
شبكة النبأ: رغم ان الوضع الاقتصادي
في شبه القارة الهندية يتمتع بالنمو المتصاعد بخطى ثابتة منذ تولي
الاكاديمي الاقتصادي سينغ رئاسة الوزراء في الهند الا ان منتقديه
يعيبون عليه عدم تمتعه بالشخصية الملهمة او ما يسمى بـالكاريزما، حيث
يبدو هادئا وفاقدا للعزم الذي به تعهد للناخبين بالعمل لتحقيق العديد
من الانجازات التي لم تتم رغم مرور ثلاث سنوات من توليه الحكم.
ويرجع الخبراء ضعف عزيمة سينغ الى هيمنة وتاثير سونيا غاندي التي
قادته للفوز في منصب رئاسة الوزراء وهي غالبا ما تدير الدفة من خلف
الكواليس.
وقال محللون سياسيون إن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ سيكمل
ثلاثة أعوام في منصبه هذا العام دون أن ينجح في الوفاء بتعهداته رغم ما
يتصف به من أمانة وذكاء.
ويعد سينغ أبا للاصلاحات الاقتصادية في الهند اثناء توليه منصب وزير
المالية في التسعينات وليس هناك ثمة شك في تحلي الاقتصادي الذي تحول
للعمل السياسي بمثل عليا.
ولكن على الساحة السياسية الصعبة والمضطربة في الهند يبدو سينغ
الهادئ غير قادر على منح حكومته الائتلافية القيادة القوية والملهمة
التي تحتاجها. حسب رويترز.
ويقول اندر مالهوترا المحلل المخضرم ورئيس التحرير السابق "لم يشب
سجله الشخصي اية شائبة ولكن كان بوسعه ان يبدي قدرا أكبر من العزيمة
القيادية. لا يتمتع اليوم بنفس المكانة العالية التي كانت له حين تولي
الحكم."
وجزء من المشكلة ان سونيا غاندي زعمية حزب المؤتمر التي قادته لفوز
مفاجيء في انتخابات عام 2004 هي التي عينت سينغ. واحجمت سونيا عن تولي
رئاسة الوزراء لتفويت الفرصة على منتقديها الذين يحاولون استغلال
اصولها الاجنبية.
ولازالت ارملة رئيس الورزاء راجيف غاندي وهي ايطالية الاصل تحرك
الاحداث من وراء الكواليس ولا تسير دائما في نفس الاتجاه مع سينغ.
وقال مالهوترا "يتحدث الناس عن ممارسة السلطة دون مسؤولية. وفي حالة
مانموهان سينغ طلب منه تحمل جميع المسؤوليات دون سلطة تذكر."
ومن غير المنتظر ان يطلق اي مبادرات سياسية جريئة قبل عامين من موعد
الانتخابات الوطنية فيما تتراجع فيه شعبيته نتيجة ارتفاع أسعار الوقود.
وقال محللون ان الحديث عن ميرات سينغ سينصب على مالم يتمكن من
تحقيقه وليس ما حققه.
وتولى الاكاديمي والموظف الحكومي ومحافظ البنك المركزي السابق
البالغ من العمر 74 عاما رئاسة الوزراء بتفويض ضعيف ويرأس ائتلافا
يعتمد على مساندة الشيوعيين. فمن ناحية ساعدت الاصلاحات الاقتصادية في
السابق على ارساء اسس الانتعاش الاقتصادي في الهند. وعلى الجانب الاخر
يرجع اقتراع الفقراء ضد الحكومة السابقة في جزء منه لعدم تحقيقهم اي
فائدة من نمو اقتصادي اسرع.
وكان الحل الذي وعد به سينغ هو ما اسماه "باصلاحات ذات طبيعية
انسانية".
وبعد مرور ثلاثة اعوام لم تتغير نبرة الكلام او الاسلوب الجاد الذي
يروج به سينغ لافكاره. ولكن لم يتضح مدى تاثير ذلك على البلاد.
وتتحمل الاحزاب الشيوعية بعض اللوم لعرقلتها الاصلاحات الاقتصادية
والخصخصة التي يمكن ان تحرر موارد تستثمر في مجالات اخرى.
وصعد سينغ للقمة فوق موجة نمو بين 8 و9 في المئة ولكن حكومته فشلت
في توفير استثمارات في البنية التحتية والتعليم والتي يمكن ان ترسي
اساسا اقوى للمستقبل.
ولكن الاقتصاد يشهد بالفعل نشاطا مفرطا ويدق التضخم نواقيس الخطر.
وأنعشت برامج طموح لمساعدة الفلاحين وتوفير مئات الملايين من الوظائف
في الريف الامال لكن الكثير منها انهار بسبب سوء التنفيذ.
وينتحر مئات من الفلاحين المثقلين بالديون سنويا ولا يبدو ان الفقر
يتراجع.
ووجد منتقد التحرر الاقتصادي حلفاء حتى داخل حزب المؤتمر وفي كثير
من الاحيان انحازت غاندي للاصوات الحذرة ويتراجع سينغ حين يواجه بتحد.
بل ان سيطرته على الحكومة تبدو ضعيفة على مايبدو فيما يعلن الوزراء
السياسات دون التشاور معه ويتشاحن البعض علنا بل ويشكك في الحكومة.
ونشرت صحيفة انديان اكبريس
"هناك شعور متزايد .. بان هذه الحكومة لا تدار بكفاءة على احسن
تقدير."
وكانت السياسة الخارجية من النجاحات المبكرة غير المتوقعة لسينغ
ولكن عملية السلام التي ورثها عن الحكومة السابقة يبدو انها تفقد
الزخم.
ولا يزال بوسع سينغ ان يزعم تحقيقه نصرا كبيرا قبل الانتخابات
المقبلة فيما يخص اتفاق التعاون النووي المهم مع الولايات المتحدة الذي
يمكن ان يعزز تحالفا استراتيجيا ويضع الهند في مقدمة القائمة النووية.
ولكن يبدو ان حتى هذا الاتفاق الذي اعلن وسط ضجة كبيرة في عام 2005
تعترضه مشاكل فيما يتصارع الجانبان على صيغة نهائية وتهدئة معارضيه في
البلدين.
وربما يكون احد اسباب افتقار الحكومة للديناميكية ان سينع وحليفه
الوثيق منطق سينغ اهلويا
رئيس لجنة التخطيط عملا في الحكومة طوال الوقت على حد قول مسؤول
سابق في مكتب رئيس وزراء حكومة سابقة. واضاف "اعتادا طوال حياتهما على
بذل الحد الادني من الجهد لان الحد الادنى امن." |