نار التكفير والارهاب ترتد على السلطة السعودية وتفرض عليها اصلاحات جديدة

 شبكة النبأ: في عهد النظام البائد كان العراق يشهد ارهاب الدولة الداخلي ضد مواطنيه، وبعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة تحول الى ساحة مواجهة مع فلول البعثيين وعصابات القاعدة الارهابية من جهة والقوات الامريكية واجهزة الامن العراقية من جهة اخرى، ولكن بعد التدخلات السافرة لدول الجوار لتنفيذ اجندات اقليمية على حساب الدم العراقي اختلطت الاوراق واصبح العراق مصدر للارهابيين لتطال نار التطرف والتكفير جميع دول المنطقة التي طالما سعت وتسعى لاخلال الأمن في هذا البلد الجريح.

وبعد ان ذاقت السعودية طعم الارهاب وما يخلفه من دمار وهلع اصبحت في الاونة الاخيرة تدعو الى مواجهة الفكر التكفيري الذي كان ولا يزال يستقي من منابع الفكر الوهابي النافذ في المملكة، ويستمد قوته الفكرية والفتوائية منه.

وقال وزير الداخلية السعودي نايف بن عبدالعزيز، إن السعوديين الذين يذهبون إلى العراق يتم استغلالهم في تنفيذ أعمال تفجيرية وبعضهم يرتدي الأحزمة الناسفة وآخرون يقودون سيارات مفخخة ويقتلون أنفسهم، ومن يسلم منهم من القتل يعود بأفكار ضالة يحاول أن يطبقها في المجتمع السعودي.

وقال نايف فى لقاء مع منتسبي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والأئمة والخطباء والدعاة الليلة الماضية فى الرياض، إن أبناءكم الذين يذهبون إلى العراق يتم استغلالهم للتفجير فقط، وهم الذين يفجرون.

وأضاف، هذا كلام المسؤولين بالعراق الذين التقيت بهم، ومنهم مسؤولون عراقيون في مواقع مسؤولة سواء رجال علم او رجال سياسة.

وتابع قائلا، السعوديون يؤتى بهم من أجل أن يفجروا، إما أن يرتدي حزاماً ناسفاً ويفجره في مكان عام أو يقود سيارة ويقتحم بها مكان ويفجرها.

واستطرد الوزير السعودي متسائلا من الذي يموت؟ . هل الذي يموت مسؤولين؟ هل الذي يموت جنود من أي جهة كانت؟. لا،  الذي يموت أبرياء سواء كانوا رجال أو نساء أو أطفال.

وقال الأمير نايف، هل ترضون لابناءكم أن يكونوا أدوات قتل؟ هذا هو الواقع، ثم من يسلم منهم من القتل يعود لنا بأفكار ضالة يحاول أن يطبقها في مجتمعنا.

وكان وزير الداخلية السعودي قال في وقت سابق الأسبوع الجاري إن السعودية لم تتسلم مطلوبين امنيين من العراق، وأعرب عن تقديره للظروف التي تعيشها السلطات العراقية في الوقت الحاضر، ووصف الأوضاع الحالية التي يعيشها العراق، بالمؤلمة، وقال، الوضع في العراق حاليا وضع مؤلم للجميع كعرب ومسلمين، معرباً عن الأمل بالتوفيق للمخلصين العراقيين وأبناء العراق، وأن تجتمع كلمتهم على الحق وأن يعيدوا بلادهم إلى ما كانت عليه دولة عربية مسلمة مستقلة.

وقال إن بلاده تأخذ بعين الاعتبار هذه الأوضاع وهي محتاطة لكل أمر، مشيرا الى أن الأخطار موجودة ومحتملة ما دام الوضع القائم بهذا الشكل.. كما دعا إيران إلى عدم التدخل في الشؤون العراقية بحجة المذهب وقال، إن المذهب لا يعتبر مبررا للتدخل.، واعتبر أن التدخل يجب أن يكون لجمع شمل العراقيين ليبقى العراق بلدا عربيا مسلما كما كان يرعاه ويديره أبناؤه.

نايف: أحبطنا 90 في المائة من الهجمات بالبلاد

وشنّ نايف، هجوماً كبيراً على الاتجاهات المتشددة في بلاده، وقال إن العمليات الاستباقية التي نفذتها أجهزة الأمن التابعة لوزارته أجهضت 90 في المائة من الهجمات التي كانت معدة للتنفيذ.

وندد الوزير السعودي بعمليات نقل المقاتلين من بلاده إلى العراق، مؤكداً أن السعوديين المتواجدين هناك يستخدمون كأدوات للتفجير، محذرا في الوقت عينه من خطورة الأفكار التي يحملها المقاتلون العائدون.

وأعلن المسؤول السعودي استعداد المسلمين لتقبل كل التطورات العلمية والتقنية، غير أنه أكد رفض استيراد الثقافة والفكر معتبراً أن المسلمين في غنى عن ثقافة الآخرين، وعن فكرهم لأن ما هم فيه أفضل منهم، وفيما يدعونه من حقوق الإنسان، وفيما يدعون من حقوق المرأة كما يرددون.

وقرن الأمير السعودي في كلمته التي ألقاها أمام جمع من رجال الدين، بين عناصر التنظيمات المتشددة وبين فرقة الخوارج في التاريخ الإسلامي، داعياً الأئمة وخطباء المساجد إلى تحمل مسؤولياتهم في هذا المجال.

وقال الأمير نايف، متوجهاً بالحديث إلى الأئمة: أنتم تحملون هذه المسؤولية الكبيرة في الدفاع عن الدين وعن العقيدة السلفية.. خصوصا وأن العمل ضد الإسلام وضد هذه الدولة، ومن أناس يدعون أنهم مسلمين، وهم أبعد ما يكونوا عن الإسلام.. إذ إن القاتل والمقتول مسلمان.

وأضاف: لو كان الأمر محصورا في قتال رجال الأمن لقلنا هذا بين خارج عن الإسلام وبين رجل يريد أن يمنع ذلك المعتدي على أمن هذه البلاد ودينها وكل مصالحها، ولكن ما ذنب الأبرياء الذين يموتون بفعل هؤلاء؟.

ولفت الأمير نايف إلى أن الاهتمام المبالغ فيه بأي اختراق أمني في السعودية يعتبر برهاناً على استتباب الأمن في البلاد، وقال: إن ما استهدف به البلد من هؤلاء القوم الضالين أحبط منه في العمل الاستباقي أكثر من 90 في المائة، ولو نجح 30 في المائة من هذه الأعمال لكنا في وضع سيئ جدا لا نرتضيه حتى للأعداء، فنحن نرى ما يحدث في العراق، وما سبق أن حدث في أفغانستان، وفي لبنان وفلسطين والجزائر والصومال.

دعوة الى محاربة فكر القاعدة

ودعا نايف الى توسيع دور هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر رغم الجدل في المملكة حول تجاوزات منسوبة الى اعضاء فيها كما دعا الائمة الى محاربة فكر القاعدة.

وقال في تصريحات نقلتها الصحف السعودية ان دور الهيئة ليس محصورا في محاربة الفساد بل يجب أن يتسع ليشمل أمورا أكثر، بدون ان يحدد ما هي هذه الامور.

وتتزايد منذ اسابيع الضغوط والانتقادات الموجهة للهيئة التي تتمتع بصلاحيات واسعة عقب وفاة مواطنين سعوديين داخل اثنين من مراكزها في كل من الرياض وتبوك ووفاة عاملة آسيوية في جدة بعد سقوطها من الطابق الرابع لدى دهم شقتها.

وتحظى الهيئة بنفوذ كبير وينشط عناصرها البالغ عددهم اكثر من خمسة الاف ومعروفون باسم المطوعون في المدن خصوصا حيث يحضون المارة على الصلاة والنساء على ارتداء الحجاب والعباءة ويحرصون على منع تناول الكحول والمخدرات والحفاظ على الاخلاق.

الى ذلك حمل وزير الداخلية الدعاة وأئمة وخطباء المساجد في السعودية مسؤولية مواجهة الأفكار التي تروج لها (الفئة الضالة) وهو التعبير الذي تستخدمه السلطات السعودية للدلالة على اتباع القاعدة.

تحذيرات من تحوّل العراق إلى مصدر للإرهابيين

 ويحذر الخبراء والمحللون من انتشار جيل جديد من الجهاديين المناهضين للغرب يتمتع بقوة قتالية اكبر من جيله السابق من مجاهدي افغانستان ضد القوات السوفياتية، ينشط حاليا في الشرق الاوسط ويهدد بنقل «الجهاد» الى ما وراء حدود المنطقة.

ولفت الخبراء الى بوادر تشير الى هذه الظاهرة المتنامية ذاكرين بهذا الصدد وجود متطوعين اجانب من سعوديين واردنيين ويمنيين في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان حيث تدور معارك منذ شهر مع الجيش اللبناني، وحملات الاعتقال الاخيرة في السعودية والاردن والتي طاولت جهاديين قادمين من العراق. بحسب فرانس برس.

ورأى مروان شحادة خبير الحركات المتطرفة في معهد البحوث فيجن ريسورتش انستيتيوت في عمان ان المقاومة العراقية لم تعد بحاجة الى يد عاملة في الداخل، فلديها اكثر مما تحتاج اليه وهذا ما يعيد حرية التحرك الى اجانب التحقوا بها حتى يذهبوا ويقاتلوا في اماكن اخرى.

وتابع، انهم على اتصال ببعضهم البعض نظرا الى انتشار العقيدة السلفية في الدول العربية والاسلامية، مضيفا، انهم مدربون بشكل جيد وجاهزون لشن حرب شاملة على اعدائهم، ليس على الولايات المتحدة واسرائيل فحسب بل ايضا على الانظمة العربية المدعومة من الغرب.

وقال دبلوماسي غربي طالبا عدم كشف اسمه، لا ارى ما يمكن ان يقينا العدوى. فقد ظهرت امتدادات جهادية في المنطقة والامور باتت في مرحلة متقدمة جدا، وهذا اكبر مصدر للقلق بالنسبة للاردن.

طريق بغداد باتجاهين

وقال محمد المصري الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في عمان ان طريق بغداد كانت في الماضي باتجاه واحد، واصبحت اليوم طريقا عاما بالاتجاهين موضحا انه، ما زال هناك من يدخل (الى العراق) للانضمام الى المقاومة، لكن هناك ايضا من يخرج واكد ان، العراق يصدر ارهابيين.

ويشير الخبراء الى ان شدة المعارك والمخزون الهائل من الاسلحة والمتفجرات المتوافرة ودرجة تطور العبوات الناسفة التي تستخدمها القوى المناهضة للامريكيين، كل هذا يجعل من العراق ميدان تدريب بامتياز.

وكان خبير الاستخبارات السابق في وزارة الدفاع الامريكية دنيس بلوتشينسكي اعتبر في تقرير رفعه في ابريل الى الحكومة الامريكية ان المقاتلين القادمين من العراق اشد خطورة من اسلافهم من مقاتلي افغانستان لانهم افضل تدريبا منهم.

وكتب في تقريره، ثمة اوجه شبه في طريقة العمل ما بين النشاطات الارهابية في مدن العراق والنشاطات في مدن اوروبا والولايات المتحدة.

ولفت الى ان، نقل خبرة ارهابية متطورة اكتسبت في العراق الى اوروبا امر اسهل بكثير مما كان نقل مثل هذه الخبرة من افغانستان الى اوروبا.

وروى ناشطون تدربوا في معسكرات القاعدة في افغانستان ان المتطوعين فيها كانوا يتعلمون مبادئ نظرية ويقومون بتمرينات رياضية وبقدر ضئيل من التدريب العملي، ولم يكونوا يشهدون معارك حقيقية في معظم الاحيان.

اما في العراق، فاذا لم يقتل الجهاديون في المعارك، فسوف يخرجون من هذه التجربة بخبرة لا تضاهى اكتسبوها في مواجهة افضل جيش في العالم، بحسب الخبراء.

وختم محمد المصري، ان كانت افغانستان شكلت مصدرا لمشكلات جمة في العديد من الدول، فان العراق سيكون مصدر متاعب اكبر بكثير واشد خطورة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 22 حزيران/2007 -6/جماد الاخرى/1428