هل فشلت استخبارات امريكا في تعقب بن لادن والامساك به؟

 شبكة النبأ:  منيت الحملة الامريكية لمكافحة القاعدة لحد الآن بتعثرات عديدة خصوصا فيما يتعلق بجهودها لالقاء القبض على رئيس تنظيم القاعدة بن لادن، وبذلك تدلل على ضعف القدرة الاستخباراتية وخلل في مصادر المعلومات، وهذا من جهة اخرى يدلل على القدرات والامكانيات المالية التي تستند عليها قاعدة بن لادن كذلك استثمار المرونة الجغرافية الوعرة في افغانستان واطراف باكستان المتمثلة بالحدود الجبلية.

وافادت صحيفة "لوس انجليس تايمز" على موقعها على الانترنت ان العملية الكبرى التي اطلقتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية السنة الماضية لملاحقة اسامة بن لادن زعيم شبكة القاعدة لم تعط اي نتائج.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في اجهزة الاستخبارات الاميركية القول ان عمليات البحث اتاحت الكشف عن زيادة كبرى في تنقلات عناصر القاعدة ونقل اموال من العراق الى المناطق القبلية الباكستانية. بحسب الفرانس برس.

وقد جمع عناصر القاعدة في العراق اموالا ضخمة من انشطة اجرامية مثل عمليات الخطف.

وقال مسؤول في مجال مكافحة الارهاب للصحيفة ان "العراق يشكل مصدر تمويل مهم بالنسبة لهم".

وقبل اقل من سنة كان يعتقد ان قيادة القاعدة تواجه مشاكل مالية بحسب التقرير لكن مسؤولين اميركيين قالوا ان الاموال التي ترسل من العراق خففت من هذه المشاكل.

وبحسب الصحيفة فان "سي آي ايه" نشرت حوالى خمسين عميلا في باكستان وافغانستان بهدف اولي هو ايجاد اسامة بن لادن والمسؤول الثاني في القاعدة ايمن الظواهري.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري اميركي كبير القول "لم نحرز تقدما" في هذا المجال.

وافادت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية على موقعها على الانترنت ان الولايات المتحدة تدفع لباكستان مليار دولار سنويا لقاء مشاركتها في عمليات مكافحة الارهاب على طول حدودها مع افغانستان.

وكتبت الصحيفة ان هذه المبالغ لا تزال تدفع رغم ان الرئيس الباكستاني برويز مشرف قرر قبل ثمانية اشهر خفض الدوريات بشكل جذري في هذه المنطقة حيث ينشط مقاتلو القاعدة وطالبان.

والمدفوعات التي تتم شهريا وتحمل اسم "صندوق دعم التحالف" لا تخضع لدعاية كبرى وتدمج ضمن مجمل المساعدة الاميركية كما اضافت الصحيفة، وهدفها ان تؤمن للجيش الباكستاني كلفة هذه العمليات العكسرية.

وتكون باكستان نالت بالتالي اكثر من 5,6 مليار دولار خلال خمس سنوات اي اكثر من نصف اجمالي المساعدة الاميركية لهذا البلد منذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001.

وكتبت "نيويورك تايمز" ان مسؤولين اميركيين في المنطقة اقترحوا دفع الاموال لباكستان عملا بقدرتها على ملاحقة ناشطي القاعدة ومنع عناصر طالبان من اقامة مركز في المنطقة يشكل منطلقا لعملياتهم في افغانستان.

لكن مسؤولي البيت الابيض ينفون ان تكون هناك خطة بهذا الصدد رغم وجود ادلة جديدة على ان العسكريين الباكستانيين يغضون في غالب الاحيان النظر حين يتراجع مقاتلو طالبان الى باكستان عبر الحدود.

واشارت "نيويورك تايمز" الى تقرير اميركي واحد على الاقل يؤكد ان القوات الامنية الباكستانية فتحت النار دعما لمقاتلي طالبان حين كانوا يهاجمون مواقع افغانية.

لكن ادارة بوش لا تزال مترددة في وقف تقديم الاموال او ربطها بتحقيق نتائج خوفا من المساهمة في زعزعة استقرار نظام الرئيس مشرف الذي يواجه داخليا اكبر تحد له منذ وصوله الى السلطة عام 1999 بحسب الصحيفة.

وأقر الرئيس الباكستاني برويز مشرف بتصاعد التشدد المسلح عبر حدود بلاده مشيراً إلى الحاجة لاتخاذ تدابير أكثر صرامة لمواجه المد وذلك عقب اختطاف عناصر موالية لطالبان أربعة من رجال الأمن بحسب CNN.

وسّلم مشرف خلال مقابلة تلفزيونية  بتصاعد المد المتشدد المسلح في باكستان قائلاً "نحن في حاجة عاجلة لمواجهته بقوة."

وجاءت تصريحات مشرف إثر اختطاف طلاب من المدارس الدينية أربعة من رجال الأمن كانوا في ملابس مدنية، خلال دورية أمنية بالقرب من إحدى المساجد القريبة من العاصمة إسلام أباد.

وبرر عبد الراشد غازي، إمام بمسجد "لال مسجد" أن طلابه اعتقلوا رجال الأمن نظراً لتواجدهم في ساحة تابعة للمسجد رغم اتفاق مبرم مع السلطات بمنع نشر قوات أمنية في المنطقة.

وقال إن الاختطاف يأتي رداً على اعتقال الاستخبارات الباكستانية لحوالي تسعة من طلاب المسجد قبل أسبوعين.

وفي شأن متصل، قالت مصادر مسؤولة في باكستان ، إن ثمانية من المسؤولين الحكوميين اختطفوا في كمين نصبه عشرات المسلحين في منطقة القبائل شمال غربي باكستان.

وأوضح أرباب محمد عارف خان، مسؤول الأمن والنظام في مناطق القبائل شبه المستقلة بباكستان، أن المسؤولين الثمانية، بينهم خمس نساء، اختطفوا وهم في الطريق لتفقد مشاريع تنموية بالمنطقة، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وصرح خان قائلاً "أستطيع أن أؤكد فقط أن مجموعة مسلحة اختطفت ثمانية مسؤولين حكوميين وأننا نبذل قصارى جهدنا لاستردادهم في أسرع وقت."

وذكر مصدر استخباراتي محلي، رفض الكشف عن هويته، أن مليشيات مسلحة اختطفت المجموعة وأن السلطات تسعى لإطلاق سراحهم بمساعدة كبار رجال القبائل.

وعقب قائلاً "لدينا أسباب للاعتقاد أن المختطفين من المليشيات" مشيراً إلى أن المختطفين كانوا في مهمة لمعاينة تطوير الخدمات الاجتماعية ببناء مدارس ومستشفيات وطرق بالمنطقة.

ووسعت المليشيات المسلحة مناطق نفوذها في شمال وزيرستان منذ اتفاقية سبتمبر/أيلول عام 2006 للسلام التي أنهى بموجها رجال القبائل والحكومة  الباكستانية مواجهات دموية بين الطرفين.

ومنذ توقيع الاتفاق، نفذت الحكومة الباكستانية، الحليف المحوري للولايات المتحدة ضد الإرهاب، عمليات محددة ضد مخابئ لفلول القاعدة ما أدى لموجة احتجاجات في المنطقة.

وأبدى المسؤولون الأمريكيون قلقاً بالغاً تجاه إتفاقية السلام التي وقعتها الحكومة الباكستانية مع زعماء قبائل شمال وزيرستان في سبتمبر/أيلول.

وتنص الاتفاقية على احترام القبائل لسلطة الدولة ومنع المسلحين من شن هجمات عبر الحدود.

وفي المقابل أعادت إسلام أباد بعض من سلاح تلك القبائل وإطلاق سراح بعض من سجنائها وسحب الجيش من مواقع داخل شمال وزيرستان.

وقال الجنرال مايكل مابلس، رئيس وكالة الاستخبارات الدفاعية، في جلسة استماع سابقة بالشيوخ أن القبائل الباكستانية لم تلتزم بمعظم بنود الاتفاق الذي  قال مسؤول آخر إنه ساعد في تعزيز قدرات القاعدة.

ما هو ارث بوش..

من جهة اخرى يقول الرئيس الامريكي جورج بوش ان على من يخلفه في رئاسة الولايات المتحدة أيا كان أن يكون مستعدا لمواصلة الحرب على الارهاب وإن أشد ما أثار أسفه خلال رئاسته هو الوفيات التي وقعت في صفوف القوات الامريكية.

ويراقب بوش السباق المفتوح على مصراعيه لخلافته في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني عام 2008 لكنه ينأى بنفسه تماما عن الانحياز لطرف دون آخر كما يتحاشى الادلاء بدلوه في القضايا. حسب رويترز.

ولكن عندما يتطرق الحديث الى التحديات الأمنية التي تنتظر الرئيس القادم أوضح بوش في مقابلة مع رويترز أن خليفته سيواجه بيئة صعبة كتلك الموجودة الآن.

وقال "لو قدر للذين يقولون اننا ليس لدينا حرب على الارهاب أن يفوزوا في الانتخابات فسيجلسون في المكتب.. المكتب البيضاوي.. ويدركون أننا في حرب على الارهاب. سيدركون أن هناك أناسا في الخارج يتآمرون ويخططون. وسيرون التعقيدات التي تكتنف مواجهة هذا العدو."

كان بعض الديمقراطيين ومنهم جون ادواردز المرشح لانتخابات الرئاسة قد استبعدوا وجود ما يطلق عليه "الحرب على الارهاب" قائلين ان الامر لا يعدو كونه مجرد نوع من الدعاية.

وأبلغ ادواردز مجلة تايم مؤخرا أن هذا الامر يستغل لتبرير حرب العراق والتعذيب وانتهاك الحريات المدنية للامريكيين وأن أي شخص ينتقده يعامل وكأنه غير وطني.

وقال بوش "حقائق الجلوس في المكتب البيضاوي تختلف عن حقائق الحملة الانتخابية وأن تكون في ذيل الحملة الانتخابية.

"انه عالم يتسم بقسوة بالغة في وجود عدو مصمم على ضربنا. وأي رئيس ينصت لاجهزة المخابرات مجتمعة سيدرك أن الوظيفة الرئيسية للرئيس هنا في هذا الجزء من القرن الواحد والعشرين هي هزيمة العدو من خلال مواصلة الهجوم وبالتالي تأمين أمريكا."

وتنبأ بوش بصراع أيديولوجي طويل يواجه الرؤساء الذين سيعقبونه.

"سيتعين على الرؤساء مواصلة الضغط على القاعدة باستخدام معلومات المخابرات الموثوقة والعثور على العدو والضغط عليه. وفي الوقت ذاته سيتعين على الرؤساء تعزيز ... أيديولوجية بديلة لتلك التي يعتنقها هؤلاء المتطرفون والراديكاليون .. ويجب أن تستند الايديولوجية البديلة على الحرية."

وخلال مقابلة تطرقت لموضوعات شتى في غرفة المؤتمرات على متن طائرة الرئاسة حاول بوش تقييم رئاسته حتى الآن والتي بقي عليها أقل من 20 شهرا.

وأكثر ما يزعجه هو الخسائر التي وقعت في صفوف القوات الامريكية في الحرب.

وقال "أشد ما يدعوني للأسف حتى الآن هو الخسائر في الارواح .. الخسائر الامريكية. أصعب شيء على الرئيس عندما تضع قواتنا على طريق الاذى .. أن تعلم أنهم قضوا نحبهم نتيجة لقرارك."

وخلال الشهور الاولى في رئاسة بوش عام 2001 هيمنت التطورات المحلية الى حد كبير على سائر الاحداث. ثم كان أن غيرت هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول في ذلك العام مسار رئاسته الى غير رجعة.

وقال بوش وهو يرتدي سترة الطيار الخاصة بطائرة الرئاسة ويحتسي مشروبا غازيا خاليا من السكر "من الامور التي تعلمتها أن تكون مستعدا لما هو غير متوقع."

وفي اطار اطلاعه على تاريخ الرؤساء يقرأ بوش كتبا عن أسلافه في البيت الابيض كان من بينها ثلاثة كتب عن جورج واشنطن قرأها في العام الماضي وحده ويقول ان وقتا طويلا سيمر قبل أن توضع رئاسته هو شخصيا في سياق تاريخي ملائم.

وقال "الدرس الذي تتعلمه خلال الرئاسة هو ان الامر يستغرق وقتا طويلا .. اذا كنت تقوم بأشياء كبيرة .. فان التاريخ يحتاج الى وقت لكي يكون قادرا على تحليل رئاستك بصورة كاملة. لا يوجد مثل هذا الامر .. فترة تاريخية محددة قصيرة المدى لرئيس."

قال بوش "أيا يكن هذا الارث لن أكون حيا لاطلع عليه. آمل أن يكون من الممكن تلخيصه في

أن جورج بوش خاض الحرب وأنه وضع استراتيجية لامريكا وحلفائها لهزيمة هذه الايديولوجيات في نهاية المطاف .. أنه تعرف على طبيعة العدو" وأنه وضع محددات التعامل مع الخطر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 25 آيار/2007 -7/جمادي الأول/1428