
شبكة النبأ: هناك عدة طرق تلجأ اليها
روسيا هذه الايام الغرض منها لوي ذراع دول اوربا الشرقية وفصلها عن
التبعية الامريكية خاصة فيما يتعلق بمشاريع الاحتواء للحدود القومية
لروسيا ومنها الدرع الصاروخي المرتقب.
وتتخذ موسكو من تهديدات تطلقها كالانسحاب من معاهدة القوات والاسلحة
التقليدية الخاصة بأوربا وكذلك تعطيل مشاريع نقل الغاز المبرمة في
منطقة شمال القوقاز كرد على سياسات التهديد الامريكي للمصالح الروسية.
مما يولد انطباعا بان الاحداث تجري بوتيرة سريعة نحو ولادة حرب باردة
جديدة.
وفي خطوة تتبع تلك التي قام بها وزير الدفاع الامريكي ولم يكتب لها
اي نجاح، قالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس التي وصلت الى
موسكو انها لا تشعر برضا عن الخطاب الروسي تجاه الولايات المتحدة، إلا
أنها أضافت أنه لا يوجد أي اساس للحديث عن حرب باردة جديدة. حسب تقرير
لرويترز.
وقالت رايس للصحفيين بينما كانت في طريقها إلى موسكو "أعرف أن الناس
يتحدثون ويلقون تعبيرات مثل الحرب الباردة الجديدة. وكشخص خرج من تلك
الفترة كمتخصصة فيها اعتقد أن المقارنات ... بصراحة ليس لها أساس على
الاطلاق."
وتابعت "لا تعجبني لهجة الخطاب لكن ... اعتقد انه من المهم جدا وقلت
هذا لنظرائي عدم استخدام لغة خطاب تشير إلى أن العلاقة من النوع
العدائي."
مباحثات صعبـة وحساسة
وبدأت رايس زيارة لموسكو تستغرق يومين، تلتقي خلالها مع الرئيس
فلاديمير بوتين وتجري مباحثات مفصلة مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف.
وتأتي زيارة رايس على خلفية برودة العلاقات بين موسكو وواشنطن بسبب
الخلافات على العديد من القضايا التي تخص العلاقات الثنائية والدولية.
ومن المنتظر ان تكون مباحثات رايس بموسكو صعبة وحساسة. حسب تقرير
لصحيفة الوطن.
وقال نائب وزير الخارجية الروسية ومسؤول الملف الامريكي فيها سيرغي
كيسلاك ان موسكو تنتظر في اطار الزيارة مناقشة جدية لكافة جوانب
العلاقات الثنائية. وقال ان القلق يساور روسيا بشأن العديد من القضايا
المتعلقة بنشر منظومة الدفاع المضادة للصواريخ باوربا، وان المباحثات
المرتقبة تستهدف تبديد هذا القلق. وستتناول المباحثات اتفاقية الحد من
الاسلحة التقليدية باوربا. اضافة الى القضايا الاقتصادية والسياسية
والانسانية.
وقف التدهور
ويرى مراقبون روس ان زيارة رايس تستهدف وقف تدهور العلاقات الروسيةـ
الامريكية. وقال مدير معهد اميركا وكندا سيرغي روغوف ان العلاقات
الروسيةـ الامريكية تدهورت جدا. ويتولد انطباع باننا نقترت بوتائر
سريعة من حرب باردة جديدة، حينما ستنتهج واشنطن رسميا سياسة احتواء
روسيا.
ومن المرتقب ان تناقش رايس مع الجانب الروسي ايضا الملفات النووية
الايرانية والكورية الشمالية والوضع في العراق وانضمام جورجيا
واوكراينا لحلف الناتو.
و قالت الولايات المتحدة انها تعقد الامال العريضـة على ان التعاون
مع روسيا بشأن ايران سيكون مثمرا، وانها تعتزم ان تاخذ بعين الاعتبار
موقف موسكو من هذه القضية.
علاقات صعبة
ووصفت كوندليزا رايس العلاقات بين امريكا وروسيا بأنها صعبة. واعربت
في الوقت نفسه عن قلق واشنطن من التطورات الداخلية بروسيا. ووفقا
لتقديراتها فقد جرى التراجع في روسيا عن الاصلاحات مما ادى الى تشديد
مركزية السلطة.
وقالت ان الاصلاحات يجب ان تشمل السلطة التشريعية وحرية الصحافة
واستقلالية المحاكم.واكدت رايس قلق امريكا من علاقات روسيا ببعض الدول
المجاورة اننا نبغي اقناع الروس بان ظهور دول ديمقراطية على حدودهم
سواء كانت جورجيا ام اوكراينا، لن تسبب لهم المتاعب، واننا نقيم علاقات
متينة مع هذه البلدان.
وزير الخارجية الالماني في روسيا
ويقوم وزير الخارجية الالماني بزيارة لموسكو في محاولة أخيرة لانقاذ
قمة الاتحاد الاوروبي مع روسيا هذا الاسبوع والتي يخشى انهيارها بسبب
خلافات حول مشاكل من اللحوم البولندية الى كوسوفو. حسب تقرير لرويترز.
وقال دبلوماسيون المان ان فرانك فالتر شتاينماير الذي تتولى بلاده
الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي سيجري محادثات أزمة بشان الخلافات
المتزايدة بين روسيا واعضاء جدد في الاتحاد الاوروبي كانوا أجزاء من
قبل في الاتحاد السوفيتي السابق.
وصرح شتاينماير للصحفيين عند وصوله للمشاركة في الاجتماع الدوري
لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي يوم الاثنين بأن القمة التي ستعقد في
بلدة سمارا الروسية الجنوبية يوم الجمعة ستكون صعبة ولكنه أضاف أن
الجانبين يحتاجان بعضهما البعض.
وقال "الوضع معقد ولكن من المهم اجراء محادثات بصفة خاصة حين يكون
الوضع صعبا... سنحاول حل المشكلة الخاصة باللحوم البولندية حتى موعد
القمة. لا يمكنني القول بأننا سننجح."
وكان زعماء الاتحاد الاوروبي يأملون ان يدشن اللقاء مع الرئيس
الروسي فلاديمير بوتين شراكة استراتيجية جديدة مع دولة يعتمد عليها
الاتحاد لامداده بجزء كبير من احتياجاته من الطاقة.
ولكن هذه الامال تلاشت مع رفض موسكو رفع الحظر على واردات اللحوم
البولندية بحجة وجود حالات احتيال مما دفع بولندا لاستخدام حق النقض
(فيتو) ضد اجراء محادثات بشان اتفاق جديد يغطي الطاقة والتجارة وحقوق
الانسان والسياسة الخارجية.
وهناك خلافات بين روسيا والاتحاد الاوروبي أيضا بسبب اقليم كوسوفو
الصربي الانفصالي وغضب موسكو من استونيا لازالتها نصبا تذكاريا من
الحقبة السوفيتية من وسط مدينة طالين ولانها أوقفت امدادات النفط
لمصفاة في ليتوانيا كما تشغر روسيا بالغضب أيضا من خطة امريكية لبناء
درع صاروخي في شرق اوروبا.
واضاف شتاينماير "انا مقتنع بان الاتحاد الاوروبي يحتاج روسيا لحل
نزاعات دولية وان روسيا ستواصل الاعتماد على اوروبا لذا فانني واثق
تماما من ان المنطق سيسود بين الجانبين."
روسيا ترد
وتتجه روسيا أكثر نحو تكريس نفسها في التكنولوجيا الحديثة والنووية
والفضاء، وذلك بتنفيذها العديد من المشاريع في المجالات العلمية
المختلفة.
فقد تعهد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بأن بلاده لن تبخل بالأموال
على تطوير التكنولوجيا الدقيقة، المعروفة بـ"تقنية النانو."حسب تقرير
للـCNN.
وقال بوتين في خطاب له، باجتماع في معهد كورتشاتوف بشأن قضايا تطوير
تكنولوجيا النانو، إن "هذا هو اتجاه النشاط الذي لن تبخل الدولة
بالأموال عليه"، مضيفاً، أن "القضية تكمن في ضرورة تنظيم العمل بشكل
صائب وصرف الأموال لتنفيذ البرامج في هذا الميدان بصورة فعالة ومثمرة
علميا واقتصاديا."
من ناحية أخرى، أكد النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي، سيرغي
إيفانوف، أن روسيا ستواصل الاحتفاظ بحصتها التي تبلغ 40 في المائة من
السوق العالمية لتصنيع أجهزة الطرد المركزي اللازمة لتخصيب اليورانيوم.
وكان إيفانوف قد عقد الجمعة اجتماعا في معمل كوفروف الميكانيكي،
الذي يتولى بالإضافة إلى معمل آخر تصنيع أجهزة الطرد المركزي في روسيا.
وقال ايفانوف في حديث للصحفيين: "لا يتعين علينا الاحتفاظ بهذه
الحصة فحسب، بل وتطوير العلوم والتكنولوجيات الروسية."
وأضاف أن الدولة ستولي اهتماما خاصا بتطوير المحطات الكهروذرية
العائمة، وتصنيع كاسحات الجليد الذرية، والتقنيات العسكرية النووية،
نقلاً عن وكالة أنباء نوفوستي الروسية.
وأكد النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي أن روسيا قامت بتصنيع 8
أجيال من أجهزة الطرد المركزي الغازية، وذكر أن الخبراء الروس يعملون
حاليا على تصنيع جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي مما يتيح لروسيا
إمكانية الشعور بالثقة في هذا المجال.
وأعلن النائب إيفانوف أنه يجب أن يكون لدى روسيا 24 قمراً صناعياً
من منظومة "غلوناس" حتى عام 2010، على أن يتواجد "18 قمراً في الفضاء
حتى عام 2008، وأن يصل عددها حتى عام 2010 إلى 24 جهازاً فضائياً."
وأوضح إيفانوف أنه إذا نفذت هذه الخطة فستصبح "غلوناس" منظومة
عالمية، أي "ستغطي كافة أراضي روسيا وسيتسنى التقاط إشارتها في كافة
مناطق الكوكب." |