المناخ عامل جديد للفوز في الإنتخابات الأمريكية

 شبكة النبأ: لم تكن قضية التغيرات المناخية في يوم كما هي الان تلعب دورا رئيسيا في مقررات السياسة والحملات الانتخابية حتى اصبحت تمثل فقرة مهمة ضمن برامج الاحزاب والجهات الساعية لتبؤ السلطة وخاصة في البلدان المتقدمة.

وبعد سنوات من تجاهل الساسة الأمريكيين قضايا البيئة في حملاتهم الانتخابية، باتت التغيرات المناخية الناتجة عن الاحتباس الحراري قضية محورية في حملات ومناظرات الساسة الأمريكيين المرشحين لانتخابات الرئاسة من كلا الحزبين.

ونقل موقع تقرير واشنطن في سياق سلسلة المنتديات التي خصصها معهد بروكنغزBrookings  لملف سباق الانتخابات الأمريكية المقبلة تحت اسم "Opportunity 08"  ندوة بعنوان سياسة مناخية جديدة لمواجهة الاحتباس الحراري A New Political Climate for Global Warming تناظر فيها مستشارين لحملات المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين، حيث تحدث في الندوة جون ريدت John Raidt مستشار السيناتور الجمهوري جون ماكين، وتود سترنTodd Stern  مستشار حملة السيناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون، ودينيس ماكدونفDenis McDonough  مستشار حملة السيناتور الديمقراطي باراك أوباما، وجيمس كفالJames Kvaal  مستشار حملة السيناتور الديمقراطي السابق جون إدواردز.

كان المحور الرئيسي للنقاش يدور حول مدى وكيفية تأثير قضايا البيئة والطاقة على سباق ونتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2008. وكان مقرر المنتدى ريك كلاينRick Kline  المحرر والخبير السياسي في شبكة ABC الإخبارية. كما اشترك في النقاش من قبل معهد بروكنغز وليام أنثوليسWilliam Antholis  الخبير بالسياسات الدولية في مسألة التغيرات المناخية ، وديفد ساندالاوDavid Sandalow الباحث في شئون الطاقة والبيئة،

وغريغ استربروك Gregg Easterbrook الباحث الزائر بالمعهد.

وتهدف منتديات"Opportunity 08"  إلى تقديم المساعدة والنصح للمرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية والشعب الأمريكي على السواء للتركيز في القضايا الحيوية والهامة التي تواجه الولايات المتحدة ، وذلك عن من خلال تقديم الأفكاروالمعلومات والرؤى السياسية في لقضايا هامة لصناع السياسة الداخلية والخارجية.

على مدار ساعتين دارت المناقشات في معهد بروكنغز وفي جلستين منفصلتين عن التغيرات المناخية وتأثيرها كعامل مؤثر في انتخابات2008. تم تخصيص الجلسة الأولى لباحثي وخبراء المعهد للتعريف بأبعاد القضية والتمهيد للجلسة الثانية التي خصصت للتناظر بين مستشاري بعض المرشحين.

ازدياد وعي الأمريكيين بخطورة القضية

أدار الجلسة الأولى وليام أنثوليس، وكان أول المتحدثين ديفد سندالاو الذي اعتبر أن الظهور الأول لقضية التغييرات المناخية على الساحة السياسة الأمريكية يرجع إلى 27 سبتمبر عام 2006 وفي ولاية كاليفورنيا عندما وقع حاكمها أرنولد شوارزنيغر تشريعا يعتبر أقوى تشريع في الولايات المتحدة حتى الآن بهدف مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري. وتوقع سنداولاو أن تصبح قضية الاحتباس الحراري من القضايا المهمة في انتخابات 2008 قائلا إن إدراك الأمريكيين لمخاطر التغيرات المناخية قد زاد بصورة ملحوظة، ولم يعد الأمر يقتصر على اهتمام ناشطي البيئة. وأضاف سنداولاو أن من العوامل التي ساعدت على تفعيل الرأي العام الأمريكي في هذه المسألة، قيام شركات اقتصادية كبرى بالتوقيع على التشريع الذي وقع في ولاية كاليفورنيا من أمثال وول مارت وجنرال موتورز. ويضاف إلى تلك العوامل التي ساعدت على غزدياد الجدل حول قضايا البيئة وجود كونغرس ديمقراطي لديه أجندة بيئة ومناخية سوف تفرض نفسها على مناظرات الانتخابات القادمة. والأمر كما ذكر سندالاو لا يلفت اهتمام الديمقراطيين فحسب وإنما يوجد على الجانب الأخر زعماء وأسماء جمهورية لديها موقف متشدد جدا لمواجهة التغييرات المناخية من أمثال السيناتور لوغر. وفي ختام كلمته قال سندالاو إنه لا يمكن أن ننسى الدور الذي قام به آل غور نائب الرئيس السابق من جهد في تعريف الشعب الأمريكي بالقضية وفي دفع الساسة إلى اتخاذ مواقف أكثر قوة، وذلك من خلال إنتاجه لفيلم "Inconvenient Truth" الذي تناول فيه التحديات والمخاطر التي

يواجهها العالم بسب التغييرات المناخية الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

العلم والتغييرات المناخية

غريغ استربروك كان ثاني المتحدثين المتخصصين في مجال الطاقة وقضايا البيئة، حيث تركزت كلمته على الحقائق العلمية حول الاحتباس الحراري  ودور العلم في مواجهته، وإلى أي مدى يمكن أن تبلغ تأثيرات التغيرات المناخية على مستقبل العالم. واستهل استبروك كلمته بالقول إن لا أحد يعرف شيئا عن التأثيرات سواء كان تأثير التغييرات المناخية على الحياة أو قدرة العلم والانسان في التأثير على المناخ. وأضاف منذ ما لا يزيد عن 15 عاما كان الكثير من العلماء والباحثين في شك من أم التغييرات المناخية والاحتاس الحراري. أما السياسيون فكانوا حتى وقت قريب ينكرون القضية برمتها ويقللون من حجم التأثير. وقال استربوك إن اصدقائه في البيت الأبيض كانوا يشككون منذ خمس سنوات في الظاهرة، ولكنهم الأن أصبحوا أكثر دراية ويتعامل مع الظاهرة بواقعية. ونفى الباحث وجود رؤية واحدة تتوقع التغييرات المناخية في العالم خلال خمسين سنة. لكنه أكد على أن التعييرات المناخية أكثر خطورة وتهديدا من ظاهرة الاحتباس الحراري قائلا إنه إذا ازدادة سخونة الطقس في العالم دون حدوث تغييرات مناخية فلن يكون الأمر بهذا السوء.

التغييرات المناخية وانتخابات 2008

الجلسة الثانية من ندوة "سياسة مناخية جديدة لمواجهة التغييرات المناخية" أدارها ريك كلاين وتركزت على تأثير القضية على انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة. وقال مقرر الجلسة أن أربعة من أهم مرشحي انتخابات الرئاسة قد أرسلوا مستشاريهم اليوم للحدث عن موقفهم من قضية التغييرات المناخية، لكن المرشحين الجمهوريين جولياني ورومني فإنهما لم يستجيبا لدعوة معهد بروكنغز على حد قول كلاين. 

ووجه کلاين سؤالا  للمستشارين الأربعة المشاركين في المناظرة حول خطة ممثليهم في الساعات المائة الأولى لهم في البيت الأبيض لمواجهة التغييرات المناخية؟ وكان أول المجيبين  تود ستيرن مستشار السيناتور هيلاري كلينتون والذي ذكر أن كلينتون تضع ملف التغييرات المناخية وقضايا الطاقة والبيئة على رأس أولوياتها، وأنه في حالة فوزها بانتخابات الرئاسة فإن أول ما ستفعله هو البحث عن مصادر نظيفة للطاقة، والضغط على شركات إنتاج الطاقة من أجل إنتاج طاقة لا تعتمد على النفط. 

وأضاف سترن أن السيناتور كلينتون سوف تعيد إلى الولايات المتحدة مصداقيتها في الحفاظ على البيئة أما العالم من خلال تبنى برامج داخلية للبحث عن حلول وعلاج لقضايا التغيرات المناخية ،كما أنها سوف تسعى للتعاون الدولي خاصة مع الصين لوضع معايير تقلل من خطر الاحتباس الحراري والتغييرات المناخية.

أما جيمس كفال مستشار السيناتور السابق جون إدواردز في حملته الانتخابية، فقد اتفق مع ما ذهب إليه ستيرن، لكنه أضاف أن التحدي الأكبر الذي سوف يسعى المرشح إدواردز لمواجهته هو كيفية تفعيل الاقتصاد وتقويته في العقد القادم في ظل التضحيات التي سوف تفرض علينا لمواجهة الاحتباس الحراري. وقال كفال إنه سوف يتعين علينا في مواجهة هذا التحدي العالمي أن نتوقع كيف نستعد لاستقبال ملايين اللاجئين  سنويا ، وكيف نستعد لمساعدة ملايين البشر الذي سيتعرضون للمجاعة والموت بسب التغييرات المناخية. إن السيناتور السابق إدواردز كما يقول مستشاره لديه رؤية  يسميها اقتصاد الطاقة الجديدة التي تعتمد على مصادر بديلة للطاقة في مقدمتها الطاقة الحيوية وتخفيض نسب عادم الكربون في المصانع الفحم والسيارات، ومساعدة أصحاب هذه المؤسسات في التحول من استخدام الطاقة التقليدية إلى استخدام الطاقة النظيفة، وذلك يستلزم قيام الدولة بتحديد ميزانية تقدر طبقا لرؤية إدواردز بعشرة مليارات دولار خلال السنوات القليلة القادمة.

دينيس ماكدونوف مستشار السيناتور أوباما أجاب على السؤال قائلا إنني إذا تحدثت على لسان السيناتور أوباما في هذا الموضوع فسوف أقول عبارة واحدة وهي الضرورة الملحة.

وأضاف أن السيناتور أوباما لا ينتظر حتى انتقاله إلى البيت الأبيض ولكنه يعمل الآن على مواجهة هذا الخطر بدراسة كيفية الحصول على أنواع أخرى من الطاقة توفر للولايات المتحدة حاجتها الوقودية والصناعية وفي نفس الوقت تقلل من خطر الاحتباس الحراري والتغييرات المناخية. وذلك بالتوازي مع انتهاج دبلوماسية دولية تحدد معايير التعامل مع الظاهرة في مختلف دول العالم.

أما جون ريدت مستشار السيناتور الجمهوري جون ماكيين، فقد بدأ جوابه على السؤال بالقول إننا نمر بمرحلة حرجة، حيث نواجه ثلاثة تحديات متشابكة هي انعكاسات التغييرات المناخية على الأمن القومي , تأثير هذه التغيرات على حالة الاقتصاد والتغييرات المناخية نفسها. وبالتالي فإنه يتعين علينا أن نأتي بكفة قطاعات ومؤسسات المجتمع للعمل سويا في مواجهة هذه التحديات. وأضاف ريدت أن السيناتور ماكين ليس بعيدا عن هذه القضية ، فهو يتحدث عنها في وسائل الإعلام ويعمل في الكونغرس مع زملائه الجمهوريين والديمقراطيين ومنه السيناتور ليبرمان لرعاية تشريعات تحمي الولايات المتحدة والعالم من مخاطر هذه الظواهر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 31 آيار/2007 -13/جمادي الأول/1428