أيتــــــام السيد الوزير

شوقي العيسى

 لنعتبر كل شيء ما جاءت به الصحافة من الفضائح والتهويل في فضيحة "دار الحنان" للأيتام أو " شديدي العوق " حسب ما يدعي السيد وزير العمل والشؤون الإجتماعية، وأن الصور المفبركة من قبل القوات الأمريكية التي دخلت على حين غره للدار لكي تقوم بعملية فبركة وتتآمر على الحكومة والمسئولين.

لنسلم أن كل الذي جاء به السيد الوزير محمود الشيخ راضي مانصه "إن الصور المعروضة ليست لأطفال من أي دار من دور الأيتام التي ترعاها دائرة ذوي الاحتياجات الخاصة، وإنما هي لأطفال من دار الحنان لشديدي العوق للبنين". واضاف "ان اللجنة الطبية الخاصة كانت قد أجرت الفحوصات الطبية على نزلاء الدار قبل خمسة أيام من دخول الجنود الأميركيين إليها، واصدرت كتابا موثقا يؤكد خلو الأطفال من أية أمراض خطيرة".

لنكن مع السيد الوزير في تبريره للفاجعه والفضيحة ونعتبر أن الإعلام كله أجمع على تهويل القضية ونأخذ بقول السيد الوزير........

السيد الوزير يعتبر أن الأطفال شديدي العوق والظاهر أن هؤلاء المعوقين ليس بالضرورة رعايتهم فهم أساساً جيء  بهم للدار من قبل ذويهم ويجب التخلص منهم، لأن الدار والتي فيها 24 طفلاً شديدي العوق يشرف عليهم شخص واحد فقط وهذا الشخص بطبيعة الحال ليس قادراً على رعاية هذا العدد من الأطفال خصوصاً وانهم شديدي العوق أي إنهم يحتاجون لشخصين على الأقل لكل واحد منهم، لأن المعوق لا يستطيع السيطرة على نفسه فكيف إن كان طفلاً؟ فهذا ما يدين تبرير السيد الوزير ويجعله في زاوية حرجة فأين الوزارة وأين الدولة من تعيين موظفين أكثر وكفؤ لهذه الدار.

جداً جميل أنّ الجنود الإمريكيين قاموا بذلك ولكن هل من تساؤل، ماسبب ذلك بخلق حالة مناوئة للحكومة العراقية؟ هل يريدون إحراج الحكومة ؟ هل يريدون إقلاب المعادلة على الحكومة؟ ياسيدي الوزير هناك الكثير من التساؤلات وكلها تصب في نفس الموضوع الذي يرجعنا الى المربع الأول وهو وجود القوات الأمريكية، فإذا كنتم والحكومة العراقية ترون ويرون مؤامرات ودسائس القوات الأمريكية على الحكومة العراقية فما بال حكومتنا وحكومتكم تطالب بتمديد بقاء القوات الأمريكية إذا كانوا بهذه الروحية من المؤامرة.

فيا سيادة الوزير الخطأ فاضح والجريمة كبيرة بحق الأطفال الأبرياء ولاتحتاج الى تبريرات والمسؤول يجب أن يكون بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه، وعندما يخفق أو يخطئ يجب أن يعتذر ويحاسب، وليس من يخطأ يبرر له خطأه، أن ماقمتم به من تبريرات تنم على ردائة مسؤوليتكم وإخفاقكم في القضية، وأنتم تعرفون أن الإعلام لايرحمكم إذا أخطأتم فلماذا تخطؤون وتعلقون أخطاؤكم على الإعلام والقوات الأمريكية وتلك الصور كانت مفبركة والحقيقة غير ذلك، كفاكم أعذاراً وتبريراً.

لذا فتوقعوا ياسيادة الوزير أن كل حلقة أخفاق من ثنايا مؤسساتكم الحكومية سوف يعود بالضرر على هيكلية الدولة والحكومة العراقية لأن الدولة برئيسها ورئيس وزرائها وبرلمانها وكافة طاقمها إن كانت تعلم بما يجري فتلك مصيبة وإن كانوا لايعلمون فالمصيبة أعظم فلاتلومون إلا أنفسكم بما يهوّل عليكم لأنكم مسؤولون وليس غيركم، فياسيادة الوزير الإعتراف بالخطأ فضيلة، وخير الناس من نفع الناس.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد24 حزيران/2007 -8/جماد الاخرى/1428