
شبكة النبأ: إضافة لما تشكله الصين
من كونها منافس قوي في المجال التجاري والصناعي وتهديدها من جراء ذلك
لكثير من الشركات الامريكية التي تفضي وافضت في بعضها فعلا الى
الافلاس، فان الصين في موازاة هذا التاثير تكون المنافس ذو القدرة
الهائلة في التصنيع العسكري والاعداد البشري لهذا الغرض، اضافة الى
مشاريع الاستثمار الاستراتيجية التي اتفقت عليها بكين في افريقيا وشمال
اسيا، وهذا ما يشكل قلقا متناميا في الوسط السياسي والعسكري والتجاري
الامريكي.
فقد ابرز تقرير عن قلق وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) من القوة
العسكرية المتنامية للصين ولا سيما في مجال الصواريخ البالستية البعيدة
المدى وبسبب "عدم اعتماد بكين الشفافية" حول انفاقها العسكري.
وجاء في التقرير السنوي حول "القدرة العسكرية للصين" الذي قدمه
البنتاغون الى الكونغرس الاميركي، بحسب ما نقلته فرانس برس: ان
الصينيين يتبعون استراتيجية عسكرية "توسع حقل المعركة الحديثة بابعادها
البرية والجوية والبحرية الى الفضاء.
واعرب البنتاغون عن قلقه من تطوير الصين صواريخ بالستية جديدة عابرة
للقارات من طراز "دي اف-31 ايه" قادرة على اصابة اهداف في الولايات
المتحدة ومن طرق "تجاوز انظمة الدفاع المضادة للصواريخ" في وقت تطور
فيه واشنطن درعها المضادة للصواريخ.
واشار التقرير الى بناء الصينيين خمس غواصات جديدة من فئة "جين"
القادرة على حمل صواريخ بعيدة المدى من الجيل الجديد.
وذكر العسكريون الاميركيون ان التجربة التي قامت بها الصين في كانون
الثاني/يناير لاختبار سلاح مضاد للاقمار الصناعية تمكن من تدمير قمر
صناعي صيني قديم لرصد الاحوال الجوية "تظهر قدرة الصين على مهاجمة
الاقمار الصناعية ذات المدار القريب من الارض".
وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس اعرب امام الكونغرس في
شباط/فبراير عن قلقه من دلالات هذه التجربة قائلا "ما قد يكون مقلقا
اكثر من هذا النجاح التقني هو دلالاته بالنسبة الى الطموحات
الاستراتيجية كيف ينوون (الصينيون) استخدام هذا النوع من الوسائل في
حال نشوب نزاع وماهية عواقبه علينا".
وفي الاجمال يعتبر البنتاغون في تقريره ان "نمط وحجم تطور الجيش
الصيني تزايد خلال السنوات الفائتة".
واعتبرت وزارة الدفاع الاميركية "ان ازدياد القدرات العسكرية للقوات
المسلحة الصينية عامل رئيسي في تغيير موازين القوى في شرق آسيا وان
لتحسين القدرات الاستراتيجية الصينية تشعبات ابعد من منطقة آسيا
والمحيط الهادئ".
وكما في العام الماضي خلص التقرير الى القول انه اذا كانت تايوان
تبدو الهدف الرئيسي للانفاق العسكري الصيني في المدى القصير فان هذا
الانفاق يمثل تهديدا محتملا للولايات المتحدة على المدى البعيد.
واشار التقرير الى ان "تحليل المكتسبات العسكرية للصين وعقيدتها
الاستراتيجية يشير الى ان بكين تطور ايضا قدرات لمواجهة احداث اقليمية
اخرى مثل نزاع حول موارد او اراض".
وكشف التقرير ان بكين اعلنت مطلع آذار/مارس انها رفعت موازنتها
العسكرية للعام 2007 بنسبة 17,8 بالمئة لتصل الى 45 مليار دولار، غير
ان جهاز الاستخبارات العسكرية الاميركية "دي آي اي" "قدر اجمالي
الانفاق العسكري الصيني للعام 2007 بين 85 و125 مليار دولار".
تحدّيث القدرات الصينية
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون، إن عملية تحديث القدرات
العسكرية الصينية تسير بخطى حثيثة، غير أن العالم الخارجي لا يعرف إلا
القليل عن نوايا بكين في شرق آسيا وما وراءها. بحسب الـCNN.
ففي التقرير السنوي للكونغرس حول القدرات العسكرية الصينية، قال
البنتاغون إن بكين مشغولة بالتطورات العسكرية في مضيق تايوان، لكن
القوات الصينية تعمل أيضاً على تحسين وتطوير قدراتها للانتصار في
النزاعات المحتملة على الموارد والأراضي.
وخلص التقرير إلى أن الجيش الصيني حول نفسه إلى من جيش دفاعي ضد
الاعتداءات المحتملة إلى جيش قادر على الانتصار بحملات عسكرية خاطفة
ومكثفة ضد أعداء على قدر عال من التفوق التقني.
وأشار التقرير إلى القدرات العسكرية الصينية الحديثة والمتمثلة في
الصاروخ الصيني الذي أسقط قمراً صناعياً كان يدور في مدار حول الأرض في
يناير/كانون الثاني الماضي ومدى ودقة إصابة هذا الصاروخ.
وحول القدرات الصاروخية الصينية، وبخاصة العابرة للقارات، قال
التقرير: "سوف تعمل الصواريخ الجوالة الجديدة، والتي يمكنها حمل رؤوس
نووية، على تحسين وتطوير القدرات النووية الصينية."
وأشار التقرير إلى ان الصين تعمل بالمثل على تطوير سلاح البحرية
وتزويده بنظم دفاع جوي أفضل وغواصات جديدة، فيما تحسنت القدرات
الهجومية بعد حصولها على طائرات سوخوي 30 الهجومية وطائرات F-10
المقاتلة.
وحول الإنفاق العسكري الصيني، أوضح التقرير: أنه يتزايد بصورة سريعة
تفوق التوسع في الاقتصاد، مع زيادة بكين لميزانيتها الدفاعية بنحو 18
في المائة.
على أن التقرير أشار إلى أن الجيش الصيني لم يخض أي معركة حديثة،
كما أن معظم القادة الصينيين يفتقرون إلى الخبرة العسكرية، الأمر الذي
قد يؤدي إلى إساءة الحسابات، والتي قد "تكون لها عواقب وخيمة."
وكانت الصين قد أكدت في الرابع من مارس/آذار الماضي أن الإنفاق
العسكري في الصين سيرتفع بنسبة 17.8 في المائة خلال العام الحالي، ليصل
إلى حوالي 45 مليار دولار.
وقال المتحدث باسم مجلس الشعب الصيني، جيانغ إنزهو، في مؤتمر صحفي
عشية انعقاد مجلس الشعب إن الإنفاق العسكري سيزيد خلال العام 2007 بنحو
7 مليارات دولار عن الإنفاق العسكري لعام 2006، ليصل إلى 44.94 مليار
دولار (350.92 مليار يوان صيني).
الحزب الشيوعي والاصلاحات
الديمقراطية
وشنت الصين هجوما مضادا على نداءات بإجراء اصلاحات ديموقراطية
جريئة، حيث نددت أكبر صحيفة للحزب الشيوعي الحاكم "بالاشتراكية
الديمقراطية" قائلة ان دولة الحزب الواحد يجب الا تقلد النظم الاجنبية.
بحسب رويترز.
يؤكد الانتقاد حجم المخاوف من المخاطر التي يواجهها حكم الحزب
الواحد قبل مؤتمر الحزب الذي يعقد في وقت لاحق هذا العام والذي يتجه
الى منح الرئيس هو جين تاو خمس سنوات أخرى في منصب الامين العام للحزب.
وفي فبراير شباط وجه عضو قديم بالحزب الشيوعي نداء من أجل
الديمقراطية في مجلة "الصين عبر العصور" وهي مجلة شهرية يدعمها الشيوخ
الاصلاحيون في الحزب.
ووصف شي تاو (85 عاما) تاريخ القرن العشرين بأنه سباق بين
الرأسمالية والشيوعية والاشتراكية الديمقراطية على النمط السويدي مع
التأكيد على المساواة والحقوق السياسية.
وقال إن نموذج الاشتراكية الديمقراطية فاز وتفوق على الشيوعية
والرأسمالية وحث الصين على تجديد نفسها من خلال الاصلاح الديمقراطي.
بوش والعملة الصينية
وأكد الرئيس الأمريكي جورج بوش أن الولايات المتحدة ستراقب "عن كثب"
قرار الصين المقبل تجاه سعر صرف عملتها، مؤكداً على ضرورة معالجة خلل
الميزان التجاري بين البلدين الذي يميل بقوة لمصلحة الصين بفارق 233
مليار دولار. كما افادت به الـ CNN.
ووصف بوش علاقة واشنطن ببكين بأنها "معقدة" مع وجود شقوق يمكن
النفاذ للعمل من خلالها، ودعا الصين إلى فتح أسواقها أمام الشركات
الأمريكية للعمل فيها وتشجيع شعبها على رفع معدلات استهلاكه.
مواقف الرئيس الأمريكي جاءت أثناء استقباله الوفد الاقتصادي الصيني
الذي زاره في البيت الابيض برئاسة نائب رئيس الوزراء، وو يي، وهو أعلى
مسؤول صيني يزور واشنطن للتباحث في الملفات الاقتصادية العالقة بين
البلدين. |