
شبكة النبأ: اخر منتجات استراتيجية بوش الجديدة في
العراق اظهرت ولادة وظيفة حربية محورية جديدة، مهمتها التنسيق بين
البيت الابيض ووزارتي الداخلية والدفاع الامريكيتين بما يتناسب مع
الوضع على الارض في العراق، وما يتطلبه الامر من امدادات عسكرية
ولوجستية للقوات الامريكية تضمن تطبيق الاستراتيجية الجديدة بدقة
وفعالية.
ويلقب الجنرال دوجلاس لوت الذي كلفه الرئيس الامريكي جورج بوش مؤخرا
بدور محوري في الحربين بالعراق وأفغانستان بأنه "قيصر حرب" غير أن
معاركه الكبرى ستكون بيروقراطية.
واختار الرئيس الأمريكي جورج بوش اللفتنانت جنرال دوجلاس لوت ليصبح
"قيصر الحرب" في العراق وأفغانستان في البيت الأبيض منهيا رحلة بحث
طويلة عمّن يشغل المنصب. ومهمة المنصب هي تنسيق السياسات فيما بين
وكالات تتنافس أحيانا ومحاولة تطبيق استراتيجية بوش في الحرب. حسب
رويترز.
وإذا وافق مجلس الشيوخ على شغل لوت البالغ من العمر 45 عاما للمنصب
فإنه سيشغل وظيفة رفيعة وسط تصاعد الانتقاد من الديمقراطيين للحرب التي
لا تتمتع بالشعبية وفشل ارسال مزيد من القوات حتى الآن في وقف العنف
الذي يؤدي لسقوط المزيد من الضحايا الأمريكيين.
وقال بوش في بيان "الجنرال لوت قائد عسكري بارع جدا يفهم الحرب
والحكومة ويعرف كيف ينجز المهام." مضيفا أن لوت سيصبح " مدير تنفيذ
استراتيجياتنا في العراق وأفغانستان بدوام كامل".
وقرر البيت الأبيض استحداث الوظيفة لوضع شخصية قوية مسؤولة عن تنسيق
السياسات مع جهات تشمل وزارة الدفاع (البنتاجون) ووزارة الخارجية
اللتين أحيانا ما يكون لهما أولوياتهما المتعارضة.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن لوت بصفته نائب مستشار
الأمن القومي لسياسات العراق وأفغانستان وتنفيذها سيكون مسؤولا بشكل
مباشر أمام الرئيس وسيعمل بشكل وثيق مع مستشار بوش للأمن القومي ستيفن
هادلي.
وترأس الجنرال لوت عمليات القيادة المركزية الأمريكية التي تشرف على
العمليات القتالية في العراق وأفغانستان كما تقلد مناصب عسكرية عليا
أخرى.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو "هذا اعتراف بأن لنا جهودا
متعددة الأوجه في الحرب على الإرهاب ومن المهم استمرار تنسيق هذه
الجهود المتباينة...هذا رجل له خبرة جادة جدا في المنطقة. ويعرف
اللاعبين."
وتتفوق خبرة لوت على مثيلتها لدى سلفه في المنصب ميجان أوسوليفان
البالغة من العمر 73 عاما التي تتركز خبرتها أكثر في مجال السياسات
النظرية. وكانت ترفع تقاريرها لهادلي ولم تكن تملك صلاحية إصدار أوامر
للوكالات.
واتهم منتقدون بوش بأنه نفسه تخلى عن الدور على مدى أربع سنوات من
الحرب قتل فيها أكثر من 3400 أمريكي.
وقال جون سولتز وهو خبير في الحرب على العراق وأحد مؤسسي جماعة
سياسية لخبراء الحرب في العراق وأفغانستان "الأمر الآن يرجع إلى
اللفتنانت جنرال لوت لاصلاح سياسات الرئيس الفاشلة في العراق وتقديم
جرعة مكثفة من الدبلوماسية إلى المنطقة حتى نتمكن من البدء في إخراج
قواتنا من الحرب الأهلية الدينية في العراق."
ويأتي تعيين لوت بعد بحث قيل إن بعض المرشحين رفضوا عرض البيت
الأبيض لشغل المنصب.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست في 11 ابريل نيسان أن ثلاثة جنرالات
متقاعدين على الأقل فاتحهم البيت الأبيض في الأمر لكنهم جميعا رفضوا
بسبب مخاوف من اتجاه الحرب.
وقال جون ج. شيهان وهو جنرال متقاعد في مشاة البحرية رفض المنصب
للصحيفة حينها "الموضوع الرئيسي هو انهم لا يعرفون إلى أين يتجهون...
ولذلك بدلا من الذهاب إلى هناك ثم الإصابة بقرحة وترك المنصب في
النهاية قلت لا شكرا."
وكان لوت الذي يحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ لشغل الوظيفة الجديدة
قد أعطى إشارات في السابق على أنه سيسعى لنتيجة سياسية للصراع مثل التي
يسعى إليها الديمقراطيون المحبطون من جهود الحكومة العراقية بشأن
المصالحة السياسية.
وفي عام 5002 قال لوت إن على الولايات المتحدة عدم التردد في تسليم
المهام للجيش العراقي عندما يكون مستعدا والتخلي عن مظهر الاحتلال الذي
قد يكون عائقا أمام التقدم السياسي.
وقال " عليك أن تحد من مفهوم احتلال العراق. ومن الصعب جدا إحراز
ذلك عندما يكون لديك 150 ألف جندي أو ما يزيد ... من القوات الأجنبية
تحتل هذا البلد أو في هذا البلد."
معارك قيصر بيروقراطية
ويلقب الجنرال دوجلاس لوت الذي كلفه الرئيس الامريكي جورج بوش بدور
محوري في الحربين بالعراق وأفغانستان بأنه "قيصر حرب" غير أن معاركه
الكبرى ستكون بيروقراطية.
ولوت الذي كان متشككا في البداية بخصوص الزيادة الحالية في عدد
القوات الامريكية في العراق غير مُكَلف بقيادة الحربين وانما بجعل
واشنطن تقدم الامدادات من أفراد وموارد التي يطلبها القادة العسكريون
والمسؤولون في الميدان. حسب تقرير لرويترز.
وقال مايكل اوهانلون المحلل العسكري بمعهد بروكينجز "مهمته هي تنفيذ
السياسة.. وليس إعادة التفكير فيها.. على الاقل ليس في هذه المرحلة."
واضاف "تعتقد الادارة أنها تمتلك استراتيجية صحيحة والاشخاص
الملائمين لتنفيذها... ما تحتاج اليه.. أو على الاقل ما تريده.. هو شخص
ما ليجعل واشنطن تعمل بشكل أفضل في توفير الافراد والموارد المطلوبين
في الميدان بسرعة وكفاءة."
غير أن بريان وايتمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية نفى
تلميحات الى أن لوت غير المعروف على نطاق واسع سيفتقر الى النفوذ
لتوجيه مسوؤلين كبار.
وقال "أعتقد أن البيت الابيض أوضح جيدا أنه سيمتلك السلطة التي
يحتاج اليها."
وكانت تقارير قد قالت أن عدة جنرالات أعلى رتبة من لوت تحدث اليهم
البيت الابيض رفضوا أن يضعهم في الاعتبار للمنصب.
وتحدثت تقارير عن أن لوت عبر عن قلقه من أن الزيادة في عدد القوات
الامريكية في العراق لن يصحبها المزيد من الالتزام من جانب الوكالات
الامريكية الاخرى ومن أن الزعماء العراقيين لن يشاركوا بقواتهم أو
يحققوا تقدما بخصوص المصالحة.
وأقر ستيفن هادلي مستشار الامن القومي بأن لوت كان متشككا في
البداية غير أنه قال انه الان يؤيد الاستراتيجية وستتاح أمامه الفرصة
للتعامل مع المخاوف التي عبر عنها خلال المحادثات بشأن المنصب.
وقال لصحيفة واشنطن بوست "من ناحية ما.. هو جزء من العلاج للمشكلات
التي عبر عن قلقه بشأنها."
وقال انتوني كورديسمان أحد أبرز المحللين العسكريين في واشنطن ان
لوت مؤهل للغاية للمنصب.
غير أن كورديسمان الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية قال
ان لوت سيواجه عقبات كبيرة.
وأردف يقول "الاولوية الاولى الاكثر أهمية على الاطلاق بالنسبة
للتغيير في واشنطن هي ارسال المدنيين وأفراد المساعدات المؤهلين الى
الميدان ودعم الجيش."
وتابع "بذلت الوزارات والوكالات في الماضي جهدا كبيرا لمقاومة أو
تأخير التحرك .. ولا يمكنها أن تجبر أفضل الاشخاص لديها على الذهاب الى
العراق .. حتى اذا كانت مستعدة لخسارتهم."
واعتبر كورديسمان أن الكثير من التحديات الكبرى في العراق ستكون
خارج متناول يد لوت. |