حكومة المالكي بين المنجزات والامنيات

 عبد الامير الصالحي

 في مخاض عسير وبعد انتخابات لم يشهد ولا يشهد لها التاريخ مثيلا في تحديها وجرأتها تمخضت عنها أخيرا حكومة نوري المالكي التي نعيش في هذه الأيام ذكرى شمعتها الأولى وسط زحمة من الوعود والامنيات التي تنتظر طريقها الى النور.

الاستاذ المالكي معروف تاريخه الجهادي ونحن على يقين بأنه صادق القلب مع شعبه الذي اوصله الى هذا المكان ولكن حسن النية وصدق الجنان لا يكفيان للوقوف بوجه التحديات ولا يحولانا بين الازمات والشعب المتطلع الى الاحسن والذي ارهقه سفك الدماء وقعقعت السلاح فالعشرة ملايين مواطن التي اوصلت مسؤوليه اليوم الى عرش الامر والنهي وفي ظروف قلة نظيرها في العالم، تريد اليوم مكافأتها على هذا الفعل البطولي ومن المستغرب انها اليوم وبعد عام على الحكومة تبحث على اضعف الايمان وهو سد الرمق .

يقول امير المؤمنين عليه السلام في كتاب الى مالك الاشتر المعروف لما ولى مصر(...واعلم انه ليس شيء بأدعى الى حُسن ظن وال برعيته من احسانه اليهم وتخفيفه المؤونات عليهم، وترك استكراهه على ماليس له قبلهم فليكن منك في ذلك أمر يجتمع لك به حسن الظن برعيّتك فان حسن الظن يقطع عنك نصبا طويلا، وإن احق من حسن ظنك به لمن حسن بلاؤك عنه، وان احق من ساء ظنك به لمن ساء بلاؤك عنده)).

لقد مضى عام والامور كما هي عليه بل زادت الطين بله فالإرهابيون كل يوم لهم فن ومخطط جديد في قتل العراقيين والحكومة المنتخبة معركتها فيما بينها حامية الوطيس ولا نعلم اين هي اليد الحديدية التي وعدنا بها لضرب المتمردين والخدمات التي ينعم بها المسالمون.

ناهيك عن الفساد الاداري الذي ينخر بجسد الدولة من جميع اطرافها دون اي بارقة امل للقضاء على هذه الافة التي لا تقل خطورتها عن الملف الأمني ولا ندري فهل (مصائب قوم عند قوم فوائد).

لقد مضى عام على تشكيل اول حكومة نتخبة ، ونحن نفخر بذلك ـ ولكن هل انجزت عشر برنامجها الذي اعلنته مع استثناء الملف الأمني الذي بئسنا من حله ولا حله له ذلك لانه تبع لرغبة الفرقاء السياسيين ان شاءوا تسالموا وان شاءوا تمردوا.

فاذا اخذنا جانب الخدمات التي يأن تحت وطئتها المواطن مع ان الدولة لها من الامكانات ما يأهلها بتقديم ما هو الافضل وما يستحقه المواطن العراقي فالاموال التي تنهب من ما يسمى شبكة الرعاية الاجتماعية والتي بحق هي ((فتنة اجتماعية)) جنى منها المواطن انصابا ومشاكل كثيرة لا تعادل ما يعطى له من اموال تذهب اكثرها للسرقة والنهب وهذا شيء طبيعي لانها _اموال شبكة الرعاية الاجتماعية _ مبعثرة  وغيرة مراقبة بل تخضع الاجتهادات  فهي تدعوا الى السرقة وكان من الممكن استثمارها بالشكل الامثل عن طريق تعيين حكومي لآلاف العاطلين عن العمل والذي يجوبون شرق العراق وغربه تتلاقف بعضهم النفوس الضعيفة وبعضهم الآخر ايادي الارهاب.

فلم نجد بعد عام أي وزير يخرج الينا لينقذ هؤلاء ويعلن عن تعيين او خطة لتعيين عدد من الشباب العاطلين مع ان التعيينات على قدم وساق تخرج علينا من خلف الاستار وعن طريق اخذ الدولار.

فهذه مشكلة صغيرة يمكن حلها ومن شأن الحكومة حلها ولا اعتقد ان هذا الامر بيد الامريكان لا سيما وان الميزانية ((انفجارية)) كما اعلن عنها ولا نعلم متى ينفجر خيرها على ابناء شعبنا لينتشلهم من مهاوي العوز والحاجة بعد سنة من عمر الحكومة ونصف السنة التي رصد لها الميزانية الانفجارية قد انقضت.

لا نقصد عن هذا القول شخص بعينه خصوصا الاستاذ المالكي الذي نضع كل الثقة في شخصه ونحن نعلم ان اليد الواحدة لا تصفق لا سيما وان الاحداث جما والايام حبلى  وان ماانجز على يديه يدعو للتفائل مع اخذ بالاعتبار الظرف الذي عاشته لاسيما وشبح الحرب الداخلية كان قاب قوسين او ادنى "وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم"

والله ما وراء القصد

Alsalihi_8 @yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 27 آيار/2007 -9/جمادي الأول/1428