عبر نشر الفوضى الخلاقة: القاعدة تنوي اقامة امارة اسلامية في فلسطين ولبنان

 شبكة النبأ: بعد اعلان الحرب على فلول القاعدة وطردها من المنطقة الغربية من العراق بدات بوادر البحث عن بؤر جديدة لهذا التنظيم ذو الفكر التكفيري المتشدد الذي لا يتوانى عن قتل الابرياء بالجملة مقابل تحقيق اهداف دنيئة. وكانت عملية نشر الفوضى هي المدخل لإنشاء هذه الامارات الطالبانية.

وكغيرها في الشرق الاوسط فان وسائل الدعاية الخاصة بالجهاد كانت مألوفة بين شبان غزة منذ سنوات حيث كانت المتاجر تحقق أرباحا كبيرة من وراء بيع تسجيلات لاحاديث لاسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة أو لابو مصعب الزرقاوي الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة في العراق مما يساعد القاعدة على خلق بؤر ارهابية وحواضن للفكر التكفيري المتشدد في الضفة والقطاع الفلسطينيين اضافة الى شمال لبنان.

ويصف تقرير لرويترز رجل يجلس وحيدا بعدما ألبسه خاطفوه ملابس حمراء اللون ويتحدث الى كاميرا.. هذا الفيديو المنشور على شبكة الانترنت يحمل رموز المتشددين الاسلاميين... وذلك أمر مألوف حتى الآن.

لكن هذا ليس في العراق أو في أفغانستان انه قطاع غزة حيث سلط شريط الفيديو الذي بث على شبكة الانترنت الاسبوع الماضي ويُصَور الان جونستون الصحفي بهيئة الاذاعة البريطانية الضوء على ظهور جماعات مغمورة في القطاع تستلهم أفكارها من تنظيم القاعدة على الاقل.

والعلاقات غير واضحة بين جماعة جيش الاسلام المغمورة التي تقول انها احتجزت الصحفي البريطاني قبل نحو ثلاثة أشهر وعشرات الجماعات المسلحة الأخرى في قطاع غزة التي يقودها مزيج من الدوافع السياسية والدينية والمالية والخصومات العشائرية.

لكن عشرات الهجمات التي استهدفت هذا العام مقاهي الانترنت ومواقع مسيحية والحلاقين وغيرها مما يعد من رموز "الفسوق" قد أثارت المخاوف من فوضى أشد في القطاع المزدحم حيث يمزق صراع الفصائل قوات الأمن منذ سيطرتها على القطاع بعد انسحاب القوات الاسرائيلية منه في عام 2005.

ويلقي بعض المسؤولين الفلسطينيين باللائمة عن نزوع بعض سكان غزة البالغ عددهم نحو 1.4 مليون شخص نحو التطرف على الفقر والإحباط اللذين زاد من حدتهما العقوبات التي فرضتها اسرائيل والقوى الغربية العام الماضي بعد تولي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) السلطة عقب فوزها بالانتخابات التشريعية.

وهددت جماعة ظهرت هذا العام تدعى سيوف الحق الاسلامية المذيعات بتلفزيون فلسطين وقالت "سنجتث الأعناق" اذا لم يغطين شعرهن.

وقالت الجماعة في بيان "فالفساد الذي يخرج من أفواههم ومن وجوههم يجزع القلوب خوفاً وهلعاً على أبنائنا وهم الغرس الذي ينبت ويتعلم مما يرى."

والى جانب تنظيم القاعدة في فلسطين وغيره من الجماعات المغمورة فقد أعلنت جماعة سيوف الحق الاسلامية مسؤوليتها عن عدة هجمات بقنابل.

ورغم أن الفلسطينيين في الضفة الغربية الايسر ماديا الى حد ما لم يشهدوا مثل هذا العنف رغم الدعاية المتفرقة على غرار الدعاية الخاصة بتنظيم القاعدة الا أن الانتباه انصب مؤخرا على صلات بتنظيم القاعدة داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حيث تقاتل قوات الجيش جماعة فتح الاسلام في مخيم نهر البارد.

وكغيرها في الشرق الاوسط فان وسائل الدعاية الخاصة بالجهاد كانت مألوفة بين شبان غزة منذ سنوات حيث كانت المتاجر تحقق أرباحا كبيرة من وراء بيع تسجيلات لاحاديث لاسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة أو لابو مصعب الزرقاوي الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة في العراق.

غير أن البيانات المتطرفة تحولت الى أفعال خلال الشهور الاخيرة رغم أنه ليس من الواضح الى أي مدى كون ذلك يجسد نفوذا خارجيا مباشرا في قطاع غزة والى أي مدى تستلهم تلك الجماعات المحلية تعاليمها من ابن لادن وغيره.

وألحق قرابة 50 هجوما خلال الشهور الأخيرة أضرارا بمقاهي للانترنت ومتاجر لبيع الأطباق اللاقطة لارسال الاقمار الصناعية ومحال الحلاقة وصيدليات فضلا عن كنيسة واحدة ومواقع مسيحية أخرى.

وقال خالد أبو هلال المتحدث باسم وزارة الداخلية الفلسطينية ان "الحصار" الاسرائيلي "دفع البعض من الشباب لتبني أفكار غريبة."

ولا يعتقد أبو هلال في وجود صلة مباشرة بعد بشبكة أوسع تابعة لتنظيم القاعدة. لكن مصدرا أمنيا قال ان بعض المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة ربما نجحوا في دخول غزة عن طريق مصر العام الماضي لكنهم غير منخرطين في العمليات بالكامل.

وقال المحلل السياسي هاني حبيب "وجود القاعدة في فلسطين سيكون مؤذيا لحماس لانها (القاعدة) ستحاول اجتذاب عناصر ومؤيدين لها وليس من التيارات العلمانية."

وهناك مؤشرات على انقسامات داخل حماس بشأن اتفاقات للهدنة مع اسرائيل رغم أن ذلك غير ظاهر في الوقت الحالي. فضبط النفس هذا لا يحظى بتأييد بعض الشبان الذين لا يتوقعون مستقبلا يذكر في الاحياء الفقيرة المزدحمة حيث تندر فرص العمل.

وقال محمد وهو مالك متجر في أكثر الميادين ازدحاما في مدينة غزة "الشبان يطلبون مني اسطوانة (القرص المدمج) الشيخ الزرقاوي.. الاسطوانة التي تحتوي على قطع رؤوس العملاء للامريكان .. لقد بعنا المئات منها."

وتحدث أحد الزبائن الذي عرف نفسه باسم صالح (19 عاما) باعجاب عن مقاتلي القاعدة. وقال "لقد تركوا عائلاتهم وبيوتهم وبلدانهم من أجل الدفاع عن شعب العراق وأفغانستان واخرين في أماكن اخرى. أعتقد بأنهم مسلمون حقيقيون."

وأيَدت حماس الهجمات على القوات الامريكية في العراق ولم تؤيد قتل تنيظم القاعدة للمدنيين.

وتروق تلك الجماعات ذات الآراء المتطرفة لمثل هؤلاء الفلسطينيين الذين لا يعانون من تأنيب الضمير هذا.

وتعلن جماعة جيش الاسلام المرتبطة أيضا باحتجاز جندي اسرائيلي في قطاع غزة نفسها حليفا لفتح الاسلام في مخيمات اللاجئين في لبنان فيما ينأى الزعماء الفلسطينيون بأنفسهم عنها.

ولا يوجد تقدم يذكر باتجاه السلام في الوقت الذي يحيي فيه الفلسطينيون الذكرى السنوية الاربعين لاحتلال اسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة. ويخشى البعض حاليا أن يؤدي ترجمة الدعاية الخاصة بتنظيم القاعدة الى أفعال بين الفلسطينيين الى تفاقم الخصومات الداخلية أو إثارة ردود اسرائيلية اذا هاجمت تلك الجماعات الجديدة اسرائيل.

عمليات انتحارية لاقامة امارة اسلامية

وافادت معلومات نشرتها صحيفة "النهار" اللبنانية الاوسع انتشارا ان مجموعة فتح-الاسلام الاصولية التي يخوض الجيش اللبناني معارك عنيفة للقضاء عليها خططت لسلسلة عمليات انتحارية تشمل سفارات اجنبية في بيروت تمهيدا لاعلان "امارة اسلامية" في شمال لبنان.

واوضحت "النهار" ان المعلومات "مستقاة من نتائج التحقيقات مع موقوفين من فتح الاسلام" الذين فاق عددهم العشرين وادعى عليهم القضاء اللبناني وان المتفجرات مصدرها سوريا وتم ضبطها في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان. بحسب فرانس برس.

واعتبرت الصحيفة ان مبادرة القوى الامنية الى تطويق عناصر فتح الاسلام في طرابلس اثر سرقة مصرف في 20 ايار/مايو وما استتبعه احبط المخطط الشبيه "بسيناريو 11 ايلول لبناني" من حيث ضخامته في اشارة الى تفجيرات تنظيم القاعدة في الولايات المتحدة في ايلول/سبتمبر عام 2001.

ويتضمن المخطط تدمير احد الفنادق الكبرى في بيروت باربع شاحنات مليئة بالمتفجرات يقودها اربعة انتحاريين ويتزامن مع "اقتحام انتحاريين مركزين دبلوماسيين في غرب بيروت وشرقها" بحسب الصحيفة.

وتابعت الصحيفة انه فيما تكون بيروت تحت الصدمة تقوم مجموعات بتفجير نفقي شكا الجديد والقديم (على الطريق الرئيسية الى طرابلس) باربع شاحنات لعزل شمال لبنان فيما تسطو مجموعات مسلحة على عدة مصارف في المنطقة وتهاجم مراكز القوى الامنية ثم "تعلن شمال لبنان امارة اسلامية".

واشارت الصحيفة الى ان المواد التفجيرية المعدة للاستخدام وصلت من سوريا وتم ضبطها في مستودع بطرابلس وتضم متفجرات من نوع سي 4 ونيترات الالومنيوم اضافة الى مواد اخرى شديدة الاشتعال.

المتشددون يرفضون الاستسلام

وقصفت القوات اللبنانية مواقع يشتبه أنها تابعة لمتشددين اسلاميين لاخراجهم من مخابئهم في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين يوم السبت لكن متشددي جماعة فتح الاسلام تعهدوا بعدم الاستسلام.

وقال أبو سليم طه المتحدث باسم فتح الاسلام لرويترز في حديث هاتفي من داخل المخيم الواقع في شمال لبنان ان المتشددين لا يمكن أن يسلموا سلاحهم ولا يمكن حتى أن يفكروا في الاستسلام.

ويقاتل الجيش متشددي فتح الاسلام منذ 20 مايو أيار في أسوأ أعمال عنف داخلي في لبنان منذ الحرب الاهلية التي استمرت بين عامي 1975 و 1990. وتقول الحكومة اللبنانية ان فتح الاسلام أثارت الاشتباكات عندما هاجمت مواقع تابعة للجيش حول المخيم وفي مدينة طرابلس ثاني أكبر المدن اللبنانية.

ووصفت الحكومة اللبنانية المناهضة لسوريا فتح الاسلام بأنها أداة في يد المخابرات السورية لكن دمشق تنفي أي علاقة لها بهذه الجماعة وتقول ان زعيمها شاكر العبسي مدرج على قائمة المطلوبين لديها.

وقال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة انه لا يوجد خيار اخر أمام المتشددين سوى الاستسلام والقاء أسلحتهم.

وأضاف في مقابلة مع قناة العربية التلفزيونية ومقرها في دبي أن هذه ظاهرة جماعة ارهابية.

ومضى يقول ان الحكومة والجيش حاولا على مدار الايام الاربعة عشر الماضية ايجاد حل يسمح لهم بالاستسلام مؤكدا أن ما ارتكبوه ضد الجيش اللبناني والدولة اللبنانية يجعل من المستحيل التوصل لاتفاق أو معاهدة أو محاولة التوصل لهدنة او حل وسط.

وقالت مصادر أمنية ان ستة جنود لبنانيين لاقوا حتفهم ليرتفع اجمالي عدد القتلى في اسبوعين من الاشتباكات الى 106 بينهم 41 جنديا. وسقط 16 قتيلا على الاقل داخل المخيم يوم الجمعة ولكن لم يتضح ما اذا كانوا من المتشددين أم المدنيين.

ودعا الجيش اللاجئين في المخيم الى التحلي بالصبر وطرد من وصفهم بالمجرمين من بينهم وجدد النداءات للمتشددين بالاستسلام قائلا انهم سيواجهون محاكمة عادلة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 6 حزيران/2007 -18/جمادي الأول/1428