انتقال المفخخات لانحاء العالم يدعو الى مواجهة دولية موحدة مع القاعدة ومنابعها

 شبكة النبأ: رغم تصاعد الدعوات العالمية للوقوف بحزم وفق اجماع دولي ملزم بوجه ارهاب القاعدة المتنامي في انحاء العالم الا ان هذه الدعوات تبقى محدودة بسبب عدم وجود اتفاقية دولية محددة تعرّف الارهاب وتتعامل معه، وتعمل على تجفيف منابعه المتعلقة بالذات في بعض دول الخليج حيث تعتبر السعودية منبع الفكر الوهابي المتشدد الذي يعمل وفق فتاوى شيوخ معروفين لنشر مفاهيم التطرف والعنف الاعمى في انحاء العالم والاساءة الى الاسلام الحنيف وإلصاق سمة الارهاب به ظلما وعدوانا.

ان انتقال المفخخات من العراق الى لندن يجب ان يكون اشارة تحذير للعالم بوجوب النهوض في اتفاق دولي (لمكافحة الارهاب ومنابعه الوهابية) ومسائلة الحكومات التي تحمي مصدّري فتاوى الانتحار والقتل العشوائي.

وبالنسبة لبريطانيا ما كاد غودرن براون ان يعلن اسماء الوزراء الجدد فى حكومته الجديدة حتى فاجأه واحد من اكبر التحديات التى يمكن ان تواجه اي رئيس للوزراء وهو تعرض قلب عاصمة بلاده لخطر الإرهاب على نطاق يسبب أضرارا كبيرة فى الأرواح والإقتصاد.

ولو كان هذا قد حدث قبل اسبوع فقط لأختلف الأمر، فقد كان تونى بلير رئيس الوزراء السابق لايزال فى الحكم وكان متمرسا ذا خبرة تمتد لعشر سنوات، كما كان أيضا جون ريد وزير الداخلية السابق.

ويشير اسلوب وتوقيت وأهداف محاولة فاشلة لتفجير سيارتين ملغومتين وهجوم ثالث على احد المطارات في بريطانيا الى حملة لها صلة بتولي رئيس الوزراء جوردون براون السلطة يشنها متشددون عازمون، لكن اساليبهم تفتقر الى البراعة.

وهون براون من تلك الصلة وقال في مقابلة ان وقوع هجمات في بريطانيا كان متوقعا منذ اشهر كثيرة.

لكن بعد اربعة ايام من توليه المنصب خلفا لتوني بلير رفعت بريطانيا حالة التأهب الى درجة خطير، وهو المستوى الاعلى للتحذير من تهديدات ارهابية ويعني توقع هجمات وشيكة وذلك بعد اكتشاف سيارتين ملغومتين في لندن وقيام رجلين باقتحام الابوب الامامية لمبنى مطار جلاسجو بسيارة جيب.

وأكد مصدر امني بريطاني ان متشددين اسلاميين يشتبه في انهم وراء الحوادث الثلاث. وقال، ستفضي التكهنات حتما الى ذلك الاتجاه. بحسب رويترز.

وغالبا ما يهون المتخصصون في مجال الامن من توقيت الهجمات قائلين ان الجماعات تجهز بشكل عام عملياتها خلال اسابيع او شهور وتضرب حينما تكون مستعدة دون انتظار لمواعيد ذات اهمية.

لكن هناك حالات استثنائية. فعلى سبيل المثال جاءت تفجيرات قطارات مدريد في مارس اذار 2004 قبل ثلاثة ايام من اجراء انتخابات عامة.

وفي حين فشلت الهجمات الثلاث في ان تسفر عن خسائر في الارواح الا ان اصرار المهاجمين كان واضحا. فالسيارتان اللتان عثر عليهما في لندن كانتا محملتين بمسامير اضافة الى بنزين واسطوانات الغاز مما يعني انهما كانتا ستنثران شظايا قاتلة اذا انفجرتا.

واكد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ان بريطانيا، لن ترضخ ولن تخضع للترهيب من قبل الارهاب الذي، هو عمل شيطاني لا يمكن تبريره بالايمان.

وقال براون في حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" موجها من خلاله رسالة الى الارهابيين ان بريطانيا، لن ترضخ ولن تخضع للترهيب ولن تسمح لاحد بالحاق الضرر بنمط عيش البريطانيين. واضاف، علينا ان نبقى متيقظين على مدار الساعة.

ومضى يقول ان الارهاب "عمل شيطاني لا يمكن اطلاقا ان يبرر بالايمان" معتبرا ان الارهاب تهديد "دائم على المدى البعيد".

وكانت وزيرة الداخلية البريطانية جاكي سميث اعلنت رفع مستوى التأهب الامني الى اعلى مستوياته في بريطانيا اي مستوى "حرج" ما يعني "توقع هجوم وشيك" بعد العثور الجمعة على سيارتين مفخختين في لندن والاعتداء السبت على مطار غلاسكو الاسكتلندي.

وقال براون ان "تقدما سريعا" احرز في التحقيقات المتعلقة بهذه الحوادث مع اعتقال اربعة اشخاص. وقامت الشرطة صباح الاحد بمداهمة منازل قريبة من مطار غلاسكو.

وقال براون، لا اريد التعليق على التحقيقات التي تجريها الشرطة لكن من الواضح اننا نتصدى عموما لاشخاص مرتبطين بالقاعدة في عدد معين من الاحداث التي وقعت في العالم اجمع".

 بوش يشيد بـ "رد فعل براون الحازم جدا"

 من جهته اشاد الرئيس الاميركي جورج بوش الاحد بـ "رد الفعل الحازم جدا" الذي ابداه رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون حيال الاعتداءات الفاشلة في لندن وغلاسكو مشيرا الى ان "الحرب على هؤلاء المتطرفين متواصلة".

وقبيل استقباله نظيره الروسي فلاديمير بوتين قال بوش في تصريح صحافي في المنزل العائلي في كينيبنكبورت، هذا يثبت ان الحرب على هؤلاء المتطرفين متواصلة.

وهذا اول رد فعل علني يبديه بوش حيال الاحداث التي وقعت يومي الجمعة والسبت في لندن وغلاسكو.

وقال بوش، لا تعرفون ابدا المكان الذي يمكن ان يحاولوا توجيه الضربة اليه وانا ممتن لرد الفعل الحازم جدا الذي ابدته حكومة غوردون براون حيال محاولات هؤلاء الاشخاص.

 بلير يهاجم إسلاميي بريطانيا

وأفادت صحيفة الأوبزيرفر أن رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير شن هجوماَ عنيفاً ضد من أسماهم اسلاميي بريطانيا العبثيين الذين قال انهم احتضنوا شعوراً مزيفاً من التظلم بأنهم يتعرضون للاضطهاد على يد بريطانيا والولايات المتحدة.

وحذّر بلير الذي استقال من منصبه في السابع والعشرين من حزيران الماضي من أن بريطانيا تواجه خطر خسارة المعركة ضد الارهابيين ما لم يتصد الاتجاه السائد في المجتمع لهذا التهديد.واشارت الصحيفة الى أن تصريحات بلير والتي هاجم فيها أيضاً جماعات الدفاع عن الحريات المدنية جاءت في برنامج تلفزيوني وثائقي عشية رحيله عن السلطة.

حال تأهب في دول عدة وتشديد الاجراءات الامنية

ودفعت محاولات الاعتداء الثلاث التي تعرضت لها بريطانيا بالعديد من الدول الى تعزيز اجراءاتها الامنية في المطارات التي تشهد حركة مزدحمة مع بدء موسم العطلة الصيفية.

ودعت وزيرة الداخلية الفرنسية ميشال اليو ماري الى اجتماع امني حضره مسؤولو اجهزة الامن الداخلي كافة بحث في "تدابير وسبل مكافحة الارهاب في بلادنا في سياق الاحداث التي تجري في بريطانيا".

وفي ختام الاجتماع اعلنت اليو ماري انها، دعت اجهزة الامن الداخلي الى اليقظة الشديدة مشيرة الى ان، اليوم وحتى وان لم يكن هناك اي خطر معين يتهدد بلدنا فان فرنسا تبقى هدفا محتملا للارهاب. بحسب فرانس برس.

واشارت اليو ماري الى ان الخطة الامنية فيجي بيرات ستبقى على مستواها الراهن وهو مستوى اليقظة الحمراء اي الدرجة الثالثة من سلم مؤلف من اربع درجات.

من جهته اعلن وزير الامن الداخلي الاميركي مايكل شيرتوف الاحد ان الولايات المحتدة سترفع عدد عناصر الشرطة في الرحلات المتجهة الى بريطانيا وفي المطارات الاميركية "لطمأنة" الركاب حول "يقظة" السلطات.

وقال شيرتوف، سنعزز انشطة الشرطة الجوية باللباس المدني (...) في الرحلات المتجهة الى بريطانيا.

ويساور السلطات الاميركية،قلق بالغ خلال فترة العطلات هذه، التي تسبق احتفالات العيد الوطني في الرابع من تموز/يوليو ولكنها اشارت الى،انه لا يوجد حتى الآن اي مؤشر الى وجود تهديد محدد او ذي مصداقية ضد الولايات المتحدة.

من جهتهما اوصت الحكومتان الاسترالية والنروجية رعاياهما المسافرين الى بريطانيا بتوخي اقصى درجات الحيطة والحذر.

وكان المفوض الاوروبي للشؤون الامنية الايطالي فرانكو فراتيني حذر في 22 حزيران/يونيو من ان خطر الاعتداءات الارهابية "يعني اوروبا باكملها".

وقال فراتينتي، لقد سجلنا زيادة في حركة الاشخاص الجاهزين لتنفيذ هجمات ارهابية والذين تدربوا في اماكن يصعب الوصول اليها بين افغانستان وباكستان. واقترحت السلطات الاميركية والفرنسية على السلطات البريطانية تقديم المساعدة.

من جهته اعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لرئيس الوزراء البريطاني عن استعداد فرنسا التام لتقديم مؤازرة كاملة الى بريطانيا.

وكذلك اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن دعمه للسلطات البريطانية وادانته لمحاولات الاعتداء. وقال بان في بيان، ما من سبب يمكنه ان يبرر افعال ارهابية كهذه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 4 تموز/2007 -17/جماد الاخرى/1428