غليان غزة فوضى الشرق الاوسط الجديد وحروب بالوكالة

 شبكة النبأ: في مواجهات دامية اقل ما يقال عنها انها حرب بـ(الوكالة) هزمت فتح في قطاع غزة على يد مقاتلي حماس، وهي هزيمة هزت المنطقة وغيرت من خارطة الطريق التي من المفروض ان تنتهي بدولة فلسطينية مستقلة تجاور اخرى يهودية، وألقت بشكوك على المبدأ الغربي الذي يقوم على التنمية المحلية في مواجهة ما يعتبر انتشارا ملحوظا لنفوذ القوى المناهضة للغرب.

وكانت قوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس تتمتع بتفوق عددي مريح على منافسيها الاسلاميين المعزولين، كما حصلت على تعهدات بتلقي أموال غربية فضلا عن التدريب العسكري ونالت تأييد القوى العربية. بحسب رويترز.

فتح تشهد الانشقاق

وفي تقرير لـ صحيفة التايمز تحت عنوان، فتح تواجه تمردا داخليا و إدانة الحرس القديم في الحركة، اعلنت مجموعة تطلق على نفسها (فتح ياسر) تيمنا باسم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في قطاع غزة عن تشكيل حركة بديلة لحركة فتح في القطاع.

وتقول الصحفية إن المجموعة التي أعلنت عن نفسها في احدى القاعات في قطاع غزة ضمت عددا كبيرا من الشباب واغلبهم ملتحون ويرتدون البدلات السوداء المماثلة للباس عناصر حركة حماس.

ويتزعم هذه الحركة المنشقة عن فتح الناطق باسم كتائب شهداء الأقصى في قطاع غزة خالد أبو هلال، الذي لم يوفر احدا من قيادي فتح من الانتقاد والإدانة في كلمة له أمام حشد قارب الألف شخص حيث وصف قيادة فتح بأنها، مجموعة من السكيرين العملاء لإسرائيل يهدفون الى القضاء على المقاومة الحقيقية، وتقول الجماعة بانها ملتزمة بنهج ياسر عرفات.

لكن الصحيفة تنقل عن احد كوادر فتح قوله إن خالد أبو هلال،دمية بيد حماس وحماس تستغل الأوضاع الاقتصادية الصعبة في القطاع لكسب مزيد من الأنصار.

وتضيف الصحيفة، انه مع إعلان هذه الجماعة عن نفسها كان قادة فتح العسكريين والأمنيين الذين فروا من القطاع يعقدون اجتماعات مكثفة في احد الفنادق في مدينة رام الله في الضفة الغربية لبحث استعادة السيطرة على قطاع غزة وتنقل الصحفية عن احد المشاركين في الاجتماع قوله، معركة غزة لم تنته ولدينا آلاف المقاتلين في القطاع ينتظرون التوجيهات.

وفي موازاة ذلك تبحث حماس عن تحقيق انجاز ما لتقدمه للعالم بعد السيطرة على غزة حيث زادت من ضغوطها على قبيلة "دغمش" التي تتهم باختطاف مراسل بي بي سي في غزة الان جونستون قبل 100 يوم.

وتنقل الصحيفة عن إسماعيل هنية تلميحه إلى إمكانية استخدام القوة لتحرير جونستون بقوله، من الواضح إننا نقترب من لحظة الحسم للانتهاء من هذه المشكلة بأقرب وقت ممكن.

وساق المسؤولون الذين أصابتهم الصدمة من حركة فتح التي يتزعمها عباس الى جانب مستشاريهم الاجانب مبررات تكتيكية عديدة للهزيمة في الاقتتال الذي استمر ستة ايام بشوارع غزة من بينها الامتناع عن تسليم العتاد وغياب القادة وتجاهل المعلومات.

غير أن كثيرا من الخبراء يعتقدون أن الحملة المؤيدة لفتح شابها أيضا تضخيم للتوقعات الخاصة بالحركة التي كانت يوما ما حركة وطنية مهيمنة وتواجه حاليا عدم يقين سياسي كما أنها فقدت بعد سنوات من محادثات السلام الفاشلة الوضوح الفكري الكامل الذي تتمتع به حماس.

وقال محمد دحلان مستشار عباس للامن القومي، لا يمكنك محاربة قوة دينية بسلطة عسكرية... حماس لها هدف. الاجهزة الامنية لم تدافع حتى عن نفسها.

وفي الوقت الذي استفادت فيه حماس من الاموال الايرانية والتهريب المكثف للاسلحة وشبكة لتصنيع الاسلحة كانت فتح تعتمد على المساعدات الامريكية التي عادة ما تصل ببطء شديد للغاية.

وعاب بريت ستيفنس الصحفي بجريدة وول ستريت جورنال والذي يكتب بانتظام عن الشرق الاوسط على ادارة الرئيس جورج بوش عدم اصرارها على أن ينزع عباس بشكل استباقي سلاح حماس.

قال، ارتكبت الولايات المتحدة خطأ فادحا بتصديقها عباس عندما قال ان بامكانه تهدئة حماس من خلال المفاوضات.

واضاف، لو كانت الولايات المتحدة قدمت الطلب (باتخاذ اجراءات ضد حماس) بينما كانت تستعد.. لكان عباس أحسن صنعا.

ورغم أن حماس نفت السعي للسيطرة على قطاع غزة وقالت انها كانت فقط ترد على تهديد من جانب فتح الا أن الصدام ربما كان حتميا بالنظر الى وجهات نظرهم المتباعدة. ففتح تتحدث عن السلام مع اسرائيل بينما تقول حماس انها لن تقبل مطلقا بالتعايش مع اسرائيل.

وقال المحلل المتقاعد بالمخابرات الاسرائيلية ماتي شتاينبرج ان الروح المعنوية لفتح ضعفت بسبب فقدان الافق السياسي مع اسرائيل التي انسحبت من قطاع غزة في عام 2005 بينما تعهدت بالاحتفاظ بأجزاء من الضفة الغربية المحتلة بموجب اي اتفاق للسلام.

واضاف شتاينبرج، لا تملك فتح منطقا استراتيجيا.. لا تملك شيئا تقاتل من أجله. واضاف أن اسرائيل وبالتبعية الولايات المتحدة "ينبغي أن تعلما أن تأييد المعسكرات الفلسطينية المعتدلة ليس مثل الشراكة.

غير أن معين رباني الخبير بالمجموعة الدولية لمعالجة الازمات حذر من النظر الى غزة بوصفها ساحة للافكار العالمية المتصارعة.

وقال رباني ان الاقتتال في غزة يمكن أن ينظر اليه على السواء على أنه مسألة تسوية دموية للخصومات بين "لاعبين محليين" وكحملة منسقة للسيطرة على الارض.

واعتبر أن الامر لم يكن بخصوص ما اذا كان ينبغي للفلسطينيين السعي لحل مع اسرائيل يقوم على دولتين أو نبذ هذا النموذج والبحث عن اخر مختلف. واضاف أنه لا يوجد فرق يذكر بين فتح وحماس بالنظر الى مواقفهم.

ومهما تكن الحقيقة الا أن غزة ينظر اليها في الشرق الاوسط على أنها المكان الذي توج فيه النهج الاسلامي نجاحا غير مسبوق في انتخابات حرة بالتفوق العسكري.

وقال روبرت باير وهو ضابط سابق بالمخابرات المركزية الامريكية كان على صلة بتمرد كردي لم يدم طويلا دعمته الولايات المتحدة في العراق خلال حكم الرئيس الراحل صدام، انه درس تحذيري.

حماس ترى الدين كسلاح سري

أحمد الحلبي ليس كأي شرطي مرور عادي فقد تخلى الرجل المتدين الملتحي عن عمله كبائع حلوى ليصبح عضوا في القوة التنفيذية التابعة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس).

ونجح الحلبي وزملاؤه في حماس في الإطاحة بخصومهم من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس رغم أنهم يفوقونهم عددا بنسبة تصل الى أربعة الى واحد وذلك خلال أقل من أسبوع من الاقتتال بين الفصيلين. بحسب رويترز.

وقال الحلبي الذي يتضمن عمله حاليا تنظيم المرور أمام مقر عباس المهجور في مدينة غزة "لم يكن المال دافعي. أردنا أن نحمي الناس."

وبعد الهزيمة الساحقة التي منيت بها قوات فتح لم يعد للقوة التنفيذية البالغ قوامها 6000 فرد خصم يعتد به.

وقال اسلام شهوان المتحدث باسم القوة التنفيذية ساخرا في مكتبه الجديد الرحب داخل المقر الرئيسي السابق لقوات الامن الموالية لعباس ان الرئيس الفلسطيني أصدر قرارات مماثلة من قبل.

وكان المكتب الذي يجلس فيه شهوان البالغ من العمر 28 عاما والمليء بأثاث مغطى بالجلد الاسود يستخدمه اللواء جمال كايد القائد المخضرم لقوات الامن الوطنية التابعة لعباس في غزة. واعتقلت حماس كايد ومسؤولين أمنيين آخرين. وقالت حماس انه نال عفوا.

عباس يصف قادة حماس بالخونة والانقلابيين

وفي أول خطاب علني له منذ حل حكومة اسماعيل هنية التي تهيمن عليها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإعلانه حكومة جديدة مكانها، شن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس الأربعاء، هجوما عنيفا على قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس واصفا إياهم بالخونة والإنقلابيين، متهما الحركة بالتخطيط لانقلاب دموي في القطاع في وقت يتشاركون في حكومة الوحدة الوطنية التي جاءت ثمرة اتفاق مكة. بحسب الـCNN.

وطالب عباس في افتتاح اجتماعات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية الحركة بالاعتذار للشعب الفلسطيني عما حدث في غزّة من سفك دماء وتصفيات ونهب، وتسليم دوائر الحكومة والمؤسسات للحكومة الجديدة.

وقال عباس، حتى نمنع الانقلابيين من تحقيق اهدافهم في شق وحدة الوطن وتأليب اجزاء من الشعب ضد الاخرى وبذر بذور الحرب الأهلية الدائمة والمستمرة، فلقد أقلنا الحكومة السابقة، وأعلنا عن حالة الطوارىء، وشكلنا حكومة وطنية فلسطينية من الكفآءات الوطنية المستقلة" لافتا إلى ضرورة القضاء على أشكال "الانقلاب" بجميع أشكاله ومظاهره، بما فيه حل القوة التنفيذية الأداة المنفذة للانقلاب، وفق قوله.

قمة رباعية في شرم الشيخ

في المقابل دعا الرئيس المصري حسني مبارك كل من أبو مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني للاجتماع في منتجع شرم الشيخ في بداية الأسبوع المقبل، لبحث الأزمة الراهنة وسبل تفعيل مسار السلام بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.

الأمم المتحدة تطالب بفتح المعابر

وفي الغضون طالبت الأمم المتحدة، بفتح المعابر الحدودية المُوصِلة لقطاع غزة بهدف تجنب وقوع كارثة إنسانية في القطاع.

وحذّر مايكل ويليامز مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط في بيانٍ صحفي، من السماح للاعتبارات السياسية بأن تلقي بظلالها على احتياجات 5ر1 مليون شخص في غزة، وفق ما نقلته وكالة النباء الفلسطينية، وفا.

وفي ذات السياق طالب جون غنج مدير عمليات الأونروا في قطاع غزة، السلطات الإسرائيلية فتح المعابر وخاصة معبر المنطار كارني الذي تمرّ من خلاله السِلع والأدوية.

وأوضح غنج أنّ وكالة الغوث ستقوم بواجبها المنوط بها وستعمل على تكثيف جهودها لمواجهة هذه الظروف، داعياً المجتمع الدولي لتكثيف مساعداته وعدم ترك الشعب الفلسطيني، قائلاً "إنّ الناس هنا لم يستسلموا لذلك ونحن لن نستسلم وسنقوم بواجبنا على أكمل وجه".

إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل

بموازاة ذلك، شن ناشطون فلسطينيون في غزّة ستة صواريخ قسّام باتجاه إسرائيل، وفق ما أعلنه جيش الدفاع الإسرائيلي. الصواريخ منها ما سقط بالقرب أو داخل مستوطنة سديروت، فيما لم تشر التقارير إلى وقوع إصابات. وكانت طائرة حربية إسرائيلية شنت غارة على منصتي إطلاق صواريخ في شمال غزّة بعد قيام ناشطين بإطلاق صاروخي قسام ضد إسرائيل.

وقالت مصادر الأمن الفلسطينية أن الصاروخين تم إطلاقهما من قبل ناشطين من حركة الجهاد الإسلامي، رغم أوامر من حركة حماس تدعو الناشطين لعدم إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.

من جهة اخرى اكد الرئيس الفلسطيني انه تلقى معلومات امنية تفيد ان حماس تخطط لاغتياله، لكنهم لم يكونوا يعرفون المكان الذي اتواجد فيه.

واضاف عباس، حصلت على شريط سينمائي من شخص من حماس وشاهدت الفيلم ورايت ستة اشخاص وجوههم مكشوفة وعلى رؤوسهم اشارات حماس، وقال، كانوا يجرون لغما لا يقل عن 250 كلغ وردد ثلاثة منهم هذا لابو مازن واللغم القادم للامن الوقائي.

واوضح انه ارسل الشريط الى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وقال عباس، كانوا ينتظرون ساعة الصفر لتنفيذ جريمتهم. واضاف، ارسلت الشريط الى كل الدول العربية ليروا الاجرام الذي تتصف بها هذه الحركة الانقلابية.

ابو الغيط يتهم ايران

من جهة اخرى صرح وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ان سياسة ايران في الشرق الاوسط تشكل تهديدا للامن القومي المصري، متهما طهران بتشجيع حماس على فرض سيطرتها الامنية على قطاع غزة. بحسب فرانس برس.

وقال ابو الغيط في تصريحات ادلى بها خلال ندوة مع اعضاء اندية الروتاري في القاهرة، ان التحركات الايرانية شجعت حماس على ما فعلته في غزة وهذا يمثل تهديدا للامن القومي المصري لان غزة على مرمى حجر من مصر.

واضاف، ان الانتشار الايراني في العراق يمثل تهديدا للامن القومي المصري والعربي وهذا يلزم القاهرة بوضع قيود على العلاقات مع طهران، المقطوعة منذ 1980.

واعلنت مصر ادانتها لسيطرة حركة حماس على قطاع غزة ودعهما للرئيس الفلسطيني محمود عباس. كما سحبت الجمعة بعثتها الديبلوماسية والامنية من قطاع غزة وقررت نقل مقرها الى رام الله في الضفة الغربية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 22 حزيران/2007 -6/جماد الاخرى/1428