
شبكة النبأ: تستمر الازدواجية في
التعامل مع القضية العراقية من قبل الفرقاء المهتمين بهذا الشان، فمنهم
من يريد تحقيق مصالح واجندات اقليمية خاصة وهو يعمل عليها من خلال من
يمثله من احزاب او جهات او منظمات ارهابية في العراق، والبعض الاخر
يبغضه انتصار الديمقراطية، والتمثيل النيابي الحقيقي، والانتخابات
الحرة النزيهة التي تنتج حكومة تمثل الغالبية العظمى من الشعب في منطقة
طالما رزحت تحت الديكتاتورية الشمولية وحكم العائلة الذي لا ينتهي.
وتحاول معظم دول جوار العراق وخاصة السعودية منذ سقوط الصنم البائد
في بغداد الى تصوير الفوضى التي يخلقها الارهاب واعتداء المفخخات
والاحزمة الناسفة على انها فشل في الديمقراطية، بدلا من الاعتراف بانها
هي المسؤولة بشكل او باخر عن تدهور الاوضاع في هذا البلد وعن انتشار
افكار التطرف المتمثلة بالحركة الوهابية المقيتة التي تكفّر كل من يخرج
عن طوعها او يخالفها الراي وتستحل دمه.
ودعا تركي الفيصل السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة مجلس
الامن الدولي الى استصدار قرار يمنع فيه تقسيم العراق ولايعترف بأي جزء
يحاول الانفصال عن العراق. حسب فرانس برس.
وقال الفيصل امام المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي المقام
على شاطىء البحر الميت في غرب الاردن "بالنسبة للعراق اعتقد انه يمكن
ان نضطلع بخطوات محددة".
واوضح "اولا ان على مجلس الامن تمرير قرار وفقا للفصل السابع يعلن
فيه سلامة الاراضي العراقية بأي ثمن بمعنى ان اي جزء من العراق يحاول
ان ينفصل عن العراق لايجب ان يعترفوا به او يتعاملوا معه بأي طريقة او
وسيلة او شكل وان اي دولة لديها اي طموحات اقليمية في العراق يجب ان
لايسمح لها (ايضا) ان تصل الى هذه الطموحات".
واضاف الفيصل الذي يشغل منصب رئيس مجلس ادارة مركز الملك فيصل
للبحوث والدراسات الاسلامية "عندما كنت سفيرا في الولايات المتحدة كنت
دائما اقول ان الولايات المتحدة دخلت العراق دون دعوة الى ذلك وليس
عليها (الان) ان تتلقى دعوة لترك او الانسحاب من العراق".
وكان الفيصل يتحدث في الندوة التي شاركه فيها وزير الخارجية
الايراني منوشهر متكي ورئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز ورئيس
الوزراء الاردني معروف البخيت وولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد ال
خليفة.
وانتقد العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز اواخر اذار/مارس
الماضي في خطابه امام القادة العرب خلال القمة العربية "الاحتلال
الاجنبي غير المشروع" للعراق مشيرا الى ان القوى الخارجية يجب الا تقرر
مصير المنطقة.
بفضل الاخوّة!.. العراق ارض خصبة
للارهاب
من جهته اعلن وزير الداخلية السعودي نايف بن عبد العزيز ان العراق
اصبح "ارضا خصبة لصناعة جيل من الارهابيين" وذلك في افتتاح الاجتماع
نصف السنوي لوزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض.
واشار نايف الى "ازدياد تدهور الاوضاع الامنية في العراق وتنامي
ظاهرة الارهاب فيه حتى اصبح ارضا خصبة لصناعة جيل من الارهابيين
يتعلمون ويمارسون كافة اساليب القتل والتدمير".
ودعا نظراءه الخليجيين الى "وضع الخطط الكفيلة حماية شعوبنا ودولنا
من تلك المخاطر".
واشار الى "ازدياد عمليات التسلل والتهريب من العراق" والى
"الاقتتال الطائفي بين ابناء العراق" معتبرا ان الامر "ينذر بشر مستطير
وبفتنة يعظم خطرها".
وسيناقش وزراء داخلية مجلس التعاون (السعودية والكويت والامارات
العربية المتحدة وقطر والبحرين وعمان) خلال هذا الاجتماع سبل تعزيز
التعاون والتنسيق على الصعيد الامني.
واعرب مجلس التعاون الخليجي في قمته الاخيرة في كانون الاول/ديسمبر
عن قلقه حيال تدهور الوضع الامني في العراق داعيا الحكومة العراقية الى
حل الميليشيات.
واكد وزير الداخلية السعودي ان "خطر الارهاب ما زال يهدد امننا
ويروع مواطنينا بوحشيته المتناهية واساليب مرتكبيه" مشيرا الى "غطاء
يتستر على مرتكبيه ويزين لهم افعالهم من دعاة مغرضين واعلام مضلل
ووسائل اتصال مشبوهة".
واضاف "علينا ان نأخذ جميع الاحتياطات اللازمة وان نبذل كل الجهود
الممكنة لضرب اوكار الارهاب وبؤره والقضاء عليها في مهدها".
وبالنسبة لاجتماع وزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي قال نايف
ان "هدفه التشاور وبحث اوجه تعزيز التعاون والتنسيق بين بلداننا
واجهزتنا الامنية والوقوف على اخر المستجدات التي لها انتكاسات امنية
اقليميا ودوليا".
وبالنسبة لايران قال نايف بن عبد العزيز ان "الوضع المتأزم بين
ايران والامم المتحدة بسبب البرنامج النووي الايراني يلقي بتداعيات
سلبية على دول المنطقة".
جيل جديد من المتشددين
واتفقت دول الخليج العربية على تعزيز التعاون الامني لمواجهة جيل
جديد من المتشددين يظهر في العراق. حسب رويترز.
وقال نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي في تصريحات نقلتها
وكالة الانباء السعودية "هناك استراتيجية أمنية تم الاتفاق على أساس
مراجعتها وتجديدها اذا كانت تحتاج الى اضافات بما يتفق مع الظروف
الحاضرة."
وأضاف الامير نايف الذي أعلن الشهر الماضي اعتقال 172 ممن يشتبه في
كونهم من المتشددين أن السعودية قامت بترحيل خمسة رجال الى الكويت
والذين ألقي القبض عليهم في المدينة لتوزيعهم شرائط دعائية متشددة.
وتابع متحدثا أمام وزراء داخلية الدول الاعضاء الست في مجلس التعاون
الخليجي يوم الاحد أن العراق يمثل تهديدا أمنيا للمنطقة بأكملها.
واستطرد "الاوضاع الامنية في العراق تزداد تدهورا وظاهرة الارهاب
تتنامى فيه حتى أصبح أرضا خصبة لصناعة جيل من الارهابيين يتعلمون
ويمارسون كافة أساليب القتل والتدمير.
"انفلات الاوضاع الامنية في العراق له مخاطر كبيرة على منطقتنا
واستقرار الاوضاع الامنية في دولنا."
ويطلب العراق منذ فترة من الدول العربية بذل المزيد من الجهود
لتأمين حدودها والحيلولة دون دخول المتشددين الى العراق.
ويقاتل متشددون اسلاميون القوات الامريكية والحكومة العراقية
المتحالفة مع الولايات المتحدة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة
ضد العراق عام 2003 .
ويضم مجلس التعاون الخليجي القوى النفطية ومنتجي النفط الرئيسيين في
العالم وهم المملكة العربية السعودية والكويت وسلطنة عمان وقطر
والبحرين والامارات العربية المتحدة وجميعهم حلفاء للولايات المتحدة
التي يسمحون لها بالابقاء على وجود عسكري كبير في المنطقة.
وذكرت السلطات السعودية أن المشتبه بهم الذين اعتقلوا الشهر الماضي
حاولوا نقل أسلحة ومتشددين من العراق. |