
شبكة النبأ: في تحول دراماتيكي من
السياسة الى الدين ينوي رئيس الوزراء البريطاني المنتهية ولايته توني
بلير اعتناق الكاثوليكية خلال زيارة مرتقبة يقوم بها الى روما للقاء
البابا، وياتي هذا التحول مباشرة بعد تركه منصب رئاسة الحكومة
البريطانية.
ومن جهة اخرى تحضر الولايات المتحدة لبلير منصبا ساخنا في الشرق
الاوسط قد يحرق ما تبقى من اوراق الرجل الاخيرة، خاصة وانه لا يتمتع
بقبول الفلسطينيين ولا يمتلك قدرة التاثير على القرار الاسرائيلي فيما
يختص بتقديم تنازلات قد يتفق عليها في المستقبل اذا ما تاكدت الانباء
الساعية لجعله مبعوثا خاصا للرباعية في الشرق الاوسط.
وقالت صحف بريطانية ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيلتقي
بالبابا بنديكت السادس عشر في الفاتيكان تمهيدا للتحول الي
الكاثوليكية.
ونقلت صحيفة الجارديان عن مصادر لم تفصح عنها في لندن وروما قولها
ان بلير وهو انجليكاني قرر السعي للانضمام الي الكنيسة الكاثوليكية.
بحسب رويترز.
ومن المنتظر ان يتنحى بلير عن منصب رئيس الوزراء ويسلم السلطة الي
وزير المالية جوردون براون.
وقال المتحدث باسم بلير ومصدر بالفاتيكان انه يعتزم الذهاب الي
روما. وامتنع متحدث باسم بلير الذي يحضر قمة الاتحاد الاوروبي في
بروكسل عن التعقيب على تقارير نشرتها صحيفتا الجارديان وديلي تلجراف
بأنه يعتزم التحول الي الكاثوليكية.
وقالت الجارديان ان إعلان بلير التحول الي الكاثوليكية من غير
المتوقع ان يحدث أثناء زيارته لروما وأنه ربما يصدر قبل أو بعد ان يترك
بلير منصبه.
وقالت الديلي تلجراف انها فهمت ان بلير سيبدأ خطوات رسمية ليصبح
كاثوليكيا في أقرب وقت ممكن بعد تسليم السلطة لبراون.
ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تذكر اسمه قوله،من الواضح لأناس كثيرين
الآن أن هذا سيحدث.
وشيري زوجة بلير وأولادهما الأربعة كاثوليك وترددت تكهنات منذ فترة
طويلة بأن بلير ربما يتحول الي الكاثوليكية ما ان يترك منصبه. ويقول
مسؤولون بريطانيون ان عقيدة رئيس الوزراء مسألة شخصية.
ومن المُعتقد ان بلير تلقى العشاء الرباني من البابا الراحل يوحنا
بولس الثاني أثناء زيارة الي الفاتيكان في عام 2003 . ولم يؤكد
الفاتيكان هذا قط.
يذكر ان بريطانيا لم تشهد في تاريخها تولي كاثوليكي منصب رئاسة
الوزراء علما ان هذا الامر يتناقض مع المهمات المنوطة به ومنها تعيين
رئيس الكنيسة الانغليكانية.
واشنطن تريد بلير مبعوثا للرباعية
وتجري إدارة البيت الأبيض محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني
المستقيل طوني بلير ليصبح مبعوثا للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط، وفق
ما أبلغ CNN مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى.
وتلقى الفكرة دعم كلّ من الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزيرة الخارجية
كوندوليزا رايس، وتمّت مناقشتها في الأيام الأخيرة مع الحكومة
البريطانية وأعضاء آخرين في اللجنة الرباعية التي تضمّ إلى جانب
الولايات المتحدة وروسيا، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وفعلا فقد تحدّثت واشنطن في الموضوع إلى المسؤولين الإسرائيليين
والفلسطينيين الذين عبروا عن اهتمامهم بالفكرة، وفقا للمسؤولين الذين
تحدّثت إليهم CNN.
ويوجد مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية ديفيد ولش في لندن هذا
الأسبوع، والتقى بلير.
وإذا تمّ قبول الاقتراح، فإنّ بيلر، الذي يغادر منصبه في 27
يونيو/حزيران، سيركّز اهتمامه على السبل الكفيلة بتعزيز المؤسسات
الفلسطينية في ضوء دولة فلسطينية مستقبلية، فيما سيبقى ملف المفاوضات
السياسية حول الوضع النهائي بيد كوندوليزا رايس، وفقا للمسؤولين.
وآخر مبعوث للرباعية في الشرق الأوسط هو رئيس البنك الدولي السابق
جيمس وولفنسون الذي غادر منصبه في مارس/آذار 2005، بعد أشهر قليلة فيه،
قائلا إنّ المقاطعة الدولية للحكومة الفلسطينية، بعد صعود حماس للسلطة،
أضعف مهمته.
وقال مسؤول أوروبي كبير في اللجنة الرباعية إنّه وفيما تعدّ فكرة
تعيين مبعوث لها مهمة، إلا أنّه ليس واضحا ما إذا كان بلير يصلح لشغل
هذا المنصب حيث أنّ مصدتقيته في الشرق الأوسط موضع تساؤل.
وقال المسؤول إنّ، بلير قام بالقليل فقط في آخر زيارة له للشرق
الأوسط في ديسمبر/كانون الأول.
وفضلا عن ذلك فإنّه ينظر لبلير على أنّه، شريك في هندسة الحرب على
العراق وينحى عليه باللائمة في جزء من الوضع الحالي هناك.
وفي نيويورك قالت ميشيل مونتاس المتحدثة باسم الامم المتحدة ان
كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية أثارت مسألة الدور الذي
سيلعبه بلير خلال اتصال هاتفي مع الرباعي. وأضافت، المسألة مازالت قيد
البحث.
وفي حالة تبلور هذه الفكرة فذلك يعكس شعور الولايات المتحدة بالحاجة
الملحة الى التحرك بعد سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بالقوة
على قطاع غزة الاسبوع الماضي وهو ما اعتبر على نطاق واسع ضربة لسياسة
الرئيس الامريكي جورج بوش في الشرق الاوسط.
وقالت جوديث كيبر وهي خبيرة في مجلس العلاقات الخارجية، اذا كان هذا
شيء جاد فقد حان الوقت بالفعل لذلك. لقد وعد بوش ان يفعل شيئا بشأن
المشكلة الاسرائيلية الفلسطينية مرات كثيرة من قبل لكن لم يتحقق ذلك
قط."
وقال حاييم مالكا المحلل بمعهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في
واشنطن، قربه من بوش والربط بينه وبين العراق يمكن بالقطع ان يكون
عقبة.
وتتشكك الغالبية العظمى من الفلسطينيين في قدرة الرئيس الامريكي على
التصرف كوسيط نزيه في السلام لانحيازه لاسرائيل حليفة واشنطن الوثيقة
في المنطقة.
وأيد ايهود اولمرت رئيس وزراء اسرائيل قيام بلير بمشاركة نشطة في
الشرق الاوسط لكن وجهة نظر رئيس الوزراء البريطاني والاسرائيليين لم
تكن متطابقة بشكل دائم بشأن كيفية التحرك مع الفلسطينيين.
ودعا بلير مرارا بوش لان يقوم بدور أكثر حسما لحل صراع الشرق الاوسط
ويرى فيه سببا يحفز التشدد الاسلامي الذي يذكي اعمال القتال المستمرة
في العراق بعد الحرب وهو ربط يحاول المسؤولون الاسرائيليون تجاهله.
كما من المتوقع ان يلقى بلير مقاومة شديدة من اسرائيل اذا ضغط
لازالة بعض المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة والحصول على
مزيد من التنازلات من الدولة اليهودية لدعم الرئيس الفلسطيني محمود
عباس في مواجهة حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
وتمسك اولمرت خلال زيارته للبيت الابيض الامريكي هذا الاسبوع بأن
ينجح الفلسطينيون أولا في عدد من الاختبارات الخاصة بالامن والحكم قبل
ان توافق اسرائيل على الدخول في محادثات شاملة لاقامة دولة فلسطينية.
وبينما يدرس بلير مستقبله السياسي من شبه المؤكد ان يدرس مصير اخر
جهود سلام بارزة في المنطقة.
فخلال أيامه الاخيرة في البيت الابيض فشل الرئيس الامريكي السابق
بيل كلينتون حين حاول بشكل مباشر التوصل الى اتفاق للوضع النهائي بين
الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس وزراء اسرائيل ان ذاك ايهود
باراك. وأعقب هذا الفشل سنوات من القتال العنيف الذي رسخ العداء بين
الشعبين.
واستقال اخر مبعوث لرباعي الوساطة في الشرق الاوسط جيمس وولفنسون من
منصبه في ابريل نيسان الماضي بعد ان اصيب بخيبة أمل.
وتقوم واشنطن الان بمفاتحات قوية مع بلير مما زاد من التكهنات بأنها
تمهد الطريق الى تعيينه مبعوثا في الشرق الاوسط.
ورغم ان مساعدي بوش رفضوا الكشف عما اذا كان الرئيس الامريكي قد
أثار مسألة تعيين بلير مبعوثا في الشرق الاوسط الا ان جوردون جوندرو
المتحدث باسم البيت الابيض قال، انهما يتحدثان عن الشرق الاوسط كلما
تحدثا معا. سأترك الامر لرئيس الوزراء (البريطاني) ليعلن أي شيء متعلق
بمستقبله. |