رسالة حارّة الى المكاتب المبردة.. نحن والصيف والكهرباء والامتحانات

 تحقيق: شذى الشبيبي 

شبكة النبأ: قبل أكثر من شهرين وبالتحديد في نهاية فصل الشتاء لاحظنا انقطاعا غير طبيعي للكهرباء، وقد بررت الجهات المسؤولة ذلك بأنها تقوم بعملية صيانة لشبكات الكهرباء استعدادا لموسم الصيف وحرصا منها على حاجة المواطن لهذه الخدمة في أيام الجحيم..

 ولكن ما أن ألقى الصيف  بظلاله على منازلنا، حتى تبينت هزالة تلك التصريحات والتبريرات، وما علينا إلا أن نبقى نحلم باختراع اسمه الكهرباء ونستمع لتصريحات تطلق بين الحين والآخر على قاعدة المثل الشعبي: (تريد أرنب أخذ أرنب، تريد غزال أخذ أرنب) ولنعلم جيدا أن قدرنا الوحيد هو أن نبقى نجاهد وندعو الله ونهتف كلما رأينا ومضة الضوء بالصلوات على نبينا محمد (ص)، وقبل أن نكملها تنقطع لنردد: لااله الا الله وانا لله وانا اليه راجعون..

وفي هذه الأيام ينشغل أبناؤنا التلاميذ بالامتحانات النهائية، وقد تحول الصيف إلى كابوس مرعب يضاف إلى صور الموت والرعب والارهاب الذي نعيشه لتتصاعد الأزمات النفسية في البيت والشارع والمدرسة فتشمل الزوج والزوجة والأطفال والتلميذ والمعلم على حد سواء، ومع ذلك نجد أنفسنا أمام واقع تقديم الامتنان وكسب ود ( لجنرالات العصر) أصحاب المولدات، ويبدو أن هناك اتفاق ضمني بين (الوطنية والمولدة) وصداقة لاتنفصم عراها إلا (بكسر ظهر المواطن)..

 لانريد هنا الاسهاب في هذه الفقرة فالحديث طويل وذو شجون، ولكن جملة تساؤلات ومقترحات مطروحة لعلها تخفف الأزمة التي تعيشها الأسر العراقية في هذه الفترة بالذات، حيث أن الامتحانات النهائية بدأت وأبناؤنا بين مطرقة الامتحانات وسندان الظروف القاهرة يتقدمها الحر الذي يشوي الرؤوس..

- في زيارة قصيرة لاحدى المدارس، قالت مديرة المدرسة المعنية لـ مجلة بشرى: إن ظروفنا صعبة للغاية والمشكلة الرئيسية التي نصطدم بها في هذه الأيام العسيرة على تلميذاتنا، هي الحر الشديد فالكهرباء الوطنية أحيانا تأتي لمدة دقائق أو نضف ساعة وقد لاتأتي نهائيا حسب البرمجة مما يؤثر على نفسية التلميذات ويخلق حالة من التوتر الشديد لدى المدرّسات، وقد يؤثر ذلك على مستوى النجاح الذي لدينا وهذا مالا نرضاه ولا نريده، وعلى مدى أربع سنوات نحن نعاني من هذه المشكلة والتربية ليس لديها صلاحية في التصرف بهذا الأمر والمحافظة ليس لديها جواب شاف، وعلينا أن نحل هذه المسألة بأنفسنا، ولذلك تهيأت ادارة المدرسة بالتعاون مع بعض المدرّسات وجمعنا مبلغا من المال لشراء مولدة، لأننا يئسنا من الجهات المسؤولة، ويبدو ان هذه الشريحة المهمة من المجتمع لاتستحق أي اهتمام من المسؤولين والا بماذا تفسرون تجاهل طلباتنا المستمرة بتهيئة الجو المريح في قاعات الامتحان لمدة شهر أو حتى نصف شهر؟ والمفارقة ان هناك خط (كهرباء طوارئ) يمر من أمام المدرسة الى بيت أحد المسؤولين ولكنه( محرّم) علينا..

- احدى طالبات السادس العلمي تقول لـ مجلة بشرى: الغريب إن شحة الكهرباء الوطنية وعطل المولدات يتزامن مع الامتحانات لتتواصل معاناتنا بين البيت والمدرسة، فالمستهدف الوحيد في هذه الفترة هو(الطلاب) فبالاضافة الى الظروف القاسية والمشاكل التي نعانيها علينا أن نتحمل الحر الشديد وندرس ونتفوق ولانتأثر.. ولكننا بشر لنا طاقة محدودة.. انني أبكي ويحز في نفسي سؤال لكل من يهمه الأمر، لماذا (خط كهرباء الطوارئ) يشمل الدوائر المهمة ومكاتب المسؤولين طيلة أيام السنة ولايشعرون بحر أو برد.. بينما علينا نحن أن نتحمل الحر والبرد ونقرأ على ضوء (اللالة) ونطمح بمعدل عال.. كيف يمكن أن يتحقق ذلك.. انصفونا لمدة شهر فقط من أجل مستقبلنا أعتقد ان مدة ثلاثون يوم يهتم بها المسؤولون في التربية والمحافظة بوضعنا ليست مسألة مستعصية.

- أما ( ايناس) الطالبة في السادس الأدبي فتقول لـ مجلة بشرى: لوكانت الجهات المختصة حريصة على جيل المستقبل انطلاقا من حرصها على الوطن لكانت اعارتنا شيئا من الاهتمام في هذه الفترة، وأنا متأكدة ان الجهات المسؤولة قادرة على توفير الكهرباء للمدارس مثلما تفعل في المناسبات  انها مشكلة بسيطة ولاتستحق كل هذه المعاناة والتوتر النفسي الذي نعيشه.. اننا نجاهد في كل لحظة، وكل عام تزداد أحوال الكهرباء سوءا حتى أصبحت( أمنية) أصعب من الأمان..

وليس لنا الا ان نقول رحمة بهذه الشريحة الواسعة والمهمة لما تحمل من خصائص تهم الوطن والمجتمع ويعتمد عليها بناؤه.. رحمة بأنفسنا المتعبة، نناشد المسؤولين في الوزارات المعنية والجهات المسؤولة وبالتخصيص وزارة الكهرباء والتربية ان تتولى توفير الكهرباء للمدارس دائما، على الأقل في الفترة الحرجة وهي مدة الامتحانات والحلول بسيطة بالمقارنة لما نعانيه من هموم ومتاعب وانهيارات..

وليس صعبا على مجلس المحافظة ( إذا أراد) ان يخصص احدى جلساته لدراسة هذه المشكلة التي تهمنا جميعا ووضع الحلول المؤقتة لاستدراك مايترتب عليها مثلا شمول المدارس ( بخط الطوارئ) أو تخصيص مولدات لها لتجاوز هذه المحنة التي يبدو أنها غائبة عن تفكير المسؤولين الذين هم ايضا آباء ولهم ابناء يعانون كما يعاني الأخرون لأننا بتنا نعيش في مجتمع الفوارق الطبقية فيه والمادية لاتعد ولاتحصى..

التفاتة بسيطة لهذه الشريحة تقفز بنا عشرات الخطوات الى الامام في زمن نحن بحاجة فيه الى الخطوة الامامية وإلا لايحق لكل من نصّب على (عرش المسؤولية) أن يتساءل ويحكم على هذا الجيل بالفشل والضياع  لأنه جيل مجاهد ولازال يحلم بالأمل والاستقامة رغم كل السلبيات المحيطة والمحبطات التي يعيشها لحظة بلحظة .. نناشد المسؤولين أن يضعوا هذه المعضلة نصب أعينهم وينتشلوا أبناءنا الطلبة منها.

المصدر: موقع بشرى

www.bshra.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 28 آيار/2007 -10/جمادي الأول/1428