
شبكة النبأ: لم يكن التحالف الوثيق
وليد المرحلة الراهنة بين الصهيونية والمسيحية ولكنه اتخذ شكله السياسي
في الفترة التي سبقت رئاسة كارتر وقد صار اكثر فاعلية بتاثير الداعية
المعروف جيري فالويل واطروحاته الدينية التي تثير انتباه المسيحيين
المتصهينين.
وكان الظهور المؤثر الأول للداعية المسيحي الأصولي جيري فالويل على
الساحة السياسية والإعلامية الأمريكية في عام 1979، عندما أسس حركة
الأغلبية الأخلاقية Moral Majority والتي جذبت الملايين من أتباع
الكنائس الإنغليكانية Evangelical للمشاركة في الحياة السياسية، وكان
من نتائج حشد فالويل لهؤلاء مساعدة مرشح الرئاسة المحافظ رونالد ريغان
في تحقيق فوز ساحق على منافسه الديمقراطي الرئيس كارتر في انتخابات عام
1980.
فالتحالف بين المسيحية الصهيونية والمحافظين الجدد في الولايات
المتحدة في الوقت الحاضر، يشير إلى طرف من مظاهر هذا التحالف، ودور
الحزب الجمهوري في تكوين بيئة مناسبة تجمع المحافظين الجدد والمسيحيين
الصهيونيين.
فقد اشار موقع تقرير واشنطن الى ان مظلّة المحافظين الجدد السياسية
المتمثلة في الحزب الجمهوري هي البيئة الأفضل لاستقطاب أعداد كبيرة من
المسيحيين المتصهينين، لأن الحزب هو المفضل لدى المتدينين عموما حيث
يتبنى الحزب فكرا أحاديا في السياسة الخارجية ويفضل الحلول العسكرية
على الحلول الدبلوماسية أو السياسية، وهذه نقطة تعارض بينهم وبين
المحافظين التقلديين الذين يرون ضرورة التعاون مع الحلفاء في السياسة
الخارجية، ومن هؤلاء جميس بيكر الذي كان من أهم شخصيات إدارة الرئيس
الأمريكي الأسبق رونالد ريغان.
ويدعم الناخبون المؤيدون للمسيحيين المتصهينين الحزبَ الجمهوري في
الانتخابات داخل الولايات المتحدة، ويقدر تعداد أتباع المسيحية
الصهيونية في الولايات المتحدة وفق دراسة للبروفيسور القس دونالد واغنر
من جامعة نورث بارك في شيكاغو بنحو 40 مليون نسمة يشكلون حوالي 30% من
مجمل عدد أتباع الصهيونية المسيحية في العالم والذي يقدر بنحو 130
مليون نسمة.
ويرى واغنر أن التحالف بين المحافظين والصهيونيين المسيحيين استطاع
بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 توسيع ما يسمى الحرب على الإرهاب ليشمل حرب
إسرائيل على الفلسطينيين.
يؤكد في دراسته أن دعم هذا التحالف لإسرائيل نابع من إيمانهم
بالوظيفة التي تؤديها إسرائيل أو اليهود كما جاء في التوراة تمهيدا
لعودة المسيح عليه السلام، وأصول الدعم ترجع إلى أنه من الناحية
الدينية يركز الكثير من القساوسة المتشددين في الولايات المتحدة خاصة
فيما يعرف بولايات حزام الإنجيل Bible Belt
في الجنوب الأمريكي مثل تكساس وجورجيا، على الدراسات الخاصة بـ"نهاية
العالم" وعودة المسيح ودور اليهود في معركة نهاية العالم أو تحولهم إلى
المسيحية أو فنائهم بالكامل.
وكثير من العامة، خاصة من أوساط المجموعة الكبرى من المتدينين
العاديين الذين اكتشفوا دينهم مؤخرا ويطلق عليهم "ولدوا للمسيحية من
جديد"، يعتقدون أنه يتعين عليهم الدخول في خندق واحد مع مناصرين آخرين
لإسرائيل وعلى رأسهم بالطبع تيار المحافظين الجدد، لأن هذا التيار هو
الذي يساعد إسرائيل على الإسراع في عودة المسيح والاقتراب من نهاية
العالم.
ويشير واغنر إلى أن المسيحيين الصهيونيين يرون "الدولة الحديثة في
إسرائيل باعتبارها تحقيقا لنبوءة توراتية، وأنها بهذا تستحق دعما
سياسيا وماليا ودينيا".
ويعتقد واغنر في دراسته عن الصهيونية المسيحية أن دعمها للمحافظين
الجدد ولإسرائيل هو دعم تحركه المشاعر المعادية للإسلام والتعصب الديني
أكثر من المشاعر الدينية المسيحية. ويستشهد بتصريحات المحافظ الأمريكي
بات بيوكانان حينما قال في تعليق له أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة
على لبنان وفلسطين: "إن المرء ليتساءل إن كان هؤلاء المسيحيون يهتمون
فعلا بما يحدث لإخواننا المسيحيين في لبنان وغزة، والذين يعيشون دون
كهرباء بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية، وهو شكل محرّم من أشكال
العقاب الجماعي الذي تركهم دون صرف صحي، يأكلون طعاما متعفنا، ويشربون
مياها ملوثة، ويعيشون أياما في الظلام ودون كهرباء في هذا الحر الرهيب
في شهر يوليو"/تموز 2006.
وبيت الحرية Freedom House هيئة تدافع عن حقوق الإنسان، ويعرف عنه
أنه يقع تحت سيطرة المحافظين الجدد بشكل كبير.
ويتلقى هذا البيت الكثير من التمويل من الحكومة الأمريكية خاصة من
"هيئة الوقف القومي للديمقراطية" ليقوم بيت الحرية بعد ذلك بدفع تلك
الأموال لاحقا للعديد من المنظمات والهيئات القومية والمحلية الأخرى في
دول العالم لتنفيذ أو لترويج سياسات محافظة يدافع عنها بما يبعد
شبهة تدخل الحكومة الأمريكية مباشرة.
ويوجه التمويل الصادر عن هذه المؤسسة إلى دعم المشاريع التي تعكس
وجهة نظر المحافظين الجدد ذات الملامح الصهيونية، ومنها مشروع "تبادل
المقالات من المناطق المتعددة Multiregional Exchange project" الذي
يجمع ويوزع مقالات من متعاطفين مع حركة المحافظين الجدد وينشرها في
العالم مجانا ويعمل على ضمان تناقلها بين أوساط الإعلام الأجنبي.
وخلاصة التعاون بين التيارين –تحت مظلة بيت الحرية- هو برنامج "بيت
الحرية للحريات الدينية في العالم"، إذ يقف هذا المركز الفكري والبحثي
وراء أشد التقارير انتقادا للدول العربية والإسلامية خاصة فيما يتعلق
بمواقفها من إسرائيل واليهود وانتقادات الدول العربية لإسرائيل،
وتصنيفه المستمر لها على أنها مواقف معادية للسامية.
كما أنه يصور وبإلحاح إسرائيل على أنها الديمقراطية الناصعة
الوحيدة في المنطقة التي تستحق الدعم الأمريكي المستمر.
وقطبا هذا التعاون في بيت الحرية هما رئيس الاستخبارات الأمريكية
الأسبق جيمس وولسي وهو من المحافظين الجدد والأصولية المسيحية، ومديرة
برنامج مراقبة الحريات الدينية في المركز نينا شيا.
وجيمس وولسي محافظ جديد وعضو في معهد يتبع المنهج اليميني في
الترويج لسياسة الليكود الإسرائيلي وهو "مركز سياسات الأمن"، وهو أيضا
عضو منظمة "تحرير أمريكا" التي تهدف إلى التخلص من اعتماد الولايات
المتحدة على النفط العربي الإسلامي، واستغل جيمس وولسي حضوره الواسع في
وسائل الإعلام الأمريكية للتبرير الفكري لغزو العراق ومبدأ الحروب
الاستباقية، أحد أهم الموضوعات المفضلة لدى المحافظين الجدد.
وهو كذلك عضو في الإدارة الاستشارية "للمعهد اليهودي للأمن القومي"،
وهي مؤسسة أمريكية تسعى للتعاون العسكري بين إسرائيل والولايات المتحدة
الأمريكية وتعمل على تسخير طاقات الولايات المتحدة العسكرية من أجل
المصالح الإسرائيلية في المنطقة العربية.
ونينا شيا عضو أيضا في لجنة الحريات الدينية الدولية USCIRF التي
أسسها الكونغرس عام 1998، تحت ضغوط قوية من تيار اليمين المسيحي وفروعه
من المسيحيين المتصهينين.
وعرف عن نينا شيا تشددها الديني ووقوفها وراء حملة دشنت مؤتمرا
برعاية بيت الحرية عقد في يناير/كانون الثاني 1996 جلب أكثر من 100 من
قادة المسيحيين والكنائس لمناقشة ما أسموه الآراء والأعمال التي ترتكب
ضد المسيحية في العالم، وتسبب ذلك المؤتمر في حركة مسيحية نهضوية كبيرة،
تمت بالاشتراك مع نشطاء يهود.
ومثلها مثل وولسي، تظهر نينا شيا على الكثير من المحطات المسيحية
المتشددة والإذاعات الدينية، وتبرز مواقفها من العالم العربي والإسلامي،
وتقف شيا أيضا وراء مطالب متعددة بفرض عقوبات على السودان وإجراءات ضد
المملكة العربية السعودية ومصر بحجة اضطهاد الأقليات الدينية.
ومن المنظمات الحديثة الأخرى التي تجمع بين المسيحية الصهيونية
والمحافظين الجدد منظمة "مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل" التي يرأسها
القس الأصولي جون هاغي، الذي أراد الانتقال بأجندة "مسيحيون متحدون من
أجل إسرائيل" من مرحلة التخطيط إلى التحرك المباشر فجاء هاغي بديفد
بروج، وهو أحد الأشخاص المطّلعين في واشنطن والمحسوبين على المحافظين
الجدد المناصرين لإسرائيل، ليكون مديرا تنفيذيا للمنظمة.
وقد كان اختيار بروغ تحركا ذكيا من الناحية السياسية ويعبر عن دهاء
واسع، حيث إن بروغ اليهودي الديانة عمل سابقا مديرا لمكتب السيناتور
الجمهوري عن ولاية بنسلفانيا أرلين سبكتر، كما أنه مؤلف الكتاب الصادر
مؤخرا بعنوان "الوقوف مع إسرائيل: لماذا يساند المسيحيون الدولة
اليهودية؟".
وفي مقابلة جرت مؤخرا قال بروغ مفسرا سبب عمله لصالح منظمة مسيحية
إنه كيهودي محافظ "يعتقد أن هذا هو أهم شيء يستطيع أن يقوم به ليس فقط
من أجل إسرائيل ولكن أيضا من أجل الحضارة اليهودية المسيحية اليوم،
والتي تواجه تهديدا من الإسلام المتشدد".
وكتب عن نفسه "أنا أعتنق إيماني اليهودي وأسعى إلى معرفة خالقي من
خلال الطرق والنصوص التي قدمها لأسلافي اليهود".
ويوضح بروغ أيضا أنه "رغم أنني لا أراعي جميع قوانين الهالاشا
(الشريعة اليهودية) فإنني أعترف بالهالاشا باعتبارها المكون المركزي
لديني".
التحالف بين اليمين المسيحي المتصهين والمحافظين الجدد إذن هو
تحالف فكري وديني وسياسي قائم ومنظم وفاعل يعمل من خلال منظمات قوية
تنشط فيها رموز وكوادر مؤهلة ولها حضور، وهي كلها أمور تدعو إلى لفت
الأنظار.
اليمين المسيحي بعد فالويل
مثّل نبأ وفاة القس جيري فالويل Jerry Falwell أحد رموز التشدد
الديني المسيحي في الولايات المتحدة: محور اهتمام كافة وسائل الإعلام
الأمريكية.
كانت "شخصية فالويل في الميزان" هي عنوان ومضمون البرنامج الذي
يقدمه كريس كور على أثير الإذاعة اليمينية الأشهر في واشنطن. قال كور
في حواره مع أحد المستمعين إن الشعب الأمريكي متدين ويتأثر بالشخصيات
السياسة التي تدعو إلى الأخلاق المسيحية والصلاة والإيمان، ولكن عندما
يتشدد السياسي المتدين ويفرض أجندته الأصولية على الجماهير، فإن مزاج
الشعب الأمريكي لا يتقبل هذا وينقلب عليه. ومع ذلك كانت معظم مداخلات
المستمعين ضد هذا الرأي معتبرين أن الإعلام الأمريكي الليبرالي قد شوه
عن قصد صورة وسمعة وأفكار فالويل.
ارتبطت صورة اليمين المسيحي لسنوات لدى الشعب الأمريكي بقيادات من
أمثال جيري فالويل وبات روبرتسون وبيل غرهام ، كما أن أتباع اليمين
الديني ينظرون أليهم بوصفه القادة التاريخيين والحرس القديم، لكن كثيرا
من الناشطين في أوساط المحافظين يعتبرون أن حقبة هؤلاء وأجندتهم
المثيرة للجدل مثلت لسنوات عبئا على اليمين المسيحي وشوهت صورة
الإنغليكانيين لدى معظم الأمريكيين، وبالتالي فإن جيل الشباب من
المحافظين وأتباع ذلك التيار يسعون لتحسين هذه الصورة وتجاوز خطابهم
التقليدي القائم على مناهضة الإجهاض والمثلية الجنسية بإضفاء جوانب
إنسانية اجتماعية يمكن أن تلقى تجاوبا وانسجاما مع المزاج العام
الأمريكي مثل الحماية من مرض الايدز والاهتمام بقضايا البيئة والتعليم.
وفي هذا السياق وعلى اسهاب تقرير واشنطن: صرح جون غرين الخبير في
منتدى بيو PEW لشؤون الدين والحياة العامة بأن هناك جدلا متصاعدا
وانقساما في أوساط الإنغليكانيين حول قضايا عديدة في مقدمتها قضايا
البيئة ، وضرب على ذلك مثالا في محاولة قادة محافظين من الضغط على
الرابطة الوطنية للأنغليكانيين لإسكات مدير مكتب الرابطة في واشنطن
القس ريك سيزيك الذي يحاول إقناع أتباع الطائفة الإنغليكانية بأن
الاحتباس
الحراري خطر حقيقي، وذلك يعنى أن الجيل المعاصر من اليمين المسيحي
يشهد اختلافا وتنوعا بين صفوفه خاصة إذا ما قارنا محاولات سيزيك لإقناع
أبناء الطائفة بخطورة الاحتباس الحراري في الوقت الذي ذكر القس الراحل
فالويل في كنيسته بمدينة لاينشبرغ في شهر فبراير الماضي أن أنشطة
قضايا البيئة في صفوف الانغليكانيين هي محاولة شيطانية
كان منهج فالويل في تفعيل دور الدين في السياسة ، جلب السياسة إلى
الكنيسة بالتوعية الانتخابية وحشد الأنصار بدلا من الذهاب بالكنيسة إلى
السياسة، ومن ثم أصبحت الكنيسة وجهة ومركزا لحملات المرشحين السياسة
خاصة في أوساط الحزب الجمهوري، وفي هذه الأجواء ولد اليمين المسيحي
قويا، وبات فالويل أبرز وجوهه ومتحدثا باسمه، أما الهدف فكان فرض
الأجندة الدينية وتغيير صورة أمريكا العلمانية الليبرالية التي سادت في
خمسينات وستينات القرن الماضي من خلال السعي لإلغاء الحظر الذي فرضته
المحكمة الدستورية العليا على إقامة الصلوات في المدارس وتغيير مسار
المجتمع الأمريكي العلماني فيما يتعلق بحقوق المرأة والإجهاض وحقوق
المثليين.
لم تكن الأفكار التي دعا عليها فالويل جديدة على المجتمع الأمريكي
الذي يتسم أفراده بالتدين وميلهم إلى المحافظة بصورة عامة ، لكن نبرة
التشدد والتطرف التي صاحبت تصريحات وأراء القس الراحل قد صدمت قطاعات
كبيرة من الشعب الأمريكي، ووضعته في خانة رجال الدين المتشددين مقارنة
بزميله في قيادة تيار الصحوة المسيحية الثالثة في تاريخ الولايات
المتحدة وهو القس بيل غراهام، فقد مثل الهجوم على المثليين فقرة متكررة
في برامج ولقاءات القس ومن بين تلك التصريحات ما ورد على لسانه قي
مقابلة مع إذاعة NPR عام 1996 قائلا إنه يؤمن بأن المثلية الجنسية ضربا
من الانحلال الأخلاقي ، وأنها خروجا عن قوانين الطبيعة البشرية.
ورغم أن أتباع وأنصار القس الأصولي نظروا إليه باعتبار مدافعا
أمينا عن الأخلاق والقيم المسيحية، فإنهم قد شعروا مرات عديدة بخجل من
تصريحات فالويل، فقد ذكر ذات مرة أمام حشد من القساوسة أن المسيح
الدجال Anti-Christ هو شخص يهودي يعيش في عالمنا الآن أما القشة التي
قصمت ظهر البعير وجعلت منه شخصية مكروهة ومتطرفة في نظر معظم
الأمريكيين ، فكان تصريحه بعد يومين من هجمات الحادي عشر من سبتمبر في
البرنامج التلفزيوني الذي يقدمه زميله المتشدد القس بات روبرتسون بأن
مسؤولية هذه الهجمات تكمن في غضب الرب وعدم رضاه عن أمريكا غير
الأخلاقية، حيث قال إني أسدد أصبعي في وجوه دعاة الشرك بالله وانتشار
المعاصي مثل الإجهاض والشذوذ الجنسي والذين يسعون إلى علمنة أمريكا
وأقول لهم أنتم تتحملون مسؤولية ما حدث.
أما العالم الإسلامي فيذكر القس الراحل من خلال تصريحاته التي أثارت
سخطا إسلاميا ودوليا عندما وصف النبي محمد في برنامج "ستون دقيقة" على
شبكة CBS في عام 2002 بالإرهابي ، وأنه كان رجلا عنيفا، حيث قال إنه
يعتقد بأن عيسى قد قدم نموذجا للحب ، وقام موسى بفعل الشيء نفسه، أما
محمد فقد قدم النموذج المناقض لهما، وكان من نتيجة حملة الإدانة
الدولية تجاه تلك التصريحات أن قام فالويل بتقديم اعتذار قائلا إنه لم
يقصد الإساءة إلى أي مسلم صادق ملتزم باحترام القانون، كما أن اسم جيري
فالويل يرتبط في ذهن العرب والمسلمين في العالم بدعمه اللا محدود لدولة
إسرائيل بناءا على تفسيرات مسيحية أصولية تتعلق بعودة المسيح في نهاية
الزمان. |