في غزة: حماس او القاعدة... واحلاهما مر

 شبكة النبأ: ان عدسات تصوير حماس بعد انتصارها على فتح واستباحتها لاموال وممتلكات المؤسسات الفتحاوية وقفت طويلا عند  علامات الترف في الدور الفخمة، حيث يثير حكم فتح في الضفة الغربية وغزة اشمئزازاً عميقاً زاد بازاء صور الفساتين الفخمة لسهى عرفات والقصور المذهلة لمسؤولي أبو مازن الكبار،ومن هذه الجهة لا يجوز الهرب من الحقيقة، فالفلسطينيون يفضلون حماس كثيرا لأنها غير غارقة في الفساد على الأقل..والقصص في هذه القضية معروفة في مخيمات اللاجئين وفي غزة، وهي التي وهبت لحماس نصرها الكاسح في الانتخابات في الضفة الغربية أيضا، ولكن المهم في الوقت الحالي للجميع هو الحذر في التعامل مع حماس حيث ان حصرها بزاوية حادة سيؤدي في اقل ما يؤديه الى محاولتها تفجير بؤر حماسية في الضفة الغربية الآمنة لحد الان، والاخطر من ذلك ان يؤدي استمرار الصراع الى توحيد جهود القاعدة التي اعلنت دعمها اللامحدود مع حماس، في مواجهة فتح واسرائيل والغرب، وربما ستطال المواجهة ايضا بعض الدول العربية كمصر والسعودية.

واتسمت ردة فعل الحكومة والإعلام في إسرائيل على غرار معظم البلدان في أنحاء العالم على التطورات التي حدثت في خلال الأسبوع الماضي في غزة إما ببراءة أو برياء مع تسجيل استثناءات نادرة.

وبدت الوحشية والإهانات التي طغت على تعامل حماس مع الناشطين من فتح ومؤسساتهم في غزة على مدى خمسة أيام، مروّعة. ومن الممكن مقارنتها بالوحشية والإهانات التي اعتمدها الاحتلال الإسرائيلي في التعامل مع الشعب الفلسطيني على مدى أربعين سنة وفي خلال السنوات الخمس الأخيرة على وجه الخصوص. بحسب تقرير لـ(الحياة).

وبرز موقف زائف مماثل تجسد في الشعور بالصدمة إزاء ما يُعتبر انقلاب حماس على شريكتها في حكومة الوحدة في السلطة الفلسطينية. وبرز ذلك لدى المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين والأوروبيين، فضلا عن المسؤولين العرب الذين موّلوا حركة فتح علناً، وهي التي خسرت في الانتخابات، وسلّحوها وحثّوها على الحلول مكان التنظيم الذي ربح أول معركة انتخابية ديموقراطية حقيقية في العالم العربي.

وسُجّل استثناء على صعيد هذه المواقف الزائفة في التحليل الذي قام به أحد ابرز الصحافيين والمعلقين الاسرائيليين على الشؤون الفلسطينية داني روبينشتاين الذي أقر أن السبب الرئيسي الذي يقف وراء الأزمة في غزة هو رفض حركة فتح أن تتقاسم بالكامل آليات قوة السلطة الفلسطينية مع منافستها حركة حماس على رغم الفوز الحاسم لهذه الحركة الحاسم في انتخابات العام 2006.

وأعلن المسؤول في حركة حماس خالد مشعل وكبار المسؤولين الآخرين في الحركة أنهم لا يتحدّون شرعية رئاسة عباس أو سلطته، كما أنهم لا يرغبون في تقويض وحدة الحكومة لكنهم لن يتنازلوا عن شرعيتهم الخاصة وعن السلطة التي ربحوها في انتخابات العام 2006. وأجبرهم ذلك على التدخل لإنهاء الفوضى والاعتقالات والعنف المسرف التي كانت تمارسها الميليشيات وعصابات الاجرام وتلك التابعة للعائلات المتنفذة والتي حوّلت غزة إلى ما يشبه مقديشو.

 ولا يمكن بلوغ ذلك من دون وقف التحدي لشرعية حماس وسلطتها الذي يمارسه محمد دحلان، أبرز قادة فتح في غزة، والذي يعمل مستشارا للأمن لدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

زعيم القاعدة في مصر يدعو لشن هجمات

من جهة اخرى دعا رجل وصف بأنه زعيم للقاعدة في مصر الى شن هجمات على الاهداف "الصهيونية" والغربية في البلاد دعما لحركة المقاومة الاسلامية حماس التي سيطرت على قطاع غزة.

وفي بيان نشر على الانترنت قال محمد خليل الحكايمة وهو عضو قيادي سابق في الجماعة الاسلامية بمصر، أيها الابطال... قوموا بسواعدكم الفتية وبكل الوسائل الشرعية المتاحة لديكم بضرب كل الاهداف الصهيو-صليبية على أرض الكنانة مع أخذ الحيطة لدماء المسلمين المعصومة. بحسب فرانس برس.

ولم يتسن التحقق من صحة البيان لكنه نشر على موقع على الانترنت تستخدمه الجماعات المتشددة بما فيها تنظيم القاعدة.

وجاء في بيان الحكايمة الذي يعتقد أنه موجود في أفغانستان، هاهي حماس الجهاد والاستشهاد تعود لسابق عهدها. فها هي تنهض ثانية لتحرير أرض فلسطين من براثن العملاء والخونة.

وأضاف، يا كتائبنا في أرض الكنانة (مصر) أنتم مدعوون اليوم لنصرة اخوانكم المجاهدين في فلسطين فهذا فرض متعين عليكم كل حسب قدرته واستطاعته ولتكن القوات الصهيو-صليبية القادمة الي أرض الكنانة هي هدفكم.

الظواهري يؤكد دعم القاعدة لحماس

واكد المسؤول الثاني في القاعدة ايمن الظواهري في شريط بث على الانترنت الاثنين دعم تنظيمه لحركة حماس التي سيطرت على قطاع غزة بالكامل ودعا الحركة الى توحيد الصفوف مع "المجاهدين" لمواجهة هجوم توقع ان يشن عليها بمشاركة مصر والسعودية.

وقال الظواهري، يجب علينا اليوم ان ندعم المجاهدين في فلسطين بمن فيهم المجاهدون في حماس رغم كل اخطاء قيادتهم. بحسب رويترز.

واضاف في سياق تناوله لسيطرة حركة حماس على قطاع غزة نقول لاخواننا المجاهدين في حماس اننا وكل الامة المسلمة معكم ولكن عليكم ان تصححوا مساركم، داعيا الحركة التي سبق ان وجه لها انتقادات لاذعة الى عدم السعي وراء السلطة كهدف بحد ذاته.

وحذر الظواهري في الشريط الذي بث تحت عنوان اربعون عاما على سقوط القدس، (التي احتلتها اسرائيل في السادس من حزيران/يونيو 1967) من "هجمة" توقع ان تشن على حركة حماس بعد سيطرتها على قطاع غزة بمشاركة مصر والسعودية.

وقال الظواهري متوجها الى حماس، ونقول لكم انكم وقد سيطرتم اليوم على الامور في غزة عليكم ان تتذكروا (..) ان هذا التمكن غير تام ولا مستقر فالمسرح يعد الآن لغزو غزة.

واضاف، فاتحدوا مع اخوانكم المجاهدين في فلسطين ولا تثيروا المشاكل معهم ووحدوا صفوفكم مع كل المجاهدين في العالم امام هجمة مقبلة اتوقع ان يشارك فيها المصريون والسعوديون كما اعتادوا بدور خطير خبيث.

دور ايران

من جانبها نفت ايران اتهامات مفادها انها شجعت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تدعمها على السيطرة على قطاع غزة بالقوة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني، من المستغرب ان تتجاهل دول عربية الدول الغربية والولايات المتحدة والنظام الصهيوني (اسرائيل) (...) وتشير باصابع الاتهام الينا نحن الذين اتخذنا الموقف الاكثر مسؤولية.

وجاء هذا التصريح ردا على تصريح لوزير الخارجية المصرية احمد ابو الغيط قال فيه ان طهران شجعت حماس على ما فعلته في غزة.

وايران هي احد حلفاء حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وتعهدت في 2006 بتقديم مساعدة مالية كبيرة لها.

واعلن المسؤول في حماس في العاصمة السورية موسى ابو مرزوق لوكالة فرانس برس ان نائب وزير الخارجية الايراني محمد رضا باقري الذي يزور دمشق تحادث مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل المقيم في سوريا.

ووصل باقري الى سوريا حيث اجرى محادثات مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع. واشار الى مشاورات مع الفصائل الفلسطينية في سوريا بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

الطيراوي يتهم إيران بتمويل وتنفيذ خطط حماس

وفي سياق متصل اتهم مدير الاستخبارات الفلسطينية توفيق الطيراوي في مؤتمر صحافي في رام الله ايران بلعب دور كبير في سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.

وقال الطيراوي المعلومات التي لدينا (تفيد) ان ايران كان لها دور كبير فيما جرى بغزة سواء في التمويل او التنفيذ.

واضاف، نحن نعرف ان المئات من (عناصر) حماس خرجوا وتدربوا في ايران وبعض الدول العربية.

وتابع الطيراوي، ان كل البرنامج والحركة الانقلابية التي قامت في فلسطين هي ببرنامج مشترك بين حماس وايران، وايران كانت على اطلاع بكل التفاصيل. بحسب فرانس برس.

واوضح ان قادة حماس العسكريين التقوا قادة سياسيين في سورية وتم خلال الاجتماع مناقشة كافة جوانب العملية.

واشار الطيراوي الى انه حذر المستويات السياسية الفلسطينية قبل اكثر من عام من ما تعد له حركة حماس من عملية عسكرية ضد مؤسسات السلطة الفلسطينية.

وقال، قلت واعلنت اكثر من مرة ان الاسلحة التي تخزنها حماس في قطاع غزة والتي قامت بتهريبها عبر الانفاق وعمليات التدريب العسكري في القطاع لم تكن تخزن لقتال اسرائيل وانما للفلسطينيين.

واضاف، ان هناك بعض المحاولات لتخزين السلاح في الضفة الغربية من قبل عناصر لحماس، لكننا لن نسمح لاحد بتخزين السلاح كي يرتد علينا في النهاية.

رفض اسرائيلي

في الوقت ذاته رفض أولمرت اقتراحا تقدمت به وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس لاجراء مفاوضات مع الفلسطينيين على الحل الدائم.

وأفادت صحيفة هآرتس بأن رايس اقترحت على أولمرت أثناء زيارته لواشنطن الأسبوع الماضي أن تجري اسرائيل مفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على قضايا الحل الدائم التي تشمل اللاجئين والحدود والقدس.

وقضى اقتراح رايس باجراء مفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين للتوصل الى اتفاق  يتم من خلاله الاتفاق على اتجاه الحل الدائم لكن من دون تنفيذه بشكل فوري بسبب ضعف عباس الحالي.

وبحسب هآرتس فان رايس اعتبرت أن مجرد التوصل لاتفاق مبدئي كهذا من شأنه أن يظهر للفلسطينيين وجود أفق سياسي وأمل الأمر الذي سيشجعهم على (محاربة الارهاب)  أي محاربة فصائل فلسطينية على رأسها حماس وانشاء مؤسسات حكم استعداداً لاقامة دولة فلسطينية. بحسب قول رايس.

السعودية ترفض العودة للتوسط

من جهته شدد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل على أن المملكة لن تعود الى التوسط منفردة بين الفلسطينيين مرة أخرى، بعد اخفاق اتفاقية مكة المكرمة ووصولهم الى حافة الهاوية، داعياً اياهم الى الارتقاء على خلافاتهم أو يسقطوا فيها تماماً.

وطالب وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف السعودية في باريس السبت ونشر امس الأحد بضرورة اجراء انتخابات (فلسطينية) قادمة لاستخلاص الشرعية بشكل ديموقراطي لحسم الخلاف القائم بين الفلسطينيين. بحسب تقرير لـ(يو بي اي).

وأضاف الفيصل ان اتفاقية مكة المكرمة لا تزال هي الحل فهي قائمة على واقع الحال الفلسطيني، وقد ذكر مجلس الجامعة العربية في بيانه الأخير بضرورة العودة الى الالتزام بالاتفاق الذي سينهي الاقتتال بينهم، أما اذا اختاروا (فتح وحماس) الطلاق فهذا قرارهم.

أفعى صغيرة ابتلعت بقرة!

وكشفت صحيفة معاريف العبرية، أن أكثرية كبيرة من جهاز الأمن في المستوى السياسي في اسرائيل يعتقدون أن اقامة دولة حماستان في قطاع غزة هو أمر جيد بالنسبة لاسرائيل. بحسب صحيفة(الوطن).

واعتبر المحلل السياسي للصحيفة بن كاسبيت في مقال له بعنوان »الأفعى التي ابتلعت بقرة« أن حركة حماس بعد سيطرتها على قطاع غزة أصبحت مثل أفعى صغيرة ابتلعت بقرة، وهي في هذه الأثناء تتلوّى في الشمس، مغشياً عليها، وبلا قوة، ومنتفخة ومشلولة، في اشارة للمسؤولية التي تقلدتها حماس في قطاع غزة، مشيرة الى أن هذا العبء الذي وقع على كاهل حماس(مسؤولية غزة) أمر لم تكن تتوقعه حماس نفسها ولن تستطيع الايفاء بالالتزامات المترتبة عليها في القطاع.

وقالت الصحيفة العبرية لو كان الأمر متعلقا بخالد مشعل أو باسماعيل هنية، لما تجرأت حماس على احتلال القطاع في غضون نهاية أسبوع واحد، مشيراً الى أن الأمر لم يكن متعلقا بهما، واوضحت أن الأمر كان بيد أحمد الجعبري، قائد الذراع العسكري لحماس في قطاع غزة، الذي بدأ يشعر بحجم الضائقة التي دفع حركة حماس اليها بعد أن فاق من نشوة الانتصار، لافتة الى أن الجعبري بات الآن حاكم غزة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 27 حزيران/2007 -11/جماد الاخرى/1428