
شبكة النبأ: ما من شك ان الصيف
الحالي سيكون الاكثر وطئة بحرارته على العراقيين وكانه متحالف مع العنف
والارهاب والاحتلال الذي يعاني منه المواطنين خاصة اذا ما علمنا ان
انظار الجميع تتجه نحو ايلول القادم الذي سيكون هو الفصل بين الهاوية
وبر الامان.
وتنبإ اغلب التقارير الواردة بصيف دموي للقوات الامريكية والمدنيين
العراقيين، ويتوعد كذلك الارهابيون بتصعيد هجماتهم لمحاولة التأثير على
المناقشات في الولايات المتحدة بشأن الفترة الزمنية لبقاء القوات
الامريكية في العراق وكذلك لتقويض جهود الحكومة في ارساء الامن والنظام
في البلد.
وفي مواجهة مطالب من الديمقراطيين وكثير من الجمهوريين بتحقيق تقدم
في العراق بحلول سبتمبر ايلول قال بوش في مؤتمر صحفي ان إرسال القوة
الإضافية البالغ قوامها 30 الف جندي الى العراق سيكتمل بحلول منتصف
يونيو حزيران. وأضاف قائلا "هذا الصيف سيكون وقتا حاسما للاستراتيجية
الجديدة." حسب تقرير لرويترز.
وقال بوش "نتوقع قتالا عنيفا في الأسابيع والشهور" القادمة. وأضاف
انه يجب توقع سقوط المزيد من الخسائر البشرية الامريكية والعراقية.
ولدى سؤاله عن المدى الذي يراه لامكانية مواصلة السياسة دون تقدم
كبير على الأرض أشار بوش الى ان القائد الامريكي في العراق الجنرال
ديفيد بتريوس سيقدم تقريرا عن آثار الاستراتيجية الجديدة بحلول نهاية
الصيف.
وقال "أود ان أرانا في وضع مختلف عند نقطة ما في العراق. لكن الامر
سيحتاج الى السيطرة على العاصمة."
ومع مقتل عشرات من القوات الامريكية في العراق هذا الشهر قال بوش
انه يدرك الأثر المروع لفقد الأرواح على عائلات الضحايا. واضاف أيضا
انه واثق من أن الجيش الامريكي يفعل ما بوسعه للعثور على الجنديين
الامريكيين المفقودين منذ وقعت دوريتهما في كمين في 12 مايو ايار.
وفي وقت لاحق توقع وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس أيضا مزيدا من
العنف في العراق هذا الصيف ممن وصفهم "بأعداء يفكرون بذكاء ويتمتعون
بسرعة الحركة."
واضاف قائلا ان المسلحين "يعرفون ما يجري في هذا البلد وأعتقد اننا
يجب ان نكون مستعدين لهم عندما يقومون بمجهود قوي جدا لزياة مستوى
العنف في يوليو (تموز) واغسطس (اب)... وآمل ان نتمكن من إحباطه."
خفض كبير للقوات
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش تطور
"مفاهيم" لخفض القوات الامريكية القتالية في العراق بما يصل الى النصف
العام المقبل.
ونقلا عن مسؤولين بارزين بالادارة معنيين في النقاش الداخلي حول
العراق قالت الصحيفة إن السيناريوهات تدعو الى خفض في عدد القوات الى
نحو مئة ألف بمنتصف حملة الرئاسة الانتخابية العام المقبل. حسب تقرير
لرويترز.
وتتضمن أيضا خفضا ملموسا في المهمة التي أعلنها بوش في يناير كانون
الثاني بسيطرة الجيش الامريكي على بغداد ومحافظة الانبار المضطربة.
وقالت الصحيفة إن بدلا من ذلك ستركز المهمة على تدريب القوات
العراقية وقتال تنظيم القاعدة في منطقة ما بين النهرين في الوقت الذي
تتراجع فيه القوات الامريكية عن قتال المسلحين في بغداد.
ومن بين الافكار المطروحة خفض عدد الفرق الامريكية القتالية الحالية
من 20 الى نحو عشرة بحلول فصل الربيع المقبل ونهاية عام 2008 . ويوجد
حاليا نحو 145 ألف جندي أمريكي في العراق.
ولكن النقاش الذي تحدث عنه مسؤولون بشرط عدم نشر أسمائهم لا يشير
الى أن بوش يستعد لانهاء مبكر للزيادة الحالية في القوات بنحو 30 ألف
جندي والتي تهدف الى محاربة المسلحين والحيلولة دون انزلاق العراق صوب
حرب أهلية شاملة. وأضاف المسؤولون أن من المتوقع أن يتطور النقاش خلال
الشهور المقبلة.
وصرح العديد من المسؤولين بأن هناك أملا أن يؤدي خفض القوات الى
تحويل النقاش بشأن العراق في الحملة الانتخابية الامريكية من تحديد
جدول زمني لسحب القوات الى ما يمكن أن يحققه تواجد أمريكي طويل الامد
هناك. ويضغط الديمقراطيون في الكونجرس الامريكي لتحديد جدول زمني لبدء
سحب القوات الامريكية من العراق.
وقالت الصحيفة ان هناك تقارير تفيد بأن وزير الدفاع روبرت جيتس
ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس يضغطان من أجل خفض القوات وخفض المهمة
العام المقبل. ويضغط من أجل ذلك أيضا بعض الجنرالات في وزارة الدفاع
الذين يشكون منذ فترة طويلة في امكانية تحقيق العراقيين لتقدم سياسي
حقيقي عن طريق زيادة القوات.
وذكرت الصحيفة أن أبرز قائدين للقوات الامريكية في العراق وهما
الجنرال ديفيد بتريوس واللفتنانت جنرال ريموند اوديرنو لم يشاركا في
المناقشات. وتابعت أنهما كانا مثل قادة اخرين واضحين في ضرورة عدم
الاسراع في سحب القوات قبل يناير كانون الثاني عام 2009 عندما تنتهي
فترة ولاية بوش.
لا يمكن قلب الوضع بين ليلة وضحاها
وقلل وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس من اهمية التكهنات حول تحقيق
تقدم سريع في العراق، واكد ان المسؤولين الامريكيين يسعون للعمل مع
مجموعات محلية اكثر من الحكومة العراقية للمساعدة على تحقيق مصالحة.
وقال غيتس للصحافيين "ما اعنيه باقوالي اننا ننتظر بفارغ الصبر
وكالآخرين ان لم يكن اكثر، ان تسير الامور في منحى ايجابي". حسب تقرير
لفرانس برس.
واضاف "تعرفون انني ابذل ما بوسعي للتوقف عن كتابة رسائل التعزية
هذه.انه امر رهيب والناس يعانون منه (...) لكننا لا نستطيع قلب الامور
بين ليلة وضحاها«.
ونفى غيتس ان يكون قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال ديفيد
بترايوس يطور استراتيجية جديدة لوقف نزف الدم في العراق.لكنه اوضح ان
الخطط وضعت لما يمكن ان يحدث بعد التقرير الذي يفترض ان يقدمه بترايوس
في سبتمبر المقبل حول التقدم في خطة الرئيس جورج بوش.
ويقوم بترايوس والسفير الامريكي في بغداد راين كروكر بتحديث خطة
مشتركة للتركيز على المبادرات المحلية وانقاذ الوزارات الحكومية من
العناصر المتشددين والميليشيات.
وقال بايس »انه تحديث للحملة الجارية لنرى ما اردنا ان نصل اليه
واين نحن من هذه الحملة واي تغييرات نحتاج اليها لجعل التفاصيل
التكتيكية تسمح لنا بالبقاء على هذا الطريق«.
وكان بوش قال في وقت سابق انه يرغب في ان يرتدي الوجود الامريكي في
العراق »صورة مختلفة في مرحلة معينة«، لافتا الى ان توصيات لجنة بيكر
هاملتون العام الفائت بان تتولى القوات الامريكية تدريب العراقيين
وتجهيزهم تحمي سلامة الاراضي العراقية وتجعل ملاحقة تنظيم القاعدة من
مسؤولية العراقيين.
وقال غيتس تعليقا على هذا الكلام »هذا الدور يعني بوضوح الاستعانة
بعدد اقل من القوات المنتشرة حاليا وتبديل طبيعة مهمتها«.
لكنه دعا الى انتظار مدى قدرة الولايات المتحدة على خوض مرحلة
انتقالية اعتبارا من سبتمبر المقبل.
بوش ينتصر في حرب التمويل
وقع الرئيس الأمريكي جورج بوش على مشروع قانون يوفر 100 مليار دولار
لتمويل حرب العراق ولكن أعضاء الكونجرس من الحزب الديمقراطي والذين
أخفقوا في فرض موعد نهائي لسحب القوات من العراق قالوا إن معركتهم لم
تنته. بحسب رويترز.
وأنهت إجازة مشروع قانون التمويل الطاريء مواجهة استمرت أربعة أشهر
بين بوش والكونجرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون لاجباره على تغيير
نهجه في تلك الحرب التي لا تحظى بشعبية.
وكان بوش استخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قانون في وقت سابق كان
سيلزمه بالبدء في سحب الجنود الأمريكيين من العراق بحلول الأول من
أكتوبر تشرين الأول وتعهد بوقف أي قانون يتضمن قيودا على نشر القوات.
ومع عدم توفر العدد الكافي من الأصوات لدى الديمقراطيين للتغلب على
بوش وبدء نفاد التمويل الخاص بالحرب ضد العراق مرر الكونجرس المنقسم
مشروع القرار يوم الخميس.
وقال بوش بعد زيارة جنود مصابين في مستشفى تابع للبحرية في ماريلاند
"لدينا مشروع قانون جيد لا يتضمن جداول زمنية أو يقول للجيش كيف يمكنه
أداء مهمته ولكن يرسل أيضا إشارة واضحة للعراقيين بأن هناك توقعات هنا
في أمريكا... بشأن كيفية المضي قدما."
ووقع بوش على مشروع القانون يوم الجمعة في منتجع كامب ديفيد
بماريلاند حيث يخطط لقضاء عطلة مطلع أسبوع طويلة بمناسبة إحياء ذكرى
قتلى الحرب الأمريكيين.
ويمنح مشروع القانون بوش التمويل الذي كان يطلبه دون مطالبته بإعادة
القوات للوطن ولكنه يتضمن مجموعة من "الإرشادات" على الحكومة العراقية
الوفاء بها ويربط مبلغا بسيطا من المساعدات الأمريكية غير العسكرية
بتحقيق تقدم.
وبالرغم من خسارة أحدث جولة أمام بوش إلا أن الديمقراطيين تعهدوا
بالاستمرار في جهودهم لارغامه على إعادة القوات الأمريكية من العراق.
وقالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب التي انتقدتها جماعات أمريكية
مناهضة للحرب لسماحها بتمرير مشروع القانون إن الديمقراطيين سيستأنفون
سريعا مساعيهم لفرض جداول زمنية لسحب القوات الأمريكية من العراق.
وأضافت أنها ستدرج على جدول أعمال مجلس النواب مشروع قانون لإلغاء
تصريح الكونجرس عام 2002 بالحرب ضد العراق وقالت إن الديمقراطيين
سيستخدمون مشاريع قوانين الانفاق العسكري العام المقبل في محاولة
لانهاء الحرب التي أسفرت عن مقتل 3420 جنديا أمريكيا على الأقل وإصابة
أكثر من 34 ألف. ومني العراقيون بعدد أكبر من الضحايا.
ونجح الديمقراطيون في السيطرة على الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب
في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر تشرين الثاني من جراء الغضب
الشعبي من الحرب.
وأوضحت نتيجة استطلاع للرأي أجرته سي.بي.اس نيوز ونيويورك تايمز إن
76 في المئة من الأمريكيين يعتقدون أن الحرب نتيجتها سيئة للغاية على
الولايات المتحدة في حين أن 20 بالمئة يرون أن الزيادة الأخيرة في
القوات التي أمر بها بوش تحدث فارقا إيجابيا.
وأوضح بوش أن سبتمبر أيلول سيكون فترة مهمة عندما يقدم الجنرال
ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق تقريره عن النتيجة
الناجمة عن الزيادة في القوات ويقدم توصية بشأن كيفية المضي قدما.
القاعدة تتوعد
من جهة اخرى قالت جماعة عراقية يقودها تنظيم القاعدة إن التمويل
الجديد للقوات الامريكية لن يساعد واشنطن على الانتصار في الحرب وتوعدت
القوات الامريكية بأيام صعبة مثلما توقع الرئيس جورج بوش. بحسب رويترز.
وقالت جماعة دولة العراق الاسلامية في بيان "خرج طاغوت العصر (بوش)
وتكلم بلسانه أن الايام القادمة على أرض الرافدين ستكون حرجة .. أما
نحن فنقول.. باذن الله ستكون أياما صعبة أشد من الايام الخوالي على
الاعداء."
وتوقع بوش أن تخوض القوات الامريكية معارك عنيفة في العراق فيما أقر
الكونجرس الامريكي المنقسم تخصيص 100 مليار دولار لحرب العراق التي لا
تحظى بتأييد شعبي في الولايات المتحدة والحرب في افغانستان.
واضاف البيان "ولا تفرح بما خصص من مال لجنودك .. فباذن الله عز وجل
هذا لا يداوي جرحا ولا يقدم ولا يؤخر من شيء."
وتابع البيان الذي نشر على موقع على شبكة الانترنت يستخدمه
المتشددون الاسلاميون "ان ما تتوعد (به) من ارسال اخر دفعة (من القوات)
أصبح كله هراء .. وأرض المعركة هي التي تشهد... واننا لنلقن أطفالنا حب
الجهاد."
ونقل البيان تعليقات للرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري
في شريط فيديو بث في يناير كانون الثاني تساءل خلالها ساخرا موجها
حديثه لبوش لماذا ترسل 20 ألف جندي فقط ولا ترسل 50 ألفا أو 100 ألف
"بل أرسل كل جنودك فان كلاب العراق جائعة" لجثث القوات الامريكية. |