سفينة نوح وصندوق حماية الطبيعة

 شبكة النبأ: في ظل عدم الاتفاق على آليات محاربة التغيرات المناخية الناتجة من ظاهرة الاحتباس الحراري التي اتت بدورها من استمرار تدفق الغازات الصناعية السامة تستمر الدعوات لاحتواء هذا الخطر المحدق الذي سيطال الانسان والبيئة والطبيعة على السواء.

وتتراوح الاصوات الداعية للوقوف بوجه وحش التغيرات البيئية القادم بين محاولات يائسة للدول الصناعية لوضع تحديد ملزم لانبعاث السموم الصناعية من كل دولة، وبين دعوات بطرق مختلفة من المنظمات الانسانية المعنية بشؤون البيئة والطبيعة.

فسفينة نوح التي بنيت قديما لإنقاذ مملكة البشر والحيوان من الطوفان العظيم يعاد بناؤها على جبل أرارات في تركيا كتحذير للبشرية كي تتحرك للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري.

ويقف النشطاء في مجال البيئة وراء هذه المبادرة لبناء السفينة على السفوح الخضراء للجبل الذي يكسو قمته الجليد في شرق تركيا حيث يقول الكتاب المقدس ان السفينة رست بعد أن أهلك الفيضان البشرية الفاسدة.

ويعمل المتطوعون على قدم وساق لاستكمال السفينة الخشبية بحلول نهاية مايو أيار ليتزامن تدشينها مع قمة للدول الكبرى ستعقد الشهر المقبل في ألمانيا حيث ستتصدر قضية تغير المناخ جدول الاعمال. بحسب رويترز.

وقال فولفجانج صادق مدير حملة منظمة السلام الاخضر (جرين بيس) المسؤولة عن المشروع "هذا (المشروع) موجه بالاساس للسياسيين على وجه الارض..لزعماء العالم المسؤولين بشكل أساسي عن الكارثة المناخية التي تحدث وعن ايجاد حل لها."

وأضاف فيما كان النجارون يعملون في بناء السفينة على ارتفاع 2400 متر "الهدف هو أن نضع على جبل ارارات نصبا.. اشارة تحذير تمنح أيضا الامل.. وتفيق العالم وتقول انه اذا لم نتصرف الان فسيفوت الاوان."

وقالت الهيئة الحكومية للتغيرات المناخية التابعة للامم المتحدة انه يتعين خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بواقع النصف بحلول 2050 لتفادي تغيرات المناخ وهو ما قال الاتحاد الاوروبي انه سيكون أمرا خطيرا وكارثيا على الانسان والبيئة.

ومن أهم الظواهر التي تثير القلق بشأن تغير المناخ ظاهرة ارتفاع مستويات مياه البحار. وتقول الهيئة ان من المتوقع أن ترتفع مياه البحار من 18 الى 59 سنتيمترا خلال هذا القرن بعد أن ارتفعت 17 سنتيمترا في القرن العشرين.

لكن هناك انقسامات عميقة بشأن سبل التصدي لهذا الخطر. وتريد ألمانيا من دول مجموعة الثماني الصناعية خلال اجتماع الشهر المقبل الموافقة على الهدف الذي حددته هيئة الامم المتحدة والترويج لنظام حصص الكربون للتحكم في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

لكن هارلان واطسون كبير المفاوضين الامريكيين في قضية المناخ قال الاسبوع الماضي إن الولايات المتحدة ستواصل رفض الاهداف المحددة لخفض الانبعاثات وأنظمة خفض حصص الكربون ومبادلتها وستحارب تغير المناخ من خلال تمويل التقنيات التي تستخدم مصادر نظيفة للطاقة.

وتم نقل الاخشاب لبناء السفينة على ظهر خيول الى الجبل الاسبوع الماضي ويواجه المتطوعون مشاكل تتعلق بالامداد والنقل في ظل عملهم على ارتفاع كبير في منطقة نائية.

كما أنهم يسابقون الزمن لاستكمال السفينة حتى يتسنى تدشينها يوم 31 مايو أيار في مراسم سيتم خلالها اطلاق حمامات من السفينة وتوجيه نداء لزعماء المعالم لمكافحة الاحتباس الحراري.

وقال النجار رينر برومشاجن "قالت شركة كبيرة لبناء السفن انها لا تملك عمل ذلك في هذا الوقت الضيق...لكن راودني احساس أن ذلك سينجح."

وأضاف "انه شعور جيد للغاية أن ترى كل هذه الطاقة التي يبذلها الناس هنا والشعور بالوحدة بين القادمين من دول مختلفة للعمل معا."

وتبدو الخلافات السياسية بعيدة عن منحدرات جبل ارارات حيث يرعى الرعاة أغنامهم وتحلق طيور السنونو فوق الخيام الزاهية الالوان لاكثر من عشرين ناشطا شاركوا في مشروع منظمة جرين بيس العالمية.

لكن أحد زملاء برومشاجن قال عن السفينة "لست واثقا للغاية من أنها ستطفو".

صندوق حماية الطبيعة: انهار تواجه الجفاف

وقال الصندوق العالمي لحماية الطبيعة إن هناك أنهارا رئيسية كثيرة في العالم تواجه خطر الجفاف بسبب تغير المناخ وبناء السدود والذي من شأنه أن يؤثر على تدفق مياه الانهار والحياه البحرية. بحسب رويترز.

وفي تقرير صدر قبل "اليوم العالمي للمياه" في 22 مارس آذار حدد الصندوق العالمي لحماية

الطبيعة ومقره سويسرا عشرة أنهار في العالم بينها النيل والريو جراند والدانوب كبعض أسوأ ضحايا سوء التخطيط وعدم كفاية الحماية.

وقال جامي بيتوك مدير برنامج المياه في الصندوق "الانهار لم تعد تصل بانتظام الى البحار مثل نهر الهندوس في باكستان ونهر النيل في افريقيا والريو جراند.. وهناك ملايين الاشخاص يتعرض مصدر رزقهم لخطر."

وقال إن الانهار هي المصدر الرئيسي في العالم للمياه العذبة وإن نحو نصف الامدادات المتوفرة حاليا تستخدم بالفعل.

وأفاد التقرير بأن السدود تدمر أماكن العيش وتقطع الانهار عن سهولها بينما يمكن أن يؤدي تغير المناخ الى تغيير القواعد التي عاشت في ظلها الانهار لالاف السنين كما ذكر التقرير.

كما وجد التقرير إن الثروة السمكية وهي أكبر مصدر للبروتين وبمثابة عون كلي لحياة مئات الالاف من المجتمعات في كل انحاء العالم تتعرض ايضا لتهديد.

وطالب الصندوق العالمي الحكومات بالتوصل لاتفاقات بشأن سبل افضل ادارة لموارد المياه المشتركة من اجل تقليل الاضرار للحد الادنى.

وقال بيتوك "كل الانهار في التقرير ترمز الى ازمة المياه العذبة التي تلوح منذ سنوات لكن الانذار يجد اذانا صماء".

وأضاف الصندوق إن هناك أنهارا أخرى على قائمة الانذار وهي اليانجستي والميكونج والسالوين والجانج في اسيا ونهر ريو بلاتا في أمريكا الجنوبية وموراي دارلينج في استراليا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 30 آيار/2007 -12/جمادي الأول/1428