القنابل الانشطارية: مخلفات الحروب القذرة التي تتربص بالأبرياء

 شبكة النبأ: تسعى المنظمات الانسانية بكل مجهودها في المطالبة برفع التاثيرات المميتة والخطرة للقنابل الانشطارية التي تستخدم في الحروب، ومن الخواص لهذه القنابل انها لا تنفجر بصورة كاملة بل ان عددا لا يستهان به منها يظل على حالته الحرجة لينفجر فيما بعد لمختلف الاسباب المحرضة على الانفجار سواء بالتماس مع الحيوان او الانسان.

وقد ندرك حقيقة خطرها من معرفة عدد القنابل الصغيرة التي تحتويها القنبلة الانشطاري الأم وهو عدد يتراوح بين 500 الى 650 ويظل العدد غير المنفلق كامناً بما يشبه الالغام الجاهزة التي تتربص بسئ الحظ لتؤدي به الى الموت الاكيد.

ورغم التقارب في التوجه لدى الدول لنزع هذه القنابل الا ان بعضها لا يزال يتحفظ على الموافقة او الاندفاع الحقيقي للتخلص من هذه القنابل الخطرة على الانسان والبيئة على حد سواء.

وما زالت عملية حظر القنابل الانشطارية التي تعتبرها المنظمات غير الحكومية وعدد متزايد من الدول، عملية لا رجوع عنها تصطدم بمعارضة الدول الاوروبية التي تبدي تحفظات حول نوع الاسلحة الواجب حظرها وتفضل التفاوض في هذا الملف تحت مظلة الامم المتحدة.

وترغب بعض الدول الاوروبية منها فرنسا والمانيا وبولندا في ان تجرى المفاوضات في جنيف في اطار المعاهدة الدولية حول الاسلحة التقليدية، وترفض المنظمات غير الحكومية التفاوض في اطار معاهدة الاسلحة التقليدية بحجة ان الولايات المتحدة والصين والهند ستعرقل معاهدة لحظر الاسلحة الانشطارية.

وضم مؤتمر ليما الذي عقد من 23 الى 25 ايار/مايو منظمات غير حكومية مثل هانديكاب انترناشونال وهيومن رايتس ووتش ولاندماين اكشن وحوالى 70 بلدا اساسا من افريقيا واسيا لنقاش مشروع لحظر القنابل الانشطارية. بحسب فرانس برس.

وافاد تقرير اعدته اخيرا منظمة هانديكاب انترناشونال ان القنبلة الانشطارية تحتوي حتى 650 قنبلة صغيرة تتوزع لتنفجر عند ارتطامها لكن كثيرا منها لا ينفجر ويبقى في الواقع مثل الالغام خطرا يهدد المدنيين، وتؤدي هذه القنابل الى مقتل 98% من المدنيين بينهم 27% من الاطفال.

وقال بيار شاراس رئيس الوفد الفرنسي الى المؤتمر لوكالة فرانس برس ان المنظمات غير الحكومية قدمت مشروع معاهدة لحظر القنابل الانشطارية في حين اعتبرت الدول الاوروبية بان المؤتمر اقتصر على "مباحثات غير رسمية".

وابدت معظم الدول الاوروبية بينها فرنسا وايطاليا والمانيا تحفظات لحظر القنابل الانشطارية حظرا تاما معربة عن الامل في الاحتفاظ بمخزون من القنابل او استثناء القنابل "الذكية" او "الذاتية التدمير" من نص المعاهدة.

وفي حال ارادت هذه الدول التفاوض في جنيف في اطار معاهدة الاسلحة التقليدية والامم المتحدة فانها مستعدة في موازاة ذلك مواصلة العملية التي اطلقت خلال مؤتمر اوسلو، لصياغة معاهدة لحظر القنابل الانشطارية العام المقبل.

وذكرت هانديكاب انترناشونال بان وزيري الخارجية والدفاع الفرنسيين برنار كوشنير وايرفيه موران كانا من اول المؤيدين للنداء الذي وجه لحظر تام لهذه القنابل.

وصرح المسؤول في هانديكاب انترناشونال جان مارك بوافان لوكالة فرانس برس "نعلم الان ان الدول الاوروبية ستتفاوض في اطار عملية اوسلو ولن تتراجع عن قراراها حتى وان كانت ترغب التفاوض تحت رعاية معاهدة الاسلحة التقليدية".

وقال توماس ناش منسق الائتلاف الدولي لمكافحة القنابل الانشطارية ان "اتفاق حوالى 70 دولة على مبدأ المعاهدة بعد ثلاثة اشهر من مؤتمر اوسلو يثبت باننا قادرون على الاتفاق على معاهدة في وقت قصير".

من جانبها قالت جودي وليامز حائزة جائزة نوبل للسلام للعام 1997 ان النتائج التي تم التوصل اليها "ممتازة".

ونجحت المنظمات غير الحكومية في تمرير مبدأ مساعدة الضحايا وتقديم المساعدة لتنمية المناطق التي دمرتها القنابل الانشطارية (لبنان ولاوس وكمبوديا وفيتنام).

والقيت 440 مليون قنبلة انشطارية على الاقل وما زالت تحصد ضحايا في مناطق واسعة من دول عدة في العالم يعيش فيها 400 مليون شخص، ويقول الاخصائيون ان 5 الى 40% منها لم تنفجر اي ما بين 22 و132 مليون قنبلة.

وترفض الولايات المتحدة وروسيا والهند وباكستان واسرائيل واليابان الدول التي تنتج القنابل الانشطارية وتستخدمها، حظر هذه الاسلحة، ويتوقع ان يعقد مؤتمر ثالث حول حظر القنابل الانشطارية في كانون الاول/ديسمبر في فيينا.

انتهاء المؤتمر بسوء تفاهم

وانهى المؤتمر الدولي حول حظر القنابل الانشطارية الذي جذب 28 دولة جديدة اعماله في ليما بسوء تفاهم حول نوع الاسلحة الواجب حظرها ولكن بالاشادة ايضا بان عملية التفاوض والحظر امر لا رجوع عنه. بحسب فرانس برس.

وشارك في مؤتمر ليما التحالف ضد القنابل الانشطارية الذي يضم عددا من المنظمات غير الحكومية و68 بلدا خصوصا من افريقيا واسيا حيث بحثوا بشكل غير رسمي مشروعا لحظر القنابل الانشطارية.

ويمكن ان تحتوي القنبلة الانشطارية حتى 650 قنبلة صغيرة بحسب منظمة "هنديكاب انترناشيونال" غير الحكومية.

واعربت معظم الدول الاوروبية ومن بينها فرنسا وايطاليا والمانيا عن تحفظاتها على حظر كامل للقنابل الانشطارية الذي تطالب به منظمات "هانديكاب انترناشيونال ولاندماين" ودول اميركا اللاتينية وافريقيا.

ويرغب الاوروبيون في الابقاء على كميات من القنابل الانشطارية او عدم ادراجها في معاهدة القنابل "الذكية".

ويوجد في اميركا اللاتينية ثلاث دول تصنع قنابل انشطارية هي الارجنتين والبرازيل وتشيلي.

وتؤكد هانديكاب انترناشيونال ان اربعمئة مليون شخص يعيشون في مناطق "ملوثة" بهذا النوع من الاسلحة لاسيما في الشرق الاوسط ويوغوسلافيا السابقة وفي جنوب شرق آسيا.

ومنذ ظهورها ابان حرب فيتنام تسببت هذه القنابل بسقوط 104 الاف قتيل وجريح 98% منهم من المدنيين بحسب تقرير المنظمة غير الحكومية اواخر 2006.

وترفض الولايات المتحدة وروسيا واليابان والهند وباكستان واسرائيل اي حظر للقنابل الانشطارية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 3 حزيران/2007 -15/جمادي الأول/1428