
شبكة النبأ: يتخذ التدخل العسكري
الغربي في انحاء عديدة من العالم طابع الفشل رغم بعض النجاحات لاعتماده
على القوة المفرطة دون الاخذ بالاعتبار طبيعة وظروف البلدان واسباب
وتداعيات النزاعات المختلفة.
وحذرت دراسة عالمية نقلتها (كونا) من ان فشل الحرب التي تشنها
الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة على الارهاب سيشجع ما
سماه بـ"الدول الخطرة" مثل ايران وسوريا وكوريا الشمالية.
وقالت الدراسة التي اجرتها مجموعة اوكسفورد للابحاث ان العراق اصبح
منطقة لتدريب ما اسمتهم بالمجاهدين نتيجة للتدخل العسكري هناك فيما
يتواصل التمرد الذي تقوده حركة (طالبان) في افغانستان اضافة الى تصاعد
الهجمات الارهابية في كافة انحاء العالم.
وأبدت الدراسة مخاوفها من ان قرار بريطانيا استبدال (الرمح الثلاثي)
في اشارة الى نظام طالبان في افغانستان والنظام العراقي اضافة الى
الحرب على الارهاب قد يشجع دولا اخرى على تطوير الاسلحة النووية.
ويأتي هذا النقد للسياسة الخارجية الغربية وسط مخاوف من استمرار
ايران في مواجهة المجتمع الدولي.
واشارت الدراسة الى ان الدعم للاسلام السياسي يزداد في كافة انحاء
العالم مضيفة ان اعمالا مثل الحرب في العراق زادت من مخاطر وقوع هجمات
ارهابية مقاربة لاحداث الحادي عشر من سبتمبر.
وقالت الدراسة ان الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة
كانتا تحاولان السيطرة على المشاكل من خلال استخدام القوة العسكرية
بدلا من معالجة جذور المشكلة.
واوضحت "ان معاملة العراق كجزء من الحرب على الارهاب اسهمت في تفريخ
نوع جديد من الارهاب في المنطقة وخلق مسرح قتالي لتدريب المجاهدين".
وحذرت من ان عواقب التدخل العسكري في ايران ستكون "كارثيا" محذرة في
الوقت نفسه من السماح لطهران بمواصلة تطوير برنامجها النووي السلمي
الذي يحمل في طياته مخاطر تطوير منشآت قد تتعرض لهجمات ارهابية كما
ستسهم بنشر تقنيات ومواد يمكن استخدامها في تصنيع الاسلحة النووية.
وشددت على ان تطوير الاسلحة النووية قد يسهم في تشجيع انتشار
الاسلحة النووية بشكل كبير خاصة عندما تشعر بعض الدول انها معرضة للخطر
فتسعى الى تعزيز قدرات الردع لديها.
يذكر ان الدراسة تحمل عنوان (ما وراء الارهاب حقيقة المخاطر
الحقيقية في عالمنا - خطط حكومة المملكة المتحدة لاستبدال (الرمح الثلاثي) قد يزعزع الوضع
الدولي بشكل اكبر).
السياسة الخاصة بالعراق "تفرخ
إرهابا من نوع آخر"
جاء في تقرير لمجموعة بحث وتحليل أن السياسة البريطانية والأمريكية
في العراق" تفرخ صنفا جديا من الإرهاب في المنطقة".
وذكرت مجموعة أكسفورد للبحث أن هذين البلدين حاولا حل المشاكل
بالقوة العسكرية، و أهملا معالجة جذورها.
وأضافت المجموعة، أن إيران وسوريا وكوريا الشمالية باتت "أكثر
جرأة"، كما أن حركة طالبان بدأت تنتعش من جديد في أفغانستان.
وتقول الحكومة البريطانية أن سياستها الخارجية خلال العقد الماضي
كانت مجدية، وأن عملها في العراق "مبرر".
عالم مضطرب
وكانت مجموعة أكسفورد قد أصدرت العام الماضي تقريرا عرضت فيه أربعة
مصادر للاضطرابات في العالم.
هذه العوامل هي التغيرات المناخية، والتنافس الشديد على المصادر
الحيوية المتناقصة، واتساع رقعة الفقر والتهميش، واستعمال القوة
العسكرية السباق نحو التسلح.
وأضافت المجموعة في تقريرها لهذه السنة "الحرب على الإرهاب"، و
الحرب الدائرة في العراق، مصدرين آخرين من مصادر عدم الاستقرار في
العالم.
وحذر التقرير من الآثار الكارثية لكل غارة محتملة على إيران، لكنه
دعا في الوقت ذاته إلى الحيلولة دون تطوير سلاح نووي في هذا البلد.
كما اعتبر أن قرار الحكومة البريطانية إدخال تعديلات على نظام
الغواصات النووية ترايدنت، هو بمثابة تشجيع لعدد من الدول على تطوير
ترسانة نووية.
ويتزامن التقرير مع آخر أصدرته منظمة أوكسفام المعنية بعمليات
الإغاثة.
وتقول المنظمة إن اجتياح العراق "قوض بصورة خطيرة" سمعة بريطانيا.
لكن المؤسسة الخيرية دعت الحكومة البريطانية إلى عدم التأخر عن
إرسال جنود للمساعدة أثناء الأزمات الإنسانية.
دور بريطانيا بالعراق ألحق ضررا
بقدرتها على التأثير
قالت منظمة اوكسفام الدولية للمعونات ان دور بريطانيا في حرب العراق
أضرّ بشدة بقدرتها على وقف جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الانسان في
العالم حسب تقرير لرويترز.
فيما أظهر استطلاع للرأي ان أكثر من نصف البريطانيين يعتبرون تلك
الحرب غير أخلاقية.
وفي مراجعة للسياسة الخارجية البريطانية على مدى السنوات العشر التي
قضاها رئيس
الوزراء توني بلير في السلطة قالت اوكسفام انه يجب على من سيخلف
بلير أن يتخذ موقفا جديدا صارم بالوقوف في وجه حلفاء بريطانيا اذا
انتكهوا حقوق الانسان.
ويتكهن كثير من المراقبين بان وزير المالية جوردون براون سيخلف بلير
الذي من المتوقع ان يتنحى عن منصبه في غضون الشهرين القادمين بعد أن
تداعت شعبيته بسبب تأييده المستمر للحرب التي قادتها الولايات المتحدة
في العراق.
وقالت اوكسفام ان رئيس الوزراء الجديد بحاجة الي أن يقدم التزاما
جديدا بالتقيد بتعهد حزب العمال بسياسة خارجية "أخلاقية".
ولم يكشف براون بعد عن استراتيجيته للشؤون الخارجية. ولزم الهدوء
الي حد بعيد بشأن العراق رغم انه صوت لصالح ارسال قوات بريطانية.
وأظهر استطلاع للرأي اجرته مؤسسة يوجوف ونشرته اوكسفام أن 59 في
المئة من البريطانيين يعتبرون قرار بريطانيا ارسال قوات الي العراق غير
أخلاقي. لكن 67 في المئة قالوا انهم سيؤيدون أن ترسل بريطانيا قوات
كملاذ أخير لوقف التطهير العرقي وغيره من الفظائع في المستقبل.
ومشيرة الى غضب عام واسع النطاق بشأن العراق وايضا رفض بلير
المطالبة بوقف سريع لاطلاق النار في الحرب التي شنتها اسرائيل على
لبنان العام الماضي قالت اوكسفام ان السبيل الوحيد امام بريطانيا
لاعادة بناء سمعتها في الخارج هو العمل بثبات وانتقاد اصدقائها
واعدائها على السواء اذا انتهكوا حقوق الانسان او القانون الانساني
الدولي.
وقالت باربرة ستوكنج مديرة اوكسفام "من الواضح الان أن غزو العراق
وفشل الحكومة في الوقوف في وجه جميع الحكومات عندما تنتهك القانون
الدولي وتلحق الاذى بالابرياء أضرا بشدة بقدرة بريطانيا على ان تكون
قوة للخير على الساحة العالمية." |