بوش يقر عمليات سوداء ضد إيران ويفعّل الحرب الاقتصادية

 شبكة النبأ: يبدو ان سياسة البيت الابيض أكثر تعقيدا من الموقف المتعنت الظاهر على السطح تجاه إيران، حيث أن هناك صراع  منذ وقت ليس بالقصير حول من تكون له الغلبة في اقناع بوش بين نائب الرئيس ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس.

فالاول يعارض أي تعامل مع الجمهورية الاسلامية، بينما تدافع الاخرى عن تعامل حذر معها، وربما كان معسكر تشيني أعلى ضجة لكن معسكر رايس هو الاقرب من أذن بوش.

لكن المؤكد هو ان المحاولات الامريكية لزعزعة النظام والامن في ايران هي من اولويات الادارة الامريكية في الوقت الحالي، فصحيفة الصنداي تليجراف نشرت تقريرا يحتوي معلومات قالت إنها حصلت عليها من مصادر أمنية أمريكية حول موافقة بوش على قيام المخابرات المركزية الامريكية بعمليات "سوداء" في إيران تهدف "لاسقاط النظام الحاكم فيها".

وقالت الصحيفة إن الرئيس الامريكي أقر وثيقة تسمح لـ سي آي إيه بتنفيذ حملة دعائية وتشويهية بهدف زعزعة وإسقاط النظام الحاكم في طهران.

وبحسب خطة سي آي إيه، ستتم ممارسة ضغوط هائلة على الاقتصاد الايراني من خلال التلاعب بالعملة الايرانية والصفقات الدولية المالية، بحسب التليجراف.

كما تضمنت الخطة عمليات تخريبية للبرنامج النووي الايراني حيث كشف مسؤولون أمنيون في واشنطن عن بيع أجزاء معدات معيبة لطهران بهدف تعطيل وتخريب عمليات تخصيب اليورانيوم، تضيف التليجراف.

وتسمح الوثيقة للمخابرات الامريكية بجمع معلومات استخباراتية على الاراضي الامريكية، وهو المجال الذي يفترض أنه حكر لمكتب التحقيقات الفيدرالي، من خلال الاعداد الكبيرة للايرانيين والمهاجرين في الولايات المتحدة.

أمريكا تسعى لتدمير إيران كما دمرت العراق

واتهم رئيس الحكومة الروسية الاسبق ومهندس السياسة الروسية العربية يفجيني بريماكوف، الولايات المتحدة بتدمير ما سماه الدولة العربية العراقية المسلمة!، مشيرا الى رغبتها الجديدة بتدمير دولة ايران المسلمة، موضحا ان هذا يجري في وقت يخوض فيه الاطلسي حربا مع المسلمين الافغان، متسائلا: عما اذا كانت هذه الحروب جزءا من مفهوم صدام الحضارات؟ على حد تعبيره.

ويرى بريماكوف حسب تقريرلـ(الوطن) ان تعاظم وتنامي انشطة الاصوليين الاسلاميين مرتبط بسياسات الولايات المتحدة التي تصر على دعم وتأييد اسرائيل في حربها وصراعها مع العرب والمسلمين وقال متسائلا لماذا يتقدم حوار الحضارات مع الحضارات غير الاسلامية كالصينية واليابانية والهندية ويتراجع مع الحضارة الاسلامية منها الى ان الحضارات غير الاسلامية لها تتبنى التطرف والتشدد ولا تعتبره ايديولوجيتها.

ويستنتج بريماكوف ان الغرب يتمادى في التلاعب بمسألة الديموقراطية وفرضها على الآخرين.

استهداف البرنامج النووي ايضا

وأضافت الصحيفة أن الحملة تتضمن أيضاَ شن عمليات تخريبية للبرنامج النووي الايراني، والسماح للوكالة أيضاً بتزويد جماعات المعارضة في ايران بأجهزة اتصال لتمكينها من العمل جنباً الى جنب وتجنب الرقابة المفروضة على شبكة الانترنت من قبل النظام الحاكم في طهران.

وأضافت أن مسؤولين أمنيين في واشنطن كشفوا عن بيع معدات فاسدة الى ايران في السوق السوداء في محاولة لتأخير وعرقلة برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي يمثل باكورة بناء قنبلة نووية.

وفي طهران نقلت وكالات الانباء الايرانية ان احمد سبحاني المدير المكلف شؤون الامريكيتين في وزارة الخارجية الايرانية قوله ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اكتشفت عددا من شبكات التجسس هدفها التسلل والقيام باعمال تخريب في غرب وجنوب غرب ووسط البلاد.

ونقلت الوزارة احتجاجا شديد اللهجة الى السفير السويسري في طهران فيليب فيلتي الذي يمثل المصالح الامريكية في ايران وذلك عشية لقاء في بغداد بين وفدين اميركي وايراني هدفه بحث سبل ارساء الاستقرار في العراق.

واتهمت ايران الولايات المتحدة الاحد بتنظيم شبكة من الجواسيس لتنفيذ اعمال "تخريبية" في مناطقها الحدودية الحساسة عشية مباحثات مرتقبة بين الجانبين في العراق كما افادت وسائل الاعلام الرسمية. بحسب فرانس برس.

وكانت وزارة الامن الايرانية اعلنت "الكشف عن عدة شبكات تجسس مرتبطة بقوات الاحتلال في العراق وتفكيكها في مناطق بغرب وجنوب غرب ووسط ايران".

وسبق ان اتهمت ايران القوات الاميركية والبريطانية في العراق بدعم المسؤولين عن تفجيرات في محافظة خوزستان.

وكانت المناطق الايرانية الواقعة على الحدود مع العراق غربا لكن ايضا مع افغانستان وباكستان شرقا حيث تعيش اقليات اتنية ودينية مسرحا منذ اكثر من سنة ونصف السنة لاضطرابات اتسمت احيانا بالعنف.

وقالت وزارة الخارجية الايرانية ان "الجواسيس توجههم اجهزة الاستخبارات الاميركية" وان مثل هذه الاعمال "تتناقض مع المعاهدات الدولية".

مناورات امريكية

ومن جهتها وصفت ايران المناورات العسكرية الامريكية أمام سواحلها بانها تهدف لرفع معنويات الجنود الامريكيين بعد أيام من دخول مجموعة كبيرة من السفن الحربية الامريكية الخليج في استعراض للقوة. بحسب رويترز.

وقال محمد علي حسيني المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية في مؤتمر صحفي اسبوعي "تردد السفن (العسكرية الامريكية على الخليج) ليس بالأمر الجديد... يبدو ان هذه التحركات لرفع معنويات الجنود الامريكيين."

وتصاعدت حدة التوتر بين طهران وواشنطن في الاشهر الأخيرة بشان خطط ايران النووية المثيرة للجدل والنزاع في العراق مما ساهم في ارتفاع أسعار النفط الخام نتيجة مخاوف بشان توقف محتمل للامدادات من المنطقة الغنية بالنفط.

وتضم السفن الحربية التي بدأت مناورات عسكرية في الخليج حاملتي طائرات تعملان بالطاقة النووية.

وذكر الجيش الامريكي ان الحاملتين وعلى متنهما 17 ألف جندي و140 طائرة سيشاركان في المناورات الحربية خلال الاسبوعين المقبلين.

وتجري ايران مناورات حربية في الخليج من ان لاخر وفي وقت سابق من العام اجرت تجارب على صواريخ قال أحد القادة العسكريين ان بمقدورها إغراق السفن الكبيرة.

ايران: صندوق في الخارج لتفادي العقوبات

وقال مسؤول إيراني كبير في مجال الطاقة ان ايران تخطط لإقامة صندوق استثماري خارج الجمهورية الاسلامية لجمع تمويل لتطوير حقل الغاز العملاق "جنوب فارس" والالتفاف حول الضغوط المالية التي تفرضها واشنطن. بحسب رويترز.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لتشديد العقوبات على إيران بسبب نشاطها النووي قال أكبر توركان رئيس شركة فارس للنفط والغاز ان طهران ستنشيء الصندوق في البحرين أو دبي وهما من المراكز المالية الاقليمية.

وقال توركان وهو وزير دفاع سابق "انه رد فعل ضد العقوبات المالية على إيران. فليست هناك عقوبات على صندوق استثماري."

ويحتاج اقتراح إقامة الصندوق الذي سيكون مفتوحا للجميع الى الحصول على موافقة الحكومة عليه ولكن توركان قال انه واثق من ان صندوق استثمار جنوب فارس سيحصل على دعم رسمي خلال شهر تقريبا.

وستخصص أموال الصندوق لمراحل تطوير حقل فارس وستضمن ألا تضطر الحكومة للسحب من خزائنها مثلما فعلت مؤخرا لتنفيذ بعض مراحل التطوير.

وتتزعم الولايات المتحدة مساعي لعزل إيران بسبب برنامجها النووي الذي تقول واشنطن انه ينطوي على خطة سرية لانتاج قنابل نووية وهو اتهام تنفيه طهران. وفرضت واشنطن عقوبات على بنكين ايرانيين بينما استهدفت عقوبات الامم المتحدة بنكا إيرانيا واحدا.

ورغم ان المسؤولين الايرانيين هَوَنوا من تأثير العقوبات فقد قال توركان ان الاجراءات أثنت عدة بنوك أجنبية عن العمل في ايران.

وقال "ليس هناك بنك أوروبي مستعد لتقديم تمويل جديد لنا. الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على كل البنوك الاوروبية." واضاف أن الضغط الامريكي يمتد الى شركات النفط مثل شتات اويل وتوتال.

وأشار اثنان من المستثمرين الاوروبيين في ايران وهما رويال داتش شل وتوتال علنا الى ان المخاوف السياسية قد تؤثر على أي خطط استثمار جديدة في ايران.

وجاءت فكرة الصندوق الاستثماري بعد انسحاب بنك سوسيتيه جنرال من المرحلتين 17 و 18 في حقول جنوب فارس.

وقال توركان "لقد أوقف سوسيتيه جنرال الدعم المالي بسبب ضغط الولايات المتحدة." واضاف ان الحكومة خصصت 720 مليون دولار من الاحتياطيات لتنفيذ المشروع ولكن هذا الرقم لا يمثل سوى نسبة صغيرة من تكلفة المشروع البالغة خمسة مليارات دولار.

وذكر توركان ان شركة النفط الايرانية الوطنية ستضمن للمستثمرين الحصول على حد أدنى للعائد يبلغ ثمانية بالمئة وسيكون الحد الأقصى 15.9 بالمئة. ولم يحدد توركان إطارا زمنيا.

ورغم العقوبات تقول ايران ان الاجانب لا يزالون يبدون حرصا على الاستثمار في احتياطيات الغاز الايرانية وهي ثاني أكبر احتياطيات من نوعها في العالم.

ويتفاوض توركان حاليا مع شركة بتروفارس المحلية وايني الايطالية لإبرام عقد إعادة شراء لتطوير المراحل من 19 الى 21 في حقول جنوب فارس.

وعقود إعادة الشراء هي السائدة في تطوير قطاع الطاقة الايراني حيث يحصل المستثمر في تطوير حقل ما على حصة من الانتاج لفترة زمنية قصيرة قبل ان تعيد الدولة شراء الحقل. لكن الشركات الأجنبية غالبا ما تشكو من شروط هذه النوعية من العقود.

وقال توركان ان ايران ستوقع بنهاية اغسطس اب اتفاقا بقيمة 25 مليار دولار مع مؤسسة النفط الصينية الوطنية البحرية (سي.ان.او.او.سي).

واضاف "الصين تعمل بجدية بالغة من أجل هذا المشروع. نحتاج فقط لبضعة شهور للانتهاء من كل التفاصيل."

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 31 آيار/2007 -13/جمادي الأول/1428