
شبكة النبأ: قوبلت الخطة الأمريكية في نشر الدرع
الصاروخي شرق اوربا بانتقاد حاد من جانب روسيا التي ترى فيها خطراً على
أمنها القومي وتعديا على مناطق نفوذها. ورفضت موسكو عروضاً متعددة
للتعاون مع الولايات المتحدة في هذا المشروع.
وتريد امريكا نشر نظام رادار في جمهورية التشيك وعشرة صواريخ مضادة
للصواريخ في بولندا بحلول عامي 2011 و2012 قائلة إن هذا النظام هو
للتصدي لمخاطر من "دول مارقة" مثل ايران وكوريا الشمالية.
ومن جهتها تخوض إيران مواجهة مع امريكا وقوى غربية أخرى بشأن
برنامجها النووي الذي تقول واشنطن إنه يهدف إلى إنتاج قنابل ذرية.
ووصف مسؤول أمني بارز في طهران مزاعم واشنطن أن هدف نشر المنظومة
الصاروخية الدفاعية بأوروبا حماية حلفائها من تهديدات إيرانية، بأنه
"نكتة" مؤكداً أن مدى صواريخ طهران لا يصل إلى أوروبا.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن أمين المجلس
الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، قوله "مزاعم المسؤولين
الأمريكيين بنصب نظام مضاد للصواريخ في أوروبا بهدف مواجهة الصواريخ
الإيرانية وحماية أوروبا من إيران نكتة العام". بحسب الأسوشيتد برس.
وتخطط الإدارة الأمريكية إلى نشر نظام رادار في جمهورية التشيك وآخر
مضاد للصواريخ في بولندا بحلول عامي 2011 و2012 بدعوى حماية حلفائها
في "الناتو" من صواريخ "دول مارقة" مثل إيران وكوريا الشمالية.
وأوضح لاريجاني، في أول ردة فعل إيرانية رسمية حول المشروع
الأمريكي، أن "مدى الصواريخ الإيرانية لا يصل إلى أوروبا."
واستطرد "إضافة إلى ذلك أوروبا هي أكبر شريك تجاري لنا، فأين هو
المنطق وراء إمكانية قيامنا بشيء كهذا".
تضم الترسانة العسكرية الإيرانية صاروخ "شهاب-3" الباليستي، ويبلغ
مداه 1300 كيلومتراً، على الأقل، وهو قادر على بلوغ إسرائيل. وأعلن
المسؤولون الإيرانيون مؤخراً تطوير مدى الصاروخ إلى ألفين كيلومتراً.
ويعتقد الخبراء الغربيون أن إيران تعكف على تطوير "شهاب-4" الذي
سيتراوح مداه ما بين 2000 إلى 3000 كيلومتراً.
إلا أن حكومة طهران، التي لم تؤكد تلك التقارير، أشارت عام 1999 أن
"شهاب-4" سيخصص لإطلاق الأقمار الصناعية التجارية.
وتقود الولايات المتحدة حملة قوية لإجبار إيران التخلي على برنامج
تخصيب اليوارنيوم تتهمها بمحاولة امتلاك أسلحة نووية، وهي مزاعم نفتها
الجمهورية الإسلامية مراراً.
هذا وقد قوبل مشروع الدرع الصاروخي لأمريكي بردة فعل قوية من جانب
روسيا التي اتهمت واشنطن بتهديد أمنها والتعدي على مناطق نفوذها
ومحاولة إشعال سباق تسلح جديد.
ودحض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المزاعم الأمريكية قائلاً إن
أياً من كوريا الشمالية وإيران لا تملكان الصواريخ التي تتهدد أوروبا.
ووصف الأمر بأنه "نكتة العام" وقال "يردد الأمريكيون هذه الأيام
نكاتا بهذا الشكل." وقوبلت الخطة الأمريكية بانتقاد حاد من جانب روسيا
التي ترى فيها خطراً على أمنها القومي وتعديا على مناطق نفوذها. ورفضت
موسكو عروضاً للتعاون مع الولايات المتحدة في هذا المشروع.
هل تشكل إيران وروسيا محوراً
جديداً؟
ستكون للطريقة التي ستدير بها روسيا وإيران علاقاتهما الثنائية خلال
الأشهر، بل السنوات المقبلة، تداعيات مهمة سواء على التطورات في الشرق
الأوسط الكبير، أم على السياسة الخارجية الأميركية.
فبتعاونهما معاً تملك القوتان الرئيسيتان القريبتان من بعضها بعضاً،
القدرة على ممارسة تأثير بالغ على السوق العالمية للطاقة، لاسيما فيما
يتعلق بالغاز الطبيعي.
كما يمكن لتعاونهما المشترك أن يساهم في رسم مستقبل نظام عدم
الانتشار النووي، ذلك أن البلدين معاً يقتسمان مصالح استراتيجية
مشتركة، فضلاً عن تقاسمهما لحدود برية طويلة. بحسب الكاتب والمحلل
الامريكي جيفري كمب.
ولا ننسى أيضاً إطلالتهما معاً على بحر قزوين وما يتمتعان به من
موقع استراتيجي مهم وحساس. فعلى الصعيد الاقتصادي تجمع إيران وروسيا
علاقات متميزة، حيث تبيع روسيا لإيران أسلحة تقليدية متطورة، وتلتزم
معها، بموجب عقود موقعة، ببناء المحطة النووية الأولى في إيران بوشهر
المطلة على الخليج العربي.
هذا ولا يخفي البلدان أيضاً توجسهما المشترك من العلاقات التي
تنسجها جارتهما أذربيجان مع الغرب، وهما تحديداً يشعران بالاستياء ذاته
إزاء السياسة الأميركية في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز، والرامية، ضمن
أهداف أخرى، إلى تنويع ممرات خطوط الغاز الطبيعي إلى درجة تهميش الخطوط
التي تمر عبر الأراضي الإيرانية والحد من تلك التي تعبر روسيا. لكن بما
أن روسيا وإيران تملكان، على التوالي، أول وثاني أكبر احتياطي من الغاز
الطبيعي في العالم، فإن لديهما القدرة، نظرياً على الأقل، على التأثير
في أسعار الغاز الطبيعي.
وقد راج حديث في الآونة الأخيرة عن تشكيل تكتل مشابه لمنظمة الدول
المصدرة للنفط "أوبك"، على أن يقتصر على الغاز الطبيعي، وتلعب فيه كل
من روسيا وإيران الدور الرئيسي. ولأسباب مختلفة يتخوف البلدان معاً من
الخطوات الأميركية الأحادية في العراق.
فالإيرانيون من جهتهم قلقون من أن يؤدي أي انتصار أميركي في العراق
إلى إقامة نظام علماني موالٍ للغرب، على رغم أن الوضع هناك قلق وفي
سبيله إلى التلاشي بالنظر إلى المشاكل المتفاقمة التي تواجهها الولايات
المتحدة في العراق.
ومع ذلك تبقى المخاوف الإيرانية من التواجد الأميركي في العراق
حقيقية، لاسيما في ظل الحضور الأميركي المكثف في المنطقة مثل أفغانستان
وباكستان، فضلاً عن الدول الأخرى في شبه الجزيرة العربية. أما روسيا
فقد شهدت تقلصاً كبيراً لدورها في العراق، لتفسح المجال أمام ظهور
مخاوفها الخاصة المتعلقة بالتوسع الاستراتيجي للولايات المتحدة
وحلفائها في حلف شمال الأطلسي وإطباق الخناق على المجال الروسي، سواء
في أوروبا الشرقية أو في آسيا الوسطى، كما يجري حالياً.
لكن على رغم المصالح المتداخلة، فإنه لدى روسيا وإيران ما يكفي من
الأسباب لإثارة مشاعر الشك في بعضهما بعضاً حيال أهدافهما بعيدة المدى.
ففيما يتعلق بالتعاون النووي المشترك في محطة بوشهر، هناك مؤشرات
متزايدة تدل على الاستياء الروسي من المشروع. فقد برزت خلافات بين
الطرفين حول تسديد المستحقات، فضلاً عن شعور متزايد لدى روسيا بالحرج
من ظهورها المستمر في المحافل الدولية وفي النقاشات الثنائية بين
الدول، وكأنها تقف إلى جانب إيران في امتلاك السلاح النووي.
والأكثر من ذلك أنه في الوقت الذي تتطلع فيه الصناعة النووية
الروسية إلى تأمين مزيد من العقود لبناء محطات نووية في إيران بعد
انتهاء المشاكل الحالية، فهي تدرك أيضاً أن البرنامج الإيراني قد يهدد
تطلعاتها في التعاون مع الغرب لإنجاز مشاريع أكثر أهمية. ولابد من
الإشارة أيضاً إلى المخاوف التي يثيرها المحللون الروس، وهي شبيهة
بالمخاوف العربية، من امتلاك إيران للسلاح النووي وخضوعه لسيطرة نظام
إسلامي أصولي يتبنى أفكاراً ومبادئ تختلف تماماً مع تلك التي يؤمن بها
الروس.
ولا يقتصر الاختلاف بين الطرفين عند هذا الحد، بل يبرز على نحو واضح
في ظل اعتماد كل من روسيا وإيران على صادراتهما من الطاقة لضمان الرفاه
الاقتصادي. وإذا ما تراجع الطلب العالمي على النفط والغاز لأي سبب من
الأسباب، سواء تعلق الأمر بتباطؤ الاقتصاد على الصعيد العالمي أو بسبب
تطور المصادر البديلة للطاقة بأسعار معقولة، فإن البلدين سيدخلان في
منافسة محمومة لتأمين حصص في السوق العالمية. وحتى في حال استمرار
الطلب العالمي على الطاقة في مستوياته الحالية دون تراجع، فقد يتحول
البلدان إلى متنافسين شرسين لتزويد السوق الأوروبية بالغاز الطبيعي.
لذا فإنه ليس حتمياً أن تشكل روسيا وإيران جبهة صلبة لمواجهة أميركا
في المستقبل، لكن طالما تواصل الدبلوماسية الأميركية في المنطقة،
وتحديداً تجاه روسيا، سياسة المواجهة، فإن المحور الروسي الإيراني سيظل
قائماً وسيطرح تحديات جسيمة أمام أميركا وحلفائها في المنطقة وفي
العالم.
بوتين يهدد بنصب صواريخ موجهة
لاوروبا
وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اعتمد لهجة هجومية جدا عشية
قمة مجموعة الثماني بنصب صواريخ جديدة موجهة الى اوروبا في حال نشرت
الولايات المتحدة درعها المضادة للصواريخ وكما في ايام الحرب الباردة.
بحسب فرانس برس.
وقال الرئيس الروسي في مقابلة مع عدة وسائل اعلام غربية بينها صحيفة
"ال كورييري ديلا سيرا" اذا امتدت القدرات النووية الاميركية الى
الاراضي الاوروبية فعلينا تحديد اهداف جديدة في اوروبا".
واضاف "على قادتنا العسكريين تحديد هذه الاهداف وكذلك الاختيار بين
الصواريخ الباليستية والصواريخ العابرة للقارات".
وتابع يقول "نريد اعادة توازن المنظومة الدفاعية بانظمة هجومية اكثر
فعالية وندرك تماما ان هذا الامر سيعيد تحريك سباق التسلح لكننا لن
نكون مسؤولين عنه".
ومع اقتراب القمة المقبلة لمجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى
التي تنعقد في هايليغندام (المانيا) بين الاربعاء والجمعة لا يمضي يوم
من دون ان تدين موسكو مشروع الدرع الاميركية التي ستحول اوروبا الى
"برميل بارود" وتكرس "الامبرالية" الاميركية بحسب بوتين.
إيران لن تستجدي حقها في
التكنولوجيا النووية
وقال اية الله علي خامنئي الزعيم الاعلى الايراني يوم الاثنين إن
إيران لن تستجدي من القوى الكبرى حقها في تطوير تكنولوجيا نووية وإنها
أثبتت انها لن تنسحب من "ميدان الخطر"
دفاعا عن هذه الحقوق.
وجاءت تصريحات خامنئي المتسمة بالتصعيد غداة قمة مجموعة الثماني
الصناعية الكبرى التي تعقد في ألمانيا ومن المتوقع أن تناقش الازمة
القائمة بشأن البرنامج النووي الايراني.
وقال خامنئي في خطاب بثه التلفزيون الايراني "هل تظنون أن الامة
الايرانية ستستجدي لتصل إلى حقوقها النووية حتى تقبل القوى المستأسدة
بذلك... لا هذه ليست روح أمة حرة مستقلة." |