رحل بلير وجاء براون... ماالذي سيتغير؟

 شبكة النبأ: تولى بلير رئاسة الوزراء في بريطانيا عام 1997 بعد 18 عاما من حكم المحافظين حينما فاز حزب العمال بأكبر غالبية برلمانية خلال نصف قرن مع تأييد شعبي كبير للتغيير في حينه.

لكن شعبية بلير تراجعت الى حد كبير وخصوصا بسبب قراره الانضمام الى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لاجتياح العراق في 2003 ودعمه للحرب على الارهاب. كذلك اتهامه بالتبعية للادارة الامريكية. مما يظفي انطباعا متشككا على قدرته في لعب دور محوري جديد سيقوم به قريبا من خلال توليه منصب مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط لأسباب اضافية منها، ضعف علاقته بالجاني الفلسطيني والعربي وكذلك عدم امتلاكه القدرة للتاثير على مواقف اسرائيل.

واتسمت سنوات بلير بعهد استقلال بنك انكلترا واعتماد الحد الادنى من الاجور ونظام الحكم المحلي في اسكتلندا وويلز واقرار السلام في ايرلندا الشمالية وزواج مثليي الجنس وتشديد قوانين مكافحة الارهاب بالموازاة مع تزايد خطر التطرف الاسلامي في بريطانيا واوربا.

وسّلم بلير رئاسة الوزراء لوزير المال غوردون براون في عملية انتقال للسلطة كانت مرتقبة منذ فترة طويلة بحضور الملكة اليزاببيت الثانية. بحسب رويترز.

وظهر بلير للمرة الاخيرة امام اعضاء مجلس العموم البريطاني فيما رأى النقاد ان هذه الاجراءات تشكل "اطول وداع في التاريخ" منذ ان اعلن عن عزمه الاستقالة من منصبه في 10 ايار/مايو.

ويستقبل براون اول ايام رئاسته للوزراء بتهديدات ارهابية حقيقية تمثل رسالة ترحيب ذات مضامين ضغط قد تدعوه للتنازل عن استمرار الدعم اللامحدود لأمريكا في حربها العالمية على الارهاب، حيث اغلقت الشرطة البريطانية اجزاء من وسط لندن بعد العثور على عبوة ناسفة في سيارة، مؤكدة انه تم ابطال مفعول العبوة. وقالت الشرطة انها استدعيت الى منطقة هيماركت قرب ساحة بيكاديلي الشهيرة، قبيل الساعة الثانية فجرا بالتوقيت المحلي بعد ورود معلومات بوجود سيارة تقف بطريقة مشبوهة. وجاء في بيان الشرطة " في اجراء احترازي، تم اغلاق المنطقة على الفور فيما قام خبراء المتفجرات بفحص السيارة وعثروا على ما يبدو انه عبوة ناسفة قابلة للانفجار".  

وسجل براون وزير المال الذي تسلم رئاسة حزب العمال من بلير اولى نقاطه السياسية حين انشق عضو برلماني من حزب المحافظين المعارض لينضم الى الحزب. واشارت تقارير ايضا الى ان حزب العمال الغارق في الديون تلقى هبات مالية كبرى.

من جهة اخرى وفي مقابلة مع صحيفة "ذي صن" رفض الرئيس الاميركي جورج بوش الانتقادات بتبعية بلير له. وقال بوش، انه اكبر من ذلك واعتبر هذا الامر سخيفا.

ولاقى بلير تأييدا في الداخل بسبب اصلاحاته الاجتماعية مثل حقوق مثليي الجنس واعتماد الحد الادنى للاجور وفي الخارج لقيادة جهود مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري وزيادة المساعدات لافريقيا.

لكن تزايد الضغوط داخل حزب العمال دفع بلير الى ان يقطع وعدا السنة الماضية بالتنحي قبل ايلول/سبتمبر هذه السنة. واخيرا حدد في 10 ايار/مايو موعد رحيله.

ويسلم بلير الخطيب اللامع وصاحب الكاريزما الحكم الى من يعتبره على الرغم من خلافاتهما الصعبة "صديقه منذ عشرين عاما".

وغوردون براون (56 عاما) الذي يفتقر الى الحضور القوي كان مع بلير مهندس عودة العماليين الى الحكم في العام 1997. وقد دخل الرجلان البرلمان عام 1983.

 براون يتعهد بالتغيير

وبعد اقل من ساعتين على مغادرة بلير مقر رئاسة الوزراء في 10 دواننج ستريت متوجها الى قصر بكنجهام وقف براون لالتقاط صور امام نفس الباب الاسود عند المدخل وكل حركة يلتقطها حشد من المصورين.

وتجمع مارة ومحتجون مناهضون لحرب العراق خارج داوننج ستريت بينما تشكل حشد خارج القصر.

وقال براون (56 عاما) للصحفيين في تصريحات لدى وصوله الى 10 دواننج ستريت وزوجته سارة بجانبه، هذه ستكون حكومة جديدة لها اولويات جديدة.

وقال متعهدا بتشكيل حكومة، تستخدم كل المواهب" "سمعت بالحاجة الى التغيير... وتلك الحاجة الى التغيير لا يمكن تلبيتها عبر السياسات القديمة."

وقال المتحدث بإسم براون ان طاقم العاملين في 10 داوننج ستريت رحبوا ببراون الذي انخرط مباشرة في العمل واتصل بالرئيس الامريكي جورج بوش في محادثة "ودية وبناءة" استغرقت عشر دقائق.

وتحدث ايضا الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي ورئيس الوزراء الايرلندي بيرتي اهيرن.

وركز براون على الحاجة الى التغيير في الخدمة الصحية التي تديرها الدولة والمدارس والى مزيد من الاسكان الذي يمكن تحمل تكلفته. وقال ان الناخبين رغبوا أيضا في التغيير لبناء الثقة في الحكومة ومن اجل "حماية وتعزيز طريقة الحياة البريطانية." وقال براون مكررا شعار مدرسته القديمة "سأحاول بذل قصارى جهدي."

وأسهم الشد والجذب بين معسكري بلير وبراون على مدى العام الماضي في تراجع حزب العمال في احدث استطلاعات الرأي في مواجهة المحافظين من المعارضة الذين برزوا مجددا. لكن براون تلقى دفعة من خلال استطلاع وضع حزب العمال وراء المحافظين بنقطة مئوية واحدة.

وخلال استلامه وزارة المالية منح المصرف المركزي البريطاني استقلاليته ورفض ان تعتمد بريطانيا عملة اليورو. ويبلغ الدين العام حاليا 40% وهي نسبة اقل من تلك التي تسجلها معظم الدول الاوروبية المجاورة. اما نسبة البطالة فهي بحدود 5,5% مقابل 7,1% في منطقة اليورو و8,2% في فرنسا. واصبح مركز الاعمال في لندن (ذي سيتي) يضاهي وول ستريت في نيويورك.

وينظر الى براون الذي كان والده واعظا في كنيسة باسكتلندا على نطاق واسع على انه يتمتع بجاذبية شخصية أقل من بلير. وكوزير للمالية خلال سنوات حكم بلير قام بتوجيه الاقتصاد الى نمو مستمر لكن معدلات الفائدة استمرت مرتفعة لست سنوات مما رفع تكلفة الاسكان.

ويعتبر غوردن براون عراب "حزب العمال الجديد" الذي يمثل الحركة العمالية الواقعية التي تهدف الى حماية الفرد من دون اثارة قلق اوساط رجال الاعمال التواقين الى التحرر من سلطة الدولة.

وتوقع خبراء عدم حدوث تغييرات كبيرة في سياسة براون بشأن العراق حيث من المتوقع بالفعل خفض عدد القوات البريطانية هناك.

بوش يؤكد استمرار التعاون  

وفي سياق متصل اجرى الرئيس الاميركي جورج بوش اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء الجديد غوردن براون لتهنئته واكد الرجلان الرغبة في الابقاء على التعاون "القوي" بين البلدين بحسب البيت الابيض.

وذكر المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو، ان الرئيس بوش اتصل برئيس الوزراء براون لتهنئته على توليه منصب رئيس الوزراء. وقال، ان الرئيس اعرب عن سروره بفكرة التعاون الوثيق معه.

واضاف المتحدث، اكد المسؤولان مجددا العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا واتفقا على مواصلة تعاون قوي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 1 تموز/2007 -14/جماد الاخرى/1428