
شبكة النبأ: تؤكد دراسات حديثة اعدها
خبراء عالميون ان اسلوب الحياة العصرية المليء بالرفاهية والترف
والتوتر يهدد بزيادة نسبة امراض السرطان القلب وارتفاع ضغط الدم
ومستويات البدانة.
وذكرت احدى الدراسات ان هناك واحدا من بين كل اربعة اشخاص في العالم
مصابين بضغط الدم او امراض القلب الناتجة عن التوتر.
وحذر القائمون على الدراسة من زيادة هذا العدد بنسبة 60 في المئة
خلال ال20 سنة القادمة اذا ما تجاهل الاشخاص علاج توترهم.
وقال الباحثون ان طرق تشخيص وعلاج امراض القلب وضغط الدم الحالية
بحاجة الى التطوير حتى يمكننا التقليل من حدة انتشار هذه الامراض التي
تقتل حوالي 1ر7 مليون شخص حول العالم سنويا.
واضاف القائمون على الدراسة ان الاشخاص بامكانهم المساهمة في مكافحة
المرض عن طريق اتباع اسلوب حياة صحي واقل تعقيدا بالاضافة الى محاولة
الابتعاد عن التوتر قدر الامكان عن طريق ممارسة الرياضة التي ثبت علميا
انها تسهم في الحد من التوتر.
وقال الدكتور بانوس كانافوس وهو احد القائمين على الدراسة ان هناك
خطأ شائعا بين الناس و هو الاعتقاد بان ضغط الدم لايصيب سوى كبار السن
الا ان المرض قد يصيب من هم في الثلاثينات او الاربعينات او الخمسينات
و غالبا ما يدمر اشخاصا في ريعان شبابهم وبكامل قوتهم و يحولهم من طاقة
انتاجية لاقتصاد الدولة الى اشخاص بحاجة الى رعاية طبية مكثفة ما يؤدي
الى انتاجية اقل في المجتمع.
وقال كانافوس ان التوتر يؤدي ايضا بالاشخاص الى اتباع عادات غير
صحية مثل التدخين وتناول الاطعمة الضارة وادمان شرب الكحول بالاضافة
الى عدم ممارسة الرياضة.
ورغم تواتر الدراسات والبحوث الطبية والعلمية التي توصي بعدم
الاعتماد على الوجبات الجاهزة والدهون والسكريات كونها تسبب السمنة
والعديد من الامراض المستعصية الاخرى الا ان المجتمعات وخصوصا المتحضرة
منها لا تزال تعتمد كثيرا على المشويات والوجبات السريعة.
وحذرت دراسة أمريكية حديثة من أن الإفراط في تناول اللحوم المشوية،
قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، خاصة لدى النساء في فترة ما بعد
انقطاع الطمث لديهن، ولكنها دعت في نفس الوقت إلى الإكثار في تناول
الخضروات والفاكهة لتجنب الإصابة بالمرض.
وجاء في الدراسة، التي أجراها فريق علمي من جامعة "ساوث كارولينا"
الأمريكية، أن السيدات اللائي تناولن لحوماً حمراء مشوية، جملة واحدة
أو على هيئة قطع، أو مدخنة، بقدر كبير على مدار حياتهن، يواجهن بعد
فترة انقطاع الطمث خطورة متزايدة بالإصابة بسرطان الثدي، بنسبة 47 في
المائة. حسب تقرير للـCNN.
وتوصلت الدراسة، التي نشرت في دورية "Epidemiology" الطبية، إلى أن
السيدات اللائي أكثرن من أكل اللحوم، وقللن في الوقت نفسه من تناول
الفواكه والخضراوات، يواجهن احتمالات متزايدة بالإصابة بالمرض بنسبة
تصل إلى 74 في المائة.
ولم يجد الباحثون أي علاقة جوهرية بين استهلاك اللحوم سواء طويل أو
قصير الأجل، وبين سرطان الثدي لدى السيدات قبل انقطاع الطمث.
ويصيب سرطان الثدي أكثر من مليون سيدة حول العالم سنوياً، حيث ترتفع
معدلات الإصابة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا.
ويقدر المعهد الوطني الأمريكي للسرطان، أن 13 في المائة من السيدات
الأمريكيات يصبن بسرطان الثدي خلال حياتهم.
اعتمدت الدراسة على نتائج مقابلات أجراها فريق البحث مع نحو 1508
سيدات ممن تعانين من الإصابة بسرطان الثدي، بالإضافة إلى 1556 سيدة
أخرى لا تعانين المرض، حيث تم توجيه أسئلة إليهن حول معدلات تناولهن
اللحوم الحمراء المشوية أو المدخنة.
إلى ذلك، أكدت رئيسة فريق البحث، سوزان ستيك، من جامعة "ساوث
كارولينا" أن نتائج هذه الدراسة الحديثة، تدعم الخطوط الإرشادية
لمكافحة السرطان الموصى بها حالياً، والتي تدعو إلى تناول المزيد من
الأطعمة المعتمدة على الخضراوات، والحد من استهلاك اللحوم الحمراء أو
المعالجة.
إلا أن الباحثة نفسها، حذرت في مقابلة مع رويترز، من أن الدراسة
وجدت ارتباطاً كبيراً، ولكنها لم تثبت فعلياً، بين تناول اللحوم
المطهية والإصابة بسرطان الثدي.
وأوضحت أن "عوامل أخرى ذات صلة" قد يكون لها تأثير، مثل زيادة نسبة
الدهون في وجبات السيدات اللائي يتناولن هذه الأنواع من منتجات اللحوم.
ولم تجد الدراسة أن الدواجن أو الأسماك المدخنة أو المشوية تزيد من
مخاطر الإصابة بالمرض، عندما تم فحصها بشكل مستقل عن اللحوم الحمراء.
وقالت ستيك إن إثبات أن السيدات اللائي أكلن قدراً ضئيلاً من
الفواكه والخضراوات يواجهن خطورة أكبر، يدعم دراسات معملية وأخرى أجريت
على حيوانات، أثبتت أن مواد كيميائية نباتية غنية بالفواكه والخضراوات
يمكنها الحماية من الإصابة بالمرض.
دهون الكرش تسبب الامراض
وقال رئيس رابطة امراض السمنة الكويتية الدكتور يوسف بوعباس ان
الدهون المخزنة في منطقة البطن (الكرش) هي التي تؤدي الى الامراض
المصاحبة للسمنة.
واضاف بوعباس لـ(كونا) بعد مشاركته في المؤتمر الدولي للسمنة الذي
عقد في هنغاريا اواخر الشهر الماضي ان المؤتمر سلط الضوء على الكثير من
المشاكل المتعلقة بالسمنة واستعرض عدة دراسات مقدمة من المشاركين فيه
من الخبراء والاطباء الدوليين.
وتطرق الى اهم نتائج المؤتمر وهي ان انخفاض الوزن دون ممارسة
الرياضة والمشي بشكل يومي يعرض الفرد للاصابة بامراض القلب ما يؤكد
اهمية ممارسة الرياضة للمحافظة على الوزن وتجنب الامراض.
واوضح ان المؤتمر ابرز اهمية المحافظة على الوزن الامثل قدر الامكان
بالنسبة للمراة قبل الحمل لتجنب المشاكل الصحية خلال الحمل مثل سكر
الحمل وارتفاع ضغط الدم وزيادة التعرض لعملية فتح البطن وكذلك بالنسبة
للطفل حيث تزداد قابلية الطفل للسمنة اذا كان وزن الام زائدا عن المعدل
الطبيعي قبل وخلال فترة الحمل .
واستعرض دراسة (سكاوت) التي اثبتت ان استخدام عقار (سبيترامين) من
قبل الافراد فوق سن ال55 ويعانون من امراض القلب والضغط امن لنقصان
الوزن وذلك بعد استخدامه لمدة 6 اسابيع مضيفا ان النتائج النهائية
للدراسة لم تنته بعد وقد تمتد لعدة سنوات.
واكد ان عدة دراسات تضمنها المؤتمر دعت الى اهمية تغيير نمط الحياة
لتجنب الامراض المصاحبة للسمنة ولاسيما داء السكري من النوع الثاني
مشيرا الى ان هناك دراسة فنلندية اثبتت امكانية الوقاية من داء السكري
لمدة تصل الى 7 سنوات من خلال انقاص الوزن وممارسة المشي.
وتطرق الى ان انقاص الوزن بنسبة 10 في المئة من الوزن الاساسي للفرد
يؤدي الى انقاص الدهون تحت البطن بنسبة 30 في المئة ما يؤدي الى
الوقاية من الامراض المصاحبة للسمنة
بنسبة تتراوح بين 40 و50 في المئة.
وقال بوعباس ان المؤتمر اكد ضرورة تدريس الاطفال العادات الغذائية
الصحية ومنع الوجبات السريعة والغذاء غير الصحي بالاضافة الى زيادة
الوقت لممارسة الرياضة وتقليل الوقت المسموح به لمشاهدة التلفزيون
للتقليل من فرص الاكل خلال مشاهدة التلفزيون والتقليل من تعرضهم
للاعلانات الخاصة بالوجبات السريعة .
ضغط الدم يرتفع مع زيادة الوزن
وقالت دراسة جديدة ان خطر اصابة الرجال بارتفاع ضغط الدم يزيد
بالتوازي مع أوزانهم حتى عندما تكون في الاطار الطبيعي.
وفي دراسة شملت اكثر من 1300 طبيب وجد الباحثون انه كلما زاد مؤشر
كتلة جسم الرجل كلما زاد خطر اصابته بارتفاع في ضغط الدم خلال الخمسة
عشر عاما المقبلة. وكان هذا صحيحا ايضا حتى بين الرجال الذين كان وزنهم
طبيعيا او متجاوزين الوزن الطبيعي بشيء بسيط.
وتنشر الدكتور ريبيكا بي.جيلبر وزملاؤها في كلية طب هارفارد هذه
النتائج في دورية ارتفاع ضغط الدم الامريكية the American Journal of
Hypertension.
وربطت دراسات عديدة بين زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم بما في ذلك
دراسات اظهرت ان البالغين ذوي الاوزان الزائدة او البدناء يمكنهم تقليص
هذا الخطر من خلال انقاص اوزانهم. ولكن النتائج الحالية تشير الى ان
الكيلوجرامات الزائدة تؤثر على ضغط الدم.
وتعتمد هذه النتائج على بيانات من مشروع بدأ عام 1982 عرف
باسم"دراسة صحة الاطباء" وتابع اكثر من 22 ألف طبيب امريكي . وركزت
جيلبر وزملارها على 13563 رجلا كانوا غير مصابين بارتفاع ضغط الدم في
بداية الدراسة. حسب تقرير لرويترز.
وفي كل عام كان يجري قياس العوامل الصحية والمتعلقة باسلوب حياة
المشاركين في الدراسة بما في ذلك مؤشر كتلة الجسم وهو مقياس لوزن الشخص
بالنسبة لطوله. ويعتبر مؤشر كتلة الجسم الذي يتراوح بين 18.5 و24.9
طبيعيا في حين ان المؤشر الذي يتراوح بين 25 و29.9 يعتبر زائد عن الوزن
اما المؤشر الذي يبلغ 30 فأكثر فيعتبر بدينا.
ووجد فريق جيلبر انه بالمقارنة مع الرجال الذي كان مؤشر كتلة جسمهم
في البداية اقل من 22.4 فان هؤلاء الذين كان مؤشر كتلة جسمهم يتراوح
بين 22.4 و23.6 زاد لديهم احتمال الاصابة بارتفاع في ضغط الدم خلال
الخمسة عشر عاما او العشرين عاما المقبلة بنسبة 20 في المئة. واستمر
هذا الخطر في الارتفاع بالتوازي مع مؤشر كتلة جسم الرجل مع زيادة
احتمال اصابة اصحاب الوزن الزائد او البدناء بارتفاع ضغط الدم
بالمقارنة مع المشاركين الاكثر نحافة في الدراسة بنسبة 85 في المئة.
والصلة بين الوزن وضغط الدم استمرت عندما اخذ الباحثون في الاعتبار
عوامل اخرى مثل السن والتدخين ومرض السكري وعادات ممارسة الرياضة.
واشار فريق جيلبر الى ان هذه النتائج تسلط الضوء ليس فقط على اهمية
التخلص من الوزن الزائد ولكن ايضا على الحد من زيادة الوزن طوال فترة
البلوغ. وأشاروا الى ان هذا يمكن ان تكون له "فوائد كبيرة" فيما يتعلق
بخطر اصابة البالغين بارتفاع ضغط الدم وتعقيداته التي تشمل امراض القلب
والسكتة الدماغية وامراض الكلى.
يذكر ان البرازيل والصين والهند وروسيا وتركيا ودول اوروبا الوسطى
من اكثر الدول التي تعاني تزايد انتشار امراض القلب وارتفاع ضغط الدم
المصاحبة للتوتر. |