اليوم الدولي لمكافحة المخدرات: دعوة عالمية لإيقاف تدمير الإنسانية

شبكة النبأ: في مجالات الفكر والحديث العلمي تقوم المصطلحات بدور لا يختلف كثيراً عن الدور الذي تقوم به النقود في مجال الحياة الاقتصادية للمجتمع، سواء من حيث الأبعاد الرئيسية لهذه الأدوار، أو من حيث أهمية هذا الدور وتشابك أبعاده مع أبعاد العديد من مؤسسات الحياة الاجتماعية بشكل بالغ الخطورة، فالمصطلحات هي الأداة الرئيسية للتعامل بين العلماء داخل المؤسسات العلمية، وهي كذلك أداة التعامل بين هؤلاء العلماء وسائر مؤسسات الحياة الاجتماعية وممثليها على اختلاف هذه المؤسسات وهؤلاء الممثلين. ويعتبر ميدان المخدرات (سواء فيما يتعلق بالتعاطي، أو فيما يتعلق بالإتجار) من أبلغ ميادين الفكر العلمي إفصاحاً عن هذه الحقيقة، فلا غنى للعلماء المعنيين (سواء انصرفت عنايتهم إلى البحث الأكاديمي الخالص، أو إلى البحث التطبيقي). ولا للمتعاملين معهم (بشكل مباشر أو غير مباشر) من ممثلي مؤسسات المجتمع أياً كانت، عن ضبط المصطلحات المتعلقة بالمخدرات، حتى يضمن الجميع سلامة المهام التي يقومون بها سواء أكانت هذه المهام تشريعية، أو كانت قانونية شرطية أو قانونية قضائية، وسواء أكانت طبية، أو كانت طبية نفسية، وقائية أو علاجية، أو كانت تعليمية، أو كانت تربوية بوجه عام، وللقارئ أن يتأمل فيما يمكن أن يترتب من اضطراب متعدد الأبعاد في كثير من المهام الاجتماعية الخطيرة على الإبهام أو انعدام الدقة في تحديد مصطلح (المادة المخدرة) أو مصطلح (المادة المحدثة للإدمان)، أي اضطراب يحدث في مناشط الحياة الاجتماعية، القانونية منها والطبية، بوجه خاص!! من أجل ذلك يجب أن ينظر إلى المصطلحات في العلم كما ينظر إلى النقود في الاقتصاد، فتحديد القيمة التبادلية في الحالتين مسألة بالغة الأهمية لكي تستقيم حياة العلم والمستفيدين منه، ولكي يستقيم النشاط الاقتصادي ويأمن القائمون به أو عليه مغبة الفوضى (سويف 1954).

ويستخدم الكُتَّاب في هذا المجال كلمتين، إحداهما (المصطلحات) والأخرى (المفاهيم) وتشير كلمة المفاهيم و(مفردها مفهوم) إلى المضمون التصوري للمصطلح، أي المعنى أو مجموعة المعاني التي يشير إليها المصطلح أما المصطلح نفسه هو الوعاء اللفظي الذي يجمع بين هذه المعاني، ومن هنا يبدو بوضوح أن الكلمتين ليستا مترادفتين، ومع ذلك فهما متلازمتان.

وفي الفقرة التالية سنقدم للقارئ عدداً من المصطلحات المهمة التي يسود استخدامها في ميدان

الحديث العلمي عن المخدرات، وسنقدم التعريفات العلمية لهذه المصطلحات بالصورة التي

استقرت عليها هذه التعريفات في الوقت الحاضر بين أهل الاختصاص..

1- الإدمان Addiction

إدمان المخدرات أو الكحوليات، ويقصد به التعاطي المتكرر لمادة نفسية، أو لمواد نفسية، لدرجة أن المتعاطي (ويقال المدمن) يكشف عن انشغال شديد بالتعاطي، كما يكشف عن عجز أو رفض للانقطاع، أو لتعديل تعاطيه، وكثيراً ما تظهر عليه أعراض الانسحاب إذا ما انقطع عن التعاطي، وتصبح حياة المدمن تحت سيطرة التعاطي إلى درجة تصل إلى استبعاد أي نشاط آخر. ومن أهم أبعاد الإدمان ما يأتي:

أ) ميل إلى زيادة جرعة المادة المتعاطاة وهو يما عرف بالتحمُّل.

ب) واعتماد له مظاهر فيزيولوجية واضحة.

ج) حالة تسمم عابرة أو مزمنة.

د) رغبة قهرية قد ترغم المدمن على محاولة الحصول على المادة النفسية المطلوبة بأية وسيلة.

هـ) تأثير مدمر على الفرد والمجتمع.

وقد استمرت المحاولات منذ العشرينيات المبكرة وحتى أوائل الستينات لإقرار التمييز بين الإدمان والتعود باعتبار أن التعود صورة من التكيف النفسي أقل شدة من الإدمان. ولكن في أوائل الستينات أوصت هيئة الصحة العالمية بإسقاط المصطلحين: الإدمان، والتعود، على أن يحل محلهما معاً مصطلح جديد هو الاعتماد.

2- اللهفة Craving

رغبة قوية في الحصول على آثار مخدر أو مشروب كحولي، وللهفة بعض الخصائص الوسواسية، فهي لا تفتأ تراود فكر المدمن، وتكون غالباً مصحوبة بمشاعر سيئة.

3- الاعتماد Dependence

حالة نفسية، وأحياناً تكون عضوية كذلك، تنتج عن التفاعل بين كائن حي ومادة نفسية: وتتسم هذه الحالة بصدور استجابات أو سلوكيات تحتوي دائماً على عنصر الرغبة القارة في أن يتعاطى الكائن مادة نفسية معينة على أساس مستمر أو دوري (أي من حين لآخر) وذلك لكي يخبر الكائن آثارها النفسية، وأحياناً لكي يتحاشى المتاعب المترتبة على افتقادها. وقد يصحبها تحمل أو لا يصحبها. كما أن الشخص قد يعتمد على مادة واحد أو أكثر.

وتستخدم أحياناً عبارة (زملة أعراض الاعتماد) باعتبارها واحدة من فئات التشخيص السيكياتري (أي الطب النفسي) لمجموعة من الاضطرابات المصاحبة لتعاطي المواد النفسية، وقد ورد ذكرها في التصنيف الصادر عن هيئة الصحة العالمية للاضطرابات النفسية والسلوكية. المعروف باسم ICD – 10.

4- الاعتماد النفسي Psychic dependence

موقف يوجد فيه شعور بالرضا مع دافع نفسي يتطلب التعاطي المستمر أو الدوري لمادة نفسية بعينها لاستثارة المتعة أو لتحاشي المتاعب. وتعتبر هذه الحالة النفسية هي أقوى العوامل التي ينطوي عليها التسمم المزمن بالمواد النفسية، وفي بعض هذه المواد تكون هذه الحالة هي العامل الأوحد الذي ينطوي عليه الموقف.

5- الاعتماد العضوي Physical dependence

حالة تكيفية عضوية تكشف عن نفسها بظهور اضطرابات عضوية شديدة في حالة انقطاع وجود مادة نفسية معينة وتتكون الاضطرابات المشار إليها (وتسمى أعراض الانسحاب) من مجموعة من الأعراض والعلامات ذات الطبيعة العضوية والنفسية التي تختص بها كل فئة من المواد النفسية دون غيرها. ويمكن التخلص من هذه الأعراض والعلامات بعودة الشخص أو الكائن إلى تناول المادة النفسية ذاتها أو مادة أخرى ذات تأثير فارماكولوجي مماثل داخل الفئة نفسها التي تنتمي إليها المادة النفسية الأصلية. ويعتبر الاعتماد العضوي عاملاً قوياً في دعم الاعتماد النفسي وتأثيره في الاستمرار في تعاطي المادة النفسية أو في الانتكاس إلى تعاطيها بعد محاولات الانسحاب.

6- إمكانية الاعتماد (أو الإمكانية الاعتمادية) Dependence potential

الخصائص التي تتوافر في أية مادة نفسية، بناء على ما لها من تأثير فارماكولوجي على عدد من الوظائف النفسية أو العضوية، وبمقتضاها يرتفع احتمال الاعتماد على هذه المادة، وتتحدد الإمكانية الاعتمادية للمادة بناء على خصائصها الفارماكولوجية التي يمكن قياسها بإجراءات محددة على الحيوان والإنسان.

7- احتمالات الاعتماد Dependence liabilty

احتمال أن تحدث مادة نفسية اعتماداً لدى الحيوان والإنسان وعند تقدير احتمالات الاعتماد لأية مادة نفسية نأخذ في اعتبارنا الإمكانية الاعتمادية لهذه المادة مضافاً إليها عدد من العوامل غير الفارماكولوجية في الفرد والمجتمع مما يساعد على الاعتماد، مثل الثمن الذي يتكلفه الفرد، ومدى توافر هذه المادة، والعادات الاجتماعية السائدة.

8- المواد المحدثة للاعتماد Dependence producing drugs

مواد تتوافر فيها القدرة على التفاعل مع الكائن الحي فتحدث حالة اعتماد نفسي أو عضوي أو كليهما معاً. وقد تتناول هذه المادة النفسية في سياق طبي أو غير طبي دون أن يترتب على ذلك بالضرورة حدوث الاعتماد. ولكن بمجرد نشوء حالة اعتماد فسوف تختلف خصائصها باختلاف فئة المادة النفسية المعينة. فبعض المواد بما في ذلك المادة الموجودة في القهوة والشاي. كفيلة بأن تحدث اعتمادا بمعنى عام أو متسع جداً. ومثل هذه الحالة ليست ضارة بالضرورة، ولكن هناك فئات أخرى من المواد، التي تؤثر في الجهاز العصبي المركزي تأثيراً منشطاً ومرتبطاً، أو تحدث اضطرابات في الإدراك، أو في المزاج، أو في التفكير، أو في الحركة، ويعرف عن هذه المواد عموماً أنها إذا استخدمت في سياق بعينه فإنها تكون كفيلة بإحداث مشكلات ذات طبيعة فردية وعامة في آن معاً. هذه الفئات من المواد من شأنها أن تحدث أقداراً كبيرة من الاعتماد وفيما يلي حصر بفئات هذه المواد:

- فئة الكحوليات: وتشمل جميع المشروبات الكحولية.

- فئة الأمفيتامينات: مثل الأمفيتامين، والدكسامفيتامين، والميتافيتامين، والميثايلفينايديت، والفينميترازين.

- فئة الباربيتورات: مثل البابيتورات (خاصة ذات التأثير قصير المدى ومتوسط المدى) ومواد أخرى ذات تأثير مهدى مثل الكلورديازيبوكسايد (وهو المعروف بالليبريوم)، والديازيبام (وهو الفاليوم) والميبروباميت (ويعرف باسم ميلتاون) والميتاكوالون.

- فئة القنبيات: مثل مستحضرات القنب، بما في ذلك الماريوانا (كما هو معروف في الغرب)، والبانج والجانجا والكاراس (كما هو معروف في الهند ) والكيف (كما هو معروف في الشمال الأفريقي) والحشيش (كما هو معروف في مصر).

- فئة الكوكايين: وتشمل الكوكايين، وأوراق الكوكا، والكراك.

- فئة المهلوسات (أي محدثات الهلاوس): مثل الليسيرجايد (المعروف باسم LSD) والميسكالين، والسايلوسيبين.

- فئة القات.

- فئة الأفيونيات (أو المورفينيات): مثل الأفيون، والمورفين، والهيروين، والكودايين، وبعض العقاقير المخلقة ذات الآثار الشبيهة بآثار المورفين الميثادون والبيثيدين.

- فئة المواد الطيارة (الاستنشاقية) : مثل الأسيتون، والجاوزلين، وبعضالمواد المستخدمة في التخدير مثل الإثير، والكلوروفوم.

ـ فئة الطباق (النيكتوتين).

ـ فئة البن والشاي (الكفايين).

9ـ التكيف العصبي

مجموع التغيرات العصبية المصاحبة لكل من التحمل وظهور أعراض الانسحاب. وفي بعض الحالات تكون هذه التغيرات مزعجة جداً كما في حالة الأفيونات. ومن الممكن أن ينشأ (التكيف العصبي) دون أن نلحظ معه أي مظاهر معرفية أو سلوكية. مثل ذلك أن بعض مرضى الجراحات ممن يعطون مواد أفيونية لتخفيف الألم هؤلاء يمكن أن تظهر عليهم أعراض الانسحاب دون أن يصحب ذلك أية رغبة لديهم لمواصلة تعاطي المواد الأفيونية.

10ـ تسمم intoxication

حالة تعقب تعاطي إحدى المواد النفسية وتنطوي على اضطرابات في مستوى الشعور، والتعرف، والإدراك، والوجدان أو السلوك بوجه عام، وربما شملت كذلك وظائف واستجابات سيكوفيزيولوجية. وترتبط هذه الاضطرابات ارتباطاً مباشراً بالآثار الفارماكولوجية الحادة للمادة النفسية المتعاطاة، ثم تتلاشى بمرور الوقت ويبرأ الشخص منها تماماً، إلا إذا كانت بعض الأنسجة قد أصيبت أو ظهرت مضاعفات أخرى، يحدث هذا أحياناً على أثر شرب الكحوليات (فنتحدث حينئذ عن تسمم كحولي)، كما يحدث عقب تعاطي أية مادة نفسية، وتتجمع مظاهر التسمم بالتدريج. ويتأثر التعبير السلوكي عنها بالتوقعات الشخصية والحضارية الشائعة (في رقعة حضارية معينة) حول الآثار التي يمكن أن تترتب على تعاطي مادة نفسية بعينها. وتتوقف طبيعة المضاعفات التي تنتج عن التسمم على طبيعة المادة المتعاطاة وأسلوب التعاطي.

 11ـ تحمل tolerance

تغيّر عضوي (فيزيولوجي) يتجه نحو زيادةجرعة مادة محدثة للإدمان بهدف الحصول على نفس الأثر الذي أمكن تحصيله من قبل بجرعة أقل ويمكن أن يحدث التحمل بفعل عوامل فيزيولوجية أو عوامل نفسية اجتماعية. وقد يكون التحمل عضوياً أو سلوكياً. والتحمل العضوي (الفيزيولوجي) عبارة عن تغير في الخلايا المستقبلية بحيث يتضاءل أثر جرعة المادة المتعاطاة حتى مع بقاء هذه الخلايا معرضة لنفس تركيز المادة. ويُقصد بالتحمل السلوكي تغير في تأثير المادة المتعاطاة ينجم عن تغير في بعض قيود البيئة. ويُشار بالتحمل العكسي إلى تغير يصحبه زيادة الاستجابة لنفس الجرعة من المادة المتعاطاة.

ـ تحمُّل متعدٍ cross- tolerance

يُشار بالتحمل المتعدي إلى انتقال أثر التحمل من المادة المتعاطاة أصلاً إلى مواد نفسية أخرى من الفئة نفسها أو من فئة قريبة.

مثال ذلك أن التحمل الذي ينشأ مع تعاطي الهيروين يمتد أثره ليشمل المورفين والعكس. كما أن التحمل الذي ينشأ مع شرب الكحوليات لا يلبث أن يصبح تحملاً متعدياً نحو فئة الباربيتورات.

12ـ انسحاب withdrawal

مجموعة من الأعراض تختلف في بعض مفراداتها وفي شدتها تحدث للفرد على أثر الانقطاع المفاجئ عن تعاطي مادة نفسية معينة، أو تخفيف جرعتها، بشرط أن يكون تعاطي هذه المادة قد تكرر كثيراً واستمر هذا التكرار لفترات طويلة و/ أو بجرعات كبيرة.

وقد تأتي هذه الأعراض مصحوبة بعلامات على الاضطراب الفيزيولوجي. وتعتبر حالة الانسحاب دليلا على انه كانت هناك حالة اعتماد.كما ان حالة الانسحاب تستخدم للتعريف السيكوفارماكولوجي الضيق بمعنى الاعتماد. ويتوقف منشأ الانسحاب ودوامه على نوع المادة المتعاطاة وجرعتها قبل الانقطاع أو قبل تخفيض هذه الجرعة مباشرة. ويمكن القول إن مظاهر الانسحاب عكس مظاهر التسمم الحاد.

ويحتوي تصنيف الاضطرابات النفسية والسلوكية الصادر عن هيئة الصحة العالمية (تحت مادة (حالة انسحاب)) على تنبيه إلى أن كثيراً من الأعراض يمكن أن تنشأ نتيجة لاضطرابات سيكياترية لا علاقة لها بتعاطي المواد النفسية، مثل القلق، والحالات الاكتئابية وهو ما يستوجب حرصاً خاصاً من القائم على التشخيص أو العلاج.

13ـ تعاطي المواد النفسية drug abuse

يشيع بين كثير من الكتاب أن يستخدموا في هذا الصدد تعبير (سوء استعمال المخدرات)، وهذه العبارة ترجمة حرفية للكلمة الانجليزية. ومع ذلك فاللغة العربية تغنينا عن ذلك. فقد ورد في (لسان العرب) لابن منظور ما نصه: (والتعاطي تناول ما لا يحق ولا يجوز تناوله). وبناء على ذلك نقول تناول فلان الدواء، ولكنه تعاطى المخدر.

ويشار بالمصطلح إلى التناول المتكرر لمادة نفسية بحيث تؤدي آثارها إلى الاضرار بمتعاطيها، أو ينجم الضرر عن النتائج الاجتماعية أو الاقتصادية المترتبة على التعاطي.

14ـ تعاطٍ تجريبي (أو استكشافي) experimental use or abuse

عملية تعاطي المواد النفسية، في أول عهد المتعاطي بها، وهو بعد في مرحلة تجريبها لاستكشاف أحواله معها، حتى يرتب على ذلك الاستمرار في تعاطيها، أو الانقطاع عن التعاطي.

15ـ تعاطٍ متقطع (أو بالمناسبة) occasional use

عملية تعاطي المواد النفسية كلما حانت مناسبة اجتماعية تدعو إلى ذلك، من هذا القبيل المناسبات الاجتماعية السعيدة، كالحفلات والأفراح، وتختلف هذه العملية في ارتفاعها باختلاف البيئات الحضارية العريضة، كما تختلف باختلاف الشريحة الاجتماعية التي ينتمي إليها المتعاطي. ويشير التعاطي المتقطع إلى مرحلة متقدمة (عن مرحلة التعاطي التجريبي) في ارتباط المتعاطي بالتعاطي.

16ـ التعاطي المنتظم regular use

عملية التعاطي المتواصل لمادة نفسية بعينها على فترات منتظمة، يجري توقيتها بحسب إيقاع داخلي (سيكوفيزيولوجي) لا على حسب مناسبات خارجية (اجتماعية) وتعتبر هذه العملية مرحلة متقدمة (عن مرحلة التعاطي بالمناسبة) في تعلق المتعاطي بالتعاطي.

17ـ التعاطي المتعدد للمواد النفسية multiple drug use

يشار بهذا المصطلح إلى تعاطي المتعاطي عدداً من المواد النفسية، بدلاً من الاقتصار على مادة واحدة، وقد يتعاطى هذه المواد المتعددة معاً في وقتٍ واحد، وقد تكون الإشارة إلى انتقاله من مادة إلى مادة أخرى عبر فترة زمنية محددة.

18ـ مادة نفسية psychoactive drug

أي مادة إذا تناولها الإنسان أو الحيوان أثرت في نشاط المراكز العصبية العليا، أو ما اصطلحنا على أن نسميه (في حالة الإنسان) بالعمليات النفسية، وقد يكن تأثير هذه المادة في اتجاه التنشيط، وقد يكون في اتجاه التخميد، وقد يكون في اتجاه إحداث بعض الهلاوس. ويستخدم أيضاً بالمعنى نفسه مصطلح انجليزي آخر غير المصطلح الوارد في صدر هذه الفقرة وهو Psychotropic substance.

ويفضل بعض الكتاب الانجليز والأمريكيين تخصيص المصطلح الأخير للمواد النفسية الدوائية التي تصنع أصلاً لتكون بمنزلة أدوية للاضطرابات النفسية على أن يعامل المصطلح الأول كاسم لفئة عامة تشمل الأدوية وغير الأدوية من المواد التي تؤثر في العمليات النفسية.

19ـ مخدر narcotie

يشار بهذا المصطلح إلى معان متعددة ومتداخلة بدرجة تدخل الغموض والإبهام أحياناً على المقصود منه في هذا النص أو ذاك. لذلك يتحرج كثيراً من أهل الاختصاص الآن في استخدامه إلا في أضيق الحدود. ويكون ذلك فقط عند الإشارة إلى مجموعة المواد النفسية المحرَّمة قانوناً والواردة على سبيل الحصر في الاتفاقية الدولية المعروفة باسم (الاتفاقية الوحيدة بشأن الجواهر المخدرة، لسنة 1961) أما عن هذه المواد فهي القنّب ومشتقاته، والأفيون ومشتقاته، وشجرة الكوكا ومشتقاتها. وعلى أيّة حال فقد أسقط هذه المصطلح من نظام تصنيف الاضطرابات النفسية الصادر عن هيئة الصحة العالمية في أحدث مراجعاته، وهو المعروف باسم (CD10)، بينما استخدم مصطلح (المواد النفسية).

20ـ الاعتماد المتعدي cross-dependence

هذا مصطلح فارماكولوجي يستخدم للإشارة إلى إمكانية أن تحل مادة نفسية محل مادة نفسية أخرى محدثة للاعتماد، ويكون ذلك بان تمنع هذه المادة الجديدة ظهور الأعراض الانسحابية التي تترتب على التوقف عن تعاطي المادة السابقة عليها، مثال ذلك أنه إذا نشأ الاعتماد لدى شخص على أحد الملطَّفات من فئة البنزووديازيبين ووقف عن تعاطيه فإنه يكون على استعداد عالٍ لظهور الاعتماد لديه على أي ملطَّف آخر من الفئة نفسها.

21ـ الجرعة الزائدة overdose

ينطوي هذا المصطلح على إقرار بوجود جرعة مقنّنة، وهي الجرعة التي اعتاد المتعاطي المستمر (سواء كان الاستمرار منتظماً أو متقطعاً) أن يتعاطها من أية مادة نفسي للحصول على النشوة الخاصة بهذه المادة. فإن زادت الجرعة عن ذلك (لسبب ما) في إحدى مرات التعاطي فأنها تحدث آثاراً معاكسة حادة، وتكون هذه الآثار عضوية أو نفسية. وتكون هذه الآثار غالباً مؤقتة ثم تزول تلقائياً، لكنها قد تحتاج إلى قدر من الرعاية الطبية، وفي بعض الحالات قد تصل شدة هذه الآثار بالمتعاطي إلى الموت. وفي معظم الحالات يحدث الإقدام على تعاطي الجرعة الزائدة بمحض المصادفة، أو نتيجة لظروف خاصة لا تُفهم إلا من خلال النظر في جزئيات حياة المتعاطي. وفي بعض الحالات تتخذ الجرعة الزائدة بقصد الانتحار. والمنتحرون بهذا الأسلوب يقصدون عادة إلى تناول جرعات زائدة من مواد نفسية مشروعة (كالأدوية النفسية) لا من المواد غيرا لمشروعة.

22ـ خُمار[1]hangover

حالة تطرأ بعد انقشاع حالة التسمم الكحول الناتج عن تعاطي جرعة زائدة من مشروب كحولي، تتسم بعدد من العلامات الفيزيوبوجية منها التعب والصداع والعطس، وبعض الاضطرابات المعوية،والغثيان، والقيء والأرق ورعشة خفيفة في اليدين، وتغير في مستوى الضغط بالانخفاض أو بالارتفاع كما تنطوي هذه الحالة على عدد من الأعراض السيكولوجية منها القلق الحاد، والشعور بالذنب، مع قدر من الاكتئاب وتستمر حالة الدوخة هذه لمدة 36 ساعة تقريباً حتى يكون الجسم قد تخلص تماماً من كل أثر الكحول.

متعلقات

 

26 حزيران / يونيه

قررت الجمعية العامة في عام 1987 الاحتفال بيوم 26 حزيران/يونيه كيوم دولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، وذلك تعبيراً عن عزمها على تعزيز العمل والتعاون لبلوغ هدف إقامة مجتمع دولي خال من إساءة استعمال المخدرات. وقد اتخذت ذلك الإجراء يوم 7 كانون الأول/ديسمبر 1987 القرار 42/112 في إثر توصية صادرة عن المؤتمر الدولي المعني بمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها.

سيكون موضوع اليوم الدولي لمكافحة المخدرات والاتجار غير المشروع بها لعام 2006 بعنوان " كن معتزا بنفسك ... ولتكن خياراتك صحية " . وقد تم اختيار هذا الموضوع في سياق الجهود التي تبذل من أجل زيادة الوعي العام حول الطاقة التدميرية للمخدرات ومسؤولية المجتمع حول العناية برفاهية الأطفال .

 الإدمان بين المراهقين ظاهرة تستوجب التأمل وهذه بعض صور تعاطيهم «الباتكس» أكثر المواد المخدرة استخداماً لدى الصغار في المملكة 

* الرياض روضة الجيزاني:

التربية السليمة للأبناء هي الوقاية الصحيحة لهم كما ان دور الرقابة الاسرية يشكل عنصرا هاما في تربية الابناء ويحد من تفشي المشكلة عند اكتشافها مبكرا ولكن هل ظاهرة الادمان بين المراهقين ظاهرة تستحق التوقف والبحث؟. تقول الدكتورة فاطمة عبد الرحمن حيدر استاذ مساعد بكلية الطب واستشارية الطب النفسي والمراهقين بمستشفى الملك خالد الجامعي في اجابتها على هذا التساؤل:

* الحديث عن الادمان بين المراهقين حديث ذو شجون فهو امر معقد ومتعدد الاوجه وغير واضح المعالم فأغلب حالات ادمان المراهقين تكون على النكوتين والمنبهات والمذيبات الطيارة «التشفيط» والكحول والحشيش ورغم سهولة الحصول على هذه المواد ورخصها الا ان آثارها السلبية شديدة حيث تؤدي الى مشاكل في التنفس وتدمير الخلايا العصبية والتخلف العقلي كذلك تدهور عام في الصحة وخرف مبكر ثم الوفاة.

الدوافع والآثار

* ولكن ماهي الآثار المترتبة على الادمان وما الذي يدفع المراهق للادمان؟

هناك عدة عوامل تجعل المراهقين اكثر استعدادا للادمان منها عوامل مظهرة للادمان دافعة اليه وهناك عوامل مبقية للادمان كما ان هناك مسببات للادمان مثل التدخين حيث يعد البوابة الاولى للادمان ولا ننسى وسائل الاعلام والفراغ والسفر الى الخارج والتربية اما الاسباب التي تدفع بالمراهق نحو الادمان فكثيرة وهناك عوامل تجعل احد المراهقين اكثر استعدادا للادمان من غيره مثل:

* الاستعداد الوراثي خاصة في حالة وجود عدوانية.

* ادمان الوالدين او احد افراد الاسرة والحرمان العاطفي الاسري.

* سوء التربية وضعف مستوى تدين الاسرة.. كما ان هناك ايضا عوامل مبقية للادمان منها: الظروف الاجتماعية، نوعية الاصدقاء، وسوء التعامل مع الحالة والتأخر في طلب المساعدة.

التدخين بوابة التعاطي

* ذكرت ان التدخين يعد بوابة الادمان الاولى نرجو توضيح ذلك؟

يعتبر التدخين للسجائر اكثر انتشارا بين المراهقين ويمثل السبب في خمس حالات الوفيات في الكبار مستقبلا )حوالي 70% من المدخنين بدأ وا قبل سن 18 (ويميل كثير من المراهقين للتدخين ترويحا عن انفسهم او ليشعروا برجولتهم او ليكونوا اكثر تقبلا من قبل اقرانهم او بالطبع اقتداء بوالدهم واساتذتهم واخوتهم الكبار.

* كيف هي صور ادمان المراهقين؟

الصور كثيرة ومتعددة وكما ذكرت ان اكثر المواد استخداما بين المراهقين النيكوتين، الكحول، الحشيش المذيبات الطيارة، المنبهات واكثر المواد استخداما في الغرب هو الماريجوانا اما في المملكة فتزداد نسبة استخدام النيكوتين والمنبهات والمذيبات الطيارة «الغراء والباتكس» التي يدمن عليها صغار السن «طلاب المتوسطة» منخفضو الذكاء وهي متوفرة يسهل الحصول عليها ويمكن ايضا التعرف على احتمالات الاستخدام من خلال الرائحة، الآثار على الملابس، وجود بعض المذيبات في غرف المراهقين، بدون حاجة لذلك وجود علبة فارغة مثل علبة البيبسي برائحة غريبة.

العلاج والوقاية

* ماهي الطرق الناجحة للعلاج والوقاية من الادمان؟

الطرق كثيرة يستحسن استغلالها جميعا بعد التقييم للفرد المدمن واسرته والظروف الاجتماعية المحيطة والعوامل الايجابية والسلبية المتعلقة بالادمان.

العلاج الفردي: ويركز فيه على العلاج المعرفي السلوكي حيث تصحح مفاهيم الفرد الخاطئة عن الادمان، التعرف على العوامل والظروف المؤدية للانتكاسة وطرق التعامل معها، تحسين المهارات الاجتماعية والمهارات العامة، اما العلاج الاسري يعالج المراهق ضمن افراد اسرته وتقيم العوامل الايجابية والسلبية في الاسرة والتي يمكن ان تؤدي للانتكاسات او تحمى منها كذلك تحسين المهارات العامة للوالدين وتحسين علاقات الاسرة ببعضها كما ان معالجة الامراض البدنية والنفسية المصاحبة شيء ضروري في مرحلة العلاج.

اما عن الدور الوقائي من الادمان: تحسين مهارات الوالدين في التعامل مع ابنائهم المراهقين : التدخل المبكر لمعالجة الامراض النفسية الخاصة بالاطفال مثل العدوانية وفرط الحركة وتشتت التركيز وصعوبات التعلم.

الدور الوقائي للمدرسة: يجب تحسين مهارات المرشدين الطلابيين للالتقاط المبكر للحالة وسرعة علاجها ايضا يجب اعطاء المعلومات بشكل صحيح وبسيط ومحبب من خلال النشاط الاذاعي والمدرسي والمسرح، مجالس الآباء والامهات.

ومن خلال برامج الاطفال ومنتديات الشباب يجب التضييق على القنوات التي تشجع بث تلك الممارسات بطريقة غير مباشرة مثل «البطل المدخن، العاشق المتيم الخ..».

* ولكن ماهو الدور الوقائي للمجتمع للحد من تعاطي المخدرات؟

يجب ان نكثف من اقامة المحاضرات والندوات العامة مثل اقامة كل هذه الامور بالمراكز الترفيهية والرياضية ذات المستوى الراقي والوقوف بحزم مع المروجين وعدم التهاون مع المتعاطين.

* هل توجد نسبة احصائية دقيقة للمشكلة؟

في المملكة العربية السعودية لا تحضرني نسبة احصائية دقيقة للمشكلة لكن الواقع العلمي يشير إلى ان نسبة ليست بالقليلة تعاني من المشكلة وقد تم افتتاح عيادة خاصة للمراهقين بمستشفى الامل للتعامل مع تلك الحالات ومن خلال عملي كاستشارية نفسية للاطفال والمراهقين فانني الاحظ ان اغلب حالات ادمان المراهقين يكون على النيكوتين، المنبهات والمذيبات الطيارة ويمثل تعاطي المذيبات رابع سبب لدخول دور التوجيه الاجتماعي للعلاج.

تجارة المخدرات في العالم 700 ‏مليار

ويأتي احتفال دول العالم باليوم العالمي لمكافحة المخدرات للفت انتباه المجتمع ‏وتوعية أفراده من مخاطر السموم البيضاء بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة لمكافحة ‏المخدرات والجريمة الذي يقع مقره في العاصمة النمساوية فيينا.

وتعتبر مشكلة المخدرات أشبه بحرب ضروس تفتك في المجتمعات وظاهرة تشكل اكبر ‏مخاطر ومشاكل العصر الحديث بعد أن تفشت بين الصغار والكبار.

ولذلك فان خطر المشكلة اليوم امتد الى كافة بقاع كوكبنا بحيث لم ينجو من خطرها ‏أي مجتمع مهما كان منعزلا دوليا حيث بلغ اجمالي تجارة المخدرات في العالم 700 ‏مليار دولار أي ما يساوي 8 في المائة من اجمالي التجارة العالمية وهذا الامر ادى ‏الى رفع ظاهرة الادمان والتعاطي على الصعيد العالمي.

ان تأثيرات المشكلة المعاكسة على كيان العائلة تشكل تهديدا مباشر للبنية ‏الاساسية للمجتمع كما أن تأثيرات المشكلة السلبية على الشباب والقوى المنتجة في ‏المجتمع تشكل خطرا محدقا بالرفاهية الاجتماعية والاقتصادية التي تطمح اليها ‏المجتمعات.

وكون المشكلة تستخدم العنف والرشوة كأحد وسائلها فانها كذلك تشكل خطرا على ‏المجتمع حيث تخلق المتاعب والتحديات للسلطات والمؤسسات المسؤولة عن امن المواطنين ‏وسلامتهم.

وبدأت الحملة العالمية الشاملة ضد المخدرات خصوصا بعدما أشارت الاحصاءات ‏الرسمية الى ان عدد المدمنين على السموم البيضاء يزداد باطراد عاما بعد اخر وقد ‏وصل هذا الرقم الى نحو 285 مليونا.

وبدأت مكافحة المخدرات في عام 1912 بمعاهدة لاهاي التي وضعت أنظمة ‏وقوانين لتجريم حيازة الافيون الخام أو المصنع والمورفين والكوكايين او أملاحهما ‏حيث وافقت الدول الوقعة على الاتفاقية الالتزام بتلك القوانين وتطبيقها بصرامة.

وفي عام 1925 صدرت معاهدة جنيف لعام 1925 لمحاربة المخدرات بكل أنواعها وخصوصا ‏الافيون وفيها تعهدت الدول الموقعة على وضع قوانين لمراقبة صنع وانتاج هذه المواد ‏وحظر الاتجار بها داخليا.

وفي 26 يونيو 1987 اشتركت 138 دولة من كل أنحاء العالم في فيينا وصدر بيان ‏مكافحة المخدرات في العالم وبموجبه يصدر كل عام السكرتير العام للامم المتحدة ‏تقريرا احتفاليا بهذه المناسبة يؤكد خلالها على مدى النجاح ومدى الفشل في القضاء ‏على انتشار المخدرات.

وفي عام 1989 تبنى الرئيس الامريكي السابق جورج بوش استراتيجية محاربة ‏المخدرات لتحقيق هدفين أولهما التقليل من الطلب على السموم البيضاء في الولايات ‏المتحدة الامريكية والثاني ضرب مصدر الكوكايين باجتثاث كبار التجار في موطنهم ‏بانحاء امريكا اللاتينية.

وشهد عام 1990 تكاتف مختلف بلدان العالم في حربه ضد المخدرات كما لم تتكاتف ‏أبدا من قبل في حروبها ضد هذه الافة الخطيرة التي تدمر حياة الكثيرين وتفكك ‏الروابط الاسرية وتكلف بلدانا كثيرة ملايين لا تحصى من الدولارات.

واهتمت الدول العربية بتنسيق جهودها فيما يتعلق بوضع تشريعات والقوانين ‏والتصدي لهذه الظاهرة والخطيرة وردع عصابات المتاجرين بالمخدرات وطالبت الامانة ‏العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بتنمية التعاون بين الدول الاعضاء في مكافحة ‏المخدرات حيث تم إعداد أول قانون عربي موحد نموذجي للمخدرات تم اعتماده من جانب ‏وزراء الداخلية العرب عام 1986 كما ناشد المؤتمر الاسلامي العالمي الثاني لمكافحة المخدرات والمسكرات الذي ‏انعقد في اسلام اباد في شهر يوليو 1989 الدول الاسلامية توقيع عقوبة الاعدام على ‏منتجي المخدرات ومروجيها ومستورديها والمتاجرين فيها.

كما طالبت الدول الاسلامية خلال المؤتمر بإتاحة الفرصة للتائبين منهم ‏للعلاج وكفالة اسرهم خلال مدة العلاج والعمل على اعادة تأهيلهم وتأمين سبل العيش ‏الكريم لهم.

وتخلو الكويت من زراعة المخدرات او صناعة العقاقير المخدرة الا ان هذه ‏الافة السامة حصدت 25 مواطن في عام 1997 بزيادة ثلاثة حالات عن العام السابق وفي ‏عام 1998 شهد وفاة 39 شخصا وفي العام 2000 لقي 45 شخصا حتفهم نتيجة تعاطي المواد ‏المخدرة وكان المرسوم الاميري رقم 48 لسنة 2001 قد نص على ان كل سجين كويتي في ‏قضايا تعاطي المخدرات تثبت توبته داخل السجن المركزي يفرج عنه فوريا وشرطيا.

وتتم متابعته ووضعه تحت المراقبة للمدة المتبقية من حكمه وهو خارج أسوار ‏السجن.

ولم تنحصر جهود التعامل في مكافحة المخدرات على الجانب الحكومي فحسب بل أدركت ‏قطاعات مختلفة من المجتمع حجم المشكلة وتفاعلت مع خطورتها ومضاعفات انتشارها ‏وتنوعت الاساليب غير الرسمية في التعامل مع هذه الظاهرة.

وركزت بعض القطاعات الشعبية جهودها على التوعية الاعلامية ونشر الكتيبات ‏والمطبوعات التي تبين مخاطرها وتحث النشء الجديد على تجنبها والابتعاد عنها كما ‏قامت بعض الهيئات الشعبية بحملات تثقيفية من خلال ندوات ومحاضرات لبعض المختصين ‏والمسؤولين إضافة الى قيام بعض الشركات والمؤسسات الاقتصادية المستقلة بتمويل ‏الحملات الاعلامية.

عماد يروي الفصل الأخير في حياة صديقه المدمن

"لحظة مرعبة تلك التي فقدت فيها رفيقي حين سقط مغشياً عليه وقد ازرق لونه وخرج الزبد من فمه بعد أن تعاطى جرعة زائدة من الهيروين"، بتلك العبارات يستذكر عماد .ح (21 عاماً) مصرع زميله الجامعي زياد في مشهد مأساوي.

جرعة زياد الأخيرة شكّلت نقطة تحول في حياة رفيق دربه الذي نجا بأعجوبة ليبدأ رحلة علاج غير مضمونة النتائج.

حاول عماد، إنقاذ حياة زميله في الجامعة خلال جلسة "تعاطي" ثنائية في منزل الضحية. تلك الفاجعة شكّلت صدمة لذوي زياد الذين لم يكونوا يعلمون بانزلاق ابنهم إلى حالة إدمان.

وهكذا ينضم اسم زياد ابن العشرين ربيعاً، إلى شواهد قبور برزت خلال اقل من عامين، لعشرة طلاب جامعات على الأقل تنسب وفاتهم- في معظم الأحيان- "لأسباب طبيعية" تجنبا للفضائح في هذا البلد المحافظ.

تشير إحصائيات رسمية إلى وفاة 46 مدمنا على الأقل خلال السنوات الثلاث الماضية جرّاء تعاطيهم جرعات زائدة من مخدّر الهيروين، الذي يصفه تجار ومتعاطون بأنه قاتل "رقم واحد" بين أصناف المخدر المنتشرة في الأردن.

تزايدت حالات الوفاة منذ حرب الخليج الثانية (1990-1991) مع تغير أنماط الحياة صوب النزعة الاستهلاكية، بالتزامن مع دخول صنف الهيروين الخطير على يد تجار مخدرات جدد اقتحموا أسوار الجامعات، بحسب مسؤولين وطلاب جامعات.

منذ مطلع العام الحالي سجّل المركز الوطني للطب الشرعي 13 حالة وفاة – ربعهم من طلاب الجامعات- نتيجة تعرضهم لجرعات زائدة من الهيروين، حسبما يؤكد مدير المركز الدكتور مؤمن الحديدي.

على أن العدد الحقيقي يفوق المعلن عنه، إذ يؤكد مرضى في مركزي معالجة مدمنين تابعين للأمن العام ووزارة الصحة وقوع أكثر من 80 حالة وفاة، ثلثها في صفوف الطلاب.

في مسح شمل أربع جامعات حكومية وخاصة، داخل وخارج عمان- رصدت "الرأي" عشرات حالات التعاطي داخل الأسوار.

المخدرات ونظرة المجتمع

يغرق الطلبة من الجنسين تدريجيا في مستنقع الإدمان. عامل الخوف من العقاب أو العزل في المجتمع يحول عادة دون سعي المدمنين للعلاج. لذلك فإن العشرات من المتعاطين لا يندرجون ضمن السجلات الرسمية، بحسب القائمين على مراكز معالجة الإدمان.

طالبة جامعية أسرّت للدكتور جمال عناني رئيس مركز معالجة وتأهيل المدمنين، الذي تخضع فيه للعلاج سرا، بأن "25 من زميلاتها في نفس التخصص والسنة الدراسية، يتعاطين حبوبا مخدرة أوهلوسة".

طالبة أخرى في كلية جامعية متوسطة ذكرت للمصدر ذاته بأنها أدمنت على حبوب الهلوسة بعد ان "غرّرت" بها إحدى زميلاتها، إذ أنها قدمت لها حبوبا مخدرة مدعية أنها طبية لألم الرأس. بعد فترة دخلت هذه الطالبة دائرة المتعاطين في الكلية.

اخترقت "الرأي" حلقة تجار المخدرات في عمان، العقبة (345 جنوب العاصمة) وسحاب (30 كيلو مترا شرق العاصمة) وداخل مراكز التوقيف والإدمان في مسعى لقياس حجم ظاهرة انتشار المواد السامة في صفوف طلبة الجامعات.

خمسة تجار على الأقل أكدّوا أن طلبة جامعات ومدارس ثانوية يشكّلون ثلث قاعدة الزبائن- التي تقدر بالمئات. كما أن طلبة كثيرون انزلقوا إلى الترويج على أمل تحقيق مكاسب تمكنهم من الحصول على جرعاتهم من "تجار الجملة".

تاجر في سحاب يؤكد أن طلاب جامعات "يترددون عليه لشراء حبوب هلوسة أو هيروين أو مارجوانا". مروّج آخر يضيف أن عددا من الطلبة يعملون كوسطاء في السوق مقابل الحصول على احتياجاتهم، لا سيما الطلبة الفقراء.

من جانبه، يري مدير إدارة مكافحة المخدرات والتزييف العقيد طايل المجالي أن شريحة المدمنين تتركز بين الأغنياء والفقراء جدا. أما الطبقة الوسطى، الآخذة بالانحسار، فهي أكثر تحصينا.

دراسات وأرقام

تشير دراسة رسمية نفذّتها عام 2004 مديرية الصحة المدرسية في وزارة الصحة في الاردن، إلى أن واحدا من كل أربعة فتيان بين الحادية عشرة والسادسة عشرة تعاطوا أو كانت لهم تجربة مرة واحدة على الأقل مع المخدرات أو الكحول أو المنشطات أو الدخان.

الدراسة تمت بإشراف الدكتور مالك الحباشنة مدير السلامة الصحية وبتمويل (المكتب الإقليمي المعني بالمخدرات والجريمة التابع للأمم المتحدة في القاهرة) – وجدت أن 27 % من عينة عشوائية عددها أربعة آلاف طالب وطالبة مرّوا عمليا بتجربة تعاطي أحد أنواع المنبهات، مسكرات أو مخدرات.

في العام 2001، وجدت دراسة لوزارة الصحة بالتعاون مع إدارة مكافحة المخدرات والأمم المتحدة أن مادة الكوكايين – الأكثر خطورة- هي الأكثر شيوعا وانتشارا بين الطلبة. غطّت تلك الدراسة طلبة جامعات ومدارس ونزلاء سجون بكلفة 70 ألف دولار.

مع أن السلطات الأردنية تنفي انتشار ظاهرة الاتجار والتعاطي، ضبطت إدارة مكافحة المخدرات 1701 قضية، منهم 243 تاجر أردني خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي. بالمقارنة مع الأعوام السابقة، يتصاعد الخط البياني لقضايا المخدرات اتجارا وتعاطيا.

عام 2005، سجلت 2041 قضية اعتقل في إطارها 4792 شخصا منهم 746 تاجرا مفترضا. من بين المعتقلين 74 فتاة من بينهن 22 من جنسيات غير أردنية و140 طالب جامعي منهم 46 من جنسيات أخرى.

في العام 2004، بلغ عدد القضايا المضبوطة 1691 اعتقل في إطارها 2134 شخصا بين اتجار وحيازة وتعاطي.

العقيد المجالي يقلّل من خطورة انتشار الإدمان بين طلبة الجامعات، إذ تشيرإحصائيات الدائرة إلى رصد 500 حالة تعاطي من بين 259 ألف طالب في 23 جامعة. على أن هذا الرقم يعطي دلالات مقلقة إذا قورن بأعداد المدمنين من الفئة العمرية 20 – 35 سنة المقدرة (3.5 – 4 ) آلاف شخص. وهكذا تفيد المقارنات بأن واحدا من كل ثمانية مدمنين ينتسب إلى إحدى الجامعات.

في مقابل ذلك يرى العقيد طايل المجالي، ان أعداد طلبة الجامعات المدمنين ليست مرتفعة، مع أن سجلات الإدارة ترصد وفاة 46 شخصا نتيجة تعاطيهم جرعة زائدة و عينة "مضروبة" من الهيروين.

يؤكد العقيد المجالي أن مشكلة تعاطي المخدرات لا تشكل ظاهرة بحسب تقارير هيئة الأمم المتحدة.

بيد أن هذه التأكيدات لا تقلل من حجم مشكلة مزدوجة تتمثل بالاتجار وتعاطي المخدرات.

جهل في أوساط الطلبة

يؤكد مسؤولون في إدارة المخدرات والجامعات أن غالبية الطلبة من الجنسين يجهلون تماماً المخاطر الناجمة عن المخدرات، كما أنهم غير مطلعين على تجارب وعواقب المدمنين.

يقول أسامة الذي يدرس إدارة الأعمال في جامعة الحسن بن طلال الحكومية جنوب الاردن : "ثمّة طلبة يتعاطون المخدرات وبأعداد كبيرة، وأحيانا يتداولون الحبوب علنا فيما بينهم، وبالتحديد ينتشر القنّب الهندي بكثرة بين أوساط الطلبة".

يؤكد هذه المعلومة زميل له يدعى (عامر. أ)، إذ يقول إن مروجي المخدرات هم الطلبة أنفسهم. ينصب الطلبة/التجار فخا للمتعاطين الجدد إذ يقدمون لهم حبوب هلوسة بالمجان على أمل جرّهم إلى عالم الإدمان.

حتى لا يقع فريسة لمروجي المخدرات سعى هذا الطالب، للانتقال إلى جامعة أخرى.

مدير العلاقات العامة في جامعة الحسين بشير كريشان، ينفى وجود أي اختراق للحرم الجامعي. على أن كريشان أقر بانتشار تجارة المخدرات في مدينة معان الصحراوية التي تؤوي عدداً كبيرً من التجار.

في مواجهة هذا الزحف، نظمت جامعة الحسين عدة أنشطة تثقيفية لتنبيه الطلبة إلى مخاطر المخدرات. تشكل الجامعات الخاصة أرضا خصبة لترويج المواد المخدرة بسبب تنوع جنسيات الطلبة وارتفاع مداخيل ذويهم، بحسب طلاب.

في الأردن 23 جامعة من بينها 15 جامعة خاصة.

في مقابل ذلك ينفي العقيد المجالي تلك المقولة، معتبرا أن التنافس بين الجامعات على استقطاب الطلبة يدفع بعضها لنسج شائعات عن بعضها الآخر.

أحد موظفي الجامعة الهاشمية (حكومية) قال إنه وجد "حقن مخصصة لتعاطي" المخدر ملقاة في إحدى قاعات التدريس ما دفعه لإخبار رجال الأمن الذين فتحوا تحقيقا لمعرفة حجم مشكلة التعاطي.

ولم ترشح معلومات حول تفاصيل التحقيق في هذه القضية.

قبل عامين، ألقت الجهات الأمنية القبض على بائع "ترمس" أمام بوابة الجامعة الأردنية بتهمة بيع حبوب الهلوسة. اعترف للمحققين أنه كان يروّج بضاعته على مدى خمس سنوات.

يعتقد الدكتور كمال الحوامدة، استاذ في جامعة الزرقاء الأهلية، أن ثانية مدن المملكة من حيث عدد السكان (مليون نسمة) تشكل مرتعا لتجارة المخدرات بحكم تنوعها السكاني. يضيف الحوامدة أن جامعة الزرقاء الأهلية والهاشمية الحكومية ربما تكونان عرضة لمصائد التجار، خصوصاً وان نسبة المروجين والمتعاطين في المحافظة عالية مقارنة بغيرها من مناطق المملكة.

إذ تشير سجلات إدارة مكافحة المخدرات إلى ضبط 283 قضية في محافظة الزرقاء عام 2005، وهي تأتي ثانيا بعد العاصمة بواقع 986 حالة .

تشريح الجثث

كشفت دراسة قام بها الدكتور مؤمن الحديدي عن وفاة 13 شخصاً منذ مطلع العام الحالي نتيجة تعرضهم لجرعات زائدة من الهيروين. وقعت أربع من هذه الوفيات في إطار قضيتين منفصلتين، تةفي طالبين في كل منهما. لدى تشريح الجثث وجد أن سبب الوفيات يعود إلى جرعات زائدة من الهيروين أدت الى "فشل بالتنفس نتيجة تاثير المخدر على المراكز التنفسية العليا".

يؤكد ان كثيرا من أولياء أمور يرفض تشريح جثث ابنائهم، إلا أن القانون يحتم التشريح في حال وجود شبهة جنائية.

تطابق الأسماء

بمقارنة ضحايا الجرعات الزائدة خلال السنوات الثلاث الماضية مع رصد نزلاء مراكز معالجة الإدمان، تأكد وجود أعداد ضحايا أكبر من تلك المدرجة في سجلات إدارة المكافحة والمركز الوطني للطب الشرعي.

رئيس مركز معالجة الإدمان الحكومي في شفا بدران الدكتور جمال عناني أطلع"الرأي" على تطابق أسماء 90 % من الضحايا المدرجة أسماؤهم في السجلات الرسمية مع قائمة المدمنين داخل مراكز العلاج.

تذهب هذه المراكز إلى تأكيد وفاة 76 متعاطيا نتيجة الجرعات الزائدة- ربعهم من فئة الشباب- أي ضعف الرقم الرسمي المعلن تقريبا. العقيد المجالي، يعتقد مع ذلك أن هذا الرقم مبالغ فيه.

تستند إدارة المكافحة ومراكز علاج المدمنين الى نص المادة 14 من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية الفقرة ج.. التي تقضي" بمراعاة السرية التامة في هوية الأشخاص الذين تتم معالجتهم وفي أي معلومات أو وقائع تتعلق بهم... ويعاقب من يفشي تلك الأسرار بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على 500 دينار".

فتيات لإيصال المخدرات

أحد المروجين تحدث عن استخدام فتيات، لاسيما من طالبات الجامعات، في ترويج المخدر. يمكن توصيل المادة المخدرة إلى نقطة الاستهلاك مقابل زيادة في السعر أو نقص في الكمية. يتولى عملية التوصيل المدمنين الذين يلجأون الى تأمين حاجتهم بالعمل كوسطاء يجلبون «الهيروين» من المناطق الحدودية لبيعه في المدن. ‏

يقول أحد التجار إن المدمن "يضطر لشراء ما يعرضه المروج، حتى لو كانت المادة المخدرة " مغشوشة" ونادراً ما تتوافر المادة النقية غير المخلوطة نهائياً أو المعدة للتصدير. وإن وجدت فأسعارها عالية جداً. اذ يتراوح سعر غرام الهيروين المغشوش غالباً بين 15 – 20 ديناراً بينما ما يصل غرام الهيروين النقي إلى 120 ديناراً.

طرق التعاطي

يتعاطى المدمنون «الهيروين» بطرق مختلفة منها الاستنشاق أو «الشم». هناك أيضا طريقة «الحرق» إذ يوضع الهيروين فوق قطعة قصدير وتعرّض لنار قداحة حتى تحترق المادة. إنذاك "يشفط" الدخان الناتج عن عملية الحرق بواسطة لفافة ورقية إلى الفم مباشرة بينما تتبقى بقع سوداء هي رواسب المواد الكيمائية المضافة. ‏

ولعل الحقن هو الأكثر شيوعاً باعتباره الأشد فاعلية وتأثيراً في الجسم والأوفر مادياً بحسب المدمنين. توضع المادة في ملعقة ثم تخلط مع الماء وبضع ذرات من حمض الليمون لتساعد على التفاعل قبل وضعها على نار حتى درجة الغليان. ثم تعبأ في (سرنجات) وتؤخذ عن طريق الوريد. ‏

يصف الأطباء هذه الطريقة بأنها لشديدة الخطورة على حياة المتعاطي لأن استخدام «المحاقن» بشكل مشترك هو إحدى وسائل انتشار الإيدز، ولأن جرعة زائدة أو خاطئة منها تؤدي الى الموت.

المخدرات والإيدز

يبلغ عدد المصابين بالإيدز في الأردن 471 مصاباً من مختلف الأعمار منهم (166) أردنيا. تشكل نسبة الإصابة في الإيدز عن طريق الحقن 4 بالمئة من مجمل الحالات المسجلة، طبقا لإحصائيات البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز.

وتشير احصائيات ادارة مكافحة المخدرات انها اتلفت خلال خمس سنوات ما مجموعه 9.2 طن حشيش و( 15129864) حبوب مخدرة ، ( 456) كيلو هيروين و( 83) كلغم افيون، ويقدر رجال مكافحة المخدرات والجمارك ان نسبة المواد المضبوطة لا تتجاوز 10 % من المواد التي تسوق او تعبر الاردن، اما السجلات فاتها تشير الى ان الظاهرة في تصاعد خلال خمس سنوات( الجدول رقم 3)

الطريق السري

يقول تاجر مخضرم "إن المخدرات تأتي عبر سورية ليواصل معظمها طريقه الى دول الجوار لا سيما إسرائيل ودول الخليج العربي. في حين تروج كميات لا يستهان بها داخل السوق الأردني".

يستخدم الأفراد في عمليات تهريب صغيرة عبر المطارات حقائب مصممة خصيصاً، أو في الأحذية أو « عبوات خاصة» يتم إخفاؤها في منطقة الشرج أو داخل المعدة. هذه تتسع بين 50 و 70 غم من المادة المخدرة وتكون مغلفة بالكربون على أمل التحايل على المجسات الإلكترونية وكلاب الأثر في المراكز الحدودية.

إلا أن الأجهزة الحديثة تكشف محاولات التهريب داخل جسم الانسان، حسبما يؤكد العقيد المجالي.

المدمنون ومراكز العلاج

منذ مطلع الألفية الثالثة، عالجت ثلاثة مراكز إدمان خمسة آلاف مدمن استفادوا من فرصة عدم دخول السجن، بموجب قانون المخدرات والمؤثرات العقلية. اثنان من هذه المراكز حكوميان تابعان للأمن العام ووزارة الصحة والثالث قطاع خاص.

استفاد المدمنون وذووهم من التعديلات التي طرأت على قانون المخدرات والمؤثرات العقلية الذي يعفي الراغب في العلاج طوعا من العقوبة.

عقوبة التعاطي تصل إلى الحبس ستة شهور مع غرامة بين 500 و 1000 دينار، بحسب المادة 12 فقرة ب من القانون. أما التاجر فتصل عقوبته إلى حد الإعدام في حال تكرار الجرم.

ثلاث غرف لمعالجة المدمنين

في مركز معالجة الإدمان التابع لإدارة مكافحة المخدرات خمسة عشر مدمناً أحيل غالبيتهم من السجن، ومنهم من أمضى عقوبة تجاوزت سبع سنوات، بتهمة الاتجار.

مدير مركز معالجة المدمنين التابع للأمن العام المقدم خالد العدوان الذي يحمل الماجستير في الإرشاد النفسي يرى "إن فترة علاج المدمنين في المركز غير كافية إذ تصل إلى ثلاثة شهور بينما يفترض أن تستمر حتى ثمانية شهور على اقل تقدير على غرار المراكز العالمية المماثلة".

هو يطمح أيضا إلى تغيير مقر المركز الذي لم يعد ملائماً نظراً لصغر حجمه-- ثلاث غرف وملحقاتها.عالج المركز مند تاسيسه عام 1994 وحتى الآن (1628) حالة إدمان، بينما يتلقى (15) مدمناً العلاج حاليا.

مدير هذا المركز يؤكد أن عدد ضحايا المخدرات يفوق بكثير الأرقام الرسمية المعلنة، إذ يقدر وقوع 94 حالة وفاة نتيجة جرعات زائدة، وذلك نقلا عن نزلاء في المركز. من بين الضحايا، يضيف المقدم العدوان، طلبة جامعات من الفئة العمرية (20 – 30 ) عاما.

المركز التابع للامن العام يتيح لطالبي العلاج "فرصة المعالجة المجانية وفق أحدث الطرق العلاجية المتمثلة بالعلاج الدوائي ( الكيميائي) وما يصاحبه من أعراض انسحابية وبدائل علاجية واضطرا بات نفسية مثل ( ذهان، اكتئاب، قلق)".

أما العلاج غير الدوائي فيشمل، العلاج المعرفي، السلوكي، الأسري، بالعمل والعلاج النفسي المشترك، الاسترجاع الذاتي، الجلسات النفسية الفردية والعلاج ألبدني (الرياضي)، بحسب مدير المركز.

من يدفع تكاليف المعالجة للحكومة؟

المركز الوطني لمعالجة وتأهيل المدمنين على المخدرات، التابع لوزارة الصحة، انشيء سنة 2001 وهو مركزً إقليمي يتسع ل (60) سريراً، نصفها غير فاعل حاليا.

يقدم مركز وزارة الصحة المعالجة للأردنيين مجاناً. كلفة علاج المريض الواحد تصل إلى 93 دينارا يوميا. منذ إنشائه عالج هذا المركز1517 حالة إدمان منهم 42 فتاة، وفق مدير المركز الدكتور جمال العناني.

وقال إن المركز يعمل على معالجة المدمنين بإقامة قصيرة ويقدم خدمات علاجية تأهيلية للذكور والإناث والمراهقين، الا انه يحتاج الى دعم مالي كبير لتشغيله بكامل طاقته الاستيعابية، وان الإقبال عليه ضعيف من قبل الإناث بسبب النظرة المجتمعية"

أرقام فلكية

وكشف الدكتور فائق الزغاري الذي يدير مركز معالجة الإدمان التابع لمستشفى الرشيد عن إحصائية لعدد حالات الإدمان في المركز خلال الأعوام الخمس الماضية.

اذ ان المجموع الكلي للمتعاطين ذكوراً وإناثا منذ بداية العام وحتى نهاية شهر آب الماضي ( 92 ) حالة لمختلف أنواع المخدرات، وهم مقسمون حسب الإحصائية أردنيون وغير أردنيون.

أما المجموع الكلي لعدد حالات الإدمان التي عولجت في المستشفى قبل إنشاء المركز أي منذ العام 1996 وحتى الآن بلغ (1296) حالة منهم (777) أردنيون و (519) من جنسيات أخرى.

ويؤكد الدكتور الزغاري ان أعداد الطلبة والشباب المدمنين يفوق أضعاف ما هي عليه أرقام الجهات الرسمية وهذا واضح من خلال الدراسات التي أجريت على فئة الشباب.

شهادات مدمنين يتلقون العلاج

(زهير.س 39 عاماً) مدمن هيروين، يصف تجربته مع الإدمان بالقول:" إنني خسرت دراستي الجامعية"وضيعت" ثروتي على المخدرات، كما تحولت الى سارق حين مددت يدي على مصاغ والدتي ذات يوم".

تدرج زهير من تعاطي الحشيش وصولا إلى الهيروين، حاول الإقلاع عن الإدمان لكنه لم يستطع.

ويعتقد زهير ان السجن يشجع المدمن على الاستمرار في إدمانه والتاجر التوسع في تجارته، لأنه يعيش في أجواء المدمنين والتجار التي غالباً ما تنشأ بينه وبينهم صداقات. وهذا ما يدفع المدمنون المفلسون شراء حاجاتهم من المخدرات "بالدين". انفق على المخدرات والعلاج (200) ألف دينار.

أوردته غارت ويبحث عن أخرى

(محمد.ح 29 عاما) لم يكن يحسن حقن نفسه، إذ تخطيء الإبرة مكانها وتذهب تحت الجلد بدل الوريد، ما أدى الى فقدانه لأوردته التي غارت في جسده، وبدا يبحث عن أماكن أخرى يحقن بها نفسة كمنطقة القدمين وتحت اللسان.

دخل السجن ثلاث مرات وتفكيره بالنشوة الزائفة يدفعه الاستمرار بتعاطي الهيروين والبحث عن مروجيها أينما كانوا..

لم أشاهد "الكريزا" الا في الاردن

شاب آخر (لبناني) صاحب وشم كثيف على أجزاء كبيرة من جسده، يدعى(احمد. س 20 عاماً) قال " ان أدماني على المخدرات عن طريق "الشم" منذ ثلاث سنوات لم يكن نتيجة مشاكل عائلية أو فشل إنما فضول. بسبب إدمانه توقف عن دراسته الجامعية، لم يشاهد احمد " الكريزا" في لبنان وإنما شاهدها في الاردن فقط..

يفسر المختصون «الكريزا» بأنها خروج المادة من الجسم، وتبدأ بوهن عام وسيلان من الأنف وأوجاع في الظهر قبل ان تتحول الى ما يشبه «الأنفلونزا» الشديدة المصحوبة بإقياء وتشنجات واكتئاب واحباط ويأس، وعدم القدرة على التركيز الذهني والنفسي، ما يدفع المدمن الى البحث بلا هوادة عن جرعة أخرى!! وهي ما يطلق علية أخصائيو علم النفس "الاعراض الانسحابية".

خفايا التعاطي في "اللّبن"

اضطر( محمود. خ 45) الذي يتلقى العلاج في مركز وزارة الصحة للمرة الثانية الى بيع محلاته بأقل من نصف ثمنها الأصلي .. كما انه فقد ابنه بحادث دهس وطلق زوجته التي حرمته من ابنته الوحيدة حسب قوله.

تعاطى محمود الهيروين خمسة أيام عن طريق الشم ظناً منه انه يقوي الجنس كما اخبره احد اصدقائه. بعدها شعر بانفلونزا حادة وهي " الكريزا"، وحين اخبر صديقه بالامر طلب منه الاستمرار بشم الهيروين لتزول اعراض مرضه وبعدها ادمن الهيروين لسنوات امتدت 22 عاماً.

يرى ان عدد مدمني الهيروين وخصوصا من الشباب اكثر بكثير من الأرقام الرسمية، والسبب ان مادة الهيروين اصبحت تباع بثمن رخيص، فهي ارخص من الكحول، إذ وصل الغرام من 15 – 20 ديناراً في حين كان يباع ب 70 – 90 ديناراً بما يؤشر الى ان هذه المادة كغيرها من السلع تخضع لمبدأ العرض والطلب.

قال محمود:" ان منطقة (اللبّن) في سحاب من اكثر المناطق التي يرتادها المدمنون، ولها اربع مداخل ويوجد على كل مدخل دورية لمكافحة المخدرات، وان الداخل الى تلك المنطقة لا يتعرض له رجال الامن ولكنه يخضع للتفتيش بعد خروجه واحياناً يتم تحويل البعض الى المختبر لقياس نسبة المخدر في( البول والدم).

ما سر الحقيبة؟

حكم على علي بالسجن سبع سنوات بتهمة الاتجار بالمخدرات. وحكايته كما يقول:" انه فتح حقيبة لاحد الزبائن استأمنها عنده ووجد فيها مادة الحشيش واخذ يبيعها، ولم يقف عند هذا الحد بل توسع بتجارتها في استراحته الى ان ُكشف أمره من قبل رجال مكافحة المخدرات وقبض عليه.. يستطرد :" إنني دخلت السجن منحرفاً وخرجت منه محترفاً".

تراجع المركز خفية

وكانت إحدى المدمنات تورطت في الإدمان على الهيروين عن طريق الأصدقاء، حسب ما ذكره الدكتور عناني، حيث تحاول الفنانة التشكيلية ابنه الثلاثين عاماً ان تتخلص من إدمانها بالعلاج، دون ان يعرف أهلها، وقد عبّرت عن خطورة الإدمان بلوحة رسمتها بالفحم عُلقت على احد جدران المركز.

ويشعر (عماد ) بعد ان تعافى من الإدمان على الهيروين انه أحسن حالاً من ذي قبل وانه عازم على مواصلة دراسته في الجامعة التي تأثرت بحصوله على نسب متدنية، وانه لن يفكر بالعودة إليها لان وفاة صديقه أمام عينية مشهد مرعب لن ينساه، وهو اكبر رادع له ليخرج من مستنقع الإدمان على المخدرات !!

غير أنه لم يؤكد قدرته على نزع فكرة التعاطي من تفكيره!

(تم اعداد هذا التحقيق الاستقصائي بأشراف ودعم من شبكة أريج أعلامين من أجل صحافة أستقصائية عربية ومقرها عمان)

كيف نجنب أبناءنا خطر الإدمان

قبل ان نتحدث بشكل مفصل عن آفة المخدرات وأخطارها الاقتصادية والاجتماعية والصحية لابد من التأكيد بأن تخصيص يوم السادس والعشرين من شهر حزيران في كل عام ليكون يوماً عالمياً لمكافحة المخدرات هو تعبير عن اجماع دولي على خطورة المخدرات وقدرتها على الفتك بالأفراد والمجتمعات وربما حتى الدول اذا لم تكافح وعلى المستويات كلها.

لقد اشارت التقارير والاحصائيات التي تم تداولها في العام الماضي 2003 الى ان أرباح تجار المخدرات تصل الى 275 مليار دولار امريكي، ومن خلال هذه الأرباح يمكن ان نقدر حجم الأموال الهائلة التي توظف في مجال زراعة وتصنيع وتهريب والاتجار بهذه السموم الخطيرة، وعملية غسيل الأموال الناتجة عن تلك التجارة ومايتركه ذلك من آثار سلبية على الاقتصاد العالمي والبنى الاجتماعية والسياسية للدول، ومن المعروف ان جريمة غسيل الأموال تتلخص بضخ أموال من مصادر غير شرعية في الدورة الاقتصادية ويأتي في مقدمة تلك المصادر غير الشرعية للأموال، تجارة المخدرات والرشاوى والعمولات والدعارة والتهريب، وتزوير النقود والقمار والمتاجرة بالرقيق والأعضاء البشرية وغيرها من المصادر التي تتصل بشكل أو بآخر بتجارة المخدرات. ‏

**الأخطار الصحية ‏

المشكلة في انتشار المخدرات وتزايد نسب تعاطيها الى مايقارب من 26% من فئة الشباب في الغرب لايقتصر على تأثير مايزيد عن 2500 مادة سامة وقاتلة موجودة اصلاً في انواع مختلفة من المخدرات فقط، وانما يقف تعاطي المخدرات وراء الانتشار الأسرع لمرض الايدز الذي ينتقل في كثير من الاحيان من خلال استخدام المدمنين الذين يفضلون ممارسة شذوذهم النفسي والاخلاقي على شكل مجموعات لمحاقن مشتركة فتنقل فيروس الإيدز من الاشخاص المصابين الى رفاق السوء الذين يشاركونهم تلك الجلسات المدمرة للقيم والأخلاق والمال وتعاطي إدمان المخدرات بالطرق المختلفة «شماً ومضغاً وحقناً» مسألة تهدد المجتمعات البشرية انطلاقاً من تهديد حياة الفرد بالسقوط والانهيار والتلاشي، حيث تشير الدراسات التي تتحدث عن هذه الآفة أن التعاطي سببه حالات الضياع التي تسود المجتمعات في أزمنة المآسي والحروب أو الرغبة الجامحة تحت تأثيرات نفسية وواقعية في الانعتاق من معاناة نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو عاطفية أو سياسية اقتصاصاً من الذات بتخديرها وسلخها، فيما يراها المتعاطي هروباً من المواجهة بقتل النفس أو تعبيراً عن تلك المعاناة، ولهذا يمكن القول ان المدمن هو شخص اعطي كل وسائل العيش وسلبت منه الإرادة والسيطرة على الذات وعلى العقل، واستعمال المخدرات على الصعيد الاجتماعي، فيظهر كرد فعل غربي جديد ذي قيم تسيرها ثقافة مادية غير روحانية، أما على المستوى الفردي فيظهر المخدر كوسيلة اصطناعية لتغطية الهوة بين الممكن والطموحات. ‏

**ا لأخطار الاجتماعية للإدمان ‏

ونظراً لان المدمن يفقد السيطرة على سلوكه ويصبح عبداً للمادة المخدرة فإنه يسعى اليها دون التفكير بالثمن الذي يمكن ان يسدده، وبالتالي فإن المدمن أول ماينفق ماله وممتلكاته، ويمكن ان يضحي بشرفه وبأسرته، أو أن اسرة المدمن تفقد الصبر على تحمل تصرفاته فتعزله إن كان من أبنائها ليعيش مشرداً أو ان الاسرة تشعر بأن قدوتها ومعيلها قد وضع رغباته فوق كل شيء وبالتالي فإن الطلاق ربما يكون من الحلول الممكنة بكل مايرافقة من اخطار تفكك الاسرة وتشردها وانحراف أفرادها بممارسة السرقة أو الدعارة أو حتى الانجراف في مجال إدمان المخدرات لتتسع الدائرة وتصبح الجريمة مسوغة بما في ذلك القتل للحصول على الأموال اللازمة لمتطلبات الإدمان ومع أن لكل نوع من انواع المخدرات أضراراً نفسية وصحية واجتماعية خاصة به لكن قاسماً مشتركاً يمكن ان يجمع تلك الاضرار يذكر الاختصاصيون منها: ‏

­علامات التهابية متفرقة: تدرن والتهاب الغشاء الباطني للقلب وانعدام التغذية والسقام، والامراض التناسلية والحساسية الزائدة وامراض نفسية وعصبية. ‏

­ انحطاط عام وقلق وتهيج زائد وارتجاف وغثيان واستفراغ وتقلص عضلي. ‏ ­

اضطرابات الضمير مع تسارع الأفكار وهروبها حتى يشعر المدمن انه فقد شخصيته، ينتقد كالمتفرج ويعيش بطريقة يضيع منه الزمان والمكان ويشعر بالغربة في محيطه.. إلا ان مخاطر الادمان اكثر بكثير على الصعد النفسية والعقلية والاجتماعية، حيث يصبح المدمن غريباً عن نفسه واسرته ومجتمعه ووطنه ويصبح وجوده خطراً على من حوله. ‏ ‏

** المدمن مريض يجب علينا معالجته ‏

إن التربية المتوازنة واهتمام الاسرة بأبنائها من خلال الحوار والتوجيه والمتابعة وتلبية الاحتياجات الضرورية للأبناء وتعزيز تصرفاتهم الايجابية وابعادهم عن رفاق السوء وتعزيز ثقتهم بأنفسهم كل ذلك يمكن ان يخلق شخصاً متوازناً يرفض اللجوء الى اساليب ملتوية للحصول على متطلباته، كما يجنبه البحث عن الطرق الزائقة لارضاء الذات، كما يمكن للأسرة ان تكتشف بأن احد أبنائها قد يكون مدمناً اذا انطبقت عليه بعض العلامات التي يحددها المعالجون الصحيون والنفسيون بتبدل الطبائع، إذ يتحول الشرس أو كثير الحركة الى انسان خامل وهادئ وغير مبال، وتتدهور نتائج تحصيله الدراسي، ويهمل مظهره الخارجي، وينزع الى السرقة والاعتداء والجريمة، وسلوك أي طريق مهما كان خطراً للحصول على المال الكافي لشراء المخدرات إضافة الى اصفرار الوجه والكآبة والحزن والوهن وتغليف حياته الشخصية بالسرية، بما في ذلك عدم الافصاح عن اسماء أصدقائه وعناوينهم والميل الى أكل الحلويات والسكر ويفقد شهيته للطعام. ‏

وعلى اعتبار ان قانون المخدرات الذي صدر في سورية عام 1993 قد تضمنت فقراته جوانب عقابية شديدة تصل الى حد الإعدام وعدم جواز الاسباب المخففة في حالات عديدة «كالاتجار بالمخدرات وزراعتها وتصنيعها في غير المجالات الطبية وتهريبها..» ‏

كما تضمن القانون أيضاً نظرة انسانية رفيعة حيث اعتبر القانون ان المتورطين بتعاطي المخدرات ومدمنيها مرضى تجب العناية بهم ومساعدتهم في الاقلاع عن التعاطي والادمان ومعالجتهم في مصحات، ألزم القانون وزارة الصحة بإنشائها، حيث احدث بعد نفاذ هذا القانون العديد من مراكز معالجة الادمان في المدن الرئيسة ونص القانون على عدم جواز إقامة الدعوى على من يتقدم للعلاج سواء من تلقاء نفسه أو بطلب من احد أفراد اسرته أو أحد أقاربه حتى الدرجة الثانية، كما نص على مراعاة السرية حيال الاشخاص الذي يعالجون في هذه المراكز تحت طائلة معاقبة من يفشي سرهم ونص القانون على ان أي مشارك في عملية تهريب مخدرات يقوم من تلقاء نفسه بإعلام السلطات المختصة عن هذه العملية قبل ان يكون لها علم بها، يعد شاهداً في القضية فقط ولاتلحقه أية عقوبة اخرى، حيث شكلت النواحي الانسانية في قانون المخدرات السوري عامل ردع وعامل تشجيع وتحفيز لكل متعاط كي يسارع لمعالجة نفسه ويتعالج دون خوف من مساءلة أو عقوبة وكذلك تحفيز للأسر التي تلاحظ مظاهر الادمان على أبنائها للاسراع بإلحاقهم في مراكز معالجة الادمان كمرضى تجب معالجتهم. ‏ ‏

** علاج الإدمان ‏

يقوم علاج المدمنين على العلاج المتكامل (طبي نفسي­ اجتماعي) ويستند العلاج الطبي على مبدأ الفطام التدريجي للمدمن من المخدر الذي اعتاد عليه وعلى مبدأ سد طريق النواقل العصبية التي يجتازها المخدر داخل جسم المدمن. ‏

أما المكون النفسي فهو يقوم على تطبيق العلاج السلوكي للمريض المدمن والمكون الثالث هو المكون الاجماعي الذي يهدف الى إعادة التأهيل المهني والاستيعاب الاجتماعي وإعادته للحياة الاجتماعية السوية حيث يحتاج المدمن اثناء المعالجة وحتى بعد الانتهاء منها الى معاملة خاصة ورعاية واهتمام ومحبة المحيطين به وتعزيز الثقة بالنفس لديه.. ‏

إن تعاطي المخدرات في سورية هو في حدود ضيقة جداً، ولكن علينا عدم التهاون في الابلاغ عن المدمنين من اسرنا وأقاربنا مستفيدين من الجوانب الانسانية في قانون المخدرات، ومن خدمات المصحات التي تم افتتاحها لمعالجة المدمنين، لكن الاجراء الأهم يكمن في تربية أبنائنا تربية متوازنة تعمق لديه القيم الاخلاقية والدينية، ومشاركتنا لهم في حل مشكلاتهم المتنوعة، وفتح باب الحوار مع الأبناء، ومعالجة أخطائهم بروية وموضوعية والابتعاد عن أساليب القمع التي تجعل الأبناء يحجمون عن مصارحة اهلهم والالتجاء الى رفاق السوء الذين يقدمون لهم حلولاً مشوهة لمشكلاتهم، وتعودهم على عادات سيئة تدفعهم الى التقليد الأعمى الذي لايمكن ان نسيطر على تبعاته. ‏ ‏

** جهود محلية ودولية ‏

إن سورية لاتدخرجهداً في مكافحة المخدرات «تداولاً وزراعة وتهريباً»، وتتعاون مع الأجهزة المختصة في الدول الاخرى لتعقب التجار الدوليين ومكافحة نشاطهم وتبادل المعلومات حول ذلك حيث ساهم هذا الإجراء «العبور المراقب» في إلقاء القبض على عدد من شبكات تهريب المخدرات ومصادرة كميات كبيرة من المخدرات في دول اخرى نتيجة هذا التعاون.. كما ترتبط سورية مع العديد من الدول العربية والاجنبية باتفاقات تعاون ثنائية في مجال مكافحة المخدرات وهي طرف في الاتفاقية الدولية الوحيدة للمخدرات لعام 1961 والمعدلة ببروتوكول عام 1972 وفي الاتفاقية الدولية للمواد النفسية والمؤثرات العقلية لعام 1971، وانضمت سورية في عام 1991 الى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية لعام 1988 وهذه الاتفاقية تتيح للأجهزة المختصة الاتصال المباشر وتبادل المعلومات حول كل مايتعلق بتجارة المخدرات كما تشارك سورية وبشكل دائم وفعال في الاجتماعات الخاصة كلها التي يدعو اليها الانتربول والأمم المتحدة لمكافحة المخدرات. ‏ ‏

** طرق وجهات متعددة للتوعية ‏

كما اشرنا فإن نسبة الذين يتعاطون المخدرات في سورية لاتزال في حدود ضيقة للغاية، غير ان ذلك لايعني عدم اتخاذنا كل الاجراءات الممكنة لمكافحة كل ماله صلة بمختلف انواع المخدرات، مع تأكيدنا على اهمية التوعية وتحقيق المناعة الذاتية للفرد ضد هذه الآفة، حيث يشارك في هذه الجهود العديد من الوزارات والمنظمات الشعبية والجمعيات الأهلية التي تسهم في ذلك ونذكر منها: ‏ ­

نشاطات إدارة مكافحة المخدرات وأجهزتها في فرض الرقابة والحد من نشاطات المروجين. ‏

­ التعاون مع المنظمات الشعبية والاتحادات وفي مقدمتها اتحاد شبيبة الثورة واتحاد العمال وجمعية تنظيم الاسرة والشباب.. وتعقد الندوات التي تبين مخاطر المخدرات على عقول الناس وصحتهم وأموالهم ومستقبلهم.. ‏

ومن ذلك يمكن الإشارة إلى الاحتفال الذي أقيم يوم الخميس الماضي برعاية السيد وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لشؤون المخدرات ندوة وطنية مركزية أقامتها اللجنة الاعلامية لمكافحة ظاهرة المخدرات بالتعاون مع اتحاد شبيبة الثورة في صالة المركز الثقافي العربي في المزة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات حيث تضمن ذلك الاحتفال كلمات لوزارة الداخلية ولاتحاد الشبيبة ولوزارة الصحة ومن ثم عرض فيلم فيديو حول مشكلة المخدرات، وافتتاح معرض خاص وبمشاركة من كلية الفنون الجميلة. ‏

كما تولي وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية أهمية خاصة في إعداد البرامج والمقالات والتحقيقات والالتقاء مع المختصين في المجال الطبي والارشاد النفسي لبيان الآثار المدمرة للمخدرات، مما يؤدي إلى زيادة وعي المواطن بتلك الآثار ويرسخ الحصانة الذاتية التي يتمتع بها مجتمعنا والقائمة على موروثاته الروحية والأخلاقية والاجتماعية الأصيلة.‏ 

مركز عفت الهندي

الإدمان

• ما هي أدواته ؟

• وكيف تتعرف عليه ؟

تعريف الإدمان

هو نمط حياة يدور حول استعمال مادة معينة بشكل اعتمادي . وهذا الاعتماد قد يكون نفسياً أو فسيولوجياً أو كلاهما معاً .

وهو استعمال قهري قد يتورط بموجبه المدمن في إيذاء نفسه أو إلحاق الضرر بالآخرين .

المشكلات الطبية المتعلقة بالإدمان

المواد المثبطة :

مثبطة للتفكير : عدم القدرة على التركيز

ضعف الذاكرة

ضعف الإدراك

الغيبوبة أو الإغماء

ضلالات عابرة

----------

مثبطة للأحاسيس : يسمع

يشم

يرى

لكن لا يدرك ولا يفهم

----------

مثبطة للانفعالات : الهدوء

التبلد

----------

مثبطة للسلوك : إعياء وخمول

ميل للنوم

عدم الاتزان الحركي

تصرفات لا واعية

هبوط في الضغط ، ضعف في قدرات القلب والتنفس ، إغماء ، وفيات والأعراض الإنسحابية على عكس ذلك .

المشكلات الطبية المتعلقة بالإدمان

1- المواد المهيجة المنشطة :

مهيجة للأفكار : خاطئة ( شكوك ، تفاؤل …) ، متهورة ، غير معقولة (مجنونة) .

مهيجة للأحاسيس : السمعية ، البصرية ، الشمية ، اللمسية ، الذوقية .

مهيجة للانفعالات : الفرح ، الغضب ، الخوف ( الرعب ) .

مهيجة للسلوك : نشاط حركي ، عدم النوم ، تصرفات هوجاء ، تصرفات إجرامية ، تصرفات جنونية .

جسدية : ارتفاع ضغط الدم ، هبوط القلب ، الجلطات …

والأعراض الإنسحابية على عكس ذلك كله .

أقسام المواد المخدرة :-

1- مواد منشطة ( مهيجة ) : ومن أمثلتها الأمفيتامين ( كابتيجون ) ، الكوكين والقات والكافيين والنيكوتين . هذه المواد كلها تؤدي إلى اعتماد نفسي وبعضها إلى اعتماد جسدي كذلك وأعراض انسحابية .

2- مواد مثبطة أو مهدئة : تشمل الهيروين ومشتقاته والكحول والبنزدايزبينز ومشتقاتها والباريثيوريت ومشتقاتها وكلها تؤدي إلى اعتماد نفسي وجسدي وأعراض انسحابية شديدة .

3- مواد متفرقة : وهذه قد يختلف تأثيرها من شخص لآخر وقد تؤدي إلى اعتماد نفسي في الدرجة الأولى وقلما تؤدي إلى اعتماد فسيولوجي .

ومن أمثلة هذه المجموعة : ( عقاقير الهلوسة ( LSD , PCP ) ) الحشيش ، مشتقات البيلادونا ومنها عقاقير علاجية تتواجد في المستشفيات والصيدليات .

الاعتماد النفسي:-

وهو شعور بالرضى عند استعمال المادة المسببة للاعتماد ، والرغبة الجامحة في تكرار استعمالها إما للحصول على هذا التأثير لمرغوب أو إزالة شعور معين غير مرغوب فيه .

الاعتماد الفسيولوجي:-

هي حالة من التكيف تحصل للجسم تجاه مادة معينة نتيجة الاستعمال الدائم والمتكرر . ولهذه الحالة شقان وهي كالتالي :

- الشق الأول ( الاحتمال ) :

وهو ازدياد حاجة لجرعات اكبر من المادة المخدرة للحصول على نفس التأثير كل مرة ، والذي كان يحصل بجرعات قليلة في بداية الإدمان .

- الشق الثاني ( الانسحاب ) :

وهو مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية التي تحدث عند الإقلال المفاجئ أو الانقطاع عن استعمال المادة المخدرة حيث أن ذلك يؤدي إلى خلل في عملية التكيف الفسيولوجية . وهذه الأعراض الانسحابية تكون غالباً على العكس تماماً لما كانت المادة المخدرة تؤدي إليه من تأثير مثلاً …..

المشكلات الطبية البحتة:-

1- تأثير مباشر لجرعة عالية :

- الوفاة

- الإعاقة

2- تأثيرات نتيجة استعمال مواد مخدرة معينة :

أ‌- المهدئات : إصابات المخيخ والصرع – أمراض الكبد ( الكحول ) ، والآلام .

ب‌- المهيجات : إصابات الدماغ المختلفة – نقص الشهية – أمراض القلب والتنفس

ج- المهلوسات : الشلل الرعاش – أمراض القلب والتنفس .

3- أمراض نتيجة استعمال الحقن :

- الإيدز

- التهاب الكبد الفيروسي

- التهاب غشاء القلب المبطن

- الحميات بأنواعها

- الأمراض المعدية مثل ( الزهري ، والهربز …. )

4- أمراض عامة :

مثل ( سوء التغذية ) ، ( فقر الدم "الأنيميا " ) ، ضعف المناعة عموماً . 

المخدرات

فالح العمره

تعريف المخدرات :

قبل الخوض في تفاصيل البحث وجب التعرض بشيء من الإيجاز لتعريف المخدرات لنتمكن من فهم طبيعتها، علما بأنه لا يوجد تعريف موحد أو متفق عليه." فتعريف المخدرات يختلف باختلاف النظرة إليها والخدر في اللغة يعنى الكسل أو الفتور،والمخدر يعنى المضعف المفتر،ويقال تخدر الشخص أي ضعف وفتر، والمخدرات (Narcotics) فنيا تعني العقاقير المجلبة للنوم، وفي القاموس الطبي تعني العقاقير المخدرة (Narcotics) العقاقير التي تسبب النوم أو التخدير، بينما تعنى المواد النفسية (Psychotropics) المواد التي تؤثر على العقل"

كما عرفّ اللغويون الخدر بأنه فقدان الإحساس الواعي أو ضعفه أما المخدر فهي" المادة التي تحدث في جسم الإنسان ثقلا وشعورا بالكسل"

أما التعريف الفقهي للمخدر فهو"الذي يكسب الجسم قدرا وفتورا يضعفه أو يمنعه من الحركة" ومن الناحية العلمية " يعتبر المخدر مادة كيمائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم"

أما قانونياً فالمخدرات هي " مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي ويحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إلا لأغراض يحددها القانون ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له بذلك"

ويضيف الدمرداش إلى هذا التعريف القانوني فيقول "وتشمل هذه المواد : الأفيون ومشتقاته، الحشيش، وعقاقير الهلوسة والكوكائين والمنشطات.ولا يصنف الخمر والمهدئات والمنومات ضمن المخدرات على الرغم من أضرارها وقابليتها لإحداث الإدمان" ,,  

وقد عرّف الظاهرة الإجرامية للاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية وتعاطيها بأنها جزء من مكونات ظاهرة الإجرام عموما، أي بمعنى أنها واقعة اجتماعية في حياة الفرد والجماعة وحتى يمكن الوصول إلى السبل الملائمة لقمعها فانه يجب تفهم الأسباب الدافعة لها.

تصنيف المخدرات :

يوجد عدة تصنيفات مختلفة للمخدرات وتختلف هذه التصنيفات " باختلاف معايير التقسيم ومن اشهر هذه المعايير : الأصل، التأثير ، خصائص الإدمان، اللون، الأصل والصلابة والنظام الدولي للرقابة".

وخروجا من هذه الاختلافات فان المعيار الذي نراه مناسبا والمعمول به في هذه الدراسة هو معيار خصائص الإدمان، وتنقسم المخدرات طبقا لهذا التقسيم إلى المجموعات التالية

1. مجموعة الحشيش وتشمل مستحضرات نبات كنابيس ساتيفا.

2. مجموعة مركبات الأفيون، وتشمل الأفيون والمورفين والهيروين، وكذلك العقاقير المصنعة كيمائيا ذات التأثير المشابه لتأثير المورفين مثل الميثادون.

3. مجموعة الكوكائين، وتشمل الكوكائين وأوراق نبات الكوكا.

4. مجموعة القات، وتشمل مستحضرات نبات كاتا ايديوليس.

5. مجموعة الامفيتامينات مثل امفيتامين وديكسامفيتامين وميثامفيتامين.

6. مجموعة الباربيتيورات مثل الباربيتورات وبعض العقاقير الأخرى ذات التأثير المسكن مثل المثاكوالون.

7. مجموعة المواد المسببة للهلوسة مثل ال(( ل . س . د )) والميسكالين.

المتعاملون مع المخدرات :[/SIZE

عند التحدث عن الاتجار والاستعمال غير المشروع للمخدرات فان الفئات المتعاملة بها تتعدد تبعا لنوعية تعاملها مع المخدرات فهناك :

1-المموّل : وهو غالبا أشخاص ذو ذكاء وقدرة مالية يستخدمونها في تمويل عمليات التهريب.

2. المهرّب : وهو من يتولى نقل المخدرات وإدخالها إلى المناطق ويتسم بالشراسة والقوة والقدرة على استخدام السلاح.

3. شريك المهرّب : وهو الذي يساعد المهرب سواء بالتستر أو إخفاء المخدرات لديه حتى يتم تسليمها للمروّج.

4. المروّج : كل من يقوم بتوزيع السموم.

5. المهدي : صديق السوء الذي يزين لأصدقائه استخدام المخدرات ويعتبر اخطر من المروج.

 

6. المتعاطي : هو المستهدف من كل الأشخاص السابق ذكرهم وغالبا ما يكون شخصا مريضا أو مغرر به.

وكشفت دراسة طبية بريطانية أن مرض التهاب الكبد الوبائي (سي) ينتشر دون توقف بين المتعاطين للمخدرات.

وقالت الباحثة جود علي وزملاؤها المشاركون في الدراسة بالكلية الملكية في لندن والتي نشرت بموقع المجلة الطبية البريطانية على شبكة الإنترنت إن التهاب الكبد الوبائي (سي) ينتشرالآن بمعدلات وبائية في أنحاء لندن وإن الإصابة بفيروس الإيدز مرتفعة بدرجة مثيرة للقلق.

واستمر إجراء الدراسة عاما كاملا تابع الباحثون خلاله 428 حالة من متعاطي المخدرات ممن تقل أعمارهم عن 30 عاما أو ممن يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن منذ أقل من ست سنوات.

وخلصت الدراسة إلى أن أكثر من 40% ممن لم يكونوا مصابين بالالتهاب الكبدي في بداية الدراسة أصيبوا به بعد عام, كما اتضح إصابة 3.4% بفيروس نقص المناعة الإيدز ممن كانوا أصحاء قبل عام.

ووفقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية فإن هناك أكثر من 170 مليون شخص في العالم مصابين بمرض الالتهاب الكبدي الوبائي (سي) الذي يسبب تليف الكبد والسرطان.

يشار إلى أن هذا المرض ينتقل عبر استخدام الحقن لأكثر من شخص أو أثناء عملية نقل الدم وبالذات في الدول النامية.

الأضرار الطبية والنفسية للمواد الإدمانيـــة

كلنا يعرف المثل القائل (الوقاية خير من العلاج) وقد وضعت منظمة الصحة العالمية منذ حوالي عشر سنوات تقسيما للمواد الإدمانية من تأثيرها على الجهاز العصبي وهذه المواد هي مواد كيميائية تغير الوعي بصفة عامة أما زيادة أو نقصانا وهي مواد سامة في تركيبها وإذا تعاطاها الإنسان أصاب نفسه وأسرته ومجتمعه بالضرر الجسيم وتشمل هذه المواد:

1- مواد نشطة للجهاز العصبي:

مثل الامفيتامينات (حبوب الكبتاجون أو الأبيض ) أو مواد نباتية مثل الكوكايين - القات والنيكوتين.

2- مواد مثبطة للجهاز العصبي

وتشمل الكحول الإيثيلي (الخمر) الباربيستورات مثل السيكونال ( الكبسول الأحمر) بالإضافة إلى المواد الطيارة والتي تستعمل بالتشفيط (الغراء - الباتكس - البوية ) والبنزين وغاز الولاعات.

3- مواد مهلوسة:

مثل نبات القنب الهندي (الحشيش والماروانا) أو مصنعة مثل حامض الليسر جيل (ل . س .د) وأقراص الفانسيكلدين تناول هذه المواد السامة أياً كانت طريقة تعاطيها (سواء بالفم أو الحقن أو الشم) تصل في النهاية إلى الدم والدم يغذي جميع خلايا الجسم، وبالتالي تؤثر هذه المواد على جميع أجهزة الجسم المختلفة وأكثر أجهزة تضرراً بهذه السموم هو الجهاز العصبي خاصة خلايا المخ التي إذا تلفت لا تعود للعمل مرة أخرى وكذلك الكبد وهو الذي يقوم بالتعامل مع هذه السموم لتكسيرها إلى مواد يابسة في محاولة من الجسم لطرد هذه السموم عن طريق الجهاز البولي (الكليتين ) وأصبح من المعروف أن إدمان هذه السموم يؤدي إلى:

أ - اضطراب وتغير في مزاج الشخص المتعاطي ودرجة وعيه .

ب - اضطراب المواد الكيميائية الطبيعية والتي تفرزها خلايا المخ مثل الانكفالين والفا وبينتا اندروفين وكذلك الناقلات العصبية الأخرى وبالتالي تنفير مشاعر وتصرفات المدمن .

ج - كذلك هذه المواد تؤدي إلى فقدان حالة التوازن التي عليها خلايا الجسم واعتماد الجسم عليها لحفظ توازنه (Homeostasis) من نشوء رغبة ملحة لاستعمال المادة التي يتعاطها المدمن وهذا ما يعرف بالاشتياق النفسي (Craving)

د - المدمن يجد نفسه في حاجة مستمرة لزيادة الجرعة (Tolerance) وتحدث له مجموعة من الأعراض عند محاولة التوقف عن التعاطي وتلك تسمى بالأعراض الانسحابية (Withdrawl Symptoms).

أضرار الامفيتامينات (المنشطات)

هي مادة مصنعة ونطلق عليها الحبوب البيض أو أبو ملف .. .. وتسبب للمتعاطي اليقظة وزيادة الطاقة والشعور بالقوة والثقة ونقص الشهية للطعام ويؤدي استعمال هذه الحبوب إلى التوتر وعدم النوم والهياج العصبي واحتقان الوجه مع ارتفاع ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم وزيادة ضربات القلب ورعشة باليدين . وأحياناً قد تؤدي إلى نوبات صرع وفشل بالدورة الدموية قد يؤدي إلى الوفاة اخطر العواقب العضلية هي حدوث نوبات ذهان حادة والتي قد تؤدي الى ذهان مزمن (ذهان الامفيتامين) ويتميز بوجود ضلالات في التكفير وشكوك في المحيطين به وهلاوس بصرية أو سمعية قد تؤدي الى سلوك عدواني لأن المتعاطي يشعر بالقوة الجرأة مع اختلال عقلي.

أكثر الفئات عرضة لاستعمال هذه الحبوب هم الطلبة بحجة أنها تساعد على السهر والاستذكار وغالب هؤلاء الطلبة يفشلون في دراستهم لان هذه الحبوب تسبب اضطرابات نفسية وضعف الذاكرة والتركيز والاكتئاب النفسي كذلك بعض قائدي الشاحنات على الخطوط الطويلة وأحيانا الرياضيين والمصابين بالبدانة.

أعراض الانقطاع:

تسبب هبوطاً نفسيا وحركيا واكتئابا نفسيا وخمولا وضعفا جنسيا وقد يستمر ذهان الامفيتامين وصبح ذهانا مزمنا وما يساعد على انتشار هذه الحبوب ما يشاع عنها أن تؤدي إلى انشراح الصدر وقوة الجنس وزيادة الطاقة للعمل لكن في الحقيقة بعد فترة بسيطة من استعمالها يجد الإنسان نفسه مصابا بأعراض عكس ذلك تماما من اكتئاب نفسي وضعف جنسي وخمول وعدم الرغبة في العمل وعزلة اجتماعية مع نقس الوزن.

القات المادة الفعالة تسمى القاتين وهي مادة سامة منشطة للجهاز العصبي تسبب الشعور بالنشاط والقوة في البداية ثم هبوط الجهاز العصبي حيث يسبب ضعف التركيز والذاكرة ويضحك المتعاطي بدون سبب ظاهر ويشعر بالكسل وفقدان الشهية وعلى المدى الطويل يحدث سوء هضم وتليف بالكبد وضعف القدرة الجنسية .

النيكوتين: وهو مادة سامة توجد في نبات التبغ ينشط المخ في جرعات صغيرة ويهبطه في جرعات كبيرة وأيضا ينبه الغدد فوق الكلوية والتي تغرز الأدرينالين حيث يرتفع الضغط وتزيد ضربات القلب وتصبح غير منتظمة كما يهبط مراكز الجوع في المخ ويسبب ارتفاع الكولسترول في الدم وزيادة تخثر الدم مما يؤدي لحدوث الجلطة الدموية.

أضرار المواد المثبطة "الكحول الإيثيلي"

يؤدي الى نقص درجة الوعي والتسمم الحاد به يؤدي الى بطء التنفس وزيادة نبضات القلب واتساع حدقة العين كما يسبب التهابا حادا في المعدة والبنكرياس وتضخم بالكبد وأيضا يثبط مراكز المخ العليا فيؤدي الى سوء تقدير وعدم التبصر بعواقب الأمور وفقدان الحياء والسلوك العدواني واضطراب التنسيق الحركي مما يؤدي الى تلعثم الكلام والترنح وقد يسبب حوادث السيارات.

إدمان الكحول يؤدي الى تسمم مزمن وهذا يؤدي الى:

- قرحة المعدة والإثنى عشر وأحيانا قي ونزيف دموي.

- تليف الكبد وتشمعة - ضعف عضلات الجسم خاصة عضلة القلب وانخفاض السكر في الدم وكذلك التهاب الأعصاب الطرفية والمضعف الجنسي.

الأعراض الانسحابية:

وقد تظهر نتيجة التوقف المفاجئ عن التعاطي وتظهر في صورة رعشة باليدين وزيادة العرق وخفقان القلب وارتفاع درجة حرارة الجسم وانخفاض ضغط الدم وعدم النوم وقلق وتوتر نفسي. وفي الحالات الشديدة يحدث ما يسمى الهذيان الارتعاشي وفيه تحدث تشنجات بالجسم وفقدان (D.T) التعرف على الزمان والمكان والأشخاص مصحوبة بهلاوس سمعية بصرية . ومن المعروف أن مدمن الكحول يهمل الوجبات الغذائية مما يؤدي إلى ضعف الحالة العامة للجسم ونقص الفيتامينات والمعادن وتنقص مناعة الجسم ويصبح عرضة للإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي وكذلك مرض السل ويصبح عرضة للأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق النفسي والشكوك الزوجية والعزلة الاجتماعية وفقدان احترام الذات.

أضرار المذيبات الطيارة (التشفيط)

مثل الباتكس (البوية - الرصاص - البنزين ..) وهي مواد عضوية تحتوي على الكربون وعنصر الرصاص والتولوين ويشعر المتعاطي لتلك المواد بالدوار والاسترخاء والهلاوس البصرية والسمعية والنعاس وهذه المواد ذات اثر بالغ على خلايا المخ حيث تؤدي الى ضمور خلايا المخ وتدهور الوظائف العقلية العليا (الذكاء - التفكير - الذاكرة - التركيز - الإدراك والعاطفة) مما يؤدي الى الفشل الدراسي والتبلد الانفعالي والميل الى العزلة الاجتماعية وتدهور الشخصية والعنة المبكر وأحيانا تحدث الوفاة نتيجة تقلص أذين القلب وتوقف النبض وهبوط التنفس كما يتليف الكبد ويحدث الفشل الكلوي وفقر الدم الشديد بسبب عنصر الرصاص والبروم.

أضرار الأفيون ومشتقاته (الهيروين )

تناول الأفيون يسبب غثيان وقئ وفقدان شهية الطعام وإمساك كما يعيق التبول ويجف اللعاب ويشعر المتعاطي بالدوخة وبط ء ضربات القلب وضيق بحدقة العين وتحدث الوفاة إما عن الهيروين فهو يحضر من المورفين وهو احد مشتقا ت الأفيون والهيروين يسبب الإدمان بسرعة وتعاطيه بجرعة كبيرة يسبب الغيبوبة والوفاة. وإدمان الهيروين يسبب عدم الاهتمام بالطعام والجنس وتبلد المشاعر وتدهور الشخصية.

والمتعاطي للهيروين بالحقن يعرض نفسه للإصابة بمرض نقص المناعة (الايدز) والالتهاب الكبدي الوبائي وانسداد الشرايين مما يؤدي الى حدوث الغرغرينا والعلاج هو بتر الطرف المصاب ويصبح المريض معاقا في الحركة.

أعراض الانقطاع:

تؤدي الى القلق والتوتر وعدم النوم وآلام جسدية وزيادة إفرازات الجسم (العرق - الدموع - رشح الأنف - قيء - إسهال ) ويحدث اتساع بحدقة العين وتقلصات في البطن والعضلات مع اضطراب السلوك والمشاعر والميل الى العدوان لسهولة الاستثارة .

أضرار البابيتورات (الكبسول الأحمر) مثل السيكونال

وهذه تشبه الكحول في تأثيرها حيث تثبط وظائف القشرة المخية ويضطرب الاتزان الحركي والوعي وتؤدي الى اضطراب السلوك وحوادث السيارات كما وتؤدي الى فقدان الدافعية وروح المبادأة . أما عن أعراض الانقطاع المفاجئ عنها فتؤدي الى القلق والتوتر النفسي وأحيانا نوبات تشنج مفاجئة وهذيان ارتعاشي وقد تحدث الوفاة نتيجة هبوط مركز التنفس عن التسمم بها.

المهلوسات:

مادة نباتية مثل نبات القنب الهندي ويستخرج منه الحشيش والماروانا أو مصنعة مثل حامض الليسر جيل وأقراص الفنسيكالدين.

أضرار الحشيش والماروانا:

المادة الفعالة هي الكانبينول والتي تدخل الجهاز النفسي عند التدخين ويتم امتصاصها من خلال الغشاء المخاطي المبطن للشعب الهوائية فتدخل الدم وتصل الى الكبد حيث يتم تمثيلها وتصل هذه المواد للمخ وتحدث تأثيرها ويختلف رد الفعل لدى المتعاطين أحيانا شعور بالنشوة مصحوب بالضحك بدون سبب وأحيانا اختلال الأحجام والأشكال وكذلك المسافات ومرور الزمن ببطء كذلك اختلال الذاكرة للأحداث القريبة والانتباه والتركيز ويخطئ المتعاطي تفسير ما يدركه بالحواس ثم تعتريه الهلوسات البصرية والسمعية مصحوبة بأنه توصل الى بواطن الأمور ويضطرب الانفعال . ومن أضرار الحشيش كذلك انه يسبب احمرار العينين وانخفاض ضغط الدم وسرعة ضربات القلب وعدم الاتزان الحركي وضمور خلايا المخ وتشوه الأجنة والإجهاض في النساء.

وفي النهاية ندعو الله عز وجل أن يحفظ شباب المسلمين من كل مكروه وسوء ويوفقهم لما فيه خير الأمة الإسلامية والسلام عليكم ورحمة الله .

د. عادل إبراهيم عبد السلام

نظريات تفسير إدمان وتعاطي المخدرات

-النظرية الفسيولوجية :

إن المدمن إنسان وقع فريسة ضعيفة لتغيرات فسيولجيه بسبب الإدمان ولا يجد نفسه إلا متجهاً إلى تعاطى المخدر حتى في حالة الاكتئاب بسبب نقص نفس المادة . ( إن العقاقير المخدرة تحدث تغيرات واضطرابات في حركة ووظائف أعضاء الجسم على هذه الحالة الجديدة يشعر الفرد بالضيق إذا عاد لحالته الطبيعية أو اجبر على الامتناع المؤقت عن المخدر أو الإقلاع عنه )

النظرية النفسية :

إن القلق النفسي والإحباط الناجم عن تراكم الخبرات السالبة في حياة الفرد النفسية تلعب دوراً كبيراً في بدء التعاطي ، فإذا استمرت وزادت فإنها تساعد على الاستمرار بل والمبالغة في التعاطي ويصبح الفرد فريسة للعقار الذي قد يظن انها المخلص الوحيد من الآلام النفسية أو وسيلة إشباع حاجات لا تشبع إلا بتعاطيه لهذا المخدر.

الأسلوب الاجتماعي :

إن علماء الاجتماع يفسرون تعاطى المخدرات على أسس من الفوضى الاجتماعية والتنشئة الثقافية لبعض المجموعات في المجتمع ، وأن ثمة ضغوطاً اجتماعية تدفع الناس إلى الانحراف بما في ذلك تعاطى المخدرات

ومن النظريات في هذا المجال ( نظرية الرقابة ) التى تقول بأن الدافع لتعطى المخدرات وخرق القوانين وحتى الجرائم جزء من السلوك الإنساني وإن الأفراد يرتكبون أعمالاً انحرافية إذا ما تركوا وشأنهم ( أي أن غياب الرقابة يؤدى للانحراف )

لماذا يتعاطى الإنسان المخدرات ؟

نظراً لما تتسم به مشكلة الإدمان على المخدرات من خطورة بالغة على الفرد والمجتمع ، وما تولده من مشكلات أخرى لها خطورتها على مختلف جوانب الحياة الاجتماعية ، فقد بذل الباحثون والمتخصصون في مختلف فروع العلم جهودا مكثفة في الكشف عن العوامل الكامنة وراء الإدمان على المخدرات ، وتوصلوا إلى نتائج لها فاعليتها في هذا المجال وذلك في إطار الظروف الاجتماعية المؤدية إلى ذلك ، وليس من أهداف هذا الكتيب استقصاء ما كتب حول هذا الموضوع فالآراء متعددة وانما سوف نركز على ما يتفق معظم الباحثين على أنها عوامل تدفع الإنسان لتعاطي المخدرات والتي تتلخص فيما يلي :

أولا ـ اختلال الدور الاجتماعي للفرد :

إن اختلال الدور الاجتماعي للفرد أو حرمانه من القيام بهذا الدور من العوامل الحاسمة التي تقف وراء الإدمان على المخدرات . فعلى سبيل المثال هناك ظروف اجتماعية متعددة فرضت ضغوطا كثيرة على إدراك المراهق لدوره الاجتماعي ، بحيث أدت الوفرة المادية التي يعيشها المجتمع الخليجي بعد ظهور النفط والتغير السريع في نمط الحياة الاجتماعية والتطور المصاحب لذلك في مختلف جوانب الحياة ، إضافة إلى أثر القيم الجديدة (الوافدة) في كيان الأسرة الخليجية،بحيث وضعت الشباب المراهق أمام موقف صعب تجاه ما هو تقليدي وما هو جديد ومستحدث.

ثانيا ـ ضعف التكوين العقائدي والقيمي :

لا شك أن السلوك الانحرافي يرتبط ارتباطا وثيقا بالضعف الذي يعتري التكوين العقائدي والقيمي للفرد ، فضعف الوازع الديني وضعف التكوين القيمي للفرد له أثر فعال في الميل إلى الإقبال على تعاطي المخدرات والمسكرات والإدمان عليها . ولذا ينبغي التركيز على تقوية التكوين الديني لدى الشباب من خلال عملية التنشئة الاجتماعية والتربوية لمواجهة هذه المشكلة الخطيرة .

ثالثا ـ ضعف الضبط الاجتماعي والرقابة الاجتماعية :

إن ضعف الضوابط الاجتماعية وغياب الرقابة الاجتماعية من العوامل الخطيرة التي تؤدي إلى تعاطي الشباب للمخدرات والإدمان عليها وتعمل على انتشارها . ولذا ينبغي التأكيد على دور المؤسسات الاجتماعية وفي مقدمتها الأسرة باعتبارها البيئة الأولى التي يتشرب فيها الفرد قيم ومعتقدات وتقاليد المجتمع الذي ينتمي إليه

رابعا ـ مرحلة المراهقة :

تعتبر مرحلة المراهقة من المراحل الحرجة في حياة الناشئة والتي تتطلب المزيد من الجهد لمواجهتها بالأساليب التربوية مع التركيز على دور الأسرة في عملية التنشئة وكذلك دور المجتمع في فهمه لحاجات الباب الأساسية مع الأخذ في عين الاعتبار عاطفة اعتبار الذات لما لها من أهمية كبيرة في حياة المراهق .

خامسا ـ قضاء وقت الفراغ :

أثبتت بعض الدراسات الميدانية التي أجريت على المدمنين أن قضاء الشباب لأوقات الفراغ في أمور لا تعود عليهم بالنفع من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الإدمان . وهذا يعني أن عدم القدرة على استغلال أوقات الفراغ وقضائها على النحو الذي يعود بالنفع على الفرد والمجتمع يؤدي في الغالب إلى إتاحة الفرصة أمام الشباب إلى الميل نحو تعاطي المخدرات ، ومن هنا يجب العمل على توجيه الشباب نحو استغلال أوقات فراغهم وشغلها بما يحقق الفائدة لهم ولمجتمعهم وخصوصاً في الإجازات .

سادسا : المشكلات الأسرية :

وتلعب هذه المشكلات دورا بالغ الأهمية في إعاقة دور الأسرة في تربية أبنائها وتنشئتهم التنشئة الاجتماعية السليمة مما يؤدي في نهاية الأمر إلى انجرافهم في تيار الانحراف ومنها ماينشئ من خلاف بين الأبوين على المستوى الشخصي أو الاختلاف بأسلوب التربية الذي يجعل الأبناء في حيرة من أمرهم فيمن يتبعون ، كما أن أسلوب التنشئة الذي لا يعرف الا القسوة والشدة في التعامل مع الأبناء دون التبصر بعواقب هذه القسوة التي تقود الأبناء إلى النفور من آبائهم واسرهم وتجعلهم قد ينتقمون من ذلك بالوقوع بالخطأ .

وعى النقيض من ذلك استخدام أسلوب الدلال الزائد والإهمال بحجج واهية مما يجعل الأبناء يتجرءون على الوقوع بالخطأ نتيجة هذا الضعف أو الإهمال ، فهو قد أمن العقوبة أو على الأقل المحاسبة أو المتابعة.

فكلا الأسلوبين يؤديان بالأبناء إلى طريق الانحراف ومنها المخدرات ... فالوسطية عند التعامل معهم والحوار من أنجع الوسائل في تربيتهم حيث الموازنة بين الشدة دون قسوة ، والحوار دون دلال زائد يذبب شخصية الأب ويضعفها عند الأبناء .

تاريخ المخدرات

ورد في تراث الحضارات القديمة آثار كثيرة تدل على معرفة الإنسان بالمواد المخدرة منذ تلك الأزمنة البعيدة، وقد وجدت تلك الآثار على شكل نقوش على جدران المعابد أو كتابات على أوراق البردي المصرية القديمة أو كأساطير مروية تناقلتها الأجيال. فالهندوس على سبيل المثال كانوا يعتقدون أن الإله (شيفا) هو الذي يأتي بنبات القنب من المحيط، ثم تستخرج منه باقي الإلهة ما وصفوه بالرحيق الإلهي ويقصدون به الحشيش. ونقش الإغريق صوراً لنبات الخشاش على جدران المقابر والمعابد، واختلف المدلول الرمزي لهذه النقوش حسب الإلهة التي تمسك بها، ففي يد الإلهة (هيرا) تعني الأمومة، والإلهة (ديميتر) تعني خصوبة الأرض، والإله (بلوتو) تعني الموت أو النوم الأبدي. أما قبائل الإنديز فقد انتشرت بينهم أسطورة تقول بأن امرأة نزلت من السماء لتخفف آلام الناس، وتجلب لهم نوماً لذيذاً، وتحولت بفضل القوة الإلهية إلى شجرة الكوكا.

أنواع المخدرات : ـ

1 / الكحوليات :

تعتبر الكحوليات من أقدم المواد المخدرة التي تعاطاها الإنسان، وكانت الصين أسبق المجتمعات إلى معرفة عمليات التخمير الطبيعية لأنواع مختلفة من الأطعمة، فقد صنع الصينيون الخمور من الأرز والبطاطا والقمح والشعير، وتعاطوا أنواعاً من المشروبات كانوا يطلقون عليها "جيو" أي النبيذ، ثم انتقل إليهم نبيذ العنب من العالم الغربي سنة 200 قبل الميلاد تقريباً بعد الاتصالات التي جرت بين الإمبراطوريتين الصينية والرومانية. واقترن تقديم المشوربات الكحولية في الصين القديمة بعدد من المناسبات الاجتماعية مثل تقديم الأضاحي للآلهة أو الاحتفال بنصر عسكري. وهذا نموذج ليس متفردا في قدم وتلقائية معرفة الإنسان للكحوليات، كما لهذا النموذج شبيه في الحضارات المصرية والهندية والرومانية واليونانية، كما عرفت الكحوليات المجتمعات والقبائل البدائية في أفريقيا وآسيا.

2- الحشيش (القنب)

القنب كلمة لاتينية معناها ضوضاء، وقد سمي الحشيش بهذا الاسم لأن متعاطيه يحدث ضوضاء بعد وصول المادة المخدرة إلى ذروة مفعولها. ومن المادة الفعالة في نبات القنب هذا يصنع الحشيش، ومعناه في اللغة العربية "العشب" أو النبات البري، ويرى بعض الباحثين أن كلمة حشيش مشتقة من الكلمة العبرية "شيش" التي تعني الفرح، انطلاقاً مما يشعر به المتعاطي من نشوة وفرح عند تعاطيه الحشيش.

وقد عرفت الشعوب القديمة نبات القنب واستخدمته في أغراض متعددة، فصنعت من أليافه الحبال وأنواعا من الأقمشة، واستعمل كذلك في أغراض دينية وترويحية.

ومن أوائل الشعوب التي عرفته واستخدمته الشعب الصيني، فقد عرفه الإمبراطور شن ننج عام 2737 ق.م وأطلق عليه حينها واهب السعادة، أما الهندوس فقد سموه مخفف الأحزان.

وفي القرن السابع قبل الميلاد استعمله الآشوريون في حفلاتهم الدينية وسموه نبتة "كونوبو"، واشتق العالم النباتي ليناوس سنة 1753م من هذه التسمية كلمة "كنابيس" Cannabis.

وكان الكهنة الهنود يعتبرون الكنابيس (القنب - الحشيش) من أصل إلهي لما له من تأثير كبير واستخدموه في طقوسهم وحفلاتهم الدينية، وورد ذكره في أساطيرهم القديمة ووصفوه بأنه أحب شراب إلى الإله "أندرا"، ولايزال يستخدم هذا النبات في معابد الهندوس والسيخ في الهند ونيبال ومعابد أتباع شيتا في الأعياد المقدسة حتى الآن.

وقد عرف العالم الإسلامي الحشيش في القرن الحادي عشر الميلادي، حيث استعمله قائد القرامطة في آسيا الوسطى حسن بن صباح، وكان يقدمه مكافأة لأفراد مجموعته البارزين، وقد عرف منذ ذلك الوقت باسم الحشيش، وعرفت هذه الفرقة بالحشاشين.

أما أوروبا فعرفت الحشيش في القرن السابع عشر عن طريق حركة الاستشراق التي ركزت في كتاباتها على الهند وفارس والعالم العربي، ونقل نابليون بونابرت وجنوده بعد فشل حملتهم على مصر في القرن التاسع عشر هذا المخدر إلى أوروبا.

وكانت معرفة الولايات المتحدة الأميركية به في بدايات القرن العشرين، حيث نقله إليها العمال المكسيكيون الذين وفدوا إلى العمل داخل الولايات المتحدة.

 3- الأفيون

أول من اكتشف الخشاش (الأفيون) هم سكان وسط آسيا في الألف السابعة قبل الميلاد ومنها انتشر إلى مناطق العالم المختلفة، وقد عرفه المصريون القدماء في الألف الرابعة قبل الميلاد، وكانوا يستخدمونه علاجاً للأوجاع، وعرفه كذلك السومريون وأطلقوا عليه اسم نبات السعادة، وتحدثت لوحات سومرية يعود تاريخها إلى 3300 ق.م عن موسم حصاد الأفيون، وعرفه البابليون والفرس، كما استخدمه الصينيون والهنود، ثم انتقل إلى اليونان والرومان ولكنهم أساؤوا استعماله فأدمنوه، وأوصى حكماؤهم بمنع استعماله، وقد أكدت ذلك المخطوطات القديمة بين هوميروس وأبو قراط ومن أرسطو إلى فيرجيل. وعرف العرب الأفيون منذ القرن الثامن الميلادي، وقد وصفه ابن سينا لعلاج التهاب غشاء الرئة الذي كان يسمى وقتذاك "داء ذات الجُنب" وبعض أنواع المغص، وذكره داود الأنطاكي في تذكرته المعروفة باسم "تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب" تحت اسم الخشخاش.

وفي الهند عرف نبات الخشاش والأفيون منذ القرن السادس الميلادي، وظلت الهند تستخدمه في تبادلاتها التجارية المحدودة مع الصين إلى أن احتكرت شركة الهند الشرقية التي تسيطر عليها إنجلترا في أوائل القرن التاسع عشر تجارته في أسواق الصين.

وقد قاومت الصين إغراق أسواقها بهذا المخدر، فاندلعت بينها وبين إنجلترا حرب عرفت باسم حرب الأفيون (1839 - 1842) انتهت بهزيمة الصين وتوقيع معاهدة نانكين عام 1843 التي استولت فيها بريطانيا على هونغ كونغ، وفتحت الموانئ الصينية أمام البضائع الغربية بضرائب بلغ حدها الأقصى 5%.

واستطاعت الولايات المتحدة الأميركية الدخول إلى الأسواق الصينية ومنافسة شركة الهند الشرقية في تلك الحرب، فوقعت اتفاقية مماثلة عام 1844، وكان من نتائج تلك المعاهدات الانتشار الواسع للأفيون في الصين، فوصل عدد المدمنين بها عام 1906 على سبيل المثال خمسة عشر مليوناً، وفي عام 1920 قدر عدد المدمنين بـ 25% من مجموع الذكور في المدن الصينية. واستمرت معاناة الصين من ذلك النبات المخدر حتى عام 1950 عندما أعلنت حكومة ماوتسي تونغ بدء برنامج فعال للقضاء على تعاطيه وتنظيم تداوله.

4- المورفين

وهو أحد مشتقات الأفيون، حيث استطاع العالم الألماني سير تبرز عام 1806 من فصلها عن الأفيون، وأطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى الإله مورفيوس إله الأحلام عند الإغريق. وقد ساعد الاستخدام الطبي للمورفين في العمليات الجراحية خاصة إبان الحرب الأهلية التي اندلعت في الولايات المتحدة الأميركية (1861 - 1861) ومنذ اختراع الإبرة الطبية أصبح استخدام المورفين بطريقة الحقن في متناول اليد.

5- الهيروين

وهو أيضاً أحد مشتقات المورفين الأشد خطورة، اكتشف عام 1898 وأنتجته شركة باير للأدوية، ثم أسيء استخدامه وأدرج ضمن المواد المخدرة فائقة الخطورة.

6- الأمفيتامينات (المنشطات)

تم تحضيرها لأول مرة عام 1887 لكنها لم تستخدم طبياً إلا عام 1930، وقد سوقت تجارياً تحت اسم البنزورين، وكثر بعد ذلك تصنيع العديد منها مثل الكيكيدرين والمستيدرين والريتالين.

وكان الجنود والطيارون في الحرب العالمية الثانية يستخدمونها ليواصلوا العمل دون شعور بالتعب، لكن استخدامها لم يتوقف بعد انتهاء الحرب، وكانت اليابان من أوائل البلاد التي انتشر تعاطي هذه العقاقير بين شبابها حيث قدر عدد اليابانيين الذين يتعاطونها بمليون ونصف المليون عام 1954، وقد حشدت الحكومة اليابانية كل إمكاناتها للقضاء على هذه المشكلة ونجحت بالفعل في ذلك إلى حد كبير عام 1960.

7- الكوكايين :

و هي من المنشطات التي تمنح الشعور بالانتعاش وضعف الشهية. ويمكن لمتعاطي هذا المخدر ألا يبالوا بالألم والتعب. ويتلاشى مفعول الكوكايين بعد مرور ما بين 15 دقيقة ونصف ساعة على استنشاقه، لذلك فالمدمنون مضطرون لأخذه باستمرار كل عشرين دقيقة من أجل الإبقاء على مفعوله. ويعتقد العديد من المتعاطين لهذا المخدر أن أداءهم يكون أحسن تحت تأثير الكوكايين، لكن الأبحاث تظهر أن هذا الإحساس قد يكون وهميا ولا علاقة له بالواقع وقد يؤدي الكوكايين إلى اضطراب وتيرة خفقان القلب وزيادة حرارة الجسد. ويحتمل أن يؤدي استخدام كميات عالية أو منتظمة من الكوكايين إلى تقليص الشهوة الجنسية وربما الإصابة بالاضطراب والبارانويا. كما يمكن أن يقود أخذ جرعات كبيرة إلى الوفاة بسبب السكتة القلبية أو تَعَطُّل الجهاز التنفسي . ومن بين التأثيرات الجانبية التي يسفر عنها تعاطي الكوكايين الشعور بالضغط والإعياء. أما الإقلاع عنه فيؤدي إلى بروز أعراض من بينها الشعور بالقلق وبحالات عالية من التوتر العصبي وهناك العديد من الأشخاص الذين يؤثر الكوكايين فيهم بسرعة، إذ يمكن أن يقودهم إلى الوفاة بعد أخذ أول كمية منه. ويسفر الاستنشاق المنتظم للكوكايين عن إتلاف أغشية الأنف، كما أن استعماله عن طريق حُقَنٍ ملوَّثة أو مستعملة يحمل مخاطر الإصابة بالعدوى ويؤدي استعمال الكوكايين إبان فترة الحمل إلى احتمالات إصابة الوليد بتشوهات خِلْقية أو بقِلَّة الوزن، كما يمكن أن يولد الأطفال وهم يحملون أعراض الإدمان .

8- القات :

شجيرة معمرة ، تزرع في أي تربة وتقاوم الآفات وتقلبات المناخ ، وهي ذات أورقا دائمة الاخضرار يبلغ ارتفاعها من متر إلى مترين في المناطق القاحلة وستة أمتار في المنحدرات الرطبة لجبال إثيوبيا ، وقد تصل إلى 25 متراً في المناطق الاستوائية ومحيط الساق قد يصل إلى 60 سم ، وقشرته رقيقة ناعمة داكنة الملمس . وشجيرة القات حمراء داكنة تميل إلى الاصفرار ، والمتخضر عندما تنضج أوراقها عكسية بيضاوية الشكل مسننة حادة ويابسة الملمس وعديمة المذاق تقريباً . ويختلف حجم الأوراق اختلافاً كبيراً ويبلغ من 5 - 7 سم عرضاً ، وزهرة النبات بيضاء اللون وبعضها يميل إلى اللون الأخضر .

وينمو القات برياً في المناطق الجبلية والرطبة في شرقي وجنوبي أفريقياً وفي جنوب شبه الجزيرة العربية واريتريا وكينيا ، ويزرع النبات في أثيوبيا واليمن . ولم يخضع نبات القات حتى الآن للرقابة الدولية ولكن عنصرين من عناصره هما القاتين والقاتتينون أخضعاً للرقابة الدولية بموجب اتفاقية المؤثرات العقلية لعام 1971 م .

تأثير المواد الفعالة في القات :

منشط يشبه تأثير الإمفيتامينات ، ويؤدي إلى درجة متوسطة وملحوظة من درجات الإدمان النفسي ، والتعاطي المزمن للقات يؤدي إلى البلاهة أو الجنون والإصابة بأمراض سرطان اللثة والفم والمعدة .

اليوم العالمي لمكافحة المخدرات

يعاني من الإدمان على المخدرات أكثر من 180 مليون شخص، ويتعاطى القات حوالي 40 مليونا يتركز معظمهم في اليمن والصومال وإريتريا وإثيوبيا وكينيا. ولا تقف أزمة المخدرات عند آثارها المباشرة على المدمنين وأسرهم، وإنما تمتد تداعياتها إلى المجتمعات والدول، فهي تكلف الحكومات أكثر من 120 مليار دولار، وترتبط بها جرائم كثيرة وجزء من حوادث المرور، كما تلحق أضرارا بالغة باقتصاديات العديد من الدول مثل تخفيض الإنتاج وهدر أوقات العمل، وخسارة في القوى العاملة سببها المدمنون أنفسهم والمشتغلون بتجارة المخدرات وإنتاجها، وضحايا لا علاقة لهم مباشرة بالمخدرات، وانحسار الرقعة الزراعية المخصصة للغذاء وتراجع التنمية وتحقيق الاحتياجات الأساسية.

يقسم د. مصطفى سويف الخسائر الاقتصادية الناشئة عن المخدرات إلى خسائر ظاهرة وأخرى مستترة وثالثة خسائر بشرية. ويأتي في الإنفاق الظاهر مكافحة العرض وخفض الطلب، مثل الإدارة العامة للمكافحة والمباحث العامة والجمارك والسجون والبوليس الجنائي الدولي وسلاح الحدود وخفر السواحل والقضاء والطب الشرعي وبرامج التوعية والتشخيص والعلاج وإعادة التأهيل والاستيعاب.

ويأتي في الإنفاق المستتر (الاستنزاف) التهريب والاتجار والزراعة والتصنيع والعمل وتناقص الإنتاج واضطراب العمل وعلاقاته والحوادث. كما يأتي في الخسائر البشرية العاملون في المخدرات والمدمنون والمتعاطون والضحايا الأبرياء.

وهذه كلها خسائر يصعب تقديرها أو حصرها بدقة، ولكن يمكن القول إنها متوالية من الخسائر والنزف ترهق المجتمعات والدول وتدمر الأفراد والأسر.

وتظهر تقارير الأمم المتحدة والجهات الرسمية أن انتشار المخدرات وإنتاجها يغطي العالم كله فقد سجل انتشاره في 170 بلدا وإقليما: الكوكايين في القارة الأميركية، والحشيش والأفيون والمنشطات في آسيا وأوروبا، ويزرع الحشيش وينتج في أفغانستان وباكستان وميانمار، وبكميات أقل بكثير في مصر والمغرب وتركيا، ويزرع الكوكايين وينتج في أميركا اللاتينية وبخاصة في كولومبيا. وتقدر المضبوطات من المخدرات بـ 20 - 30% من الكميات التي توزع في الأسواق، وهذا مؤشر على مدى نجاح جهود مكافحة المخدرات.

وتتداخل المخدرات مع جرائم أخرى كالعصابات المنظمة التي يمتد عملها إلى الدعارة والسرقة والسطو والخطف وغسل الأموال، والمشاركة في الأنشطة الاقتصادية المشروعة، فيتسلل تجار المخدرات إلى المؤسسات الاقتصادية والسياسية ومواقع السلطة والنفوذ والتأثير على الانتخابات، واستفادت تجارة المخدرات من الشبكة الدولية للاتصالات "الإنترنت".

ما هي المخدرات؟ وما هو الاعتماد (الإدمان)؟

تستخدم منظمة الصحة تعبير المواد النفسية بدلا من المخدرات لأن الأخير يشمل مواد واستخدامات علمية أو أخرى عادية غير محظورة أو خطرة. ولكننا نستخدم في هذا الملف تعبير "المخدرات" ونعني به المواد التي تحدث الاعتماد (الإدمان) والمحرم استخدامها إلا لأغراض طبية أو علمية، أو إساءة استخدام المواد والعقاقير المتاحة للحصول على التأثيرات النفسية. وبعض المخدرات مواد طبيعية وبعضها مصنعة، وتشمل المهدئات والمنشطات والمهلوسات أو المستخرجة من نباتات طبيعية كالحشيش والأفيون والهيروين والماريغوانا والكوكايين أو المواد التي تستنشق مثل الأسيتون والجازولين.

والاعتماد (الإدمان) هو التعاطي المتكرر للمواد المؤثرة بحيث يؤدي إلى حالة نفسية وأحيانا عضوية، وتسيطر على المتعاطي رغبة قهرية ترغمه على محاولة الحصول على المادة النفسية المطلوبة بأي ثمن، ويطلق على هذه الحالة "الاعتماد" لتمييزها عن الإدمان المطلق الذي يشمل الوقوع تحت تأثير مواد أخرى لا تصنف في المخدرات المحظورة أو الخطرة مثل الكحول وهنالك مواد أخرى تمنعها بعض الدول ولا تمنعها دول أخرى مثل القات، ومواد عادية غير خطرة لكنها تسبب الإدمان مثل التبغ ثم بدرجة أقل القهوة والشاي. وهكذا فإنه لأغراض تطبيقية سنستخدم مصطلحي المخدرات والإدمان ونقصد بهما المواد النفسية والاعتماد حسب مفاهيم ومصطلحات منظمة الصحة العالمية.

وتتفاوت المخدرات في مستوى تأثيرها وخطورتها وفي طريقة تعاطيها، وتصنف حسب تأثيرها(مسكرات ومهدئات ومنشطات ومهلوسات ومسببات للنشوة) أوحسب طريقة انتاجها (طبيعية أو مصنعة) وبعضها يسبب اعتمادا نفسيا وعضويا مثل الأفيون والمورفين والكوكايين والهيروين وبعضها يسبب اعتمادا نفسيا فقط مثل الحشيش. ويجري تعاطيها بطرق مختلقة كالتدخين والحقن والشم أوالبلع للحبوب والمواد المصنعة وتقترن بها عادات وتقاليد جماعية في جلسات وحفلات أو في المناسبات مما يجعلها أكثر رسوخا وقبولا.

وتؤثر المخدرات على متعاطيها على نحو خطير في بدنه ونفسه وعقله وسلوكه وعلاقته بالبيئة المحيطة به. وتختلف هذه الآثار من مادة إلى أخرى وتتفاوت في درجات خطورتها، ولكن يمكن إجمالها في الخمول والكسل وفقدان المسؤولية والتهور واضطراب الإدراك والتسبب في حوادث مرورية وإصابات عمل، وتجعل المدمن قابلا للأمراض النفسية والبدنية والعقلية وقد يصاب بفقدان المناعة "الإيدز" إذا استخدم حقنا ملوثة أو مستعملة والشعور بالقلق وانفصام الشخصية، إذ تؤدي بعض المخدرات مثل الميث أو الكراك إلى تغييرات حادة في المخ. كما تؤدي المخدرات إلى متوالية من الكوارث على مستوى الفرد مثل تفكك الأسر وانهيار العلاقات الأسرية والاجتماعية والعجز عن توفير المتطلبات الأساسية للفرد والأسرة، ويقع المدمن غالبا تحت تأثير الطلب على المخدرات في جرائم السرقة والترويج والسطو والقتل والقمار والديون، فهي ظاهرة ذات أبعاد تربوية واجتماعية وثقافية ونفسية ومجتمعية ودولية.

المخدرات والاتجار بالبشر أخطر الجرائم المنظمة بأوروبا

كشفت الوكالة الأوروبية للشرطة عن وجود أربعة تكتلات مافيوية رئيسية تمارس الجريمة المنظمة في أنحاء القارة.  وقالت الوكالة في تقرير أعدته عن أوضاع الجريمة في أوروبا خلال العام الحالي ، إن هناك تكتلات عصابية أربعة موزعة وفق جنسيات منظميها والمناطق الجغرافية التي تنشط فيها.

    وأظهر التقرير -الذي استعرضه وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم في العاصمة البلجيكية بروكسل- أن التكتل الأول مكون من مجموعات "ألبانية وتركية" تنشط في جنوب شرق القارة. أما التكتل الثاني فمكون من مجموعات "مغربية ونيجيرية" منتشرة في فرنسا وبلجيكا وشبه الجزيرة الأيبيرية المكونة من إسبانيا والبرتغال. وأضاف التقرير الذي تطرق للتكتل الثالث بوصفه مجموعات (بلجيكية-هولندية) تتمركز في هولندا . ويعود التكتل الرابع -استناداً للتقرير- إلى مجموعات (ناطقة بالروسية) موزعة على دول البلطيق. وعانى التقرير من الحذف بناء على طلب من الحكومة الإيطالية التي طلبت شطب الجزء الخاص بالعصابات الإيطالية التي تتهمها الوكالة الأوروبية للشرطة باختراق الأجهزة الأمنية والأروقة السياسية الإيطالية. وشدد التقرير على أن التعاون بين أجهزة شرطة دول الاتحاد الـ25 يعد أمراً حتمياً في مواجهة تنامي معدلات الجريمة العابرة للحدود. ووصف التقرير تهريب المخدرات بالنشاط الأكثر ربحية وفتكاً. وأشار إلى أن الاتجار في الهيروين داخل القارة يتجه إلى التراجع عكس تجارة الحشيشة والكوكايين وكلاهما يشهد ارتفاعاً كبيراً. ويسجل التقرير أن أوروبا تعد ثاني أكبر سوق لترويج المخدرات بعد الولايات المتحدة وهي في الوقت ذاته المنتج الأول للمخدرات المصنعة. وأفاد التقرير بأن هذه النوعية من المخدرات يتم تصنيعها في مختبرات خاصة في هولندا وبلجيكا. ونبهت الوكالة من واقع الضبطيات التي تقوم بها أجهزة الشرطة في الدول الأعضاء إلى أن الشاحنات هي الوسيلة الأكثر شيوعاً في تهريب المخدرات. وانتقل التقرير إلى تهريب البشر والهجرة غير المشروعة باعتبارهما الأكثر تهديداً للقارة العجوز، واصفاً إياها بالتجارة الخطيرة والمربحة. وتطرق التقرير لأول مرة إلى العصابات الصينية التي يضمها الجزء الخاص بسيطرة العصابات على القارة جغرافياً. إذ قال إن تجارة البشر والهجرة غير المشروعة تديرها عصابات ألبانية ومغربية أو صينية تستخدم الطرق المعتادة لتهريب المخدرات لكي تدخل إلى دول القارة نساء وأطفالاً ومهاجرين غير شرعيين. ورأى التقرير أن أوربا "تبدو عاجزة أكثر من أي وقت مضى" عن مواجهة هذه الظاهرة. وتحدث عن معاناة البشر من ضحايا هذا النوع من التجارة غير المشروعة بأنهم "يتعرضون في الطريق إلى الاستغلال الجنسي والموت". وتطرق التقرير إلى عمليات الاحتيال باستخدام البطاقات المصرفية والتحايل على الضرائب. وعلق على هذه الجريمة بأنها تمثل "تهديداً كبيراً" للاقتصاد الأوروبي، ونوه إلى أن مرتكبي هذه الجرائم يتبعون تقنيات معقدة. وقالت الوكالة في تقريرها إن العصابات البولندية والرومانية والبلغارية هي "الأكثر نجاحاً" في هذا المجال. وضمت إليها العصابات القادمة من دول البلطيق في مجال تزوير اليورو خاصة العملات المعدنية التي يسهل تقليدها بالمقارنة مع العملات الورقية التي يصعب تزويرها. وأقر القائمون على الوكالة بالصعوبات التي تعترض طريقهم من قبل الدول الأعضاء خاصة فرنسا التي ترفض أن تفرض الوكالة أولوياتها على الدول الأعضاء في مجال مكافحة الجريمة، مما جعل الشرطة في كل دولة تواجه عصابات المافيا فرادى بعيداً عن المؤسسات الاتحادية.

القات يهدد صحة اليمنيين ويعصف باقتصادهم

رغم المحاولات الحكومية الجادة للحد من انتشار ظاهرة تعاطي القات الا ان هذه المحاولات لم تركز الا على اضراره الصحية والزراعية وتجاهلت الوقت الذي يضيعه اليمنيون في مجالس القات.

وقدر تقرير حكومي حديث حجم الوقت المهدر في تعاطي القات في اليمن بسبعة مليارات ساعة عمل.

واشار التقرير الى ان ما يربو عن 25% من اليمنيين رجال ونساء يقضون ساعات طويلة في مضغ اوراق القات طوال ساعات طويلة تبدأ من الواحدة والثالثة عصراً وتمتد الى العاشرة ليلا.

وزادت المساحات المزروعة بالقات خلال العقود الثلاثة الماضية ثمانية عشر مرة، اذ ارتفعت من سبعة آلاف هكتار عام 1970م الى مائة وسبعة وعشرين الف هكتار عام 2005م وتستهلك زراعة القات نحو 30% من المياه المستخدمة في الزراعة.

ويقول عبد القادر باجمال رئيس الوزراء اليمني ان هناك اجماعا كاملا على ان القات هو آفة اجتماعية ينبغي القضاء عليها وخصوصاً التوعية بشأنها صحياً واجتماعيا واقتصادياً لدى الجيل الجديد.

ويظيف رئيس الوزراء اليمني "المراقبة من قبلنا وعلى الاقل تحت النظر بأن المنسحبين من القات كثيرين وانا واحد منهم لانه الان صار لي حوالي سنه ونصف بطلت القات ووجدت ان الرياضة هي اجمل شئ يمكن الواحد يمارسها".

ولا تنحصر الاضرار الصحية للقات في انواع امراض السرطان المتفشية في اوساط اليمنيين بسبب المبيدات والسموم التي ترش بها اشجار القات وانما ثمة امراض الجهاز الهضمي وامراض الكلى والفم واللثة وتشوهات عضلات.

وبالاضافة الى انه يتسبب في سوء التغذية الناجم عن فقدان الشهية، يؤثر القات على تغذية باقي افراد الاسرة بسبب انفاق نسبة 26% من ميزانية الاسرة اليمنية على شراء القات.

ورغم تفاقم اضرار تعاطي القات تحولت هذه الظاهرة المستمرة في الانتشار الى معضلة اقتصادية اذ يبلغ اجمالي الانفاق السنوي عليها نحو 250 مليار ريال وتوفر 500 الف فرصة عمل وليس لها اي اثر في زيادة الانتاج الغذائي ولاتشكل عائداتها اي اضافة الى اجمالي الدخل القومي.

كما ان توفير بدائل لزراعة القات والاستفادة من الوقت المهدر في تعاطيه يمثل تحديا حقيقياً للحكومات اليمنية المتعاقبة نظراً لتأصل هذه الظاهرة وارتباطها بالكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية المتجددة.

وقد اتخذت الحكومة اليمنية مؤخرا جملة من الاجراءات للحد من ظاهرة تعاطي القات منها مثلاُ رفع نسبة الضريبة على القات الى 30%.

وهناك قلق حكومي من فشل جهودها للحد من ظاهرة القات خاصة وان هناك الكثير من المستفيدين والذين يمثلون قوى اجتماعية مؤثرة من شأنها ان تعمل على ارباك البرامج حكومة للحد من ظاهرة القات.

في هذه الاثناء اظهرت دراسات يمنية حديثة بان نسبة الفتيات اللواتي يتعاطين القات في ازدياد حتى وصلت الى 65% وقد انتشرت ظاهرة تعاطي القات في اوساط الفتيات خاصة من عام 1990م كنوع من التعويض على عدم وجود بعض مظاهر الترفيه.

كما ان هناك عاملا اخرا ساعد على انتشار القات بشكل كبير في اوساط الفتيات وهو المناسبات الاجتماعية كالاعراس التي يتم استخدام القات فيها كنوع من الكرم والتباهي.

اكبر مصدر للدخل القومي

اقتصاد الأفيون يزدهر في أفغانستان كرزاي

قالت الأمم المتحدة والبنك الدولي في تقرير الثلاثاء "أن حجم 'اقتصاد الأفيون' في أفغانستان غير مسبوق، وحذرا من أن هذا الاقتصاد يهدد بتقويض مساعي إعادة بناء البلد المضطرب بعد سنوات من الحرب".

وجاء في التقرير أن "الجهود لخفض إنتاج أفغانستان من الأفيون والذي يشكل اكثر من 90 بالمئة من الإنتاج العالمي تواجه عقبات من بينها الفساد ودفع منتجي الأفيون الأغنياء الرشاوى لوقف مكافحة تجارة الأفيون".

وقال التقرير أن "التضييق على تجارة المخدرات أدت إلى تركزها في أيدي مجموعة صغيرة اكبر نفوذا وتتمتع بصلات سياسية"، كما أدت إلى استخدام نظام مالي إسلامي في تبييض الأموال.

وارتفع إنتاج الأفيون الأفغاني بنسبة 50 بالمئة هذا العام ليصل إلى 6100 طن، حسب ما أفاد مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في سبتمبر/أيلول، حتى بعد الجهود الدولية لمكافحة المخدرات التي كلفت مليارات الدولارات.

ويستخرج من الأفيون مادة الهيروين التي تباع في بعض الدول المجاورة لأفغانستان إضافة إلى أوروبا حيث يسجل ما بين سبعة وثمانية آلاف حالة وفاة من المخدرات كل عام.

وقال التقرير أن "حجم وأهمية اقتصاد الأفيون الأفغاني غير مسبوق وفريد في التجربة العالمية".

إلا أن اقتصاد الأفيون لا يزال يشكل نحو ثلث النشاط الاقتصادي الإجمالي حيث يقدر إجمالي الناتج المحلي من الأفيون بما بين 2.6 و 2.7 مليار دولار خلال العامين الماضيين.

وتعتبر تجارة الأفيون اكبر مصدر لعائدات الصادرات ومصدر كبير للدخل والعمل في المناطق الريفية كما تدعم ميزان المدفوعات من خلال رسوم الجمارك والواردات التي يتم شراؤها بأموال المخدرات، إضافة إلى دعم العائدات الحكومية بشكل غير مباشر.

وجاء في التقرير أن "حجم اقتصاد الأفيون وطبيعته السرية تعني أن هذا الاقتصاد يخترق الاقتصاد الأفغاني والدولة والمجتمع والسياسة ويؤثر فيها بشكل كبير".

كما انه "مصدر هائل للفساد" الذي يقوض المؤسسات الحكومية خاصة قطاعي الأمن والقضاء.

وأضاف "هناك مؤشرات مقلقة على اختراق قطاع المخدرات المستويات العليا من الحكومة والسياسة الناشئة في البلاد".

وتابع "وبالتالي فانه يعتبر أحد اكبر التهديدات على بناء الدولة وجهود إعادة الاعمار والتنمية في أفغانستان".

أعراض التعلّق بمواد «الكيف» ومسبباته عند المراهقين ...

اكتشاف «ظاهرة التعوّد» بمعايير منظمة الصحة العالمية

يجد المتعوّد نفسه (جسدياً أو ذهنياً) مشدوداً إلى تناول شيء ما أو ممارسة سلوك (تصرّف) ما. وتظهر عوارض التساهل أو التخلّي عندما لا يتناول المادة. والتساهل يعني أن المتعوّد على المخدرات يصبح في حاجة إلى كميات أكبر منها مع الوقت ليصل إلى المؤثرات التي يرغب بها. وعوارض التخلي تكون في شكل ردود فعل جسدية مزعجة تحصل عندما يخف تعاطي المخدرات أو ينقطع، ومنها: الغثيان، ألم العضلات، الحرارة، فقد القدرة على التركيز، نعاس، قلق، وكوابيس.

لكنّ المتعوّد أحياناً لا تظهر عليه عوارض التساهل أو التخلي. فيحاول مراراً، من دون جدوى، تقليل تناول المخدرات أو ضبطه، أو يطيل تعاطيها أكثر مما كان ينوي، على ما يرد في موقع web4health.info، المتخصص.

والحصول على المخدرات وتعاطيها ثم الشفاء من آثارها تستغرق وقتاً طويلاً. فالمتعوّدون، إجمالاً، يهملون النشاطات المهمة والحيوية، كالعمل، المدرسة، التواصل الاجتماعي، أو يتوقّفون عنها. ومن مميزات التعلّق (الاتكال) فقدان القدرة على ضبط تعاطي المخدرات أو على وقفه، مع شعور دائم، لا يقاوم، بالحاجة إلى المزيد. ولتحديد ما إذا كان أحدهم مدمناً، على حال الشخص أن تطابق معايير وظروفاً حددتها منظمة الصحة العالمية.

وفي ما يأتي ظروف التعلّق، ويكفي أن تطابق حال الشخص بعضاً منها ليُعتبر مدمناً:

- التساهل (زيادة الكمية للشعور بالتأثيرات).

- التعلّق النفسي (تقلّب في شدّة الرغبة).

- عوارض التخلي (ردود فعل جسدية مختلفة بعد التوقّف).

- تناول المادة أو الاستمرار في سلوك معيّن للتخفيف من عوارض التخلي.

- محاولات فاشلة لضبط التعاطي أو السلوك.

- صرف وقت طويل على التعاطي أو السلوك أو على الشفاء من التعاطي أو السلوك.

- تأثيرات مضرّة ومؤذية بسبب التعاطي تطاول المتعوّدين أنفسهم والأشخاص المحيطين بهم (مشكلات في العمل أو المدرسة، مشادات بين المتعوّد ومن حوله، حالات مرضية، صرف أوقات أقل لممارسة الهوايات).

- ارتفاع وتيرة التعاطي وتناول كميات أكبر من المعتاد.

- الاستمرار في التعاطي على رغم معرفة الشخص بالأضرار.

أسباب الإدمان عند المراهقين

لا يوجد سبب واحد ليقع المراهق في مشكلة مخدرات أو إدمان. فالتعاطي يتطوّر مع مرور الوقت، ولا يبدأ فجأة في شكل إدمان. وهناك مسارات مختلفة ومتنوّعة تتطوّر فيها مشكلات المراهق مع العقاقير والمخدرات. ومن العوامل التي تعرّضه لأخطار تفاقم هذا النوع من المشكلات:

- تقصير الأهل في الاهتمام والمراقبة.

- قلّة التواصل والتفاعل بين الأهل والأبناء.

- قواعد غير صارمة وتوقّعات ضعيفة ضد تعاطي المخدرات، لم تلقّن جيّداً.

- تربية غير متماسكة وقاسية بإفراط.

- خلافات عائلية.

- تساهل الأهل حيال تناول أبنائهم المراهقين المخدرات أو الكحول، وإدمان الأهل تلك المواد.

وينبغي الانتباه إلى عوامل تؤدي إلى أخطار إدمان، ومنها: السعي وراء مشاعر قوية، التهوّر، الأزمات النفسية، صعوبة الحفاظ على توازن عاطفي، التماهي مع الزملاء المتعاطين بكثرة، الاستخفاف بالأذى الذي يسبب التعاطي.

... ومتى تُطلب المساعدة؟

الأفضل تأمين المساعدة المبكرة. وعلى الأهل التنبه إلى أن ابنهم (أو ابنتهم) المراهق يتناول المخدرات أو متورّط عميقاً في ثقافتها. والأهم يجب أن يكون الأهل مهتمين ومراقبين ثاقبين، لئلا تفوتهم التفاصيل (حتى التافه منها) التي تشكّل حياة المراهقة. وما التغير الجذري في المظهر والأصدقاء والصحة الجسدية إلاّ مؤشرات إلى المتاعب. وإذا اعترى الأهل شك في أن ابنهم (أو ابنتهم) يتعاطى المخدرات، ينبغي لهم مراقبة ما يأتي:

- أدلة ثابتة على وجود عقاقير أو أدوات لتحضيرها أو تناولها.

- مشكلات في السلوك وتردٍّ في علامات الدراسة.

- جفاء، عزلة، انهيار، وهن.

- تغير في الصداقات أو الخضوع لتأثير الزملاء.

- عدائية، حساسية، أو تغير على مستوى التعاون في المنزل.

- الكذب في شأن التغيّب المتزايد عن المدرسة أو الاختفاء نهاية الأسبوع.

- قلّة الاهتمام بالمظهر الشخصي.

- تغيرات ظاهرة على الجسد، كاحمرار العينين، سيلان الأنف، آلام متكررة في الحنجرة، انخفاض الوزن سريعاً.

- تغيّر في المزاج وعادة الأكل والنوم.

- دُوار (صداع) ومشكلات في الذاكرة. 

4 من الجزائريات يتعاطين المخدرات

كشف مسؤول جزائري  عن أن نسبة النساء اللاتي يتعاطين المخدرات لا تتجاوز 4% في الجزائر، في حين اتهم آخر المغرب بإغراق بلاده بالقنب الهندي.

وأوضح مدير الديوان الجزائري لمكافحة المخدرات عبد الملك السايح في حديث لإذاعة الجزائر الرسمية أن ظاهرة المخدرات في الجزائر مرشحة للإستفحال بعدما بدأت تظهر في المدارس وخصوصاً في العاصمة الجزائرية والمدن الكبري .

وأضاف أن الدراسات الحديثة تؤكد أن المرأة الجزائرية أصبحت تتعاطي المخدرات أكثر وخصوصاً حبوب الهلوسة، مشيراً إلي أن النسبة لا تتجاوز في الوقت الحالي 4 %، وهــــي النســـبة التي تبقي دون حـــدود الخطر مقارنة بالرجال.

وكشف المســــؤول الجزائري أن بعض التقارير الدولية تشــير إلي أن تجــــارة المخدرات في العالم تقدر ما بين 500 و800 ملــــيار دولار، مؤكداً علي أن الجزائر تحولت من بلد عبور إلي بلد مستهلك لهذه المادة لأنها تقــــع بين مناطق إنتاجها ومناطق تســــويقها، بين إفريقيا وأوروبا .

وكان مدير التعاون الدولي في الديوان الجزائري التابع لوزارة العدل الجزائرية عيسي قاسمي، أعلن أخيراً أن الأجهزة الأمنية صادرت 2541 كيلوغراماً من القنب الهندي خلال النصف الأول من السنة الجارية، متهماً المغرب بإغراق الجزائر بهذه المادة.

وأوضح قاسمي في منتدي حول مكافحة المخدرات والإدمان عليها أن المغرب يرعي زراعة مساحات كبيرة لمختلف أنواع المخدرات التي تتخذ من الجزائر نقطة عبور، والتي بدأت تتحول شيئا فشيئا إلي نقطة استهلاك

وقال إن الأجهزة الأمنية قامت بحجز 2541 كلغ من القنب الهندي خلال السدس الأول من السنة الجارية، وأن هذا الكم لا يمثل سوي نسبة تتراوح ما بين 12 و15 في المائة مما يتسرب فعلا إلي عمق التراب الوطني، وهي الكمية القادمة من المغرب .

وأضاف المسؤول الجزائري أن بلاده مهددة بفعل مصالح شبكات تبييض الأموال ودعم الإرهاب والهجرة السرية التي تلتقي مصالحها مع مصالح شبكات تهريب المخدرات .

وكشف عن أن أحدث دراسة أكدت تورط 12 ألف شخص في تهــــريب الكيف المعالج خلال العقد الأخير، بينهم 84% تقل أعمارهم عن 35 سنة.

وكانت دراسة قامت بها جمعية جزائرية تنشط في مجال مكافحة المخدرات كشفت أن 30% من الشباب الجزائري يتعاطي المخدرات، وأن 48% من طلاب الثانويات يتعاطونها. 

الادمان ظاهرة عالمية

رحلة "أبو علي" أحد المرضى في المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي، في جحيم المخدرات بكل ما فيها من ملذات زائفة وآهات وآلام، بدأت في سن مبكرة عندما كان طالبا مراهقا في الولايات المتحدة.

وبعد عودته الى الامارات واصل "ابو علي" رحلة الادمان التي شملت تعاطي معظم المواد المخدرة.

ويقول أبو علي: "بدأت تقريبا في سن الـ17. تعاطيت الحبوب في البداية وبعد ذلك ادمنت على الهيروين، ثم الكوكايين، ومواد أخرى".

ويعتبر الإدمان آفة تعصف بالكثير من المجتمعات ويتزايد تعاطي المخدرات وغيرها من المواد المسببة للإدمان في صفوف الشباب في أرجاء العالم.

والدول العربية، ومنها الدول الخليجية، ليست بمنأى عن هذه المشكلة واتساعها.

ورغم صحوة أبو علي وانتباهه إلى ضرورة الإفلات من قبضة الإدمان قبل فوات الأوان وسعيه لطلب المساعدة والعلاج من المركز الوطني للتأهيل، فإن قصته تسلط الضوء على تسرب مشكلة الإدمان إلى الإمارات.

الأرقام: غائبة أم مغيبة؟

وليس معروفا الحجم الحقيقي لمشكلة الإدمان في كثير من الدول العربية، ومن بينها دولة الإمارات.

ويعزو الدكتور أحمد يوسف محمد علي، الإستشاري في الطب النفسي وعلاج الإدمان في المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي، ذلك إلى غياب الأرقام الإحصائية التي يمكن الإعتماد عليها.

ويقول: "فيما يتعلق بقياس حجم مشكلة الإدمان، في الدول العربية، وليس فقط في دولة الإمارات العربية، ثمة مشكلة تتمثل في عدم توفر الدراسات الميدانية التي تقدم إحصائيات دقيقة".

إلا أنه يستدرك قائلا: "ولكن هناك أرقاما موجودة مصدرها من وزارة الداخلية، ومن وزارة الصحة، وأقسام العلاج النفسي، ومن السجون، نعتمد عليها في فهم ظاهرة المخدرات ومدى انتشارها".

"مشكلة تتفاقم"

لا يحتاج المرء إلى كبير عناء لكي يتبين أن غياب الأرقام الإحصائية العلنية ، يشبه من نواح عديدة دفن الرأس في الرمال أمام المخاطر المحيقة.  

وهذا الغياب ينبع في كثير من جوانبه من حرج اجتماعي مفرط في التعامل مع المشكلة فضلا عن الإقرار بها.

د. الخفاجي: ظاهرة الادمان بدأت تتسلل الى الاطفال ايضا

ولكن الافتقار للإحصائيات لا يغطي تفاقم المشكلة، كما يقول الدكتور أحمد يوسف محمد علي: "طبعا في غياب الإحصائيات لا تستطيع أن تصل إلى استنتاجات. ولكن المؤشرات المتوفرة تدل على أن هنالك مشكلة".

ويضيف: "في السنين الأخيرة، إتضح أيضا من أعداد المراجعين للأقسام العلاجية أو للمترددين على السجون أن هنالك مشكلة".

التغرير بالأطفال

وفي ثنايا الحديث عن تفاقم مشكلة المخدرات في الإمارات تفاصيل مؤلمة ومثيرة للقلق، وخصوصا من حيث المؤشرات على تحول بعض المروجين مؤخرا نحو الإيقاع بالأطفال.

بعض هذه التفاصيل تتضح من خلال كلام الدكتور طالب الخفاجي، رئيس وحدة الخدمات النفسية والاجتماعية في المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي.

يقول الخفاجي: "في الإمارات المشكلة في طور التفاقم، وبالذات الحبوب المهدئة". ويردف قائلا: "الأطفال بدأوا الآن يتعاطونها".

ويوضح قائلا: " سمعنا أنه في منطقة بني ياس بدأ المروجون يأتون إلى المقاهي ومعهم الحبوب لترويجها وبيعها بمبالغ بسيطة".

ويشير الخفاجي إلى أن حالات الإدمان الموجودة في الإمارات تشمل تعاطي كافة المواد المسببة للإدمان باستثناء مادة الكوكايين، حيث يندر تعاطيها في صفوف المدمنين، لندرة توفر تلك المادة.

طبقية جحيم الإدمان

ويكشف الدكتور رامي رضا صادق، الطبيب الاختصاصي النفسي في المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي، أن اعتبارات تراتبية السلم الاجتماعي، وما تنطوي عليه من تفاوت في القدرة المالية والشرائية، تساهم في تحديد طبيعة المواد التي يميل المدمنون إلى تعاطيها.

ويقول صادق: "هناك مواد مدمنة تكثر في شرائح معينة، بمعنى أن المواد الباهظة الثمن، مثل الكوكايين والهيروين، تكون منتشرة في شرائح المجتمع الميسورة".

ويلاحظ بأن هؤلاء الأشخاص "أكثر مقدرة من ناحية مادية، وعادة ما يكونون قد سبق لهم أن ذهبوا للدول الأوروبية للتعليم أو لتلقي دورات تدريبية".

ويمضي إلى القول: "أما الأشخاص الذين لا تتوفر لديهم تلك المقدرة المادية فيتعاطون مواد أرخص ثمنا، وتكون كمية إستهلاكهم لها مرتبطة بدخلهم أو بالمال الذي يحصلون عليه".

أثر الثروة

والحديث عن أثر المال والثروة في ظاهرة الإدمان يمتد أيضا ويتشعب ليطال انتشار الظاهرة وتفشيها، حيث يشير الدكتور أحمد يوسف محمد علي إلى تزامن تدفق الثروة النفطية على دول الخليج مع عوامل أخرى مصاحبة لها مما جعل من هذه الدول عموما نقطة جذب للمهربين.

ويقول: "في أي مجتمع كالمجتمعات الخليجية عامة والتي توفر فيها إزدهار اقتصادي في السنوات الأخيرة، ستجد أن الوفرة المادية تشكل عاملا أوليا".

وينوه أيضا إلى "الاختلاط بالجنسيات الأجنبية، حيث إنه مع تدفق العمالة الأجنبية جُلِبَت هذه العادات وبعض المواد المخدرة وعادات أيضا من مجتمعات تتقبل تعاطي هذه المواد".

ثمة أثر آخر للثروة، وفقا للدكتور علي، ويتمثل في "إستهداف المنطقة من قبل تجار المخدرات عموما، لأن توفر الإمكانيات المادية فيها يجعل من مردود الاتجار بالمخدرات أمرا يستحق المغامرة بالنسبة للمهربين الذين يقومون بإدخال مواد كالأفيون تحديدا ذات المردود المالي العالي".

"البحر مفتوح"

"البحر مفتوح" والإمارات دولة بحرية بامتياز، وذات شواطيء تمتد لمسافات بعيدة، مشكّلة خاصرة رخوة تستغلها شبكات التهريب الدولية الساعية وراء الربح من دون أي وازع أخلاقي لإدخال شتى المواد المسببة للإدمان إلى البلاد.

ومما يساعدها في ذلك هو وقوع البلاد على مقربة من بعض الدول الآسيوية التي تعتبر من أهم المراكز العالمية في انتاج المخدرات أو معبرا تستخدمه العصابات التي تمرست على مر سنين في التهريب لتمرير تلك المواد إلى أسواق أخرى.

ويقول الدكتور طالب الخفاجي: "بالنسبة للمخدرات ما نسمعه هو أنها تأتي عن طريق إيران، باكستان، عن طريق القوارب التي تأتي".

ويوضح قائلا: "البحر مفتوح هنا، وتأتي سفن كثيرة، وشواطيء الإمارات كثيرة، فتدخل هذه السفن" التي تحمل مواد مخدرة عبرها.

وواقع أن "البحر مفتوح" حقيقة لا تغيب عن بال سكان الإمارات الذين إقترن البحر والبادية في تشكيل تراث بلادهم ووجدانها الجمعي.

فالبحر، بأمواجه المتلاطمة ونسائمه وأفقه الرحب الممتد إلى البعيد، البعيد، طالما شكل لهذه البلاد مثالا مفتوحا على عناصر الخير.

ولكن أمواج البحر ذاتها التي دأبت على مر العصور على حمل المسافرين والصيادين وغواصي اللؤلؤ والتجار وما يحملونه من خيرات، باتت اليوم تحمل إليهم أيضا تجار السموم والموت والخراب.

تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات في العراق

استخدم العراقيون فى الزمن القديم  المخدرات في اغراض علاجية محدودة، الا ان مرحلة ما بعد الغزو  الامريكي للبلاد عام 2003 افرزت عدة مشاكل ذات اثر سلبي على حياة  المجتمع ومنها تفشي استخدام المخدرات التي كان العراق يحسب من الدول الخالية منها. 

     وذكر مصدر في شرطة محافظة ديالى شمال شرق بغداد ان قوات الامن  احبطت محاولة ادخال زراعة النباتات المخدرة في مزارع المدينة، مشيرا الى ان مزارعا محليا جلب عينات من احدى النباتات المخدرة من الخارج  وقام بزراعتها في رقعة صغيرة من ارضه للتجربة تمهيدا لتوسيع  زراعتها في الموسم القادم. 

     واضاف المصدر ان الجهات المختصة كشفت تلك المحاولة بعد ان لاحظت وجود بعض النباتات الغريبة في احدى المزارع وقامت باعتقال صاحبها  الذي اعترف بجلبه بذور من خارج البلاد بغية زراعتها والمتاجرة بها. 

     واشار تقرير اصدرته الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات في العراق  ان حجم وتناول تلك السموم في العراق وصل الى مستويات خطيرة، محذرا من تفشي هذه الظاهرة غير المعهودة بين الشعب العراقي. 

     وتفيد تقارير وزارة الصحة العراقية التي تستند في معطياتها على  المؤسسات الصحية المنتشرة في البلاد ان عدد المدمنين الذين يراجعون  الجهات المختصة للعلاج لا يقل عن 2500 شخصا اغلبهم من اهالي العاصمة  بغداد. 

     وتضيف التقارير ان عدد القضايا المتعلقة بتعاطي المخدرات التي  وصلت الى معهد الطب الشرعي وصل الى 3908 حالة اغلبها قضى اصحابها  بسبب تناول الافيون والمسكرات والحشيش. 

     ويرجع المراقبون اسباب تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات بين اوساط  الشباب العراقيين الى التغيرات السريعة في المجتمع بعد الغزو  الامريكي وتزايد نسبة البطالة بينهم، فضلا عن عدم السيطرة على الحدود في الايام الاولى من دخول القوات الامريكية الى العراق. 

     وعن اسباب تناول المخدرات قال الشاب مرتضى/20سنة/ "اننا نريد  الهرب من الواقع بتناولنا لهذه الحبوب التي تجعلك تعيش في عالم اخر". 

     وحول الكميات التي تم ضبطها من قبل الاجهزة المختصة سواء على  الحدود العراقية مع دول الجوار او داخل البلاد للاستخدام، فقد افادت  التقارير ان اكثر من 586 كيلوغراما من مادة الحشيش تم مصادرتها فضلا  عن 9703 كيلوغراما من الحبوب التي تأخذ صفة التخدير. 

     وبشان الجرائم التي تم تسجيلها كعمليات تهريب فهي اكثر من 62  جريمة، تركزت في محافظات الجنوب خصوصا في البصرة والمناطق المحاذية  لايران. 

     وتشير تقارير وزارة الصحة ان واقع المخدرات في العراق حاليا  يؤكد انها خطر يتطلب الاعتراف بتزايده كمشكلة تتطلب جهودا استثنائية  لتطويقها وعدم السماح لها من الخروج عن نطاق السيطرة بحيث يصبح  العراق من بلد خال من تلك السموم.  

     كانت الامم المتحدة اعربت في تقرير لها عن قلقها من إن تهريب  المخدرات يهدد بتقويض الاستقرار في أفغانستان ويعيق تقدم العراق ،  معربا عن الامل في أن يضع قادة العراق قضية المخدرات على رأس قائمة  الأولويات. 

     واشار التقرير الى مخاوف المنظمة الدولية من امكانية انتعاش  ظاهرة تهريب المخدرات في العراق في ضوء الفراغ السياسي الذي يتشكل في بيئة ما بعد النزاعات. 

     ويقول الكاتب العراقي الدكتور حميد عبد الله ان العراقيين لم  يعرفوا مخدري الأفيون أو الحشيش أو أي نوع من أنواع المواد المخدرة  ولم يلمسوها لمس اليد بسبب أن التعامل مع تلك المواد نقلاً أو إخفاءً أو تعاطياً كانت تقود أصحابها إلى حبل المشنقة، بل وإن قانون  العقوبات العراقي قد قدم توصيفاً خطيراً لجريمة تعاطي المخدرات بقوله "أنها تتسبب في زرع الأوبئة في صفوف المجتمع وتخريبه".  

ويضيف "وقد شهد العراق بالفعل عدداً من حالات الإعدام شنقاً في  العهود العراقية السابقة بما في ذلك عهد الرئيس الأسير صدام حسين،  تنفيذاً لنصوص القانون وحفاظاً على أمن وسلامة المجتمع العراقي". 

ويتابع عبدالله "لكن مع غزو العراق وسقوط بغداد في 9 ابريل 2003 كل شيء تغير إلى الأسوأ، باعتراف العديد من المسؤولين العراقيين ،  فقد انتشرت في المقاهي الشعبية والساحات العامة ظاهرة بيع وشراء  المخدرات تحت سمع وبصر قوات الاحتلال"./نهاية التقرير/  

غول المخدرات يهدد العراق

تواجه السلطات العراقية "مشكلة حقيقية" مع الارتفاع الملحوظ في معدلات المدمنين على المخدرات، وخصوصا في المحافظات الجنوبية، وذلك في غياب المؤسسات الكافية والمؤهلة لمعالجة اوضاع مماثلة.

وقال مسؤول في وزارة الصحة العراقية خلال "الندوة الوطنية الشاملة لمكافحة المخدرات" ان عدد المدمنين على المخدرات شهد ارتفاعا في الاونة الاخيرة حيث تتجاوز "الحالات المسجلة" الالفين وغالبيتها في المحافظات الجنوبية.

واضاف مدير برنامج مكافحة المخدرات التابع لوزارة الصحة سيروان كامل علي ان عدد المسجلين لدى الوزارة كمدمنين على المخدرات اليوم بلغ 2029 حسب احصائية اجرتها الوزارة بين الاول من ايار(مايو) 2003 لغاية 31 آب(اغسطس) 2004.

واوضح ان عدد المدمنين الذين ترددوا على العيادات الخاصة للعلاج في محافظة ميسان الجنوبية بلغ 286 حالة لكنه اضاف ان العدد الاجمالي للمدمنين يشكل 5% من سكان المحافظة.

واكد ان "اعلى النسب سجلت في محافظة كربلاء حيث بلغ عدد المسجلين في مراكز الصحة في المدينة 679 مدمنا توفي اربعة منهم" عازيا السبب الى دخول كميات من "المواد المخدرة عن طريق الوافدين من ايران لزيارة العتبات المقدسة في المدينة".

من جهته، قال المقدم رعد مهدي عبدالصاحب مسؤول مكتب المخدرات في وزارة الداخلية وعضو اللجنة العليا لمكافحة المخدرات ان دول الجوار هي المصدر الاول لهذه المخدرات خصوصا في مناطق الوسط والجنوب".

وعزا اسباب انتشار تعاطي وترويج المخدرات الى "الانفلات الامني وغياب الرقابة داخل الاراضي العراقية التي تدخل اليها كميات كبيرة من المخدرات عبر دول الجوار وحل الاجهزة الامنية وضمنها مكاتب مكافحة المخدرات وامتلاك المهربين اجهزة الاتصالات الحديثة".

وندد بتراجع مستوى "اجهزة الشرطة العراقية وفتح الدول المجاورة حدودها وتدهور العامل الاقتصادي والحالة الاجتماعية بسبب البطالة".

واقترح عبدالصاحب مجموعة اجراءات من شأنها الحد من عمليات تهريب المخدرات منها تعزيز ضبط الحدود واجهزة الكشف عن المخدرات واستخدام الكلاب البوليسية واشراك العاملين في مجال مكافحة المخدرات وخصوصا رجال الشرطة بدورات تدريبية للتعرف على انواع المخدرات".

ودعا الى "تشجيع المواطنين للابلاغ عن حالات تعاطي وترويج المخدرات وتخصيص مكافات مالية للمتعاونين وتقديم مكافات مالية كبيرة لرجال الامن لمكافحة الفساد الاداري والاستفادة من خبرات الدول الاخرى وتبادل المعلومات مع الدول المجاورة في مجال ضبط المخدرات وتجريم عمليات غسيل الاموال التي طبقا لاتفاقية الامم المتحدة للاتجار بالمخدرات الخاصة بالعام 1988".

ومن جهته، قال وزير الصحة علاء الدين العلوان "في المجتمع العراقي ولاسباب كثيرة لا توجد لدينا معلومات دقيقة عن حجم المشكلة الحقيقي في الوقت الراهن. احد الاسباب هي عدم وجود مؤسسات صحية كافية ومؤهلة ما يجعل لغة الارقام غير كافية في تحديد حجم المشكلة".

واشار الوزير الى ان الادمان على المخدرات في العراق اليوم اصبح "مشكلة حقيقية تنمو بشكل متزايد وخاصة لدى المراهقين والشباب".

واكد "اهمية البدء ببناء مشروع متكامل لمواجهة المشكلة" موضحا ان "بناء قاعدة بيانات حقيقية امر يستحق بذل كل الجهود اذ يعتبر الركيزة الاساسية في انجاح مشروع مكافحة المخدرات".

وعزا الوزير انتشار المخدرات الى "ضعف تطبيق القانون بحق المتجاوزين وعدم الاستقرار الامني والبطالة (...) وسهولة توفر المواد المخدرة والموقع الجغرافي للعراق حيث تحيط به بلدان تنتج وتروج للمخدرات وقيام النظام السابق باطلاق سراح الاف المجرمين من المدمنين اصلا على المخدرات".

وختم مشيرا الى عدم امكانية الوزارة لوحدها التصدي للمشكلة مشددا على ضرورة "ان يكون هناك تعاون وتنسيق مع جهات عدة منها صحية وامنية وقانونية وتعليمية ودينية".

المخدرات اعلان مؤجل للموت وخطر يتهدد العراق

رفاق السوء يلعبون دورا في التحريض على الادمان

الإدمان جحيم ينزلق إليه بعض الأفراد في لحظات من الغفلة التي تتسم بالطيش لترمي بضحاياها في خضم المجهول ومشاعر الذنب والندامة.

ولعل مَنْ لم تطنحه قسوة تجربة الإدمان ومراراتها لا يمكنه أن يعرف بحق مدى الأثر المدمر الذي يتركه الإدمان على حياة الأفراد وكل مَنْ يحيط بهم.

وتتضافر جملة من العوامل والظروف لكي تدفع بالمرء في الطريق إلى الهاوية، هاوية الإدمان، بكل ما تعيثه من خراب ودمار في عقل المرء وسلوكياته وحياته.

عناصر خلل

فلحظة الطيش العابرة التي ينزلق فيها المرء إلى جحيم الإدمان، لا تحدث في فراغ، وإنما وسط ظروف وعوامل مساعدة تسهّل أمر استجابة المرء لنوازع السوء وإغراءات المروجين أو المتعاطين الذين يزينون له تعاطي المواد المسبّبة للإدمان.

ويذهب عادل عبد الرحيم الحمادي، الأخصائي الاجتماعي في المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي، إلى أن هذه العوامل تتداخل في نسيج تربية الأطفال بشكل عام.

ويؤكد بأنها تتمثل في نقاط خلل في نظام العلاقات العائلية، ما يجعل من الإنشكاف على المجتمع المنكشف أصلا أمام زحف العولمة، فضلا عن أقران السوء، مدخلا إلى عالم الإدمان.

ويقول الحمّادي: "الإهمال هو العامل الأول؛ فابتعاد الأب عن البيت، وعدم وجود رقيب في البيت لهذا الشخص، في فترة تصل إلى سن الـ18 سنة، وهي الفترة القانونية أو الفترة التي ترعى فيها العائلة هذا الشخص، كل ذلك يترك آثارا سلبية كبيرة".

ويوضح قائلا: "الإهمال يتمثل بإهمال الأب أو رب الأسرة للطفل ، عدم السؤال عنه، عدم الإكتراث به في المدرسة، سواء نجح الطفل أو رسب".

ويعدد الحمّادي سلسلة من العوامل الأخرى، من بينها "الطلاق، عدم توفر المادة ما يدفع بمريض الإدمان وهو في مرحلة المراهقة إلى العمل، الإنكشاف على المجتمع، العولمة، دخول التلفاز، إلى آخره".

"رفاق السوء"

إلا أن العامل الأكبر في الإيقاع بالمرء في هاوية الإدمان "هو أصدقاء السوء"، يقول الحمّادي.

والحديث عن دور رفاق السوء وتأثيرهم يتردد على ألسنة الكثير من المدمنين. فأبو علي، الذي يخضع للعلاج من الإدمان على المواد المخدرة في المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي، يتحدث عن ضغوط أصدقاء السوء عليه التي أوقعت به في شراك تجريب أنواع مختلفة من المواد المسببة للإدمان.

وبما أنه لا تجربة ولا فضول في المخدرات، بل هي كلها أبواب تؤدي إلى الخراب، فقد آل أمره إلى الإدمان.

سلسلة من العوامل تسبب الادمان

ويقول أبو علي: "أول ما بدأت كان ذلك عن طريق أصحاب السوء. لأنهم كانوا دائما يجعلونني أجرب أي شيء يكون متاحا لهم".

ويردف قائلا: "بعد ذلك بدأت شيئا فشيئا أحصل على المخدرات لنفسي بنفسي، وبدأت أبتعد عنهم، لأنني أحسست بأنهم يستغلونني في أشياء كثيرة".

ولرفاق السوء دورهم أيضا في أحايين كثيرة في إنزلاق الأفراد نحو الإدمان على المشروبات الكحولية. فقصة أبو محمد، وهو مدمن على المشروبات الكحولية ويتلقى العلاج في المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي، في درب الإدمان على هذه المشروبات بدأت مع مقلب لا يخلو من الخبث دبره له أحد أصدقائه.

ويقول أبو محمد: "من المؤكد أن رفاق السوء لهم دور كبير في مسألة إدماني على المشروبات الكحولية. فأول ما انزلقت إلى هذه المشكلة كنت مع صديق. كنت أريد منه أن يمر على صيدلية لشراء دواء للصداع".

ويتابع أبو محمد بأن صديقه قال له: "ليس هنالك من داع لكي تأخذ دواء للصداع، لدي دواء أحسن من الكيماويات".

وهكذا دس الصديق لأبي محمد مشروبا كحوليا في كوب من العصير.

ويواصل أبو محمد روايته: "بعد ما شربت العصير بربع ساعة، سألني صديقي: 'كيف تشعر؟' أجبته: 'أحس أن الجو تغير، والصداع لم أعد أحس به'. سألته عن الدواء، فقال لي: 'هو شراب. عبارة عن نوع من أنواع الكحوليات'".

لم يكن وقوع أبو محمد ضحية لهذا المقلب الذي دبره له صديقه سوى الشرارة الأولى أو المحطة الأولى له في درب الإدمان على المشروبات الكحولية.

تجدر الإشارة إلى أن العاملين في المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي يعتبرون المشروبات الكحولية من ضمن المواد المسببة للإدمان. ويرى البعض منهم أن التقبل الاجتماعي لفكرة تناول المشروبات الكحولية يسهل من تفشي الإدمان عليها.

الهوس بالانتشاء

وعالم الإدمان هاوية لا قعر لها ولا قرار، يظل المرء فيها يطارد باستمرار حالة من الإنتشاء التي تلوح له كالسراب أمام ناظري السائر على غير هدى في قفار البادية، كلما ظن أنه بالغه خاب فأله، ليلوح له من بعيد مرة أخرى.

أبو علي ظن في بداية سلوكه طريق الإدمان أن الأمر للترفيه فقط.

أسأله: "ألم تكن تعرف عند بدئك بتعاطي المخدرات أنك ترتكب خطأ؟"

فيجيب: "بصراحة لا. وقتها كنت أتعاطى المخدرات للترفيه".

ولكن ما كان في البداية ترفيها "صار فيما بعد شيئا روتينيا، لا أقدر أن أستغني عنه".

ويقول أبو علي إن المدمن بعد تعاطيه للمخدرات "لفترة قصيرة، شهر، أو شهرين، يسعى للصعود إلى جو ثان، فيحاول البحث عن شيء أحسن".

والسبب في ذلك أنه بعد إعتياد المرء على مادة مخدرة فإنها "لا تعود تعطيه نفس الشعور بالإنتشاء الذي أحس به في أول مرة يجربه، ولذا فإنه يحاول البحث عن شيء أفضل".

عذابات الإدمان

وتعتري المدمن مشاعر غائمة، ويفرض الإدمان ضريبة باهظة عليه من حيث سلوكه وعلاقاته بأقاربه والمقربين منه، فضلا عن حياته المهنية.

ويقول أبو علي: "كنت أجالس الناس ولا أعرف ما الذي يجري، ولكنني كنت أحس أمري طبيعيا".

ويضيف أنه في كثير من الحالات كان الضيوف الذين يزورونهم في البيت يتساءلون "ماذا به فلان؟"

ويصف شعوره أثناء إدمانه قائلا: "كنت في معظم الأحيان شبه نائم، ولساني ثقيل".

ويقول إن العوارض المصاحبة لتعاطي المواد المخدرة هي التي تجعل "غالبية المتعاطين منعزلين حتى لا ينفضحوا".

إرادة الإصلاح

وسط ظلمة عالم الإدمان، العابق بروائح وأدخنة شتى، والذي تتزاحم فيه أخيلة الإنتشاء أو البحث عنه، يندلع صراع نفسي ينبجس من آلام وخز الضمير ومشاعر الذنب وتوق إلى العودة إلى الطريق السوي المفضي إلى أفق الحياة الرحب خارج عالم الإدمان.

وهذا الصراع يحسمه المدمن أحيانا لصالح اتخاذ قرار بطلب العلاج، وهو ما فعله أبو علي وأبو محمد وغيرهما من المرضى في المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي.

وهكذا، فقصة أبو علي وأبو محمد وغيرهما من المدمنين الذين تلقوا أو يتلقون العلاج في مراكز علاجية هي قصة انتصار إرادة الإصلاح والعزيمة على الخروج من درب التيه والضياع في جحيم المخدرات.

هؤلاء تغلبوا على نوازع التردد واستجمعوا رباطة جأش وشجاعتهم الأدبية لطلب المساعدة. وهم مثال للمترددين ممن ما زالوا يكتوون بلظى جحيم الإدمان ويعيشون رعب كوابيسه.

المخدرات خطر يهدد أفغانستان والعراق

قال تقرير للأمم المتحدة إن تهريب المخدرات يهدد بتقويض الاستقرار في أفغانستان ويتقدم الى العراق فيما تسعى الدولتان لنفض غبار الحروب والتطلع نحو الديمقراطية.

وحذر تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات التابعة للأمم المتحدة من الانتشار الواسع لإنتاج المخدرات في أفغانستان "الأمر الذي يمثل تهديداً بالغاً للديمقراطية الجديدة والاستقرار والانتعاش الاقتصادي للدولة ككل" وفق وكالة الأسوشيتد برس.

وجاء في التقرير أن "الترابط المعقد بين الإرهاب والجريمة المنظمة والفساد وتهريب المخدرات يمثل تهديداً غير مسبوق ويزيد القلق من إمكانية تدهور الأوضاع عموماً."

وبلغ إنتاج أفغانستان من المخدرات معدلات غير مسبوقة عام 2004 الماضي، وذلك في تحد لجميع جهود محاولة مكافحة الظاهرة.

وفي هذا السياق، قال رئيس الهيئة الدولية حامد قدسي "نتوقع أن يساعد المجتمع الدولي أفغانستان لتصحيح الأوضاع قبيل تأخر الوقت وتحول البلاد إلى دولة مخدرات."

ومضى قائلاً "وما أن تصل إلى تلك المرحلة حتى يفلت حكم القانون والديمقراطية."

وقال قدسي إن الهيئة الدولية تأمل في أن يضع قادة العراق قضية المخدرات على رأس قائمة الأولويات.

وأعربت الهيئة الدولية المستقلة عن قلقها من إمكانية انتعاش ظاهرة تهريب المخدرات في العراق في ضوء الفراغ السياسي الذي يتشكل في بيئة ما بعد النزاعات.

وتعمل الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، وهي هيئة حكومية دولية ومقرها فيينا، في مجال رسم السياسات التي تعالج جميع الشؤون المتصلة بالمخدرات، وهي تحلل حالات إساءة استعمال المخدرات في العالم، وتطرح مقترحات من أجل تعزيز الرقابة الدولية على المخدرات.

وتقود معركة الكفاح العالمي ضد المخدرات غير المشروعة وتعزيز الجهود الدولية المتصلة بها، بما في ذلك غسل الأموال. ويدعم البرنامج رصد المحاصيل ويساعد الفلاحين على التحول من زراعة المخدرات إلى المحاصيل البديلة.

الحبوب المخدرة تهدد الشباب..البداية من الصيدلية والنهاية على أرصفة الشوارع ! 

حسين ثغب 

من المشكلات الدخيلة على المجتمع العراقي والتي بدأت تهدد حياة كثير من الشباب اليوم انتشار ظاهرة تناول الحبوب المخدرة بشكل واسع بين اوساط الفئة المنتجة داخل المجتمع وهي ظاهرة تحمل معها تأثيرات سلبية تؤدي بهم الى نهايات محزنة وتولد أثاراً تحد من تطور الحياة وتجعل المجتمع أكثر تخلفاً.

ظاهرة خطرة

يقول الدكتور(خالد جاسم) من دائرة صحة بغداد الكرخ: يتناول بعض الشباب انواعاً عديدة من الأدوية التي تستخدم لازالة القلق والكآبة وأعراض الأمراض النفسية وبعضها يستخدم لعلاج مرض الصرع وأدوية أخرى.

يصاحب هذا السلوك الشاذ لدى من يتبعه فقدان في التركيز وعدم السيطرة على الفعاليات الشخصية مع هذيان وحركات لا ارادية وتصرفات غير لائقة بالشباب في تلك الأعمار. كما يصاحبها مع طول فترة الاستعمال رجفة وحركات مستمرة في الأيدي والرأس وذلك لان الاضرار الجانبية لهذه الحبوب تسبب خللاً في الجهاز العصبي المركزي والمحيطي وكذلك تسبب تلفاً في أنسجة الكبد والكلى وتدهوراً في الحالة النفسية نتيجة الادمان على تلك العقاقير وبذلك يتحول الشاب الى إنسان مدمن على تناول المسكرات والحبوب المخدرة ويصبح شخصاً عدائياً يحاول الاعتداء على جميع الناس لغرض الحصول على الاموال لشراء تلك العقاقير كونه اصبح مستهلكاً رئيساً لتلك الأدوية التي بدأت تتسرب الى السوق وتتداول عبر مختصين في توزيع الحبوب بين فئة الشباب وخصوصاً الذين يعانون مشكلات اجتماعية بشكل متواصل بسبب الضغط الذي يولده تدهور وضعهم الاقتصادي بسبب البطالة وجعلهم يلجأون الى هذه الطرق التي تهدد حياتهم ومستقبلهم وهذه الظاهرة بحاجة ماسة الى علاج يبدأ من العائلة ثم المؤسسات الصحية التي يجب ان تضع آلية خاصة لصرف هذه الأدوية في الصيدليات الخاصة أو صيدليات المستشفيات لمنع تسربها.

اضافة الى توعية الشباب عن هذا السلوك المنحرف وإدخالهم في دورات نفسية تحت إشراف أطباء اختصاصيين في مجال الطب النفسي والمجالات الأخرى. وكذلك تثقيف المجتمع بصورة عامة.

أسباب كثيرة

وحدثنا علي محمد- طالب في الجامعة المستنصرية يسكن إحدى مناطق بغداد الشعبية: لم يتبع بعض الشباب هذا الطريق اعتباطاً بل هناك عدة دوافع جعلت من ضعيفي الإرادة يتجهون الى هذا الطريق، منها قلة فرص العمل والبطالة التي تخيم على حياتهم في الوقت الذي يكونون بحاجة الى العمل لتغطية نفقاتهم اليومية، فالانسان الذي يعيش داخل دوامة من القلق في واقع معيشي متهالك يفرضه الوضع الراهن الذي يمر به البلد يجعله يتجه الى تناول الحبوب المخدرة وتحمل عقباتها المأساوية التي تذهب بالشاب الى الهاوية وهناك شباب اصبحوا الآن مدمنين على تناول الحبوب ولا يمكنهم الاستغناء عن تناولها يدفعهم الى ذلك التأثير النفسي حيث يتحول الشاب عند تناول الحبوب بكثرة أو تركها الى انسان طبيعي وتكون مشكلاته كثيرة جداً، وغالباً ما يتجنبه سكان المنطقة تلافياً لحدوث احتكاك مع هكذا إنسان.

وأشار الى انهم يحصلون على هذه الحبوب المخدرة عن طريق موردين يشرعون في توزيع بضاعتهم الى الشباب المدمنين، كما يحصل المدمنون على الحبوب من الصيدليات مباشرة حيث توجد صيدليات تصرف الحبوب الى المواطنين دون وصفات طبية وتباع في بعض الأسواق لدى بائعي أدوية الرصيف.

دور الصيدلي

وتابع الحديث سلام علي- صاحب احدى الصيدليات ببغداد: نحن نعرف ان الدواء مركب كيميائي مضر بصحة الإنسان إذا خالف المريض إرشادات الطبيب في عملية تناول العلاج لذا فالصيدلية يجب ان تدار من قبل مختصين في مجال الصيدلة لهم اطلاع كامل على طبيعة تركيب الدواء، والذي يحصل في كثير من الصيدليات ان أشخاصا من غير المختصين يصرفون الدواء وعادة ما يكونون من خريجي الإعدادية في أحسن الأحوال. ويشرعون بصرف الدواء احياناً دون وصفات طبية ولا يدركون مخاطر هذا الدواء على صحة الشباب التي تؤثر سلباً على وضعية المجتمع، وتوجد صيدليات لا تصرف الدواء الا بموجب وصفة طبية خصوصاً الأدوية التي تستخدم لاغراض غير إنسانية.

وأشار الى ان غياب الرقابة من قبل وزارة الصحة شجع عدداً من أصحاب الصيدليات على انتهاك حرمة المهنة بصرفهم هذه الأدوية، كما ان هذه الأدوية (الحبوب) تتسرب من قبل مسؤولي بعض الصيدليات الحكومية داخل المستشفيات الحكومية حيث يمررون كميات من الحبوب للشباب الذين لديهم تعامل خاص معهم. وهذا الامر الخطر يجب ان يحارب من قبل جميع شرائح المجتمع العراقي وعلى جميع المستويات.

... في هولندا تباع في المقاهي ... المخدرات أسرع وسيلة للانتحار

صلاح حسن     

«الإنسان عدوّ ما يجهل»، قول يقدّم احتمال أن نتصالح مع الأشياء والأمور التي كنّا نجهلها وعرفناها. ولعلّ المخدّرات هي من الأشياء التي نبقى أعداءها إذا كنّا نعرفها أو نجهلها. وهو أمر ينبغي ألاّ يكبت فضولنا أو يطلق خيالنا من عقاله، في البحث عن مصادرها وأنواعها ومضارها (ومنافعها في الدواء والعلاج)، وعن إدمانها.

هناك معلومات تقول إن المخدرات عُرفت قبل 7 آلاف سنة ومصدرها الطبيعة، أي النباتات والزهور. ومنها الخفيف التأثير كالماريجوانا والثقيل للغاية مثل الهيرويين والكوكايين. ومنذ القرن التاسع عشر بدأ الإنسان يحضّر المخدرات في المختبر ليستخدمها عقاراً للتخدير قبل عمليات الجراحة.

دراسات محلية (في بلدان مختلفة) وعالمية (على مستوى منظمة الأمم المتحدة وتقاريرها التنموية السنوية)، تلحظ أن الشباب يحتلون المرتبة الأولى في تناول المخدرات وتعاطيها وترويجها، لأسباب كثيرة منها قلة خبرتهم في تأثيراتها، ونزوعهم إلى اكتشاف كل ما هو غامض بالنسبة إليهم. ويرى آخرون في المخدرات وسيلة للتخلّص من مشكلاتهم الاجتماعية أو القضاء على الأرق المزمن.

وبعد تجربة المخدّرات، يتوقّف البعض عن تعاطيها ويدمنها البعض الآخر. لكن كثيرين من الناس يستعملون المخدرات للتخفيف من التوتر العصبي والإجهاد النفسي. وعلى رغم أن الخبراء يقللون من خطورة هذا النوع من التعاطي إلا انه قد يؤدّي إلى الإدمان وينتهي بصاحبه إلى التشرد.

وثمة من يستعمل المخدرات الخفيفة في الحفلات الشخصية فقط لأنها، في اعتقادهم، تمثل حدثاً مميزاً في حياتهم يستحق الاحتفاء به بطريقة خاصة. وقلة قليلة تحاول من خلال تناول المخدرات الحصول على خبرة روحية ونفسية.

أخطار المخدرات ومساوئها

من مساوئ المخدرات ما هو آني وسريع ومن أخطارها التسبب بعلل دائمة. لكن المؤكد ان أذاها، على المستويين الاجتماعي والنفسي، حاسم وسريع التأثير. فهي الدافع الأساسي للانتحار في حالات كثيرة.

ويروي أحد متعاطي المخدرات الخفيفة (الماريوانا) من تجربته الشخصية، أن لتناول «الحشيش» حالات معيّنة. ففي حال الغضب أو التعاسة يفضّل الابتعاد عنها، لأن هذه النبتة تضخم المشاعر السيئة والعكس صحيح في حال السرور والسعادة. وعن تكلّم بعض المتعوّدين مع الجدران أو الاشجار أو أشخاص خفيين، يشرح «المجرَّب ضاحكاً أن في بعض الأحيان، تشغل بال أحدهم قضية معينة أو مشكلة مزعجة فيلجأ إلى الحشيش. وأثناء التعاطي تتضخم هذه القضية وتتحول إلى هاجس قاهر، فيبدأ هذا الشخص الحديث عن هذه القضية مع أي شيء مهما كان، حجراً أو بشراً، للترويح عن نفسه... فالمهم لديه هو التخلص من «هاجسه المدمر».

إلاّ أن كثيرين من متعاطي المخدرات يقدمون على الانتحار بسبب هواجس مماثلة تتضخّم من غير وازع أو ضابط يعيدها إلى حجمها الطبيعي، وكذلك، بسبب زيادة في كمية المخدرات، لا يعود الجسم يتحمّل تأثيرها. أما في الهيرويين فليس لدى ذلك «المجرّب» خبرة، لكنّه أشار إلى صاحب «الكوفي شوب» (المقهى) المجاور.

هنا... الحشيش مسموح

صاحب «الكوفي شوب» اختصر الحديث بأن هذه المحال لا تبيع سوى الحشيشة الخفيفة، واستعمالها تجيزه الدولة. عدا ذلك كل شيء ممنوع منعاً باتاً. توجد هنا أنواع مختلفة من الحشيش منها الجاهز ويكون ملفوفاً كسيجارة ومنها ما هو موضّب في أكياس صغيرة متفاوتة الأوزان.

ومن أين تأتي هذه الانواع؟

- من بلدان كثيرة، اشهرها الأفغاني والإيراني والكولومبي والمغربي والباكستاني.

> وما هو المفضل بالنسبة الى المدخنين؟

- الكولومبي والافغاني هما النوعان المفضلان لقوتهما وسرعة مفعولهما.

> وكم يحق للشخص الواحد إن يشتري منها؟

- نحن نقدم للزبون ما يطلبه.

> يعني هل يمكنني الآن ان اشتري خمسة أكياس على سبيل المثال؟

- أنت حر!!

المتعوّدون في هولندا

تشير آخر الإحصاءات إلى أن عدد المتعوّدين في هولندا يبلغ 17066 مدمناً على الهيرويين، يشكلون 41 في المئة من مجموع المتعوّدين، و12 في المئة على الكوكايين، و6 في المئة على الحشيش. وهناك أنواع مختلفة من المخدرات لا تُعرف أسماؤها ولا تأثيراتها ولا منشأها ولا عدد الذين يتعاطونها.

وينبغي التفريق بين مدمن ومشرد، فالأخير هو الشخص بلا مأوى، اما المتعوّد حينما يتبع طريق الإدمان فإنه يخسر بالتتابع وظيفته فبيته، ويتحول مع الوقت إلى مشرد.

طرق للتخلص من الإدمان

توجد في هولندا الكثير من المؤسسات الاجتماعية والنفسية لمعالجة الإدمان، يشرف عليها متخصصون اجتماعيون وعلماء نفس وأطباء، يعملون كفريق متكامل لدراسة الدوافع إلى الإدمان وسبل معالجة كل حال على حدة.

وتعمل هذه المؤسسات على اعادة دمج هؤلاء الناس بالمجتمع، وتأهيلهم من طريق النشاطات الاجتماعية والرياضية والثقافية الجماعية. ونجحت في انتشال مدمنين كثيرين من موت محقق وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية. وقدمت القنوات التلفزيونية الهولندية في الأسابيع القليلة الماضية عدداً من الحالات التي نجحت هذه المؤسسات في معالجتها. وعاد كثيرون منهم إلى أعمالهم بعد الشفاء والإقلاع عن المخدرات نهائياً.

.........................................................

1- المخدرات والمجتمع.. نظرة تكاملية/د. مصطفى سويف/سلسلة عالم المعرفة

2- الحياة    

3- كونا

4- راديو عمان نت/  محي الدين المحمد

5- أ. د. عبدالله سلطان السبيعي

 6- منتديات العلوم الميسرة

7- شبكة النبأ المعلوماتية

8- ميدل ايست اونلاين

9- الصباح الجديد


[1] جاء في لسان العرب ما نصه: وقيل خُمرتُها ما أصابك من ألمها وصداعها وأذاها... وقيل الخُمار بقية السُّكر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 28 حزيران/2007 -12/جماد الاخرى/1428