
شبكة النبأ: رغم تواتر التصريحات
الصادرة من الادارة الامريكية منذ غزو العراق وحتى قبل بضعة ايام بان
الولايات المتحدة ليست لديها نية للبقاء في العراق وهي تعمل على انجاز
مهمتها التي جاءت من اجلها والخروج باسرع وقت الا ان الواقع الحالي
اظهر حقيقة التخطيط الامريكي لاقامة قواعد دائمة في العراق قد تكون الى
ما لا نهاية وعلى شاكلة ماموجود في العديد من دول اسيا واوربا ودول
الخليج مثل السعودية والكويت وقطر.
واعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان الولايات المتحدة تبحث في
مسألة وجود عسكري على المدى البعيد في العراق بموجب ترتيبات شبيهة بتلك
القائمة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. بحسب فرانس برس.
وقال غيتس لمجموعة من الصحافيين ان تقويما للاستراتيجية الاميركية
في العراق ما زال مقررا في ايلول/سبتمبر لكنه يفكر في الوجود الاميركي
في العراق على المدى البعيد. واضاف "افكر في اتفاق متبادل يتيح وجود
الاميركيين ... لفترة طويلة".
واخذ وزير الدفاع الاميركي الذي كان يزور قيادة منطقة المحيط
الهادىء للجيش الاميركي في هونولولو (هاواي) مثال كوريا الجنوبية حيث
تتمركز قوات اميركية منذ نهاية الحرب الكورية (1950-1954).
ويتولى الجنرالات الاميركيون قيادة القوات الاميركية والكورية لدى
اندلاع حرب. واشار غيتس ايضا الى العلاقات الامنية بين الولايات
المتحدة واليابان التي يمكن ان تستخدم نموذجا.
وكان الرئيس جورج بوش ألمح الى تغيير الاستراتيجية في العراق لدى
حديثه عن "خطة ب+ه" التي تتضمن توصيات لجنة ترأسها وزير الخارجية
الاسبق جيمس بيكر والنائب السابق لي هاميلتون.
وقد اقترحت لجنة بيكر-هاميلتون خفضا تدريجيا للقوات الاميركية
وابقاء فرقة صغيرة في العراق لحماية حدود العراق والتصدي لتنظيم
القاعدة.
وينتشر في الوقت الراهن حوالى 150 الف جندي اميركي في العراق.
وسيبلغ هذا الرقم 160 الفا في فترة قريبة لدى وصول كافة التعزيزات
الموعودة.
بوش يتوقع البقاء طويلا؟
وقال مراسل وكالة "اسوشيتد برس" في البيت الأبيض، تيرنتش هنت فى
تقرير له، ان الرئيس الامريكى جورج بوش يتوقع أن يكون أمد وجود القوات
الأمريكية في العراق مشابها لأمدها في كوريا الجنوبية عندما ساعدت تلك
القوات على استتباب السلام لما يزيد عن 50 عاما.
وجاءت هذه المقارنة في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الامريكية
"البنتاجون" إكمال تعزيزات القطعات الأمريكية التي أمر بها بوش في
كانون الثاني يناير الماضي، وتقضي التعزيزات بإرسال 500ر21 جندي من
القوات المقاتلة حيث جرى تخصيص لواء منها إلى بغداد ووحدة من المارينز
إلى محافظة الأنبار، غرب العراق.
ونقل المراسل عن الجنرال بيري ويغنز، نائب مدير العمليات في هيئة
الأركان المشتركة، قوله " هناك الآن 20 لواء مقاتلا في العراق، ويتشكل
اللواء من 500ر3 جندي تقريبا"
ويقول البنتاجون إن هناك 150 الف جندي أمريكي في العراق، وربما
يزداد هذا العدد بتواصل تعزيز القوات العاملة في العراق، لكن الإدارة
تحذر من أن زيادة أعداد القوات سينتج عنه زيادة في أعداد الضحايا كلما
زادت الاحتكاكات "بالأعداء".
يذكر أن شهر ايار مايو هو الثالث الأكثر دموية منذ بدء الحرب في
آذار مارس من العام 2003، ففي يوم الثلاثاء الماضي بلغ الضحايا
الأمريكان 116 جنديا ـ في حين سقط 137 قتيلا في تشرين الثاني نوفمبر
2004، و135 في نيسان ابريل 2004، وبلغ اجمالي الضحايا 460 ر3 جنديا.
ويقول المراسل ان المتحدث باسم الرئاسة، توني سنو، ذكر أن بوش قد
استشهد ببقاء القوات الامريكية الطويل في كوريا الجنوبية من خلال تطلعه
لدور القوات الأميركية في العراق التي هي في سنتها الخامسة في حرب غير
أهلية، وهدف بوش الاساسي هو ان تتولى القوات العراقية الجزء الاعظم من
المسؤوليات لتضع عن كاهل القوات الاميركية تنفيذ المهام القتالية، كما
قال سنو.
واضاف سنو " اعتقد ان النقطة التي اراد التاكيد عليها هي ان الوضع
في العراق، وكذلك الحرب الواسعة على الارهاب، هي امور ستاخذ وقتا
طويلا"، موضحا "لكن هذا لا يتطلب دائما اقامة جبهة عسكرية"، بل بدلا عن
ذلك، يقول سنو "ربما على القوات الامريكية تقديم ما يسمى بالدعم العابر
للافق الضروري من وقت لاخر لمساعدة العراقيين. لاننا لا نرغب ببقاء
الولايات المتحدة في الجبهة بنحو دائم".
وقال المراسل ان المقارنة مع كوريا الجنوبية ترسم صورة لالتزام
امريكي طويل الامد في وقت ضجر فيه الامريكيون من حرب العراق ويريدون من
القوات الامريكية البدء بالعودة الى وطنهم.
ويذكر ان بوش نقض قرار مجلس النواب في وضع جداول زمنية لانسحاب
القوات الامريكية، وأجبر الكونجرس على الموافقة على مشروع قانون جديد
لا يجرد الدعم المالي للقوات الامريكية.
وفي سؤال عما اذا سيكون بقاء القوات الامريكية دائما في العراق، قال
سنو "لا، ليس بالضرورة". وذكر ان احتمال وجود قواعد امريكية دائمة في
العراق "ليس صحيحا بالضرورة ايضا".
واستدرك سنو قائلا "ان من المحال التقرير في ما اذا ستبقى القوات
الامريكية لما يزيد عن 50 عاما كما كان عليه الحال في كوريا الجنوبية،
لا اعرف ، انها مسألة لا يمكن التكهن بها. لكني لست مع هذا الاقتراح...
الحرب على الارهاب حرب طويلة."
ويقول المراسل ان كوريا الجنوبية مجرد مثال واحد عن القوات
الامريكية المرابطة هناك لاكثر من نصف قرن بعد الحرب. والمانيا
واليابان مثالان اخران. وتنتشر القوات الامريكية في حوالى 130 بلدا في
انحاء العالم، وتتنوع واجباتها بين العمليات القتالية ومهام حفظ السلام
وتدريب جيوش اجنبية، وفقا لما يذكر موقع "غلوبال سيكيورتي" احد كبريات
المؤسسات البحثية التي تتابع شؤون الدفاع.، ففي كوريا الجنوبية، يتمركز
حوالى 500 ر39عنصرا من القوات الأمريكية بمثابة رادع ضد كوريا الشمالية
الشيوعية، لكن هذا العدد سينخفض الى 24،500 فى العام 2008 كجزء من
اجراءات البنتاجون في اعادة توزيع قواتها. والكوريتان من الناحية
الفنية تعدان في حالة حرب منذ الحرب الكورية 1950- 53 التي انتهت بوقف
اطلاق النار، وليس بمعاهدة سلام.
ويضغط الديمقراطيون الذين يهيمنون على الكونجرس على بوش كي يوافق
على تحديد جدول زمني لسحب القوات من العراق وهو ما يعارضه الرئيس بشدة.
بحسب رويترز.
وقال هاري ريد زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ في بيان انه إن لبوش
أن "يدرك الواقع على الارض في العراق" وهو أن القوات الامريكية غارقة
في حرب أهلية عراقية وثمة حاجة ماسة الى تغيير في المسار.
وقال ريد "يعلم الديمقراطيون أن الامريكيين يريدون خططا واقعية لا
المزيد من تصريحات البيت الابيض وتوقعاته المشرقة وأفضل تصوراته.
قواتنا والشعب الامريكي يستحقون أفضل من ذلك."
ويثير جيران العراق مخاوف بشأن احتمال أن تحتفظ الولايات المتحدة
بقواعد دائمة في العراق ويرى بعض المشرعين الامريكيين أن الصراع في
العراق ربما تغذيه تصورات عن عزم الولايات المتحدة الاحتفاظ بوجود دائم
في البلاد. ودأبت واشنطن على نفي تطلعها الى قواعد دائمة في العراق. |