غزة بين تجويع حماس وضياع حلم الدولة

 شبكة النبأ: بين الحصار الذي تفرضه اسرائيل كذلك الحضر المعلن وغير المعلن تتناوش الفلسطينيين هموم جمة منها على الاقل التموين الغذائي واسباب الحياة وهّم آخر هو الهجرة والتخلص من هذه الكماشة الكبيرة وهي الحالة التي خلفها الاقتتال الدامي وانفصال القوى الفلسطينية الى جهتين متناحرة.

فبعد توقف دوي الاسلحة في قطاع غزة، يخشى كثير من الفلسطينيين من سكان القطاع أن يتخلى عنهم الرئيس محمود عباس وحركة فتح بعدما عقدا العزم على معاقبة منافسيهم الاسلاميين في حماس.

وأدى اسبوع من الاقتتال بين الفصيلين الفلسطينيين وما أعقبه من إقالة عباس للحكومة التي تقودها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لانفصال بين الاراضي الفلسطينية فتدير حماس غزة الفقيرة بينما تهيمن فتح على الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل بحسب تقرير رويترز.

وأعقب الاقتتال حرب كلمات بين فتح وحماس ويتهم كل جانب الآخر بالخيانة، ولا يزال كثير من سكان غزة البالغ تعدادهم 1.5 مليون نسمة يشعرون بالحاجة لنفوذ عباس الذي يدعمه الغرب ويخشون ان انفصال حماس عن السلطة الفلسطينية سيتركهم في عزلة محاصرين بين الحدود الاسرائيلية شديدة التحصين والبحر المتوسط.

وشددت اسرائيل بالفعل العقوبات على قطاع غزة وتمنع جميع الاتصالات مع حماس التي ترفض الاعتراف بالدولة اليهودية، واغلقت اسرائيل معظم المعابر خلال الاسبوع الماضي وراقبت عن كثب شحنات المعونة الدولية التي تصل للمنطقة الساحلية.

وحذر سايمون بلوس من برنامج الغذاء العالمي في جنيف من أزمة انسانية محتملة في غزة حيث تقول جماعات الاغاثة ان مخزون الغذاء سينفذ خلال اسبوعين.

وبدأ بعض الفلسطينيين يخشون ضياع حلمهم باقامة دولة في غزة والضفة الغربية نتيجة الاقتتال الداخلي.

ويقول عباس انه لا يريد تجويع المواطنين في غزة ولكنه استبعد الحوار مع حماس التي اتهمها بالقيام بانقلاب ومحاولة اغتياله.

كما يحرص زعماء حماس على عدم اظهار اي رغبة لعزل غزة عن 2.5 مليون فلسطيني يقيمون في الضفة الغربية ذات المساحة الاكبر.

وقال خليل اليحيى المسؤول البارز في حماس في مؤتمر صحفي ان حماس لا تريد أقامة دول اسلامية في غزة، وتابع: أن غزة والضفة الغربية والقدس وحدة واحدة وان الحركة لن تقبل بفصل اي منهم.

ورغم مخاوفهم يشعر كثيرون في غزة بامان مما كانوا يشعرون به خلال أشهر من المناوشات وذلك بعد تولي جهة واحدة المسؤولية، ويشعر الرجال والنساء والاطفال بحرية أكبر في نزول الشوارع.

ويقول المهندس الملتحي اسامة اسماعيل انه سعيد بنتيجة الاقتتال " كانت حربا بين الخير والشر واستطاعت حماس الانتصار وبسط سيطرتها."

وتابع: ساد الامن لان من يسيطرون على المنطقة جند الله وهم يخشون الله وليسوا قتلة أو مجرمين.

ورغم الهدوء غادر عشرات من الفلسطينيين مزدوجي الجنسية القطاع خشية الحرمان الاقتصادي وعدم احساس غزة المعزولة باثار رفع الحظر الاقتصادي الغربي عن حكومة الطواريء التي شكلها عباس.

وغادر أكثر من مئة مواطن يحملون الجنسية الروسية والامريكية والبريطانية غزة مع عائلاتهم في الايام الثلاثة الماضية مما اضطر كثيرين منهم لاغلاق اعمالهم المزدهرة.

ويقول المحلل السياسي هاني حبيب ان مثل هذه الهجرة تبعث برسالة قاتمة لسكان غزة عن مستقبل القطاع.

مخاطر عزل حماس

وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من ان محاولات عزل حماس قد تؤدي الى نشوب حرب اهلية في الاراضي الفلسطينية متهما الجناح المتطرف من الحركة بارتكاب اعمال عنف في قطاع غزة. بحسب فرانس برس.

وقال لافروف في مقابلة اجرتها معه شبكة "فستي 24" التلفزيونية ان لا حل الا بقيام حوار بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونواب حماس الذين يمثلون الهيئات الشرعية للسلطة.

وتابع لقد وقعت اعمال عنف في غزة ليس من جانب حماس بل من جانب الجناح المتطرف في حماس مضيفا ان "الجناح السياسي برئاسة خالد مشعل اعلن مرارا عزمه على التفاوض مع عباس.

وندد لافروف بالذين لا يريدون عودة الوحدة الفلسطينية والذين قد يشعلون حربا اهلية حقيقية على امل القضاء كليا على حماس وليس على المتطرفين فقط.

واحكمت حماس سيطرتها على قطاع غزة البالغ عدد سكانه 5،1 مليون نسمة والذي بات مقطوعا عن باقي العالم بعد ان هزمت القوى الموالية لحركة فتح بزعامة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في معارك استمرت اسبوعا.

ولا تعتبر موسكو حماس منظمة ارهابية على خلاف واشنطن والاتحاد الاوروبي واسرائيل.

وميزت روسيا موقفها عن شركائها في اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في كانون الثاني/يناير 2006 فعارضت فرض عقوبات على حماس واستقبلت رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل مرتين في موسكو.

الاستيلاء على الحكم

وفي عنوان فرعي لمقاله الذي عنونه بـ (حماس تصرفت وفق تخوف حقيقي من انقلاب عليها برعاية امريكية)، قال ستيل، إن آثار تورط واشنطن في الفوضى الحالية التي ضربت الفلسطينيين تبدو واضحة. وأن آخر شيء يحتاجون إليه الآن هو مبعوث يدعى بلير.

ثم يبدأ بالأسئلة التالية: "هل قفزت حماس للاستيلاء على الحكم أم دفعت لفعل ذلك؟ هل كان استيلاء حماس على مقار الأجهزة الأمنية لفتح في غزة هجوم غير مسبوق أم ضربة استباقية لإجهاض انقلاب تعده فتح؟".

ويقول ستيل حول هذه المقاطعة السياسية والاقتصادية إن، الهدف منه كان أن ينقلب الناخبون على حماس، وهي إستراتيجية غبية، لأن الضغط الخارجي يولد دوما المقاومة وليس الاستسلام.

ثم ينتقل ستيل إلى الجزء الأخطر في مقاله حيث يقول: إنه وفقا لتقارير تم تداولها خلال الأشهر الماضية فإن الولايات المتحدة قررت العام الماضي خطة تدرب وتسلح بموجبها الحرس الرئاسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس وذلك في مسعى من أجل مواجهة حماس وإلحاق الهزيمة بها عسكريا.

ويضيف: ستيل أن تسليح متمردين للعمل ضد الحكومات المنتخبة تعتبر عادة أمريكية قديمة، لذا فلم تكن صدفة أن يكون إليوت أبرامز، نائب مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، هو مهندس خطة الإطاحة بحماس، خاصة إذا علمنا أن أبرامز لعب هذا الدور من قبل عندما كان لاعبا رئيسيا في عملية تسليح ثوار الكونترا الذين حاربوا حكومة نيكاراغوا المنتخبة خلال الثمانينيات إبان إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ريجان.

ومن ضمن أخطر ما ذكره ستيل أن الوثيقة التي تناولت الأهداف الأمريكية من وراء خطة الإطاحة بالحماس ورد فيها أن الولايات المتحدة خصصت 1.27 مليار دولار أمريكي من أجل إضافة سبع كتائب قوات خاصة، قوامها 4700 رجل، إلى القوات التابعة لعباس والتي تبلغ 15000 رجل.

ضربة اعلامية

ورغم ان حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تنأى بنفسها عن التعامل مع حركة المقاومة الاسلامية حماس بوصفها منظمة إرهابية فان حماس أحرزت ضربة إعلامية بالدفاع عن سياساتها في غزة من خلال مقالين للرأي في اثنين من أكثر الصحف الأمريكية تأثيرا بالبلاد في نفس اليوم. بحسب رويترز.

وأعطت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست لأحمد يوسف وهو من أبرز شخصيات حماس مساحة للرأي ليجادل بأن الولايات المتحدة لا ينبغي ان تتدخل في غزة التي سيطرت عليها حماس بعد ستة أيام من القتال الدامي ضد مقاتلي حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ويوسف مستشار سياسي رفيع لإسماعيل هنية الذي أصبح رئيسا للوزراء بعد انتخابات العام الماضي. وهو حاليا يرفض إقالته من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي شكل حكومة جديدة في الضفة الغربية بعد سيطرة حماس على غزة.

وقال فريد هيات مدير تحرير صفحة الرأي في واشنطن بوست وديفيد شيبلي نائب مدير تحرير صفحة الرأي في نيويورك تايمز انهما ما كانا لينشرا المقالين (متزامنين) لو انهما عرفا بخطط بعضهما البعض للنشر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 26 حزيران/2007 -10/جماد الاخرى/1428