌ دان ٍ مليء  ٌ** بأيتام  ٍبقعر الحُزن أسرى

 

فجاءوا للحياة ِ بدون أهل ٍ ** فلا عرفوا الى الأبوين وطرا

 

ومنهم بات في أهل ٍ ودفء ٍ ** وأضحى لابسا ً يُتما وكدرا

 

لهمْ دمعٌ مع الآهات بيضٌ ** تشقُّ الخد أحزانا ًوقهرا

 

يعانق ُفي خيال اليُتم شوقٌ ** لآباء ٍ غدت للموت ِ هدرا

 

وتنهمرُ الدموع ُدما ًبعيد ٍ ** لأيتام ٍ , فكان العيدُ قبرا

 

ويخفق ُقلبهم للأم شوقا ً ** إذا أمسوا وكان العطفُ جزرا

 

لقد عاشوا بدنيانا كبيت ٍ ** بلا سقف ٍغدا  لم يحم ِ قطرا

 

فكم طفل ٌ من الأيتام عُسرا ** يُصاحبُ زوجة ً للأبِّ جبرا

 

وكم أ ُمّ لأيتام ٍ تودت ** لزوج ٍ لليتيم أذاق َ فقرا

 

وفوقَ الجور مِنْ ضرب ٍ ونهي ٍ** أتى أكلُ الحقوق ِعَصا ًوأمرا

 

فوأسفي لطفل ٍ بات ليلا ً ** يتيما ًناشدا ًعطفا ًونصرا

 

فيا أهلَ الصلاح وخيرَ دين ٍ ** ويا أهلَ التقى ودعاة َ أخرى

 

عليكم باليتامى ما أستطعتم ** فقد حرموا ضياء الشمس فجرا

 

أناشد كلّ مَنْ نادى بصدق ٍ** بأني مسْلمٌ عملا ً وذكرا

 

بأنْ يسعى بمال ٍأو حنان ٍ** لجعل ِمطالب ِالأيتام ِنهرا

 

بدون تمنـُن ٍ يُعطي ويُجزي ** ويُجلي عن نفوس اليُتم غبرا

 

وإنـّا أمُّة الأسلام ِ كثرٌ ** لنا مالٌ يُغطي الأرضَ وفرا

 

لنا رب ٌودستورٌ ينادي ** عليكم باليتامى , طاب أجرا

 

هنيئا ً للذي آوى يتيما ً ** وأعطاه مع الأيمان ثمرا

 

وظمّ للعيال ِ يتيم َ أهل ٍ ** وكفكفَ دمْعه وأزاح َوزرا

 

ولم يأكل بظلم ٍ مالَ يُتم ٍ ** فيغدو ماله في البطن صقرا

 

فيا أختي شفيعُك عند ربّ ** يتيم ٌمن حنانك عاش يُسرا

 

فكوني لليتيم ِ بروح ِ أمّ ** يرفرفُ جنحها ودا ً وبشرا

 

فهذا المصطفى قد عاش يُتما ً** فبشـّر كافل الأيتام قدرا

 

أنا مِنْ كافل ِ الأيتام ِ قربا ً** كسباب ٍ من الأبهام مسرا

 

فيرجو كافلُ الأيتام ركبا ً ** بقرب ِ المصطفى قدرا ًوأجرى

 

أبو الأيتام معروفٌ عليّ ٌ ** فداه كان للأيتام ِ سترا

 

فعشقُ اليُتم مِنْ شيم ِ المعالي ** وخيرُ العشق ِ ما أعطى وأثرى

 

ومَنْ عشِق َاليتامى كان غـُصنا ً** بأعلى منبت ٍ للخير فخرا

 

ألا من ْصالح ٍٍ يهبُ اليتامى ** ويذكرهم كمن في اليُتم أدرى

 

ألا منْ مؤمن ٍ آوى يتيما ً** ويمسحُ رأسه حُبّا ًوشكرا

 

ألا منْ مُحسن ٍ أبلى صنيعا ً** بجعل ِ لياليَ الأيتام ِ فجرا

 

ألا منْ شاعر ٍعرفَ اليتامى ** فصاغ َ دموعَهمْ أدبا ًوشعرا

 

سيبقى صبْرهم لله شكوى ** ويبقى دمعهم سيفا ًونحرا

 

وتمسي دمعة ُ الأيتام ِ رعدا ً** يهزُ مضاجع َالأخيار زجرا

 

فلم يُكمل ْ لهم نومٌ بليل ٍ ** إذا بات اليتيمُ عُرى ً وضجرا

 

مؤسسة الوائلي للعلوم*

نيويورك

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 4 تموز/2007 -17/جماد الاخرى/1428