عرس داقوق

حسين ابو سعود

 علمتنا أحزان المدينة

ان للدم أعراس

وللألم نواقيس وأجراس

داقوق،

 كانت تغفو في احضان المراعي

بلا غطاء

بعيدا عن الصخب

تحدق في زرقة السماء

والصباح يوقظها برائحة الخبز

ورقص السنابل في الحقول

رجال داقوق،

يمنحون الحياة للدنيا حتى الظهيرة

وفي العصر

يزهون بالجراويات على مقاعد المقاهي

يدخنون

يتناولون الشاي بالدارسين

يتحدثون  عن كل شئ الا السياسة

تعلموا من الايام،

 ان يظلوا بعيدا عن اسوار الرئاسة

نساء داقوق

يقضين زهرة الحياة بالصلوات

والنذور

واشعال الشموع والبخور

وانتظار المساءات الامنة

أطفال داقوق

بدشاديشهم يذهبون الى المدارس بلا طموح

تعرف الازقة بساطتهم

يتعاركون ثم يتصالحون

يقيمون علاقات علنية مع الاشجار

والثمار

بعيدا عن الخوف والمحاذير والاخطار

وبالامس، سقط الرجال

خضب الاطفال بالدماء

صرخت النساء

فأجابت الارض والسماء بالبكاء

طأطأت السنابل هاماتها من الحياء

القوافل لن تغير وجهتها عن داقوق

وستضئ النيران في مضارب  الدفء

ومن يمارس الهذيان عند بوابات المدن الحزينة

سيرحل  لا محالة

فالانهار لا تموت سريعا

وداقوق  ستبقى في مكانها رغم الجراح

( قيل ان وحوشا من كوكب آخر جاءوا بلا موعد مسبق  فعاثوا في الارض الفساد، وكسروا المناجل في موسم الحصاد، باسم الرب حينا وحينا باسم الجهاد).

المسئولية تقع على عاتق الحكومة لأنها لم تخبر هؤلاء الحالمين بالمصطلحات الجديدة  مثل:

انتحاريون، تفخيخ، طائفية، قتل على الهوية،اختطاف،فدية، صراعات، مراكز قوى،مخابرات، تهجير، تدخل خارجي ..

 وأنى للداقوقي البسيط ان يعرف كل هذا ؟ 

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 12 حزيران/2007 -24/جمادي الأول/1428