امريكا وايران وتحالفات المنطقة العربية في مفترق الحرب والسلام

شبكة النبأ: ان التحول المفاجئ خلال السنوات الاخيرة في ميزان القوى على الارض والمصالح الاقليمية من جانب تغلغل ايران في العراق وسوريا ولبنان وضع السعودية ومصر والاردن وهي الدول العربية السنّية في موقف حرج بعد ان اصبحت عاجزة في التأثير على مجريات الاحداث في المنطقة العربية، وهو ما اخلّ ايضا بتوازن (القاعدة) المحسوبة على السنّة والتي اخذت تراقب حزب الله بعد انتصاره على اسرائيل وهو يخطف بريقها.

ولذلك يلجأ العرب اخيرا الى اسلوب التحالف العلني مع امريكا حتى وصل الامر الى طرح فكرة التطبيع العربي الكامل مع اسرائيل للوقوف امام المد الايراني المتعاظم.

ولكن واشنطن تتبع اسلوب الدبلوماسية والمفاوضات بقيادة وزيرة الخارجية رايس من جهة وتتهيأ لتوحيد الجبهة وزيادة الضغط على ايران عن طريق كبير الصقور في الادراة الامريكية تشيني الذي يواصل جولته في المنطقة لهذا الغرض.

واعلنت واشنطن وطهران انهما ستجريان قريبا محادثات على مستوى عال حول العراق لتسهيل الخروج من المستنقع العراقي ومحاولة تجنب زعزعة في استقرار المنطقة يمكن ان تشكل كارثة.

واعلن المتحدث باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض غوردن جوندرو ان هذه المحادثات ستجري بقيادة السفير الاميركي في بغداد رايان كروكر في بغداد مع نظيره الايراني في الاسابيع المقبلة. حسب تقرير لرويترز.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني قال ان ايران موافقة على البحث في مسألة العراق مع الولايات المتحدة على ما ذكرت وكالة الانباء الايرانية.

والعلاقات الدبلوماسية الولايات المتحدة وايران مقطوعة منذ 1980 اثر عملية احتجاز الرهائن الاميركيين في سفارة الولايات المتحدة في طهران.

واكد جوندرو ان "هذه المحادثات لن تتناول الولايات المتحدة وايران بل العراق (...) والدور السياسي البناء لايران في العراق".

وتابع ان الرئيس الاميركي جورج بوش "سمح بهذه القناة (المحادثات) لان علينا ان نفعل ما بوسعنا لاحلال الاستقرار في العراق وتقليل المخاطر التي تواجهها قواتنا وان كان عسكريونا يواصلون مقاتلة النشاطات المعادية التي تدعمها ايران".

واوضح المسؤول نفسه "نتشاور بشأن هذه القناة التفاوضية في بغداد منذ بعض الوقت".

واكدت الخارجية الاميركية من جهتها ان المحادثات لن تتناول الشكوك الغربية في البرنامج النووي الايراني.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة ليسلي فيليبس "هناك اماكن اخرى لمناقشة القضية النووية وكنا واضحين بشأن ما نريد بحثه" في المحادثات. وكانت ادارة بوش التي تتهم ايران بدعم التمرد الشيعي في العراق ترفض بشكل قاطع التحادث مع ايران وسوريا.

لكن لقاءات عقدت بين خبراء ايرانيين واميركيين على هامش مؤتمر حول العراق عقد مطلع ايار/مايو في مصر.

من جهتها تؤكد ايران على انسحاب القوات الاميركية كشرط اول لاعادة الامن الى العراق.

وكان نائب وزير الخارجية الايراني عباس ارغشي صرح في التاسع من ايار/مايو لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية ان ايران ترغب في مساعدة الولايات المتحدة على وضع استراتيجية "للخروج من العراق".

واضاف ان الغزو الاميركي "كان كارثة ويجب ان نعمل حتى لا يكون انسحابهم كارثة" مؤكدا ان "انسحابا فوريا سيؤدي الى الفوضى والحرب الاهلية. لا احد يريد انسحابا فوريا للقوات الاجنبية. لكن يجب وضع خطة" لذلك.

وفي الكونغرس الاميركي يطلق نواب اميركيون منذ العام الماضي دعوات لاجراء محادثات مباشرة مع ايران وهي توصية وردت ايضا في تقرير اعدته لجنة بيكر هاملتون في نهاية العام الماضي ودعت فيه الى اعتماد الواقعية السياسية.

وتريد الغالبية الديموقراطية في الكونغرس التي انضم اليها عدد من الجمهوريين التوصل الى تسوية في هذا الشأن. واكد احد الجمهوريين المؤيدين لهم في معارضتهم لسياسة بوش في العراق السناتور شاك هاغل الاحد ان ايران "يجب ان تكون طرفا" في اي اتفاق اقليمي حول العراق.

واضاف هاغل الذي كان يتحدث لمحطة التلفزيون الاميركي "سي بي اس" ان "ايران لن تقدم لنا خدمات مجانية ومن مصلحتها ايجاد قاسم مشترك معنا".

من جهته اكد زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل انه لا يرى في اجراء محادثات مع ايران حول الامن في العراق "خطأ".

وقال لمحطة التلفزيون "سي ان ان" ان "الايرانيين جزء من المشكلة في العراق". واضاف "واذا كانوا يريدون البحث في وقف هذا النوع من السلوك المؤذي اعتقد ان ذلك سيكون مفيدا".

وفي تقرير اخر لرويترز رحب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بالمحادثات وقال

انها إشارة ايجابية. واضاف ان الولايات المتحدة لاعب كبير وكذلك ايران وسيكون هناك مجال لبعض المحادثات المهمة من أجل استقرار العراق.

وقال مسؤولون امريكيون مرارا انهم سيجتمعون مع نظرائهم الايرانيين لكن المحادثات ستقتصر على العراق. ولم تصدر إشارة على أن المحادثات القادمة ستحيد عن هذا الموقف.

وقال جوندرو "هذه ليست بشأن الولايات المتحدة وايران. انها بشأن العراق." وأكد ان القضايا النووية منفصلة عن النقاش بشأن العراق.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري تبادل وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ووزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس عبارات المجاملة في مأدبة غداء على هامش مؤتمر عقد في مصر حول مساعي تحقيق الاستقرار في العراق ولكنهما لم يجريا أي مباحثات جوهرية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية محمدي علي حسيني ان قرار ايران اجراء محادثات مع خصمها اللدود جاء بعد أسابيع من الضغط من قبل بغداد التي سعت لاقناع ايران بالمشاركة في مثل هذه المحادثات.

ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية الرسمية عن حسيني قوله " ايران ستجري محادثات مع الجانب الامريكي في بغداد...بهدف تخفيف الالم عن الشعب العراقي ودعم الحكومة العراقية وتعزيز الامن في العراق."

وكان الاجتماع في مصر متابعة لمؤتمر في بغداد ضم مسؤولين كبارا في مارس اذار. ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال هذا الاجتماع الدول المجاورة الى بذل مزيد من الجهد لانهاء العنف الذي أسفر عن مقتل عشرات الالاف من العراقيين.

ويقول كثير من الخبراء ان طهران قد تلعب دورا كبيرا في ارساء الاستقرار بالعراق وانه ينبغي أن يكون ذلك نقطة أساسية للتقارب يبن واشنطن والجمهورية الاسلامية.

وتنفي طهران تقديم الدعم للمسلحين في العراق وتتهم واشنطن باشعال التوترات بين السنة والشيعة. ويقول محللون ان واشنطن وطهران تشعران بالقلق بسبب العنف المتصاعد الامر الذي دفعهما للاتفاق على اجتماع.

ويقر الجانبان بعقد اجتماعات مباشرة في السنوات الاخيرة لاجراء محادثات متعلقة بأفغانستان.

وتقود واشنطن مساعي دبلوماسية لعزل ايران بسبب طموحها النووي الذي تقول انه يرمي لانتاج قنبلة نووية.

ورفضت ايران مطالب الامم المتحدة المتكررة بوقف تخصيب اليورانيوم الذي يستخدم في صنع وقود نووي لمحطات الكهرباء ولكن له أيضا استخدامات عسكرية.

وتقول ايران وهي من أكبر الدول المصدرة للنفط انها تحتاج للبرنامج النووي لتلبية الطلب  المتزايد على الكهرباء.

نجاد وفساد الغرب

من جهة اخرى توعد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد برد ايراني "شديد" في حالة تعرض بلاده لأي هجوم من جانب الولايات المتحدة في اطار المواجهة مع الغرب بسبب برنامج طهران النووي. حسب تقرير لرويترز.

وقال أحمدي نجاد في مؤتمر صحفي في دولة الامارات العربية المتحدة من خلال مترجم "انهم يدركون انه اذا أقدموا على هذا الخطأ فرد ايران سيكون شديدا وسيندمون."

واستخدم احمدي نجاد لهجة أكثر شدة حين طالب بمغادرة القوات الامريكية المنطقة.

وقال خلال زيارته للإمارات "نواجه مصاعب وأعداء في الخليج الفارسي. لا يريد هؤلاء ان تعيش المنطقة في امان.. يمكن تحقيق السلام عند التخلص من تلك القوات."

وفي تقرير للـCNN، دعا الرئيس الإيراني، الإيرانيين في الخارج إلى استثمار أموالهم في داخل البلاد، قائلاً إنهم يجب أن يشاركوا في بناء إيران وإعمارها، وتحويلها إلى "نموذج" بين دول المنطقة، مشيراً في ذات الوقت إلى ما اعتبره "ميزات وخصائص وطاقات إيران"، ومشدداً علي ضرورة إسراع البلاد نحو حيازة المرتبة الأولى في الاقتصاد بالمنطقة.

وقال نجاد، في كلمة له أمام الجالية الإيرانية بدولة الإمارات ، إن الإيرانيين المقيمين في الخارج "ينبغي أن يكونوا سفراء، وأسوة للثقافة الإيرانية الإسلامية السامية، كما يجب أن يقدموا نموذجاً عن الإنسان الشامخ."

وأضاف قوله، في اللقاء الذي عقد بالنادي الإيراني في دبي الأحد، إن "عزة إيران وتطورها، هو هاجس لجميع المواطنين، الذين لديهم إيمان إلهي مقدس، ومحبة خالصة للوطن"، واستطرد قائلاً: "إن الشعب الإيراني شعب موحد، وطاهر، ومخلص للبشرية برمتها، وهذا هو رمز بقاء الشعب الإيراني."

وتابع الرئيس الإيراني قائلاً: "إن الفقر والفساد والتهديد والاعتداء، يمثل نهاية الطريق بالنسبة للفكر الغربي، وإن العالم اليوم يشعر بالإعياء الشديد، جراء الأوضاع الراهنة، ويبحث بجد عن نموذج جديد، ويستطيع الشعب الإيراني تقديم هذا النموذج السامي لشعوب العالم كافة."

وترتدي زيارة نجاد، التي تمت بدعوة رسمية إماراتية، طابعاً خاصاً من حيث رمزيتها والرسائل التي تنطوي عليها، من حيث التوقيت، حيث تزداد وتيرة التأزم المرافق لبرنامج إيران النووي، الذي أكد نجاد أنه سيتحول إلى "نموذج لشعوب العالم."

ويرافق نجاد، وهو أول رئيس إيراني يزور الإمارات منذ نحو 37 عاماً، وزير الخارجية منوشهر متقي، ووزير العمل والشؤون الاجتماعية سيد محمد جهرمي.

وتشعر دول الخليج العربية بقلق نتيجة الطموح الإيراني النووي، يمتد ليطال مجموعة من الملفات المشتركة بين الجانبين، بدءاً من بالأمن وصولاً إلى البيئة.

كما تشعر تلك الدول بخطر الدور الإيراني في العراق لأسباب سياسية ومذهبية، خاصة انعكاسات تولي الشيعة في العراق زمام العملية السياسية على الاستقرار في دول الخليج، التي

تتواجد في معظمها أقليات شيعية لا تحظى بحصة من السلطة.

وتباينت مواقف طهران إزاء دول المنطقة خلال الفترة الماضية، حيث تمت الدعوة إلى إنشاء حلف بين الدول المطلة على الخليج لضمان الأمن البحري لتلك البقعة التي تمر عبرها نسبة كبيرة من إمدادات النفط العالمي.

كما هدد مسؤولون عسكريون إيرانيون مراراً بإقفال تلك المنطقة البحرية في حال تعرض بلادهم لأي هجمات من القواعد الأمريكية المنتشرة على امتداد الجانب العربي من المياه.

وتتهم الإمارات إيران باحتلال ثلاث جزر عائدة إليها، وهي طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، رغم أن أبوظبي أكدت دائماً سعيها لحل تلك القضية بالوسائل الدبلوماسية.

وقد قامت البحرية الإماراتية مؤخراً باعتقال 12 غطاساً إيرانياً قبالة تلك الجزر، قبل أن تعود فتفرج عنهم كبادرة "حسن نية" تسبق وصول نجاد.

وقد كشف الرئيس الأمريكي جورج بوش قبل أيام أن زيارة نائبه ديك تشيني إلى المنطقة - والتي شملت أيضاً الإمارات - تهدف إلى تعزيز الجبهة في مواجهة إيران.

تشيني وتوحيد الصف العربي ضد ايران

من جهة اخرى وفي اطار سعي ديك تشيني الى توحيد جبهة حلفائه ضد ايران وصل نائب الرئيس الاميركي الى الاردن في آخر محطة من جولته الى الدول العربية المتحالفة مع واشنطن والتي تركزت على البحث في سبل تحسين الوضع الامني في العراق ومواجهة النفود الايراني. حسب تقرير نقلته وكالة فرانس برس.

وفي القاهرة اعلن تشيني انه عقد "اجتماعا جيدا جدا" مع الرئيس مبارك مضيفا "لقد عملنا كثيرا معا خلال حرب الخليج" 1991. والتقى تشيني ايضا وزير الدفاع المصري محمد حسين طنطاوي. واضاف تشيني "لا يزال امامنا الكثير من العمل المهم الذي لا بد من انجازه".

من جهة اخرى يجمع المراقبون على ان ايران هي السبب وراء قرار السعودية الاضطلاع بدور قيادي في محاولة حل ازمات المنطقة وسبب قرارها استضافة القمة العربية في الرياض

وسبب تحديدها عمليا هدفين اساسيين لها:

توحيد الصوت العربي من القضايا المصيرية والنهوض بمفهوم الامن القومي العربي المشترك عسكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، أو كما قال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل (حلف امني لحماية الدول العربية ارضا ومصالح).

ولكن هذين الطموحين معقدان وربما غير واقعيين في ظل الوضع العربي المتأزم وموقع ايران فيه وارتباط سورية وبعض العرب بالجمهورية الاسلامية التي لا يختلف احد في انها في عمق ازمات العراق وفلسطين ولبنان، اذ هي حليفة الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق وحليفة استراتيجية لسورية وحماس وحزب الله، فضلا عن ان ايران في نفوذ يمتد ويهدد امن الخليج والسعودية اولا، وفي مواجهة مع ادارة بوش تتطور بشكل متسارع الى عسكرية.

صراع متصاعد

والصراع السعودي ـ الايراني الصامت في بعض الاحيان ينحى هو الآخر منحا تصاعديا، على الرغم من حوار الطرفين الذي يبدو من السلوك الايراني اقليميا لم يثمر نتائج فعلية خاصة فيما يرتبط بالازمة اللبنانية، الى درجة تطوره في معطيات حتمت قيام نظام عربي جديد يتكتل حول السعودية ومصر والاردن متخذا قرارا نهائيا وحاسما يمنع نظام ولاية الفقيه الايراني من تعميق اختراقاته للجسم العربي.

ولقد تبلغ النظام الايراني من المحور العربي الجديد رسالة واضحة مفادها، بأن ثمة حدودا للعب في الداخل العربي وان النظام العربي لم يتمرن حتى الآن في الداخل الايراني على الرغم من علمه ومتابعته لعمليات جمع الخمس في الاوساط الشيعية في السعودية وغيرها من الدول واعادة استخدام هذه الاموال في زعزعة استقرار النظام العربي الداخلي.

وقال مسؤول امريكي لـ (النهار) البيروتية (ان السعودية قالت لايران مباشرة، لن تتمكني من السيطرة على المنطقة وسنتصدى لك).

وكان من مظاهر قيام المحور العربي الجديد ونتائجه،، فرض معادلة مواجهة على (الشريك ـ اللدود) الايراني، على كل الخريطة العربية من العراق الى فلسطين أو لبنان.

ولعل مضمون الدراسات التي وضعتها مجموعة الاستشارات الاستراتيجية للقطاع العام السعودية التي تعرف نفسها على انها (تقدم النصح والمشورة للدولة السعودية في المسائل الاستراتيجية الامنية ما يكفي في الاشارات الواضحة على انها (المملكة) تنتهج سياسة هجومية اقتصاديا وامنيا وسياسيا على ضوء تطورات الوضع العراقي وفي مواجهة الهجوم الاستراتيجي الايراني.

التهديد الأكبر

ويرى رئيس مركز القدس للدراسات السياسية وسفير اسرائيل السابق في الامم المتحدة دوري

غولد، ان اصرار ايران على الهيمنة على الشرق، هو السبب العميق للاضطراب الحالي، لأنها ـ ايران ـ تمثل التهديد الاعظم على الدول العربية المعتدلة.

ثمة ثلاثة اسباب وفق غولد وراء التأزم الراهن في الشرق الاوسط وهي (الثورة الخمينية في ايران 1979) و(هزيمة الاتحاد السوفييتي في افغانستان في 1989) و(ولادة »القاعدة«).

ويلاحظ البروفسيور فودة رئيس قسم الدراسات الاسلامية والشرق الاوسط في الجامعة العبرية باسرائيل (ان التخوف السعودي من الخطر الايراني ـ الشيعي بعد حرب لبنان الثانية، زاد من رغبة الملك عبدالله المساهمة في الاستقرار وتهدئة الساحة الاقليمية لتصبح السعودية قائدة الامة العربية)، فيما يرى المعلق الاسرائيلي زئيف شيف (ان فرضية الهزيمة الامريكية في العراق تزداد، وتبرز مؤشرات تدل على انتصار الشيعة على السنة وفي حال حدوث ذلك فسيكون له تأثير كبير على المنطقة ككل).

وحددت دراسة بعنوان (الهلال الشيعي واليقظة الشيعية: الاساطير والوقائع) اعدتها مجموعة الاستشارات الاستراتيجية السعودية عدد السنّة في العالم بمليار ومائة وواحد وسبعين مليون ونيف، وعدد الشيعة بمائتين وحوالي اربعة عشر مليونا أي %84.6 مقابل %15.4، بينما قدرت عدد السنّة في الشرق الاوسط، أي مصر وايران والمشرق العربي والجزيرة العربية ولم تحتسب تركيا بحوالي مائة وثمانية وخمسين مليونا وحوالي نصف المليون والشيعة اكثر قليلا من اربعة وتسعين مليونا ونصف المليون أي %62.5 ويكمن التحدي الذي يواجه الولايات المتحدة والعالم العربي السني في فهم ابعاد بروز الشيعة في المنطقة بعد الاجتياح الامريكي للعراق واسقاط نظام صدام ومنحهم سلطة كبيرة وتنامي نفوذهم في لبنان.

ووفقا لمجلة »تايم« الامريكية "ان فوز احزاب الاسلام السياسي الشيعي بالسلطة في العراق تحول الى مصدر الهام للشيعة في المنطقة للمطالبة بالمزيد من التأثير والحقوق متحدين بذلك قرونا من ترتيبات قديمة كانت وضعتهم في الهامش وجعلت حرب لبنان الاخيرة ايران وحزب الله لاعبين بارزين في المنطقة ودفعت جماهير الشيعة المبتهجين الى الشوارع في العراق والبحرين والسعودية وغيرها.

ومن الواضح ان ايران وجدت في قيام اول حكم شيعي بالعراق، فرصة تاريخية للتحول الى قوة عظمى في الشرق الاوسط..

ومجددا يقول غلود: ان طهران تمارس نفوذا قويا على جاراتها التي فيها اقليات شيعية بل حتى تتخطاها الى العرب السنة، اذ تحاول منذ التسعينيات التسلل الى النظام الاسلامي في السودان وتمول منظمات سنية عديدة، كما في العراق وسورية والاردن وغيرها.

ويربط غلود هذا بصعود الجهادية الشيعية والسنية اللتين هما برأيه ظاهرتان غير مستقلتين الواحدة عن الاخرى، مما سيؤدي خلال الفترة المقبلة الى تصدر النزاعات المذهبية وتجاوزها لمحاور الصراع السياسي في المنطقة.

وتستخدم طهران حزب الله اللبناني اداة (البازار) أو المقايضة، فهي وفق خبير اوروبي بقضايا الشرق الاوسط، تهتم به وتدعمه وتقدم وتسوق بواسطته سياساتها واستراتيجيتها.

ولكن ايران تنفي اتهامات عربية لها بمحاولات التدخل في الجسم العربي وادارة محاولات تشييع في بلدانها بطرق متعددة وتدعي ان شعبها، شيعي في غالبيته الساحقة وان نظامها يعكس ذلك وهذا امر طبيعي، مشددة على انها ليست ضد السنة ولا تستهدفهم سواء كمواطنين في ايران وفي دول اسلامية وعربية اخرى، انما هي ضد (الوهابية) الفكر السلفي الذي يعتبر الشيعة (روافض) وتعتبرها (الوهابية) خطرا على كيان الدولة الايرانية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثلاثاء 15 آيار/2007 -26/ربيع الثاني/1428