رغم سيطرة اليهود على سياسة أمريكا.. عداء الساميّة في تزايد

شبكة النبأ: حتى وقت قريب كانت معاداة الساميّة وانكار "محرقة اليهود المزعومة" في امريكا واوربا جريمة لا تغتفر لأحد، بل ان الذي يتبنى ذلك يتعرض الى اشد العقوبات القانونية والعزل الاجتماعي، ولكن يلاحظ في السنوات الاخيرة وخصوصا في اوربا والشرق الاوسط انحسار التاييد لليهود حول تلك المزاعم اضافة الى تنامي مشاعر العداء للساميّة وعدم القناعة بطروحات اليهود على انهم شعب مظلوم يجب دائما الوقوف معه والدفاع عن مصالحه.

ويعتقد بعض الأوروبيين أن اليهود يملون على الولايات المتحدة سياستها في الشرق الأوسط ويمارسون تأثيرا سلبياً على الاقتصادي العالمي ويتحدثون كثيراً عن الهولوكوست، وربطوا معاملة إسرائيل للفلسطينيين بطريقة معاملة السود في جنوب أفريقيا إبان فترة الفصل العنصري.

جاء ذلك في تقرير صدر عن "رابطة مناهضة التشهير" Anti-Defamation League، وهي مجموعة أمريكية أنشأتها منظمة "بناي بيرث" لمناهضة تشويه صورة اليهود والتشهير بهم.

وقال أبراهام فوكسمان، المدير المحلي للجماعة الأمريكية للـCNN، كشف التقرير أن نسبة لا بأس بها من شعوب خمس دول أوروبية مازالت تحمل صورة نمطية مناهضة لليهود، وفقاً للأسوشيتد برس.

وقال فوكسمان في مؤتمر صحفي: "ثمة عدد كبير من الدول الأوروبية مازال مصاباً بعدوى المواقف المناهضة لليهودية، ويحملون الإشاعات الكاذبة التقليدية المعادية لليهود ونظرية المؤامرة."

وشمل الاستطلاع 2714 شخصاً قي كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبولندا، وكشف أن 51 في المائة من عينة الاستطلاع يعتقدون أن اليهود أكثر ولاء لإسرائيل من الدول التي يعيشون فيها.

وأوضح فوكسمان أن انتشار فكرة الولاء المزدوج بين الأوروبيين هي الأكثر إثارة للإزعاج.

وأظهر الاستطلاع أن نحو 58 في المائة من أفراد العينة في بولندا، حيث كان يوجد أكبر عدد من المعسكرات النازية إبان الحرب العالمية الثانية، ينظرون إلى فكرة أن "اليهود مازالوا يتكلمون كثيراً عما حدث لهم في الهولوكوست" باعتبارها حقيقة.

أما متوسط من أجابوا بالإيجاب على هذا البند من الاستطلاع في الدول الخمسة فقد كان 47 في المائة.

وقال 39 في المائة من أفراد العينة في بولندا أيضاً إنهم "يوافقون نوعاً ما" أو "يوافقون بشدة" على أن اليهود "مسؤولون عن موت المسيح"، بينما بلغت نسبة من أجاب على ذلك من جميع أفراد العينة في الدول الخمسة حوالي 20 في المائة.

وقال 44 في المائة من أفراد العينة 'ن اليهود "على الأرجح" لهم تأثير كبير على أسواق المال العالمية، بينما يعتقد نحو 50 في المائة منهم أن "اليهود الأمريكيين يسيطرون على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط."

وحول الصراع العربي- الإسرائيلي، تعتقد غالبية المشاركين في الاستطلاع أنه لم يكن يحق لإسرائيل استخدام قواتها المسلحة ضد لبنان في الصيف الماضي ضد مقاتلي حزب الله، الذي أسروا جنديين إسرائيليين.

وربط أكثر من ثلث أفراد العينة طريقة معاملة إسرائيل للفلسطينيين بطريقة معاملة السود في جنوب أفريقيا إبان فترة الفصل العنصري.

وكانت إيطاليا الدولة الوحيدة التي أظهر مواطنوها تعاطفاً مع الإسرائيليين أكبر من تعاطفهم مع الفلسطينيين، بحسب التقرير، رغم أن معظم أفراد العينة في الدول الخمس قالوا إنهم لا يدعمون أياً من الجانبين.

أراء سلبية متزايدة بشأن اليهود

وقال فوكسمان "عدد كبير من الاوروبيين لايزال يتبنى مواقف معادية لليهود ويتمسك بالشائعات التقليدية ونظريات المؤامرة المعادية للسامية."

وأضاف "هذه المواقف تساعد على إضفاء صبغة الشرعية على معاداة السامية بما في ذلك العنف ضد اليهود وتثير قلقنا بشدة."

وأظهرت دراسة مسحية أجرتها الرابطة في فرنسا وأسبانيا وألمانيا وبولندا وايطاليا في مارس

اذار وأبريل نيسان أن الاراء الشائعة السلبية بشأن اليهود زادت في هذه الدول منذ 2005.

وقاست الدراسة الردود على هذه الاقوال..ان اليهود أكثر ولاء لاسرائيل من بلادهم وانهم يملكون نفوذا هائلا في عالم الاعمال والاسواق المالية وانهم يتحدثون بشكل مفرط عن محارق النازية.

وفي جميع الدول التي شملتها الدراسة باستثناء ايطاليا رصد الاستطلاع زيادة في نسبة  الاوروبيين الذين يشعرون أن اليهود يدينون بالولاء لاسرائيل أكثر من بلدانهم مقارنة مع دراسة مسحية أجريت في عام 2005.

وفي بولندا وأسبانيا عبر 60 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع عن هذا الشعور مقارنة بخمسين في المئة قبل عامين. وبلغت النسبة 51 في المئة في ألمانيا و48 في المئة في ايطاليا و39 في المئة في فرنسا.

ووصف فوكسمان مزاعم الولاء المزدوج بأنها "شائعة تقليدية" من الشائعات المعادية للسامية وأحد المعتقدات في أيديولوجية هتلر بأن اليهود باعوا ألمانيا من أجل مصالحهم الشخصية.

وذكر شخص من كل أربعة في عينة مؤلفة من 2700 شخص شاركوا في الاستطلاع أن مواقفهم تجاه اليهود "تتأثر بالاحداث في الشرق الاوسط". ومن بين هؤلاء قال 52 في المئة انهم يحتقرون اليهود نتيجة لذلك.

وأشار فوكسمان الى ما وصفه بنشوء "علاقة مهمة" بين معاداة السامية والمشاعر أو الانتقادات المعادية لاسرائيل. لكنه قال ان من السابق لاوانه عقد أي مقارنات مباشرة من الدراسة.

ولم تتطرق الدراسة الى أعمال العنف التي تكون معاداة السامية دافعها في أوروبا. وكانت جامعة تل أبيب في اسرائيل قد ذكرت في تقرير نشر في أبريل نيسان أن عدد الهجمات ضد اليهود زاد الى المثلين في جميع أنحاء العالم العام الماضي مقارنة بعام 2005.

وذكرت دراسة جامعة تل أبيب أن معظم هذه الزيادة أبلغ عن حدوثها في استراليا وكندا والمملكة المتحدة وفرنسا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17 آيار/2007 -28/ربيع الثاني/1428